تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التوبه

التوبه 2024.

موضوع عن التوبه

بسم الله الرحمن الرحيم

أولا : معنى التوبة:.

التوبة فى اللغة تأتى من فعل تاب أو تائب وإذا بحثت عنها فى المعجم تجدها بمعنى الرجوع أو راجع أى الرجوع إلى المولى عز وجل ونحن نادمين على مافعلنا ونرجو رحمته سبحانه ونخشى عذابه.

ثانيا : شروط التوبة :.
جاء فى مختصر منهاج القاصدين :"واعلم أن التوبة عبارة عن ندم يورث عزما وقصدا , وذلك الندم يورث العلم بأن تكون المعاصى حائلا بين الإنسان وبين محبوبه".
وقال الإمام النووى رحمه الله : قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب , فإن كانت العصية بين العبد وبين الله تعالى لاتتعلق بحق أدمى فلها ثلاثة شروط :.
1- أن يقلع عن المعصية.
2- أن يندم على فعلها.
3- أن يعزم ألا يعود إليها أبدا.
فإن فقد أحد الثلاثة شروط فلا تصح التوبة وإذا كانت المعصية تتعلق بأدمى فيزيد شرط رابه وهو :.
4- رد المظالم. أى إذا كانت مال رده إلى صاحبه وإذا كانت غيبة أو نميمه إستسمح صاحب النميمه حتى يسامحه.

ثالثا: لمن التوبة :.
وأظنكم جميعا أندهشتم لهذا العنوان لأن الكل يعرف أن التوبة لكل الناس وهذا صحيح ولكن هناك بعض أيات وضحت بعض الناس التى يجبوا أن يتوبوامثل قوله تعالى :"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما".
ومثل قوله تعالى :"قل ياعبادى اللذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم".
أما فى عموم التوبه فقال عز من قائل :" ألم يعلمواأن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم ".
وقال أيضا :" وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ماتفعلون".

وهذا كان أول موضوع عن التوبه وأرجو أن يحوز إعجابكم

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد انتشر "موت الفجأة" بصورة مخيفة هذه الأيام، وبالأخص بين الشباب، حوادث سيارت، سكتات قلبية، أو من يدخل لينام وهو في أتم صحة وعافية، ثم لا يستيقظ مرة أخرى لإنه قد مــــات…

وهذا مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال لليلتين وأن تتخذ المساجد طرقا وأن يظهر موت الفجأة" [رواه الطبراني وحسنه الألباني]…

وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك" [صحيح الجامع رقم (1291)].

يا ترى كيف ستكون خاتمتى وخاتمتك؟؟؟ هل ستوفق لقول لا إله إلا الله؟
أم ستظل الدنيا في قلبك وتشغِل تفكيرك حتى عند الموت؟

لابد أن نتدارك أنفسنا قبل أن يفوت الآوان…
فالله سبحانه وتعالى يرسل لك الرسائل وإن لم تستجيب ويتحرك قلبك لهذه الرسائل ولذكر الموت، ستبتلى بعقوبة ما أشدها وأصعبها وهي انتكاسة القلب فيصير قلبك قاسيا غافلا… عفانا الله وإياكم من فتنة المحيا والممات…

تأمل عتاب ربك لك، حين قال جل فى علاه: {أَلَم يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنوا أَن تَخشَعَ قلوبهم لِذِكرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلا يَكونوا كَالَّذِينَ أوتوا الكِتَابَ مِن قَبل فَطَالَ عَلَيهِم الأَمَد فَقَسَت قلوبهم وَكَثِيرٌ مِّنهم فَاسِقونَ}. [الحديد: 16]

ما أصعبه من عتاب على القلوب.. ألم يأن الأوان؟؟ لماذا لا تريد أن ترجع إلى ربك؟؟ ألم يأتك النذر بعد النذر؟؟ ألا تخاف من الوقوف بين يدي ربك وليس بينك وبينه حجاب؟؟ ووقتها لن ينفعك شيء سوى عملك الصالح…

بلـى، قد آن الأوان يـــا رب، فوالله الذى لا إله إلا هو، سعادتك لن تكون إلا فى طريق ربك… ولتكن لك وقفة بينك وبين نفسك، تعترف فيها بكل تقصيرك لربك… وربك غفور تواب رحيم، لن يردك أبدًا مادمت صادقًا… وترجم هذه الرغبة بداخلك إلى أفعال، لأنه لو دخل قلبك الإيمان حقاً سيصدقه عمل..

وابدأ خطوة تلو الأخرى حتى تصل.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق". [صحيح الجامع رقم (2246)]

وأبشرك أن الطريق مفتوح لن يُغلق أمامك، إلا إذا كنت لا تريد التغيير…

وعليك فى بداية الطريق بهذه الخطوات:

غيّر صُحبتك…
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: "مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" [متفق عليه]… ابدأ فى تغيير الصُحبة وابحث عمن يُذكرك بالله، الذي حين تتكلم معه لا يجعلك تقع فى ذنوب ومعاصي بل يحثُك على الخير دائمًا.

حي على الصلاة…
ابدأ من اليوم بالحفاظ على الصلوات الخمس في أول وقتها… فالصلاة هي عماد دينك، وهي الصلة التي بينك وبين الله… وحافظ على صلاة الفجر وسنتها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيها: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" [رواه مسلم]… ثم تدرج في السُنن والنوافل.

تجديــد التوبــة…
مهما بلغت ذنوبك، جدد التوبة… فإن الله لا يمل حتى تملوا.

كثرة الاستغفار والذكر…
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف" [رواه الترمذي وصححه الألباني]…
والفرار من الزحف من الكبائر .. فاحرص على هذه الصيغة من الاستغفار لتكون سببًا إن شاء الله فى غفران الذنوب الثقيلة، واكثِر من الاستغفار ليكون سببًا فى بناء العلاقة بينك وبين الله.

جلسة الشروق…
قال صلى الله عليه وسلم: "من صلّى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" [السلسلة الصحيحة رقم (3403)]…
اجلس من الفجر حتى الشروق فى المسجد، تقرأ أثنائها في المُصحف وتقول أذكار الصباح، وبعد الشروق بثلث الساعة صلّ ركعتين، فتكون سببًا في تثبيت دينك إن شاء الله.

عوّد عينك على المصحف…
عينك التى أدمَنَت النظر إلى الحرام ولسانك الذى لا يفتر عن الغيبة والنميمة والسباب والقيل والقال، استبدل كل هذا بالأذكار وقراءة القرآن… والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: "من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف". [حسنه الألباني، صحيح الجامع (6289)].

عليكم بالصدقة…
إذا كنت قد أسرفت على نفسك بالذنوب والمعاصي، استدفع غضب ربك عليك بالصدقة وخاصة صدقات السر…
قال عليه الصلاة والسلام: "صدقة السر تطفئ غضب الرب". [صحيح الجامع رقم (3759)]

الحفاظ على الصلاة فى جوف الليل (على الأقل ركعتان)…
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم". [رواه الترمذي وحسنه الألباني]… فيكون سببًا في إقلاعك عن الذنوب.

الإكثار من الدعـــــــــاء… اخل بربِّك واسجد واقترب…
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء". [رواه مسلم]… وأقرب مايكون العبد من الله فى جوف الليل الآخر، فاسجد لله في هذا الوقت وادعوه وصرح له بكل ما صدرك واستغفره واطلب العفو والعون منه.

الصيـــام…
ابدأ بصيام الإثنين والخميس وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، لأن النبى قال: "ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر" قال "صوم ثلاثة أيام من كل شهر". [رواه النسائي وصححه الألباني]… ووحر الصدر أي الوساوس وهى مشكلة المشاكل، فقد قال الرسول: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم". [متفق عليه]… فعندما تصوم تُغلِق عليه هذه المنافذ.

وهكذا أمام كل سيئة فعلتها، قدِم حسنة لتمحُها…

صيـــام، قيــــام، أذكــــار، دعـــــاء واستغفــار فى الأسحــــار… يُمهد طريقك إلى الله تعالى..
فمن سوف يُلبى نداء الله ؟
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [ الحديد: 16]

هذه هي لحظة التغيير فى حياتنا كلها… اغرس هذه المعاني في قلبك وتعايشها واصرخ من داخلك وقل:
آن الأوان يـــــــا رب!!

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُثبتنا على طريقه وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال

جزاك الله خيرا
شكرا على مساهماتك في ملتقى برق
جعلها الله ثقيلة في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرااااااااااااا وشكراااااااااا على مرورك العطر
أستغفر الله..أستغفر الله..أستغفر الله..أستغفر الله
بارك الله لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.