تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حديث الأبواب المخلوعة (5 6 7 8)

حديث الأبواب المخلوعة (5 6 7 8)

كان الصَّبر الخندقَ الذي لم يكن كافياً ليحميَ بيادقَ الانتظار من غاراتِ الغياب المتواصلة .
لكنه أحبَّهم ..
حتَّى و هم يصادِرون إنسانيَّته ، حينَ يمارسون آدميتهم في التشبت بطرف ثوبه يمنعونه عنِ الرحيل .
طرطقةُ عظامهم يلسعُها البردُ .. تورِثه الرجفة .
فيحشو أرواحهم بما يسعفه وفاؤه من العهود ، يتدفّؤون هم .. و تزيدُ هُو رجفته .
أراد القولَ بأن الغصن بقلبه لم يكُن هشاً ..
لا و لا الريح كانت عاتية ،
إنما رجفة الموقد كانت الأصدق .

حديثالأبواب"6"

صدرهُ كهف ..
و للريح حين تمرُّ به خاوياً خيبة تتصاعد من فمه .. تنهيدة .
كالمطرِ كانت عودته ..
يرفعون أيديهم للسماء كيْ يهطل ..
ثم حين يجيء .. يهربون جميعاً ، خشية البلل .
أما فكرة رحيله .. فقد كانت مجاملةً ثقيلة ..
يفتحُ صاحبها فمه لتنكشف و هي تغرزُ أظافرها بلسانِه في رجاءٍ بائس لا ترجُو الخروج .
و لو حصل و لُفِظت .. فإنّها تضل ترجو ألا يصدِّقها أحد .
كل صباحٍ يفتحُ قلبه يتفقَّده ..
يجده كما هو ..
مثخناً بالعهود ،
و في الزاوية .. ، يلمحهم في أسى يتبادلونه خبراً .. عارياً عن الصّحـ بـ ـة

حديث الأبواب"7"

كالأبرياء هي الأرواح ..
يحصل أن تُسجن ظلماً ،
لكنها حين تتحرر ، تخرج إلى العالم ناقمة ، أشد خطراً من أي سفَّاح .
لا أحد يذكر بالضبط كيف حصل ذلك ..
لكنّ المتفقّ عليه أنّه كان غريباً ..
حفظتُه الطرقات و المزادات و الفنادق الواجمة ، و الأماني الكاذبة و العنواين الكسيحة .
و قد كان سعيداً جداً بدوره ذاك ،
فلم يكن يكلفه الوقوف طويلاً أمام المرايا لتثبيت الأقنعة هو الذي لم يكن يرى وجهه إلا منعكساً على حدقات المُزدرين ، تلك التي لا تكف عن تشييعه في هذه المدينة ،
و لا حفظ السيناريو هو ذو الذاكرة الرذيئة التي عجزت عن تذكّر اسمه أو الشيء الذي جاء يفعله هنا على وجه الدقة .
و لا حتى الهروب عبر الأزقة الخلفية من طوابير المُعجبين ..
لأنه لم يكُن سوى ممثل ثانوي في هذا الفيلم الكبير ،
لا أحد يلحظه حين يأتي و لا أحد يفتقده حين يغيب .
و قد كان سعيداً جداً بدوره ذاك ..
يطوي في معطفه ورقة صغيرة ،
و كل مساء قبل أنْ ينام يفتحها ، يلقي عليها نظرة مرة مرتين .. و عند الثالثة يكونُ الصبح قد لاح ، فيعيدُ الورقة إلى مكانِها ، ليعود يحتسي الطرق و الأرصفة من جديد .
فجأة .. سحبُوا منه الدَّور ،
زعموا بأنه ممثلّ بارع ، و قد كان من الأجدر تقدير موهبته منذ البداية ،
لذلك .. منحوهُ دور البطولة ..
ثم أدرك لاحقاً بأنهم لم يمنحوه إياه إلا بعد أنْ دخلَ صاحبُ الدور في غيبوبة طويلة لا تُرجى منها استفاقة ،
و رفضَ بقية الممثلين أخذ مكانِه .. تطيُّراً .
مساءَ ذلك اليوم ، وجدوه يحتضن الإسفلت ..
لم ينزف قطرةَ دمٍ واحدة .. و لم يثر هذا دهشة أحد ، لأنه في البدء .. ليس سوى غريب .
حين قلبوا جثته وجدوا الورقة المطوية تحته، فتحوها .. قابلتهم صورة عجوز زعموا أنّها أمّه .
البعضُ قال بأنه لمح انعكاس صورته على الإسفلت فسارع لاحتضانها لأنها ذكّرتهُ بوجهٍ قديمٍ يشتاقه .
البعضُ قال .. بأن أوّل ما يفعله من يصل القمّة هو أن يلقي نظرةً نحو السَّفح .
.
و لا أحد يعلمُ لحدّ الآن ..
بأنّ الغرباء يموتون في صمتٍ و دون أن ينزفوا قطرة دم واحِدة ..
حين يجدون أنفسهم مرغمين على تقمص دور " الوطَنْ "

حديث الأبواب "8"

للملح هجرةٌ ما عادَ الدَّمع قافتله .
و لمفاتيح الصَّبر – حين استرددناها بعد فواتِ الأمانِ – .. أبوابٌ مخلوعة .
للفراغِ يؤثث أعيننا ، التماعة ..
لرعونة المدن تسكننا و تجهلُ خطونا .. حنقُ المتعب الأبديِّ على الكتفِ التي لن يستندَ عليها .
لخيبة الموانيء الثقيلة .. دويِّ ارتطام نوارسها بالرمل إذ تغصُّ بالرسائل التي لا تصل فتموت ، ثم لا يمشي في جنازتِها أحد .
و للمرساةِ شوقٌ ينزُّ من بين ثقوبِ السفينة .. فقط بالغرق وحدَه يستكين .
و قد كانوا قلَّة على كثرتِهم

كم راق لي حديث تلك الأبواب

بزمجرة حرفها الأدبي00

ورقي معانيها00
صرخات قلم بين البنان تصدح00

تهز جنبات ما تبقى من غيث الكلمات00
وورق على سفوح المجد تأرق00

من مداد تلك الكلمات00

لله در تلك الأحاسيس00
التي جادت بنقلها أروع المشاعر هنا

غاليتي الصفا

اسمحي لي لقد قمت بدمج الاحاديث

هكذا أفضل غاليتي

دمت بخير

فكم أنتي متميزه غاليتي الصفا

في انتقاء المواضيع

راق لي طرحك المتميز

فسلمت أناملك على جمال ما نثرتيه هاهنا

وتأكدي في أنتظار جديدك الرائع والراقي

كل الود

thanks
مشكووووووووووووووووووووور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.