تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » العقل الغائب00

العقل الغائب00 2024.

حقيقة ما دعاني لكتابة هذا المقال هو رد لأحد أعضـــاء المنتدى ذكر فيه أننا نعيش طفرة في الأفكار وإنتكاس في المفاهيم ولا أخفيكم أن رده ذلك والذي لم يتعد ســطراً أو بضع كلمات قــد إستلب الكثير من اهتمامي وألقى الضــوء وسلطه على حال الكثير من مفكرينا ومثقفينا وحال الكثير من مرتادي هذا المنتدى فكان الحاصل أن الأغلبيه يســـبحون في تيارين نقضين متضادين فهما إما في أقصـــى اليمين أو أقصـــى اليســار وكان ما بينهما مجرد فراغ لا يخلو من قلة في وســطه يعانون الأمرّين بين تجاذبات كلا الطرفين هذه التجاذبات العنيفه التي ما لبثت حتى أصبحت حرباً معلنه وأصبحت أقلية الوسط هــذه فيما بينها تصارع وتنازع بين هذين الفكين الحديديين الصدئين الجانحين عن جادة الصواب لعيش كالغائب بينها ، فكلا الفريقين لا يرون إلا قولهم ولا يسمعون إلا ما يحبون سماعه والكل منهم متطرف ومنحاز لرأيه وفكره بطريقته وحســب منهجه وإديولوجيته التي يقدســها ويســـعى دوما لإيجاد التبريرات لأخطائها ورميها على الطرف الآخر ، حتى أصبحت ساحات الحوار مجرد ساحة معركة لإثبات وجود كل طرف ساحة تخلو من كل أدبيات الحوار والتجادل الإيجابي والطرح الفكري الراقي والنتائج المــؤثره في رقــي المجتمعات ، ساحة يغيب فيها الإعتدال والوســطية وتمــوت على أرصفتها الموضوعية والواقعية والتي نفيت في طرح كلا الفئتين .

قد يقوم أحدهم قائلا : أحوج ما نحتاج إليه هذه التعددية الفكريه في المناهج والأفكار والتوجهات لما سوف يتمخض عنها من زيادة في الوعي والتوازن بين الرؤى ، ولكني لا أرى أي تعددية هنا فنحن ما بين متشدد يتمســـح بالدين ليثبت صحــة توجه متخذاً منه ستاراً يستتر به عند أي نقد وبين متحرر جاوز خطوط التحرر إلى الإنحلال ويتمســح هو الآخر بالدين ولكن بطريقة أخرى تتمثل بالنقد الغير موضوعي والغير صحيح للدين والإستفزاز المقيت والذي أجــزم أن البعض منهم يفتعله اعتباطاً .

فكان التيارين وليدي حالتين نفسيتين كل حالة حملت بحملها فوضعتهُ مشوه الخَلق لم يســتوفي عُدة حَبلِه فخرج ناقص النمو مختل العقل ، ففكر متشدد عاش في جوف حالةٍ من الكبت يتغذى التزمت والإقصاء والكراهية وتشويه معاني الحياه وإحالتها لحجر صلد لا تستطيع مجاورته يضع نفسه في قبو مظلم يعيش مريديه في كل حركة لهم في إطار ضيق مليئ بالقيود بحرامها وحلالها وعيبها وكرهها ومحبتها .

وفكر متحرر وفد من رحلات مروجيه القاريه بعدما إصتطدم بواقع غير واقعة مليئ بالإفراط مرفوع القيود لا يرده دين ولا يرده عرف فذاب وانصهر فيه ، فجاوز خطوط مجتمعــه وديـنه التي لا تقبل الخروج عن دائرتها ، وإنجـــر وراء موجـة لا تخصه وأسقط تجربتها على واقع بيئته التي لا تقبل التطابق معها لسبب بســيط ووجيه هو الأختلاف الديني والعرفي والقبلي الذي لا يقبل التطابق ولا الإندماج بين كلا التجربتين إلا فيما ندر .

وبين كل هذا غاب ذلك الفكر المحرر القادر على انتشال المجتمع من وحل التجاذبات والتناقضات بين الإنحلال والتقوقع وبين التجمد والإنصهار ، ذلك الفكر الوسطي المعتدل المضيء المنير الذي يقبل الجميع ويأخذ الحســـن ويجنح عن القبيح ، فكر يحفظ الدين ويمنح الحرية في إطار جميل وقالب ممزوج برائحة العقيدة والأعراف لا يقبل التفسخ ولا التقوقع ، معتز بالأصالة والتراث والتاريخ والأرض والوطن ، إبحـــثوا عنه بين تضاربات أفكاركم ، ولا تظنوا بأن أي فكر أو توجه في هذه الدنيا مكتــمل ولاتفرطوا في الدفاع عن أفكاركم بل تلمســوا لها الدواء لعلاج أمراضها من خلال الحـــوار ونبش جوانب الخلل فيها وتقويمها بمساعدة ذلك النقيض معه مع من اختلف معكم ، ولا تخجلوا من الإعـــتراف بحَيدها وإزورارها وإحذروا التنطع وإدعاء انكم فقط من يمتلك الحقيقة المطلقه . فلا أحد يمتلك الحقيقة ..

دمــتم بود ….

الراقي بفكره وادبه ..

ابو حسين ..

استاذي لقد تنقلت بين كلماتك .. حرفا حرفا ..

ولقد ادركت مدى مصادقيتها وواقعيتها ..

فنحن الان في حالة بؤس شديده ..

فالنقاش الايجابي يكاد يخلوا من واقعنا ..

بل اصبح كل من يوجه لي انتقادا عدوي ..

فمنذ متى كان الناقد عدوا !!..

حتى ان مبدأ الحوار اكاد اجزم انه اندثر تماما تحت انقاض العصبيه والتخلف ..

فأين اتجهنا نجد واقعا مريرا مكبلا بالقيود والتعصب للرأي ..

استاذي اشكر لك كل حرف نقشته هنا ..

واشكر لك روعة ومصداقية كلماتك ..

هنيئا لك قلمك .. فأنه يأخذنا بعيدا في عوالم اخرى لا شواطئ لها ..

لك خالص ودي واحترامي ..

الولد اللطيف ..

مشكووووووووور على طرحك المميز

وفكرك الراقي

في حفظ الله ورعايته

مشكور على الطرح المميز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.