"الموت ولادة فلا
تخف"
الموت ولادة سبقتها ولادات فكلنا
ولد قبل ولادته الاخيرة مرات كثيرة
بعد آبائه واجداده، من عهد آدم
الى ان خرج الى هذه الدنيا،
وأعني بذلك انتقاله في ظهورهم
كما قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من
بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم ألست
بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا
يوم القيامة إنا كنا عن هذا
غافلين} (الأعراف ـ 179) . فالموت
ولادة ننتقل بها من الدنيا الى
البرزخ وبعد حين الى جنة عرضها
السموات والارض اعدت للمتقين،
فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر، فلو كنا
في هذا كله لما خفنا من الموت
بل لرحبنا به قائلين: يا مرحبا بلقاء
الله.
وليس أدل على ذلك من ان
المجاهدين في سبيل الله كان
لسان حالهم يقول: وعجلت اليك
رب لترضى وصدق الله العظيم:
{ ولا تحسبن الذين قتلو في سبيل
الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم
يرزقون فرحين بما آتاهم الله من
فضله ويستبشرون بالذين لم
يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف
عليهم ولا هم يحزنون} ( آل
عمران ـ 169ـ 170) .{وصدق من
قال: اطلب الموت توهب لك
الحياة.
لو تصور احدنا يوم كان جنيناً في
رحم أمه ذلك المكان الضيق
المظلم وهو فيه وحيد فريد لا
أنيس يجالسه ولا جليس يؤانسه،
فجاء من يخبره بأنه سيخرج من
مكانه هذا الى مكان واسع جداً
فيه ارض وسماء ماء وهواء
وشمس وقمر ونجوم وبحار وانهار
وجبال وتعاقب ليل ونهار وخلق
كثير من الناس والحيوان والنبات
وما لذ وطاب من طعام وشراب…
الخ ما هناك مما في هذه الدنيا
هل كان سيصدق ذلك؟! لا اعتقد
بدليل انه حين خرج مولوداً كان
خائفاً وبكى كأنه يفضل البقاء حيث
كان انتقل الى عالم آخر مجهول،
ولما آنس واستأنس وتمتع بما في
الدنيا وتلذذ لم يعد يريد مفارقتها
على ما فيها من تعب وشقاء
ومكابدة، وصدق الله العظيم:إذ
حذّر أبوينا من إبليس اللعين بقوله
سبحانه وتعالى لهما {وههذا عدو
لك ولزوجك فلا يخرجنكما من
الجنة فتشقى} (طه ـ 117) كما
قال عز وجل {ولقد خلقنا الإنسان
في كبد} (البلد ـ 4) .ذا هو الشاعر
الحكيم يقول:
تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من
راغب في ازدياد .وقال آخر:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولاً لا أبالك يسأم اذن .
فالحياة في
الدنيا شقاء ومكابدة وتعب وسأم
ومع ذلك نرى الانسان يتشبث بها
ويعز عليه ان يفارقها.
ما أكبر حجم الدنيا وما فيها
بالنسبة لحجم رحم الام، ان حجم
الاخرة وما فيها بالنسبة لحجم
الدنيا ـ على سعتها ـ اكبر بكثير، بل
هو أكبر من ان نستطيع تصوره،
فبالاضافة الى جنة عرضها
السموات والارض وما فيها مما لا
عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر
على قلب بشر هناك خلود ابدي
ونعيم مقيم.
وليس الجنة هي كل ما في
الآخرة، ان فيها جهنم (^) نعوذ
بالله منها ومن عذابها يقول رسول
الله (صلى الله عليه وسلم): «ما
الدنيا في الآخرة الا مثل ما يجعل
احدكم اصبعه في اليم فلينظر بم
يرجع» (مسلم).
أتمنى الموضوع يعجبكم
يلا باي بس لا تنسو الردود
ننتظر ابداعاتك
الموضوع قيم ويستحق التقدير ك
طل الود
وأفضل الذكر*** لا إله إلا الله
على الرد