كلمة السواك تطلق على الفعل أي عملية الاستياك، وساك الشيء أي دلكه وفمه بالعود. ويطلق على عود الآراك اسم “السواك” (بكسر السين) والمسواك (بكسر الميم).
حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على السواك
المسواك هو سنة من سنن الفطرة لما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (أربع من سنن الفطرة الختان والعطر والمسواك والنكاح) رواه أحمد وكذلك من سنن الوضوء لقوله صلى الله عليه وسلم (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء) رواه مالك والشافعي، وفي رواية (عند كل صلاة).
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) رواه النسائي والترمذي وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك)، وعن عامر بن ربيعة قال: (رأيت النبي ما لا أحصي يستاك وهو صائم) رواه البخاري، وعن عائشة رضي الله عنها قالت (مازال النبي يذكر المسواك حتى خشيت أن ينزل فيه قرآن) وعن خزيمة رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك) رواه الشيخان.
والمسواك مستحب في جميع الأوقات ولكن في خمسة أوقات أشد استحبابا:
1- عند الوضوء.
2- قبل إقام الصلاة.
3- عند قراءة القرآن.
4- قبل النوم وعند الإستيقاظ من النوم.
5 وعند تغير رائحة الفم.
والسنة غسله بعد الإستعمال تنظيفا له لحديث عائشة رضي الله عنها (كان النبي يستاك فيعطني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه) وفي صحيح مسلم عن شريح بن هانيء قال سألت عائشة قلت بأي شيء كان يبدأ النبي إذا دخل بيته؟ قالت بالسواك.
ويقال إنه في موقعة الفسطاط التي أدت إلى فتح مصر رأى الكفار المسلمين يستاكون فظنوا أن المسلمين يشحذون أسنانهم لأكلهم ولكن الحقيقة أن المسلمين كانوا يستاكون لينالوا مرضاة ربهم ويهبهم النصر.
ومع اهتمام الإسلام وادراكه لأهمية صحة ونظافة الفم والأسنان منذ أكثر من 14 قرنا وتأكيد الرسول صلى الله عيه وسلم على ذلك وأن الرسول من كثرة استعماله للمسواك فإن السيدة عائشة لا تحصى عدد المرات نجد أن الأبحاث والعلماء هذه الأيام فقط يدركان هذه الحقيقة وأن علاج أمراض الأسنان واللثة هو علاج عرضي وليس لعلاج السبب الحقيقي وبالتالي الوقاية هي الأساس لأن هناك أكثر من 40 نظرية عن الأسباب الحقيقية لأمراض اللثة.
ويصل إهتمام الطب بالفم والأسنان إلى إقامة كليات متخصصة في طب الفم والأسنان لإدراك أهمية الفم كبوابة ومدخل للميكروبات.
تسوس الأسنان من أكثر الأوبئة انتشارا في العالم
هذا العام وضعت منظمة الصحة العالمية تسوس الأسنان في المرتبة الرابعة من بين الأوبئة العشرة الأولى التي تنتشر في العالم، ويرجع تصنيف المنظمة لتسوس الأسنان لهذه المرتبة إلى أهمية رعاية صحة الأسنان لما لها من أهمية على صحة الإنسان بصفة عامة. وأشارت إلى أن 80% من الأطفال الفرنسيين في سن المراهقة بين 9 إلى 12 عاما على سبيل المثال يعانون من تسوس الأسنان كما أن عدد الأسنان المصابة بالتسوس في فم الشاب أو الفتاة قد زاد بنسبة 30%.
أهم أمراض الفم والأسنان
من أهم الأمراض التي تصيبها لعدم النظافة إلتهابات اللثة (gingivaitis & periodontities) التي قد يؤدي إهمالها إلى التقرحات أو نزيف اللثة والى تكوين خراج صديدي أو الى تخلخل الأسنان وضعفها.
كذلك القلح أو الجير اللعابي calculus وهو السبب الرئيسي لفقدان الأسنان يتكون الجير نتيجة عدم تنظيف الأسنان من طبقة البلاك التي تترسب الأملاح الموجودة في اللعاب فوق حافة اللثة وعلى جذور وأعناق الأسنان ويتركب الجير من رواسب عضوية وغير عضوية مثل كربونات وفوسفات الكالسيوم وفوسفات الماغنسيوم والمخاط اللعابي وفضلات الطعام والجراثيم ويكون طريا سهل الإزالة في البداية ولكن بعد 12 ساعة يلتصق يشده على الأسنان ويصعب إزالتها إلا على يد الطبيب ويزيد ترسب الجير في الأسنان المعوجة وغير المنتظمة ولونه ضارب إلى الصفرة ومع مرور الزمن يتكلس ويتصلب ويصبح بنيا داكنا خاصة لدى المدخنين والمسرفين في القهوة والشاي.
مخاطر أمراض الفم واللثة
ثبت علميا أن عدة أمراض تصيب الجسم نتيجة وجود علة في الفم والأسنان مثل التقيح والصديد السني الذي من المحتمل أن يسبب إلتهابات وتقيحات في القصبة الهوائية والرئة وإلتهابات في المفاصل وكذلك تسوس ونخر الأسنان من المحتمل ان يسبب إلتهابا في شبكة العين وآلاما في الأذن أو الأنف كما قد يسبب الصداع وأمراض الفم والأسنان تشكل بؤرة فساد فموية.
كذلك أظهرت دراسة أمريكية جديدة أن أمراض اللثة يمكن أن تؤدي إلى ولادة أطفال مبتسرين مولودين قبل موعدهم وقالت النتائج الأولية للدراسة التي أشرف عليها إستيفن أوفينيكير من جامعة نولرث كارولينا ان معدل ولادة هؤلاء الأطفال المبتسرين يزيد لدى النساء اللائي يعانين من مرض في اللثة وقال المشرف على الدراسة ان الخطوة القادمة ستكون معرفة ما إذا كان علاج الأسنان لدى الأمهات الحوامل سيؤدي إلى نقص في حالات الولادة قبل الموعد أم لا ؟
كيف كان الغرب ينظف أسنانه ؟
عندما ظهر السواك كوسيلة لوقاية الأسنان عند المسلمين كانت تنتشر في العالم طرق شديدة الغرابة والإيذاء ويصعب أن يتصورها الإنسان اليوم، فقد ذكر الدكتور شوكت الشطي في كتابه “رسالة في تاريخ الطب” (أن الغربيين في القرون الوسطى كانوا أقل تذوقا للنظافة من الشعوب المتوحشة…. ومن وصفاتهم للوقاية والعلاج مضغ قلب حية أو ثعبان أو فأرة مرة كل شهر أو تعليق سن شخص ميت ومن أشهر ذلك في القرن السادس عشر المضمضة بالبول عند نبيلات الرومان، وكانوا يفضلون البول الآتي من اسبانيا فإن لم يكن فببول الثيران. وكان الأوروبيون يستعملون قطعا من المعدن لإزالة بقايا الطعام من بين أسنانهم وهناك من كان يستعمل ريش الطيور.
شجرة الأراك وأماكن انتشارها
تعرف شجرة الاراك علميا باسم سالفادورا بيرسيكا (salvadora persica) وفي اللغة الأوردية عرفت بإسم (بيلو) (peelu) ومشهورة بشكل عام بإسم (شجرة فرشاة الأسنان).
وتشبه شجرة الأراك في شكلها شجرة الرمان فأوراقها بيضاوية وملساء متقابلة وهي دائمة الخضرة طوال فصول السنة وتنتشر لمسافات كبيرة على سطح الأرض والشجرة الواحدة تشبه الغابة في شكلها، وأزهارها صفراء مخضرة وثمرة الأراك أكبر من حبة الحمص ويكون لونها في البدء أخضر ثم يحمر ثم يسود عند ذلك يصبح حلو الطعم وتوجد بذرة واحدة.
وتنمو شجرة الأراك في الأماكن الحارة والأستوائية وتكثر في أودية الصحارى وتكون قليلة في الجبال وتوجد بكثرة في المملكة العربية السعودية خاصة في أبها وجيزان كما ينمو الأراك في سيناء وصعيد مصر والسودان وإيران وشرق الهند وباكستان.
والمسواك هو عود من شجرة الأراك يؤخذ غالبا من جذور الأراك البالغة من العمر بين السنتين والثلاث كما يؤخذ من الأغصان ويكون طعم النوع المأخوذ من الجذور حارا في أيامه الأولى أكثر منه عندما يجف لذلك يكون سعره مرتفعا في أيامه الأولى ويقل سعره عندما يجف.
المسواك في المؤتمرات العلمية والأبحاث
يعتبر المسواك الفرشاة الطبيعية المثالية التي زودت بمواد مطهرة ومنظفة تفوق ما في معجون الأسنان من حيث النوعية والكمية فهو مزود بألياف طبيعية غزيرة وقوية لا تتكسر تحت الضغط وهي لينة بحيث تتخذ الشكل المناسب لتدخل بين الأسنان وفي الشقوق فتتخلص من بقايا الأكل دون أن تؤذي اللثة.
وقد أعلن الدكتور (كينيت كيوديل) أمام المؤتمر الثاني والخمسين للجمعية الدولية لأبحاث الأسنان بأتلانتا في أمريكا (أنه لوحظ ان الذين يستعملون السواك يتمتعون بأسنان سليمة وأن بعض الشركات في بريطانيا والهند تصنع معاجين أسنان تدخل فيها مواد مأخوذة من السواك وأن تجاربه الشخصية مع مرضاه أثبتت ان الإلتهابات والتسوس يزول بعد إستعمال المسواك لإحتوائه على مواد طبية مثل حامض التانيك tannic acid الذي يقتل الجراثيم ويطهر ويمنع نزف الدم وكذلك يساعد على إلتآم جروح اللثة).
كما لاحظت جامعة مينسوتا الأمريكية في أبحاثها أن المسلمين الذين يستعملون السواك سليموا الأسنان واللثة إذا قورنوا بمن يستعملون الفرشاة والمعجون.
وهناك بحث للدكتور جيمس ترند من الولايات المتحدة أكدوا وجود مواد قاتلة للجراثيم ومواد مضادة للإلتهابات.
معاجين المسواك
وكان نتاج البحوث الطويلة في النواحي الطبية والصيدلية والكيميائية على نبات المسواك التي أجريت بمعامل ومراكز البحوث المتخصصة بألمانيا الغربية والولايات المتحدة وسويسرا ومصر والهند والأردن والمملكة العربية السعودية ان المسواك يحتوي على أكثر من 20 مادة فعالة مفيدة للأسنان واللثة الذي أدى إلى قيام معامل شركات الأدوية في كل من هذه الدول بتحضير معجون أسنان محضر بطريقة علمية يحتوي على المركبات الطبيعية الفعالة للمسواك في صورة مركزة ونشطة، وحصلت هذه المنتجات على براءة إختراع من مراكز البحوث العلمية عن صناعة هذا المعجون لفاعليته وفوائده الطبية.
ملايين الميكروبات في اللعاب
من المعلوم طبيا أن فم الإنسان يحتوي على أنواع كثيرة من الجراثيم، وثبت علميا كما تقول امهات الكتب في طب الأسنان أن الواحد مللي من اللعاب يحتوي على ما يترواح بين 43 مليوناً إلى 5،5 مليار جرثومة.
وهناك كتب أخرى تتحدث أن المتوسط عدد 750 مليوناً من البكتريا وأن هذا العدد يزداد إلى 100 مرة في حال وجود طبقة البلاك على الأسنان وان هناك مابين 100 إلى 160 نوعاً من البكتريا موجود في الفم مابين موجود بصورة دائمة أو بصورة مؤقتة منها الستريبتو كوكاس وبكتريا اللاكتوبكتريا والكليبسيلا والستافيلوكوكاس.
المواد الفعالة وتأثيراتها
تتحدث أبحاث طب الأسنان عن وجود أكثر من 20 مادة طبية معروفة حتى الآن منها:
السنجرين وهي مادة مطهرة قوية تقتل الجراثيم وقابضة توقف النزف.
بللورات السيليس وهي مواد مزيلة للأوساخ.
حمض التنيك (tannic acid) وهي مادة قابضة ومطهرة لثة والأسنان وتمنع النزيف.
زيوت عطرية تنشط الدورة الدموية وتطيب الفم.
ثلاثي ميثيل امين trimethylamine التي تعمل على إلتئام الجروح والتهابات اللثة.
قلويات سلفادورين An alkaloid as salvadorine.
فيتامينات مقوية للثة وخاصة فيتامين سي الذي يزيد من مقاومة اللثة للإلتهابات.
الكلور والسيليكا تساعدان على إزالة الأصباغ والتلوين من على الأسنان وتبييضها.
مواد قلوية تعمل على منع التسوس.
مادة صمغية resins تعمل على تغطية المينا وحمايتها من التسوس العفص وهو مطهر وقابض يوقف النزيف.
بيكربونات الصوديوم كمادة مطهرة.
كلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم وأكسالات الكالسيوم – كلورويدات chlorides ومادة شبيهة بالبنسلين وأملاح معدنية وألياف سيليولوزية ومواد سكرية مثل الجالاكتوز والنشا – ستيرولز وسابونين saponins & sterols
ألياف المسواك أفضل أم الفرشاة والمعجون ؟
تعتبر ألياف المسواك مثالية عن الفرشاة للأسباب التالية:
ألياف المسواك قوية لينة متينة وغير قاسية كألياف الفرشاة التي تخدش.
ألياف المسواك تحتوي على مواد كيميائية مفيدة للأسنان في حين لا تحتوي شعيرات الفرشاة مثل ذلك.
ألياف المسواك رقيقة ودقيقة وطبيعية لا تؤذي أنسجة اللثة.
للمسواك فعالية أكبر في تقليل الترسبات القلحية (الجير).
ألياف المسواك غير قابلة للتلوث لوجود المطهرات كالسنجرين والعفص وبيكربونات الصوديوم.
ألياف المسواك يمكن التحكم بصلابتها وطراوتها بتقليل عدد أليافها أو دقتها.
ألياف المسواك يمكن إختيارها بالحجم والطول المناسب لحجم الفم والأسنان.
له قدرة ميكانيكية كأداة تنظيف ومقدرة عالية أن يخلص الفم من بقايا الأكل كما ثبتت من خلال الدراسات التي أجريت.
كيفية استعمال المسواك
يؤخذ عود المسواك ويقطع وينقع في الماء النظيف لعدة ساعات ثم يدق طرفه حتى تتباعد الألياف وينزع قشرته وتصبح الألياف على شكل فرشاة.
يقول العالم (رودات) مدير معهد علم الجراثيم والأوبئة في جامعة روسوك بألمانيا “هناك حكم كثيرة لإستعمال العرب للمسواك مبتلا بالماء لأن إستعماله جافا لا يتيح تحلل المادة المضادة للجراثيم فيه ولو استعمل جافا فإن اللعاب يتسبب في تحلل المادة”.
فوائد استعمال المسواك
يزيل الروائح الكريهة ويحسن إحساس التذوق.
يقوي اللثة وينشطها وينشط الدورة الدموية ويساعد النسيج بين اللثة وعظام الفك على الحفاظ على ثبات الأسنان.
كذلك علاج لبعض حالات الصداع headache عن طريق تنشيط الدورة الدموية بالفم التي تقلل تجمع الدم بالرأس.
يزيل إصفرار الأسنان.
يطهر الفم واللثة من الميكروبات ومفعوله يستمر من 8- 12 ساعه بعد الإستعمال.
يساعد على الهضم من خلال التحفيز على إفراز اللعاب.
استعمال المسواك على مدار اليوم يساعد على زيادة إفراز اللعاب مما يساعد على زيادة الدفاع العضوي للفم وتنظيفه ورائحة المسواك تكسب الفم رائحة زكية عطرة.
تأثير حمض التانيك القابض يحمي اللثة من الإلتهابات وكذلك قابض للثة.
مضاد للميكروبات ومضاد للإلتهابات.
يقي من تكوين اللطع الجرثومية (البلاك)، يقي من تسوس الأسنان
يعطيك العافيه اخوي