اشتملت الدِّراسةُ على 16 مريضاً خضعوا منذ عام إلى زراعة قلوب جديدة، وكانت حالاتُهم مُستقرَّة. استمرَّ بعضُ المُشاركين في مُمارسة التمارين المُتوسِّطة المُوصى بها، بينما مارست البقيَّةُ تمارينَ ذات شدَّة عالية، تتضمَّن التدريبَ لعدَّة دقائق بمُعدَّل قريب من أقصى سرعة للقلب ولفترة 12 أسبُوعاً.
أظهرت النتائجُ أنَّ التمارينَ ذات الشدَّة العالية كانت آمنةً وأكثرَ فعَّالية من التمارين المُتوسِّطة في المُساعدة على الوُصول إلى مستويات أعلى من القدرة على التمرين؛ كما كانت التمارينُ ذات الشدَّة العالية مفيدةً أكثر في التقليل من ضغط الدَّم أيضاً.
تمكَّن الأشخاصُ، الذين مارسوا التمارينَ ذات الشدَّة العالية، من زيادة الكميَّة القصوى من مدخول الأكسجين وبنسبة 17 في المائة، بالمُقارنة مع نسبة 10 في المائة بالنسبة إلى الذين مارسوا التمارين المُتوسِّطة.
قال الباحِثون إنَّ ضغطَ الدَّم الانقِباضيّ (أعلى قِراءة لضغط الدَّم) انخفضَ بشكل ملحُوظ عند الذين مارسوا التمارينَ ذات الشدَّة العالية، لكنه لم يتغيَّر عندَ الذين مارسوا التمارينَ المُتوسِّطة. كما ارتفعت ذروةُ سرعة القلب عندَ الذين مارسوا التمارين ذات الشدَّة العالية، لكن لم يحدُث هذا عندَ الذين مارسوا التمارين المُتوسِّطة. وبشكلٍ عام، ظهر تحسُّن في مُعدَّل تعافي القلب عندَ أفراد المجموعتين معاً.
قال المُشرفُ على الدِّراسة كريستيان دال، من جامعة كوبنهاغن في الدانمارك: "حالياً، يشعر الإنسانُ الذي تمَّت زِراعةُ قلب جديد له بزيادة في الوظيفة البدنيَّة ونوعيَّة الحياة ومدَّتها بشكل عام، لكن يستمر مُعظمُ المرضى بالشعور بأنَّ هناك حُدوداً لوظائفهم البدنيَّة وبانخِفاض في نوعية الحياة، بالمُقارنة مع بقية الشرائح البشرية؛ ويعُود هذا إلى التأثيرات الجانبيَّة للأدوية المُضادَّة لرفض الجسم للقلب الجديد، ولأنَّ تنظيمَ سرعة القلب يضعف بعدَ زراعة القلب".
"تُعدُّ الاستجابةُ الضعيفة لسرعة القلب عائقاً أمامَ التدريب الذي يتطلَّب المزيدَ من الشدة العالية؛ لكن تُوثِّقُ هذه الدِّراسةُ أنَّ المرضى، الذين تمَّت زراعةُ قلوب جديدة لهم وحالتهم مستقرَّة، يستفيدُون من هذا النَّوع من التمارين، أكثر من استفادتهم من التمارين المُتوسِّطة التي يُنصَح بها عادةً. وهناك جانب مهم أيضاً في هذا الأمر، فالتمارينُ ذات الشدَّة العالية هي آمنة ويتلقَّاها المرضى بشكل جيِّد".
"لكن، يجب التأكَّدُ من الحُصول على موافقة الطبيب قبلَ البدء بأي نوع جديد من التمارين بعدَ الخُضوع إلى جِراحة زراعة القلب".
تحاياي لك