تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » آداب وشروط اصطحاب الأطفال إلى المساجد

آداب وشروط اصطحاب الأطفال إلى المساجد 2024.


ما هي شروط اصطحاب الأطفال إلى المسجد ؟ مع العلم أن الكثير من الأولاد والبنات – سواءالمحجبات أو غير المحجبات- الغير ملتزمين (2- 13) الذين يأتون إلى المسجد لا يصلونولا يحترمون آداب المسجد ولا يعرفون له حرمة . فهم للأسف لا يأتون إلى المسجد إلاللعب والتشويش والإزعاج حتى أثناء الأذان والصلاة – إذ أن الأولاد والبنات يلعبونمع بعض في مصلى الرجال و في مصلى النساء-, ولا يمكن لأحد أن يوقفهم عند حدهم.
وللأسف أصبح الأمر عند الكثير من المسلمين عاديا أن يلعب الأولاد مع البنات(حتى سن العاشرة) في مصلى الرجال والنساء وأن يتواجد الأولاد (حتى سن الخامسة عشر) في مصلى النساء ولا يغضون أبصارهم ونفس الشيء ينطبق على البنات في مصلى الرجال ؛ حتىإن أحد الآباء يقول أن ابنته (16 سنة) ما زالت صغيرة ويحق لها أن تدخل عند الرجال! وأصبح المسجد في نظرهم ساحة للعب الأطفال ولهوهم . والغريب في الأمر أن هناك منالآباء من يرى هيجان ابنه في المسجد وإزعاجه للمسلمين ولا يحرك ساكنا , فإذا تكلمتمعه وقلت له مُر ابنك بالهدوء واحترام المسجد, يقول لك : ابني هذا شيطان يعقني ولايطيعني ولا يُمْكِنُنِي أن أتحكم فيه أو أكف أذاه عن رواد المسجد .

هل يجبمنعهم من الإتيان إلى المسجد أم لا ؟
وهل لك من نصيحة توجهها لإمام المسجد ولمجلسإدارة المسجد وللآباء والأمهات والأبناء ؟

جزاكم الله عنا وعن الإسلامخيرا .

الجواب :

لا شك أن هذه المسألة بين إفراط وتفريط
بين فريقين :
فريق يُحضر أطفاله ويتركهم يعبثون ويُشغلون المصلين دون كفّ أو نهي .
وفريق يمنع إحضار الصبيان للمساجد ، ولو كانوا مُميّزين ولو كانوا بعد سن السابعة ، وبحضرة آبائهم أو بأدب وسمت .

وحضور الأطفال إلى المساجد مع أمهاتهم له أصل في السنة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوّل فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشقّ على أمه . رواه البخاري .

وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة ، أو بالسورة القصيرة .

فهذا فيما يتعلق بحضور الصبي مع أمه إلى المسجد .

وأما إحضار الصبيان بمثل ما ذُكِر في السؤال فمنكر لا يليق بالمصلين ولا ببيوت الله عز وجل التي هي محل العبادة والطاعة .

والصبيان إنما يؤمرون بالصلاة لتمام سنّ السابعة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر . رواه أبو داود وغيره .

ولكنه قبل أن يُحضر للصلاة في المساجد يُعلّم أدب الصلاة في البيت ، وهذا من حِكمة أن يُصلي المسلم صلاة النافلة في بيته لقوله عليه الصلاة والسلام : أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة . رواه البخاري ومسلم .
يعني إلا الفريضة .
فإذا صلى المسلم صلاة النافلة في بيته فمن بركة ذلك أن يتعلّم الصبيان الصلاة ، وكيف يصفّون ، وكيف يقفون ، ولا يتلفّتون .
فإذا درج على هذا وتعوّد عليه ، أُمِـر بالصلاة بعد ذلك في المساجد .
والصبي إذا كان لا يُميّـز فإن وجوده في الصف يقطع الصفّ ، ويأثم من أحضره ، بخلاف ما إذا كان مُميّـزاً .

وبعض الآباء يُحضر أطفاله للمسجد ويتركهم يعبثون بكل شيء ، وهو يراهم ولا يُحرّك ساكنا ، وحدّثني بعض مشايخي بأنه رأى رجلا معه طفل له تركه يعبث بالمصاحف ، ولم يَنْهه ولم يَكفّـه عن العبث بها ، فلما تحرّك الطفل باتجاه المروحة الهوائية الأرضية تحرّك والده وأخذ بيده !
وهذا يعني أنه كان يراه ويُراقبه ولم يتحرّك للعبث بالمصاحف وتحرّك للعبث بما يضرّ ابنه ضررا حسياً .
فلا شك أن هذا من عدم تعظيم شعائر الله عز وجل .

إن بإمكان الأب أم الأم إذا أحضروا صبيانهم للمساجد أن يجعلوهم إلى جوارهم وأن يكفّوهم عن العبث وكثرة الحركة .

ومن هنا فإن من يقول : لا يُمكنني أن أكفّ أذى ابني ، ونحو هذا القول ، هو قول باطل ؛ لأن هذا القائل لو رأى ابنه يُريد الخروج من المسجد إلى الشارع لقطع صلاته وأمك به !
ولو رآه يتجه لأسلاك الكهرباء لفعل مثل ذلك وكفّـه عن العبث !
ومثله لو رآه يتجه لمروحة كهربائية ونحو ذلك .

فيُقال لمن قال ذلك : لماذا لا تتركه يعبث بالكهرباء أو بما يضرّه وتقول : ابني شيطان !
وإذا كان الابن شيطاناً فإن الشياطين لا تُحضر للمساجد !!

وبعض الناس يحتجّ بفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع بنت بنته أمامة بنت أبي العاص فقد جملها وهو يُصلي ، أو ركوب الحسن أو الحسين على ظهره عليه الصلاة والسلام ، ونحو ذلك .

فالجواب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج للصلاة تبعته الطفلة فحملها ، ثم إنه عليه الصلاة والسلام لم يتركها تعبث في المسجد وتروح وتجيء ، وتُشوّش على المصلين ، وإنما أخذها وحملها ولم يتركها .
وركوب الحسن أو الحسين على ظهره عليه الصلاة والسلام لم يكن من فعله هو عليه الصلاة والسلام ولا فعله ابتداء وإنما وقع ذلك اتفاقاً .
وما وقع اتفاقا من غير قصد فلا دليل فيه .

وهل من وقع منه ذلك مرة أو مرتين كمن يتكرر منه ذلك في اليوم والليلة ؟

أحدهم أخذ طفله الذي لم يُتم الثلاث سنوات فبال في المسجد ، ثم زعم أن أخذ الأطفال واصطحابهم إلى المساجد سُنّـة .
فقيل له : وهل البول في المسجد سُـنّـة أيضا ؟!

فلا شك أن هذا كله من العبث

بقي أمر أُشير إليه في السؤال ، وهو ما يتعلق بالفتيات أو الفتيان ودخول البنات مصلى الرجال ، والشباب مصلى النساء .

فأقول :
وهذا مُنكر آخر
فإن عائشة رضي الله عنها قالت : إذا بلغت البنت تسع سنين فهي امرأة .
فكيف بمن بلغت السادسة عشرة ووالدها يقول : هي صغيرة ؟!

فلا يجوز دخول البنات في مثل هذا السن دخول المسجد حيث يُصلي الرجال في حالة وجود مصلى للنساء .
ولا يجوز للذكور لمن بلغ أيضا وعرف أوصاف النساء أن يدخل عليهن .

وقد كان غلاما يدخل على أمهات المؤمنين فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم يوما يصف امرأة من أهل الطائف فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين أن يدخل عليهن ، وقال : لا يدخل هؤلاء عليكم . رواه البخاري ومسلم .

فمتى ميّـز الصبي وعرف أوصاف النساء فإن النساء يؤمرن أن يحتجبن عنه ولو لم يبلغ الـحُـلُم .

والنصيحة لمن تولّى أمراً من أمور المسلمين في مسجد أو جمعية أن يتقي الله وأن يُحاول الإصلاح بقدر المستطاع ، وأن يُلزِم الآباء بأحد أمرين :
إما أن لا يُحضروا من الأطفال إلا من كان فوق سن السابعة .
وإما أن يكفّوهم ويكفّوا أذاهم عن المصلين .

لأن أفعال هؤلاء تُنفّر المصلين عن المساجد .
والمساجد إنما بُنيَت لذكر الله عز وجل .
الشيخالفاضل عبد الرحمن السحيم
منقول

موضوع رائع ومتكامل يعطيكي العافية

في حفظ الله

تسلمين ياروحي عالمرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.