هشام محمد طلبه
وقد اكتشفت في كهوف قرب البحر الميت في موقع خربة "قمران" لذلك فهي تسمى أيضًا "مخطوطات قمران" أو "لفائف قمران".
وهي تتبع طائفة يهودية هي طائفة "الأسينيين" التي انعزلت عن بقية المدن اليهودية وبنت مدينة صغيرة في هذا المكان لكنها تحطمت بفعل زلزال (عام 31ق. م) وأعيد بناء الموقع عام 4ق. م، لكن الرومان أحرقوه عام 68 م، والمرجع أن أفراد هذه الملة لم يكونوا يعيشون في هذه الأبنية، بل في المغائر المجاورة وفي أكواخ أو خيام من الجلود والطين.
وقد اكتشف أول جزء من هذه المخطوطات بعض البدو صدفة في مغارة أثناء بحثهم عن ماعز ضلت منهم فباعوها لبائعين سوريين حملوها لمطرانهم الأرثوذكي الذي حملها بدوره إلى الولايات المتحدة عام 1948م.
ثم حدث أن إسرائيل احتلت القدس والضفة الغربية عام 1967م، وهكذا أصبح موقع قمران والمدرسة التوراتية الفرنسية ومتحف "روكفلر" أو "المتحف الوطني" في القدس المحتوي على بقية المخطوطات التي لم ترحل لأمريكا تحت السيطرة الإسرائيلية وأصبح العلماء العاملون في هذه المخطوطات رهن الاختيار والسيطرة الإسرائيلية، ورأى سائر العلماء أن هناك تعمدًا وتحريضًا لتأخير نشر المخطوطات.
صورة أحد كهوف قمران الذي اكتشفت فيه المخطوطات
ونشر هذا الاتهام في المجلات المختصة خاصة الأمريكية مثل مجلة : Biblical Archaeology ( اختصارًا BAR ) التي شنت حملة على وزارة الآثار الإسرائيلية متهمة إياها بالخمول.
ودعا علماء جامعة أكسفورد إلى ندوة دولية في لندن يشارك فيها جميع الباحثين في هذه المخطوطات في لندن وقد حضر منهم اثنان فقط.
ثم حدث عام 1991م أن قررت مكتبة "هاننجتون" في كاليفورنيا – أمريكا التي كانت إحدى أربع مكتبات في العالم (ثلاثة في الولايات المتحدة وواحدة في أكسفورد – إنجلترا) تبين أنها تملك ميكروفيلمات للمخطوطات بالسماح للباحثين جميعًا باستخدامها.
وثارت ثائرة الإسرائيليين على هذه المكتبة إذ أخلَّت باتفاقها معهم ( جريدة " الحياة " اللندنية، أيلول – الأحد – ملحق آفاق 1991م ).
** والحق أن علماء اللاهوت والآثار النصارى قد ثارت ثائرتهم بسبب إخفاء تلك المخطوطات ليس فقط بسبب التشوق العلمي ولكن الأهم هو ظنهم أنها تحتوي على ما ينصر عقيدتهم ويخفيه اليهود خاصة أنه في عام 1990م قيل إن صحفيًّا إسرائيليًّا أجرى لقاءً مع "سترنْجل" – من أهم العلماء الذين بحثوا في المخطوطات قبل نشرها – فتكلم وهو في حالة سكر مدبَّر فتهجم على اليهودية ودعا اليهود كلهم للاهتداء إلى المسيحية، ونقل ذلك إلى الصحافة العالمية ومجلة " BAR " فنقل بعد فترة وجيزة إلى مصحة للأمراض النفسية.
فظن علماء النصارى أن هذه المخطوطات بالفعل تحوي ما ينص على ألوهية عيسى أو غيرها من عقائدهم فضغطوا على اليهود للإفراج عنها لكنهم اكتشفوا أنها لا تحوي "قنبلة لاهوتية" حسب ما زُعم وأعلن ذلك في مؤتمر عقدوه في "الإسكوريال" في نفس عام النشر 1991م .
صورة لبعض المخطوطات معروضة في متحف الآثار في العاصمة الأردنية عمان
بقى أن نذكر أن هذه المخطوطات كتبت بالعبرية والآرامية وكذلك اليونانية وبقى أيضًا أن نذكر أن اليهود الأسينيين أصحاب هذه المخطوطات قد خرجوا في هذه الصحراء وفي ذلك الوقت انتظارًا للخلاص على يد مسيح أرضي وروحي معًا وقد عاشوا تقشفًا وزهدًا مؤمنين بالله الواحد وبيوم الحساب.
الحق أننا أطلنا في الكلام عن هذه المخطوطات دون سواها في المصطلحات وذلك لأهميتها الشديدة ولولا جهل أغلب القراء بها لوضعناها في عنوان هذا العمل.
فإن هذه المخطوطات تحتوي بالفعل على "قنبلة" ليس كما ظن علماء اللاهوت النصارى وثبت فشله لكنها قنبلة إسلامية، ذلك لذكرها رسول الله ذكرًا لا لبس فيه.
فخاتم النبوة وتاريخ ميلاده – بأكثر من طريق – وكونه من نسل إبراهيم وفي نفس الوقت يخرج من وسط المشركين الذين يكذبونه ويحاربونه في أول الأمر ثم يتبعونه، وكونه محرر أبناء إبراهيم من الوثنية كل هذا وغيره يذكر في مخطوطات البحر الميت.
[IMG]http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:W0U1b-oVREfBeM:http://www.britannica.com/blogs/wp-*******/uploads/2007/09/image6.jpg[/IMG]
أشكر لك مرورك علي الموضوع
لك أحترامي وتقديري