الشبكات والسلاسل 2024.

الشبكات والسلاسل الغذائية

عندما يدرس الإنسان البيئة التي يعيش فيها يعرف أنه يعيش في شبكة مترابطة، ويتأكد أن أي خلل يحدث لعنصر من عناصر هذه الشبكة إنما يؤثر عليها جميعا ..
فانقراض إحدى الكائنات الحية على سبيل المثال قد يتسبب بنقصان حجم جماعة أحيائية معينة أو العكس .. فالكائنات الحية بلا شك تعتمد على بعضها في أمور عديدة على رأسها الغذاء ، وكون الغذاء مطلب أساسي لجميع الكائنات الحية .. وعنصر أساسي في الشبكة الغذائية ، كان يجب أن نعرف كيف تترابط الشبكة الغذائية في البيئة وكيف يؤثر كل كائن حي في غيره من حيث الغذاء ..

جميع الكائنات الحية تحتاج إلى طاقة حتى تقوم بالوظائف الحيوية المتنوعة ، تحصل هذه الكائنات على الطاقة من خلال الغذاء الذي تتناوله يوميا، وهنا يجب أن نقسم الكائنات الحية إلى قسمين رئيسيين:
أولا: كائنات حية ذاتية التغذية
وهذه تعتبر من الكائنات الحية التي تنتج الغذاء لها أولاً ومن ثم للكائنات الأخرى، تنتج هذه الكائنات غذاءها من خلال عملية البناء الضوئي التي يستلزم حدوثها وجود مادة الكلوروفيل (اليخضور) وهذه المادة توجد في النباتات التي تحتاج أيضا إلى الماء وغاز ثاني أكسد الكربون لتتم العملية.
بعد أن تحصل النباتات على غذائها اللازم تخزن ما يزيد عن حاجتها في أماكن مختلفة: السوق والأوراق والجذور والأزهار ..

ثانيا: كائنات حية غير ذاتية التغذية
وهذا النوع يتفرع إلى عدة أنواع إلا أنها جميعها تعتمد على النباتات ( الكائنات المنتجة للغذاء) في الحصول على غذائها ، ولا تقوم بإعداد غذائها بنفسها ، ولذلك تسمى بالكائنات المستهلكة ، أما عن الأنواع فهي كالتالي :

أ- آكلات النباتات والعشب فقط
هذه الكائنات تتغذى مباشرة على النباتات فقط ومن أمثلتها: الطيور التي تتغذى على الحبوب وأوراق النباتات، والغزلان التي تأكل الأعشاب وأغصان الأشجار، والحشرات التي تتغذى على كافة أجزاء النبات، وهناك أيضا من الكائنات البحرية كالبلاكتون الحيواني الذي يتغذى على البلاكتون النباتي وغيرها ..

ب- آكلات اللحوم فقط
أما هذه الكائنات فهي صنفين: منها التي تتغذى على النوع السابق ذكره من الحيوانات العاشبة وتصنف بأنها مستهلكة من الدرجة الثانية ، والصنف الثاني التي تتغذى على الحيوانات التي تأكل حيوانات أخرى وتصنف بأنها مستهلكة من الدرجة الثالثة، ومن أمثلتها: العناكب والطيور التي تتغذى على الحشرات آكلة النباتات وهذا مثال للصنف الأول، أما الطيور الجارحة كالصقر الذي يأكل الثعابين، وسمك القرش الذي يأكل أسماك أخرى فهي مثال على الصنف الثاني وهي تعد مستهلكات من الدرجة الثالثة أو أعلى ..

ج- أكلة كل شيء
أو تسمى متعددة التغذية وهي تأكل النباتات والحيوانات على السواء ومن أمثلتها: الإنسان والخنازير والجرذان والثعالب.

د- المفتتات
وهي كائنات عضوية مستهلكة تتغذى على المواد النباتية والحيوانية وتقسم إلى صنفان رئيسيان الأول ويتغذى مباشرة على الكائنات العضوية الميتة والمخلفات العضوية : كالسرطان وابن آوى والنمل والأبيض والحشرات ، أما الصنف الثاني فهو يحلّل الكائنات الدقيقة والمركبات العضوية المعقدة إلى مركبات غير عضوية دقيقة ومن أمثلتها: الفطريات ومنها العفن والفطر والوحيدة الخلية كالبكتيريا حيث تتحلل هذه البكتيريا والفطريات ثانية لتشكل غذاء للديدان والحشرات التي في التربة والماء .

والشبكات الغذائية أكثر تعقيدا مما قد يخيّل لنا ، فالكائنات الحية خاصّةً اللااختصاصية تتغذى على كائنات عديدة ومختلفة ، ولكن علينا أن نعلم أن بداية السلسلة الغذائية دائما تكون كائن منتج للغذاء كالنباتات، كما علينا أن نتذكر أن مصدر الطاقة الرئيس هو الشمس التي تساعد النبات في عملية البناء الضوئي.

مثال على سلسلة غذائية:

نلاحظ في هذه السلسة أن العشب هو الحلقة الأولى فيها تليها مستهلك من الدرجة الأولى يتغذى على النباتات فقط أما الثعلب وهو نهاية السلسلة فهو متعدد التغذية يتغذى على الحيوانات والنباتات ..

أما هنا نجد أنفسنا أمام شبكة غذائية أكثر تعقيداً ، فالعشب مصدر غذاء للأرانب والدجاج والسناجب وهي مستهلكات من الدرجة الأولى يتغذى عليها جميعًا الثعلب الذي يعد غذاء للضباع .

وأخيرا أعتقد أننا نستنتج مما سبق أنه من المهم الحفاظ على جميع عناصر الشبكة الغذائية لانها تتأثر ببعضها وبالتالي تؤثر بلا شك على الإنسان، لذا علينا أن نحافظ على جميع الكائنات الحية ونحميها من الانقراض وهذا ما سعت إليه بعض الدول من خلال المحميات الطبيعية ..
ويحضرني ما سمعته مرة عن ما قام به بعض الرعاة عندما قاموا بقتل جميع الذئاب في منطقة ما حتى لا يعتدوا على الخراف ، ولكنهم بعد فترة اكتشفوا أن الذئاب تأكل الخراف المريضة الضعيفة ، وهذه الخراف الضعيفة أصبحت تؤثر على قريناتها من الخراف وتنقل إليها المرض ، فأصبحت الخراف كلها تتأذى ، وكادت الرعاة تفقد خرافها كلها بعد أن كانت تفقد واحد أو اثنان ..
فسبحان الله تعالى الذي أبدع في خلقه ولم يخلق شيئا عبثاً ، وإنما كل لدور يؤديه ..
وهكذا هي الكائنات الحية في شبكاتها الغذائية ، لكل كائن حي دور مهم لا غنى عنه !!