رئيس فلسطيني في القرن الواحد والعشرون ، يعيد تكرار المأساة التي ارتكبتها بعض الوجوه الفلسطينية منذ العشرينيات من القرن الماضي لتسلم القرار إلى المنظومة العربية التي لم تكن على مدار الصراع في المستوى المطلوب من المعالجة لإيقاف حلم تحقيق الدولة الصهيونية على ارض فلسطين، من باريس إلى لندن إلى سويسرا إلى مدريد، وكانت النتيجة أن أقام اليهود دولتهم على 82% من أراضي فلسطين ، وتطمع إسرائيل في ضم 12% من أراضي الضفة التي احتلتها عام 67 من القرن الماضي
المنظومة السياسية العربية التي لعبت دورا مهما في إيجاد هذا الكيان المبندق ، بل هو دور مؤلم انعكس على الجغرافيا والديموغرافيا على قطعة من الأرض العربية وهي فلسطين في اخطر ممارسة في الجغرافيا السياسية وفي نهاية المطاف لتخرج تلك المنظومة بمبادرة عربية تحفظ امن إسرائيل وتهدر الحقوق وتنتهك حرمة وسيادة الأرض العربية بالمفهوم التاريخي والسيادي ، مع مطالبة بحل يحفظ ماء الوجه لأولى القبلتين التي تتعرض الآن لهجمات من المغتصبين اليهود العرب والأوروبيين.
كوارث تحققها المنظومة العربية وأخرها الفتوى لوزراء الخارجية العرب باستئناف المفاوضات في ظل إصرار إسرائيل على عدم وقف الاستيطان والهجمات المتلاحقة على القدس والحرم الإبراهيمي ومسجد بلال
مشاهد متناغمة بل متفقة في طبيعة الهدف بين القرار السياسي العربي وإجراءات سلطة رام الله بقيادة ورئاسة محمود عباس من إجراءات أمنية وتنسيق امني مع العدو الصهيوني، لإنهاء القضية الفلسطينية عربيا ودوليا ومسح أي قرارات دولية تؤكد الحق الفلسطيني في فلسطين ومقاومة الاحتلال
ولكن لماذا هذا التسارع العربي والمكوكي من محمود عباس في التنقل من عاصمة إلى أخرى ، وتصريحاته المتزامنة عن التفاوض كخيار استراتيجي ، في نفس الوقت لهفة نتنياهو على بدء التفاوض في ظل الأوضاع القائمة ، والإيعاز الأمريكي للمنظومة العربية بتحديد أربعة شهور للتفاوض لدفن القضية الفلسطينية .
اعتقد ان التحرك سواء من الولايات المتحدة او المنظومة العربية او إسرائيل تندرج تحت هدف استراتيجي في هذه المرحلة مع تصاعد لغة التهديد والحرب وتوزيع الكمامات الواقية على سكان إسرائيل في الأرض المحتلة
ولتحقيق هدف استراتيجي وضعت له مقدمات سياسية:-
1- استئناف المفاوضات ألان وبدون توحيد الموقف السياسي للبيت الفلسطيني ورفض عباس التجاوب لتوقيع المصالحة في دمشق او ليبيا له هدف ومفهوم سياسي يتناغم مع الهدف الاستراتيجي
2- إعلان المفاوضات الآن وقرار المنظومة العربية هو تحديد الخيار السياسي لمؤتمر القمة الذي سيعقد في ليبيا نهاية شهر مارس وإحباط أي دور متصلب تقوده ليبيا وسوريا يمكن ان يقود الخطة الأمريكية الصهيونية التي تنفذها ماتسمى دول الاعتدال وعلى ما يشابه دورها في حرب الخليج والغزو الأمريكي للعراق
3- آتى القرار العربي متزامن مع قمة نجاد مع الفصائل الفلسطينية وحزب الله وإعلان الجبهة الموحدة مع سوريا والفصائل
4- القرار العربي تفويض لصفة اللاشرعية في الساحة الفلسطينية بدور رأس حربة فلسطيني لتنفيذ أركان اكتمال عناصر الهدف الاستراتيجي . وصفة اللاشرعية تفاوض على مالا تملك على قضايا إستراتيجية خطرة كالحدود واللاجئين والمقدسات
5- الإسراع من كلا الأطراف المتورطة في مذبحة الحقوق الفلسطينية تأتي متسارعة مع اهتزاز عروش سلطة رام الله وفضائح الفساد ومحاولات كوادر فتح خارج وداخل الوطن إسقاط التيار الانقلابي المتصهين في فتح والوصول لنتائج في المفاوضات عامل مهم لتثبيت دورها المرحلي والمعد سلفا
6- قرار الخوف العربي وتثبيت نفسه ضمن الرؤيا الإستراتيجية الأمريكية هو حسم لدورها في المواجهة القادمة
امام هذه العوامل والوصول لانجاز سياسي مع الجانب الصهيوني في غضون أربعة شهور يحقق نضوج اكتمال عناصر تحقيق الهدف الاستراتيجي :-
1- غزة خارج القانون الدولى
2- التفريغ السياسي والدبلوماسي والتمثيلي لفصائل المقاومة وسوريا وحزب الله والدول العربية المتشددة
3- عزل تلك القوى العربية واستبعاد دول شمال إفريقيا والغرب العربي عن قواعد اللعبة
أهداف ثلاثة مدعومة بما يسمى الشرعية الدولية لتنفيذ الهدف الاستراتيجي ومحاولة إسقاط المقاومة في غزة ولبنان وتوجيه ضربة لابد منها للمقاومة وإيران وسوريا وربما مدة أربعة شهور من المفاوضات للانجاز السياسي تعني قبل ان تصنع ايران رأسا نوويا وتحركات إسرائيلية وأمريكية للبدء في الضربة وتحقيق الهدف الاستراتيجي
شرق أوسط بلا إيران نووية وبلا سوريا ممانعة وبلا مقاومة، وبلا حقوق فلسطينية، ويبقى الوطن العربي مجرد الة لشركات صهيونية امريكية
ولكن هل سيتحقق هذا الهدف الاستراتيجي……… نقول يمكن ان تبدأ المواجهة ولكن من الصعب ان تنتهي ولان الشعب العربي ليس قطيع من الخراف على منصة المقصلة
سميح خلف
أنا مش عارفه لمتى بدنا نبقى على هالحال
الضعف و الذل و الهوان
نحن العرب نتهم حكوماتنا بالتقصير
و هي اللي عليها المسؤلية تجاه كل اللي بيصير معنا
و نحنا كمان الشعب متهمين لأنا سمحنا و ما زلنا عم نسمح أن يقود مركباتنا
أشخاص ما بيهمهم مصلحتنا
شكرا على المقالة
لك أحترامي
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم