إهداء : إلى تلك السنين التي دونت ذكرياتي …
كلُّ ما أملك ُ من هذا السراب
نزفُ حرفٍ لم يزلْ في الروحِ يسري . .
ورؤى ليلٍ كئيب
يحملُ السهدَ لعيني
يقتفي خطواتي قبلي
ينتزعني من ثيابي
يَملئُ القلبَ هموماً وتضاريساً لحتفي . . .
أنا لازلت ُ كما كنتِ ترينَ الصورة َالأحلى لروحي
غيرَ إني !!
شابَ رأسي
وتقاسيمُ شحوبي بدلتْ عنوانَ وجهي
وعلى صدري سياطُ القهرِ تقتاتُ ضلوعي
ينهشُ المنفى سنيني
تحترق أوراقُ زهري
وتحصارني مسافاتٌ من الجوعِ طويلة . .
أنا لازلت ُ كما كنا صغاراً نملئُ الدنيا أزاهيراً جميلة
غيرَ أن الليلَ قد كانَ قريباً من ظنوني
يقتلُ الألوانَ حولي يَصنعُ الدنيا رماداً في عيوني
أنا لازلت بعيداً تدفعُ الريحُ شراعي
نحو فجرٍ لمْ يزلْ في الفلكِ غافي
أيقضتْ عيناهُ أمي لتصلي ..
صرتُ أسمع " رغمَ إني لستُ أسمع " !!
صوتها الدافي
يغني …
يا إلهي ،،،،
آه ما أكبرَ حزني !!
وحدي والأوجاعُ نمشي في طريقٍ يشبه ُالموتَ تماماً
كانَ يحوي ذكرياتي وبقايا من هدومي
وعلى جنبيهِ آلاف الضحايا تشتهيني
كانَ مثلي
يتشبه بحروفي
يحتويني
أن لازلتُ ..
ولكن !!
كانتْ الأصواتُ حولي
تنهشُ الروحَ وتغلي
تملئُ الأفقَ صراخاً ، تزدريني . . . .
* من مجموعتي الشعرية رسائل إلى شاطيء الغفران ..