قصة واقعية عاشت احداثها في فلسطين وهي قائمة الى يومنا هذا
قصتي عن عاشقين بريئين لم يعرفا من الدنيا إلا براءتها و حسن نواياها عرفا معنى الإخلاص و الحب و الوفاء و التضحية .
عاشا العشق بأجمل معانيه و أروع صفاته كان الانتماء عنوانهما و الصدق شعارهما و الوفاء دربهما .
و لكنهما لم يعرفا أن الدنيا حبلى بالأحداث وأنها تخبئ لهما ما لم يكن في الحسبان ,, لقد كان حبهما قمة في البراءة و حمل أرقى معاني الحب العذري و ارتقيا به لعنان السماء .
لك أن تشبههما بطفلين بريئين ترعرعا في كنف الحب و ارتويا من نهر العشق و كبرا معه ليعلما الدنيا بأسرها أجمل معاني الحب ,,عشقها من أول نظرة سحرته بجمالها البريء الملائكي لقد كان حديثه معها يأخذه إلى عالم لم يكن يعرفه ,, شعر كأنه يسمو و يعلو إلى عنان السماء كطير جميل ,,, تقرب وتعرف عليها ومنذ ذلك الوقت بدأت قصة الحب ,,
أحب فيها براءتها و رقيها و تعلما معا الحب بتلقائيته
وشعرت الفتاة أنها ولدت من جديد , لقد وجدت فيه فارس أحلامها الذي كانت تنتظره فهو من كانت تحلم به فعلاً و أخبرته أنها كانت تشاهده في أحلامها قبل أن تراه حقيقة أمام عينيها , كانت تشعر أنها تتلاشى أمام قوة شخصيته ونظرة عينيه الثاقبة و أسلوبه الذي تصبغه معاني الرجولة و الطيبة والحنان ,, فوجدته صديقاً مخلصاً و عاشقاً يحمل معاني التضحية و الوفاء ,, كما أنها رأت فيه الزوج الذي تحلم به كل فتاة و أن تكمل مشوارها بصحبته إلى أن تفارقها الحياة .
تدور أحداث هذه القصة كما أخبرتكم في غزة حيث أتت هذه الفتاة إليها بهدف التعلم فهي بالأصل كانت تعيش في المملكة السعودية أتت إلى غزة وهي لا تعرف أحداً هناك حيث كانت وحيدة لم يكن هناك من يهتم بها فوجدت هذا الشاب عوناً و سنداً لها في وحدتها و لم يكن منه إلا أن تحمل على عاتقه كامل مسؤوليتها و اعتبرها أمانة في عنقه ووعدها بالا يتخلى عنها أو يغدر بها أبداً و هذا ما كان بالفعل فقد أعطاها العهد بان يتعامل معها بما يرضي الله إلى أن تطورت العلاقة بينهما وتعاهدا بألا يفرق بينهما إلا الموت هكذا اجتمعت القلوب و الأرواح بكل الانتماء و إنكار الذات .
و أصدقكم القول أني مهما حاولت أن اصف لكم هذا الحب و العشق أشعر بأن قلمي يعجز عن التعبير ووصف هذه المشاعر الراقية الحساسة التي لم اعرف لها شبهاً ولم أصادف لها مثيل إلا في كتب العشق الأسطورية .
و يحضرني في هذا المقام موقف لم أتخيله للحظة أو أتصور انه من الممكن حدوثه تخيل معي واحكم بنفسك لأن هذا الموقف أثر بداخلي و بنفسي بشكل لم أتوقعه .
في ذات يوم قال لها و كله صدق بكل كلمة تخرج من قلبه قبل لسانه و فمه (( ستجديني لأقرب لكي من حبل الوريد إذا ما احتجتني في أي يوم ,, سأكون بجانبك في لمح البصر بكياني كله )) و تخيل معي ماذا يحدث :
تتعرض الفتاة في ذات يوم لحادث سيارة تنقل على أثره إلى المستشفى اتصلت به ليكون بجانبها فهو الوحيد الذي تلجأ إليه في غربتها القاتلة ووحدتها الموحشة هو من كان لها كل شيء في هذه البلاد و هذه الدنيا بأسرها فقد كان القلب الحاني والأب الراعي و الأخ الحريص على كل ما فيها و تشاء الأقدار أن يكون ماراً بالقرب من هذه المستشفى فما كان منه إلا أن ذهب إليها مسرعاً و قلبه يهفوا إليها قبل جسده كانت روحه تسابقه بالوصول إليها ليطمئن عليها ,, ذهب مسرعاً تخطفه الخطى ليكون أمامها بجسده و صوته على الهاتف و هو يقول لها لقد قلت لك سأكون اقرب لك من حبل الوريد …..
لن أتخلى عنك و لو كانت أخر لحظة في عمري ,,, قال لها و هي لا تصدق أنها تراه أمامها بشحمه ولحمه و ما زال صوته يرن في أذنها على الهاتف
حقا صعقت من هذا الموقف و شعرت أن القدر يجمع بينهما بشكل لا يمكن للعقل أن يتصوره ألهذه الدرجة يمكن أن تحدث المصادفة ألم يقل لها من أيام قليلة جداً أنها لو احتاجته سيكون لها قريب و قريب جداً
لهذه الدرجة ممكن أن تتحقق المقولة أم هكذا يكون تخاطب الأرواح و الإحساس بالآخر
ألهذه الدرجة يمكن أن يكون العشق و أن يصنع المعجزات؟؟!! حقاً وبلا استثناء هذا هو الانتماء .هذا هو تناغم الروح للروح سواء أكان بالكلمات أو الأفعال .
كان العهد الذي بينهما ألا يفرق بينهما إلا الموت إن استطاع ,,, و اتفقا على الزواج و تقدم لخطبتها من أبيها الذي لم يكن مستقرا في غزة فقد كان يعمل في الخارج بالمملكة العربية السعودية كمدرس , و أتى إلى غزة بهدف الزيارة للاطمئنان على ابنته , فسارع الشاب لمقابلته و التقدم لخطبتها جلس مع والدها و تحدث معه أعجب الوالد بالشاب كثيراً لحسن صفاته وسمو أخلاقه شعر انه يتحدث مع رجل يمكن له أن يتحمل المسؤولية و انه من الممكن له أن يأتمنه على ابنته كزوج لها و لكن الوالد طلب تأجيل الموضوع لحين إنهاء الفتاة دراستها الجامعية و قال له بان بابي مفتوح لك في أي وقت و ذهب إلى بيته و هو يتغنى بهذا الشاب من أخلاقه و صفاته و شخصيته وإعجابه الكامل به مما أعطى الفتاة ثقة وفخرا بنفسها أنها أحسنت الاختيار و كيف لا و والدها يتغنى به أمامها
لقد كانت هذه الكلمات له ولها كمفتاح الجنة و ارتقت الأحلام و الطموحات و شعرا أن الوقت قريب ليجتمعا معاً في بيت الزوجية الحلم المنتظر ,,سافر الأب بعدها بأيام و استمرت رحلة الحب ,, حلما ببيت الزوجية و كيف سيكون هذا البيت شكلاً و مضموناً حلما وتوقعا كل شبر فيه كل قطعة أساسية وتكميلية حتى أسماء الأبناء حلما فيها و انتقيا أحلى و أجمل الأسماء .
سما حبهما و كبر وازداد فشهدت عليه الأرض باتساعها و السماء بفضائها و البحر بأعماقه و أمواجه ,, كان حبهما يحلو بالصدق لا الكذب و يصفو بالحقيقة لا الخيال كانا كجسدين بروح واحدة .
كان حرصه عليها كحرصه على نفسه و خوفه عليها كخوفه على روحه التي بين جنبيه ,,, مرت الأيام سريعة و حضرت الأم من السعودية و تقدم مرة أخرى لها و قد استقرت أموره وحسن حاله لأفضل ما يكون و قبلت فيه و وافقت و دخل بيتها على انه النسيب والزوج المرتقب وتبادلت الزيارات و المقابلات ,, كنا تشعر أن الأمور على أفضل حال و حقاً شعرنا جميعا بالسعادة فقد شعرنا أن الحلم قد تحقق وان الأحبة أخيراً وصلوا إلى أجمل مراحلهما وأحلامهما بيت الزوجية
زاد التفاؤل لدى الشاب و حاول أن يتمم إجراءات الخطبة بحضور الأم فرحبت بذلك و تم الاتفاق على أن يحضر احد أبنائها (نضال) حيث كان يدرس بمصر و بالفعل خضر نضال إلى غزة و التقى بالشاب و تعرف عليه و تقرب منه و توثـقت العلاقة بينهما حتى انه كان يذهب إلى مكان عمله لالتقائه و الجلوس معه كأنهما صديقين حميمين
رحب نضال بالخطبة بعد أن ابلغه الشاب بالأمر إلا انه قال له يجب إخبار الوالد و هذا ما حدث بالفعل فما كان من الوالد إلا أن فاجأ الجميع بقوله لن يتم أي شيء إلا بحضوره شخصياً و هذا الأمر مستحيل كون الاحتلال يمنع الزيارات في هذا الوقت لمن لا يحمل بطاقة الهوية فما كان من الأم إلا أن اقترحت أن تسافر هي وابنتها لتقوم بإقناعه بالموضوع والعودة مرة أخرى لإتمام مراسم الزواج فوافق الشاب و الفتاة على ذلك ,, خاصة بعد تشدد والدها بموقفه و بالفعل تم السفر و هنا كانت المفاجأة الكبرى عندما اكتشفت الفتاة كذب الأم وخداعها لها طوال هذه الفترة حيث أبلغتها بأنها لم توافق على هذا الشاب من البداية ليكون زوجا لها و أنها كانت تسايرهما ,, فانهارت الفتاة بكاءً و صدمة مما تسمع من أمها ,, و توسلت لأمها بالا تكون سبباً يحرمها ممن تحب و تهوى و قامت بتقبيل قدميها توسلاً و ترجياً لتتم ما أتيا من اجله فما كان من الأم إلا التكبر والنكران والجحود …..
و انطلقت حملة الذل والمهانة و الظلم الأسود لهما و بالأخص للفتاة لما كانت تتعرض له من ضرب وتجريح و اهانة مستمرة لدرجة أنها أصبحت تشك إن كانت ابنتهم ,, فقدت الإحساس بآدميتها من كثرة الاهانة المتعمدة والمستمرة
ورغم كل هذه الاهانات و الضرب المبرح الذي كانت تتعرض له كانت تستمر معه بالمكالمات و تقول أنها تتعرض للضرب من أجله كانت تقول له أنها لن تتخلى عن حبه و كان هو بالمثل متمسكاً بها لأبعد الحدود قام بكل ما عليه و ما فاق احتماله و توقعه أرسل لهم الوجهاء من الرجال و كل المعارف , حاول بنفسه أن يتحدث مع هذا الأب الذي فتح له باب الجنة ثم أوصده دون وجه حق أو سبب وجيه يبرر فعله هذا ,,, رفض معه أي حديث عن ابنته لا من قريب ولا من بعيد
رفض مقابلة كل الناس الذين ذهبوا إليه ليتوسطوا بل ليرجوه أن يكف ظلمه المجحف بحق هؤلاء ولكن لا حياة لمن تنادي
لقد أرسل هذا الشاب أهله إلى السعودية ليقوما بخطبتها رسمياً منه ولكنه رفض حتى استقبالهم و صدهم بكل معاني الإسفاف و التعنت الجاهلي حتى انه رفض تزويج الفتاة لأي شخص يتقدم لخطبتها
,, ألهذا الحد يمكن أن يصل الاستخفاف بمن يدعو أنهم لنا أب وأم ,,مما نكن من مشاعر و طموحات وأحلام …
لقد كانت الفتاة تستمد القوة من حبها و عشقها له لتتحمل كل ما تتعرض له و كان هو أيضاً يتحمل كل هذه المشقات لعله يستطيع أن يصل إلى قلب هذا الرجل ويستعطفه عله ينظر إليه بعين الرحمة لوضعهما و يوافق إلا انه لم يعبأ بأي شيء و لم يكرم لأي بشر حتى حنان الأبوة ذهب من صدره .
لقد حاولت الفتاة الهروب من هذا الجحيم الذي تعيش مع من تحب إلا أن الشاب لم يرضى أن يبدأ حياتهما بالحرام و أن يرتكبا إثماً يندما عليه العمر كله رفض أن يدنسا هذا الحب الطاهر العفيف من أي شائبة أو شبهة لإثم ليظل هذا الحب رمزاً للعفة والطهارة و النقاء ,, ولكن الظلم لم يتوقف رغم كل محاولات الرجاء و الاستجداء من الشاب و الفتاة و التي كانت دون فائدة فقد أصبح عمر الفتاة ثلاثون عاماً و هي لم تنقطع يوماً عن التواصل هاتفياً و عن طريق الانترنت مع من تحب
و كانت أشد اللحظات ظلماً عندما هددت بالقتل إن لم توافق على الزواج برجل غريب وبالفعل تحت تهديد السلاح وافقت و هي مرغمة مجبرة ومكرهة ليستمر الظلم تزوجت و هي كارهه لهذا الرجل الغريب لأن قلبها مع غيره ولهذا كانت تشعر أنها خائنة وأنها تحييا معه بالحرام لأن قلبها و عقلها لإنسان غيره ,,, لم يكن هذا الزواج مانعاً لها من أن تتواصل معه لتخبره عن شغفها للقائه و أنها من المستحيل أن تنسى من أحبت و أخلصت له سنين طوال و تحملت من أجله ما لا تتحمله الجبال
وكان هو يعتصر ألماً وحرقة لما يحدث لها وما يشاهده من تدمير لكل معاني الأبوية و زوال الرحمة من قلوبهم و كيف أنه يحرم ممن أحب ,,, كان بعد المسافات يقتله لأنه لا يستطيع أن يصل إليها كان يقتله انه يعجز عن التصرف من أجل أن يزيح عنها هذا الظلم الأسود في حياتها
انه يشعر اليوم أنه مقيد و مكبل من كل جانب لأنه لا يستطيع أن يبتعد عنها لأنها معشوقته ولكنها اليوم لرجل آخر غيره كان يستشعر حرمانية التواصل معها في هذا الحال رغم أن هذا الرجل تعرض للغش و الخديعة من قبل الأهل لم يخبروه بهذه القصة لأنه لو عرفها لأخذها من يدها وأوصلها لمن تحب وتعشق سيكون في قلبه الرأفة والرحمة أكثر منهم جميعاً
لهذا كان يقول لها أطلبي الطلاق و من ثم يمكن له أن يتصرف أما بهذا الوضع فهو لا يمكن له أن يرتكب إثماً يحاسب نفسه عليه ما بقي له من عمر
لم تعرف معنى للحياة منذ أن تزوجت بهذا الرجل حاولت أن تستمر معه بالحياة حاولت أن تكون الزوجة الصالحة .
لكنها لم تستطع ذلك لأنها في كل يوم و في كل لحظة لم تفارقها صورة من تحب و تعشق مازال قلبها ينبض باسمه في كل دقة من دقاته برغم بعدها عنه مدة ثماني سنوات و برغم بعد المسافات ,, شعرت في كل يوم تكون مع زوجها بأنها خائنة لمن تحب وتهوى
فهي تعيش مع هذا الرجل بجسدها فقط إلا أن قلبها و روحها معلقة بمن تعشق مازالت الذكريات تطاردها و تحييا بداخلها في كل لحظة ,, حتى كلمات الحب التي تسمعها من زوجها تعاني منها الأمرين لأن كل كلمة تذكرها بألف كلمة من كلمات العشق التي كانت تسمعها من حبيب القلب
إنها تحييا الجحيم بعينه لأنها لا تستطيع الاستمرار بالخديعة مع هذا الرجل ,, يقتلها شدة التساؤل مع نفسها هل تخبره الحقيقة ليكون الفراق و ترجع إلى حياة الذل والمهانة عند أهلها الذين ماتت في قلوبهم معاني الرحمة ؟؟؟ أم تتواصل في حياتها و تموت ألماً و حرقة كونها لا تشعر بأنها امرأة مخلصة لهذا الرجل و لمن أحبت ؟؟؟ فهي تشعر انه ظلم أيضاً بهذا الزواج و لكنها تعجز عن إخباره بقصتها ؟؟
إن قلبها لا ولم ولن يكف عن الحب , مازالت أمنيتها أن تلتقي بحبيب القلب و أن تجتمع معه في الحياة كزوجين .
كلاهما يعيشان في ناريين نار الحب و ألم الفراق و نار الظروف التي أحاطت بهم من ظلم وجبروت و طغيان
ومازال الظلم قائماً وما زال الألم مستمراً فهل هناك من يستطيع أن يزل هذا الظلم
بالله عليكم استحلف ضمائركم الحية ماذا يمكن لهذين العاشقين أن يصنعا ؟؟؟؟ كيف لهما العيش والاستمرار في هذه الحياة الظالمة القاسية بما فيها ؟؟؟؟ هل الموت أفضل لهما ؟؟؟ إنهما يموتان في اليوم ألف ألف مرة !!!!
مناشده للأب وهو منصور خليل نصرالله الصالحي المقيم في المملكة السعودية الرياض حي الملك فهد بان يستفيق ضميره ويخلص ابنته مما أغرقها فيه ويرفع الظلم عن كل من ظلمهم ويتحمل مسؤوليته أمام رب العالمين ويفكر جيدا بما ترتب علي إصراره وعناده ويرفع الحرام والظلم عن كل من وقعوا فيه كون الاستمرار علي الوضع الحالي مستحيل ولا يطاق وان هناك أشخاصا يقاومون بكل شده عدم الوقوع بالحرام والخيانة يحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ويقع الضياع الأكبر فوق الضياع الموجود
عاشا العشق بأجمل معانيه و أروع صفاته كان الانتماء عنوانهما و الصدق شعارهما و الوفاء دربهما .
و لكنهما لم يعرفا أن الدنيا حبلى بالأحداث وأنها تخبئ لهما ما لم يكن في الحسبان ,, لقد كان حبهما قمة في البراءة و حمل أرقى معاني الحب العذري و ارتقيا به لعنان السماء .
لك أن تشبههما بطفلين بريئين ترعرعا في كنف الحب و ارتويا من نهر العشق و كبرا معه ليعلما الدنيا بأسرها أجمل معاني الحب ,,عشقها من أول نظرة سحرته بجمالها البريء الملائكي لقد كان حديثه معها يأخذه إلى عالم لم يكن يعرفه ,, شعر كأنه يسمو و يعلو إلى عنان السماء كطير جميل ,,, تقرب وتعرف عليها ومنذ ذلك الوقت بدأت قصة الحب ,,
أحب فيها براءتها و رقيها و تعلما معا الحب بتلقائيته
وشعرت الفتاة أنها ولدت من جديد , لقد وجدت فيه فارس أحلامها الذي كانت تنتظره فهو من كانت تحلم به فعلاً و أخبرته أنها كانت تشاهده في أحلامها قبل أن تراه حقيقة أمام عينيها , كانت تشعر أنها تتلاشى أمام قوة شخصيته ونظرة عينيه الثاقبة و أسلوبه الذي تصبغه معاني الرجولة و الطيبة والحنان ,, فوجدته صديقاً مخلصاً و عاشقاً يحمل معاني التضحية و الوفاء ,, كما أنها رأت فيه الزوج الذي تحلم به كل فتاة و أن تكمل مشوارها بصحبته إلى أن تفارقها الحياة .
تدور أحداث هذه القصة كما أخبرتكم في غزة حيث أتت هذه الفتاة إليها بهدف التعلم فهي بالأصل كانت تعيش في المملكة السعودية أتت إلى غزة وهي لا تعرف أحداً هناك حيث كانت وحيدة لم يكن هناك من يهتم بها فوجدت هذا الشاب عوناً و سنداً لها في وحدتها و لم يكن منه إلا أن تحمل على عاتقه كامل مسؤوليتها و اعتبرها أمانة في عنقه ووعدها بالا يتخلى عنها أو يغدر بها أبداً و هذا ما كان بالفعل فقد أعطاها العهد بان يتعامل معها بما يرضي الله إلى أن تطورت العلاقة بينهما وتعاهدا بألا يفرق بينهما إلا الموت هكذا اجتمعت القلوب و الأرواح بكل الانتماء و إنكار الذات .
و أصدقكم القول أني مهما حاولت أن اصف لكم هذا الحب و العشق أشعر بأن قلمي يعجز عن التعبير ووصف هذه المشاعر الراقية الحساسة التي لم اعرف لها شبهاً ولم أصادف لها مثيل إلا في كتب العشق الأسطورية .
و يحضرني في هذا المقام موقف لم أتخيله للحظة أو أتصور انه من الممكن حدوثه تخيل معي واحكم بنفسك لأن هذا الموقف أثر بداخلي و بنفسي بشكل لم أتوقعه .
في ذات يوم قال لها و كله صدق بكل كلمة تخرج من قلبه قبل لسانه و فمه (( ستجديني لأقرب لكي من حبل الوريد إذا ما احتجتني في أي يوم ,, سأكون بجانبك في لمح البصر بكياني كله )) و تخيل معي ماذا يحدث :
تتعرض الفتاة في ذات يوم لحادث سيارة تنقل على أثره إلى المستشفى اتصلت به ليكون بجانبها فهو الوحيد الذي تلجأ إليه في غربتها القاتلة ووحدتها الموحشة هو من كان لها كل شيء في هذه البلاد و هذه الدنيا بأسرها فقد كان القلب الحاني والأب الراعي و الأخ الحريص على كل ما فيها و تشاء الأقدار أن يكون ماراً بالقرب من هذه المستشفى فما كان منه إلا أن ذهب إليها مسرعاً و قلبه يهفوا إليها قبل جسده كانت روحه تسابقه بالوصول إليها ليطمئن عليها ,, ذهب مسرعاً تخطفه الخطى ليكون أمامها بجسده و صوته على الهاتف و هو يقول لها لقد قلت لك سأكون اقرب لك من حبل الوريد …..
لن أتخلى عنك و لو كانت أخر لحظة في عمري ,,, قال لها و هي لا تصدق أنها تراه أمامها بشحمه ولحمه و ما زال صوته يرن في أذنها على الهاتف
حقا صعقت من هذا الموقف و شعرت أن القدر يجمع بينهما بشكل لا يمكن للعقل أن يتصوره ألهذه الدرجة يمكن أن تحدث المصادفة ألم يقل لها من أيام قليلة جداً أنها لو احتاجته سيكون لها قريب و قريب جداً
لهذه الدرجة ممكن أن تتحقق المقولة أم هكذا يكون تخاطب الأرواح و الإحساس بالآخر
ألهذه الدرجة يمكن أن يكون العشق و أن يصنع المعجزات؟؟!! حقاً وبلا استثناء هذا هو الانتماء .هذا هو تناغم الروح للروح سواء أكان بالكلمات أو الأفعال .
كان العهد الذي بينهما ألا يفرق بينهما إلا الموت إن استطاع ,,, و اتفقا على الزواج و تقدم لخطبتها من أبيها الذي لم يكن مستقرا في غزة فقد كان يعمل في الخارج بالمملكة العربية السعودية كمدرس , و أتى إلى غزة بهدف الزيارة للاطمئنان على ابنته , فسارع الشاب لمقابلته و التقدم لخطبتها جلس مع والدها و تحدث معه أعجب الوالد بالشاب كثيراً لحسن صفاته وسمو أخلاقه شعر انه يتحدث مع رجل يمكن له أن يتحمل المسؤولية و انه من الممكن له أن يأتمنه على ابنته كزوج لها و لكن الوالد طلب تأجيل الموضوع لحين إنهاء الفتاة دراستها الجامعية و قال له بان بابي مفتوح لك في أي وقت و ذهب إلى بيته و هو يتغنى بهذا الشاب من أخلاقه و صفاته و شخصيته وإعجابه الكامل به مما أعطى الفتاة ثقة وفخرا بنفسها أنها أحسنت الاختيار و كيف لا و والدها يتغنى به أمامها
لقد كانت هذه الكلمات له ولها كمفتاح الجنة و ارتقت الأحلام و الطموحات و شعرا أن الوقت قريب ليجتمعا معاً في بيت الزوجية الحلم المنتظر ,,سافر الأب بعدها بأيام و استمرت رحلة الحب ,, حلما ببيت الزوجية و كيف سيكون هذا البيت شكلاً و مضموناً حلما وتوقعا كل شبر فيه كل قطعة أساسية وتكميلية حتى أسماء الأبناء حلما فيها و انتقيا أحلى و أجمل الأسماء .
سما حبهما و كبر وازداد فشهدت عليه الأرض باتساعها و السماء بفضائها و البحر بأعماقه و أمواجه ,, كان حبهما يحلو بالصدق لا الكذب و يصفو بالحقيقة لا الخيال كانا كجسدين بروح واحدة .
كان حرصه عليها كحرصه على نفسه و خوفه عليها كخوفه على روحه التي بين جنبيه ,,, مرت الأيام سريعة و حضرت الأم من السعودية و تقدم مرة أخرى لها و قد استقرت أموره وحسن حاله لأفضل ما يكون و قبلت فيه و وافقت و دخل بيتها على انه النسيب والزوج المرتقب وتبادلت الزيارات و المقابلات ,, كنا تشعر أن الأمور على أفضل حال و حقاً شعرنا جميعا بالسعادة فقد شعرنا أن الحلم قد تحقق وان الأحبة أخيراً وصلوا إلى أجمل مراحلهما وأحلامهما بيت الزوجية
زاد التفاؤل لدى الشاب و حاول أن يتمم إجراءات الخطبة بحضور الأم فرحبت بذلك و تم الاتفاق على أن يحضر احد أبنائها (نضال) حيث كان يدرس بمصر و بالفعل خضر نضال إلى غزة و التقى بالشاب و تعرف عليه و تقرب منه و توثـقت العلاقة بينهما حتى انه كان يذهب إلى مكان عمله لالتقائه و الجلوس معه كأنهما صديقين حميمين
رحب نضال بالخطبة بعد أن ابلغه الشاب بالأمر إلا انه قال له يجب إخبار الوالد و هذا ما حدث بالفعل فما كان من الوالد إلا أن فاجأ الجميع بقوله لن يتم أي شيء إلا بحضوره شخصياً و هذا الأمر مستحيل كون الاحتلال يمنع الزيارات في هذا الوقت لمن لا يحمل بطاقة الهوية فما كان من الأم إلا أن اقترحت أن تسافر هي وابنتها لتقوم بإقناعه بالموضوع والعودة مرة أخرى لإتمام مراسم الزواج فوافق الشاب و الفتاة على ذلك ,, خاصة بعد تشدد والدها بموقفه و بالفعل تم السفر و هنا كانت المفاجأة الكبرى عندما اكتشفت الفتاة كذب الأم وخداعها لها طوال هذه الفترة حيث أبلغتها بأنها لم توافق على هذا الشاب من البداية ليكون زوجا لها و أنها كانت تسايرهما ,, فانهارت الفتاة بكاءً و صدمة مما تسمع من أمها ,, و توسلت لأمها بالا تكون سبباً يحرمها ممن تحب و تهوى و قامت بتقبيل قدميها توسلاً و ترجياً لتتم ما أتيا من اجله فما كان من الأم إلا التكبر والنكران والجحود …..
و انطلقت حملة الذل والمهانة و الظلم الأسود لهما و بالأخص للفتاة لما كانت تتعرض له من ضرب وتجريح و اهانة مستمرة لدرجة أنها أصبحت تشك إن كانت ابنتهم ,, فقدت الإحساس بآدميتها من كثرة الاهانة المتعمدة والمستمرة
ورغم كل هذه الاهانات و الضرب المبرح الذي كانت تتعرض له كانت تستمر معه بالمكالمات و تقول أنها تتعرض للضرب من أجله كانت تقول له أنها لن تتخلى عن حبه و كان هو بالمثل متمسكاً بها لأبعد الحدود قام بكل ما عليه و ما فاق احتماله و توقعه أرسل لهم الوجهاء من الرجال و كل المعارف , حاول بنفسه أن يتحدث مع هذا الأب الذي فتح له باب الجنة ثم أوصده دون وجه حق أو سبب وجيه يبرر فعله هذا ,,, رفض معه أي حديث عن ابنته لا من قريب ولا من بعيد
رفض مقابلة كل الناس الذين ذهبوا إليه ليتوسطوا بل ليرجوه أن يكف ظلمه المجحف بحق هؤلاء ولكن لا حياة لمن تنادي
لقد أرسل هذا الشاب أهله إلى السعودية ليقوما بخطبتها رسمياً منه ولكنه رفض حتى استقبالهم و صدهم بكل معاني الإسفاف و التعنت الجاهلي حتى انه رفض تزويج الفتاة لأي شخص يتقدم لخطبتها
,, ألهذا الحد يمكن أن يصل الاستخفاف بمن يدعو أنهم لنا أب وأم ,,مما نكن من مشاعر و طموحات وأحلام …
لقد كانت الفتاة تستمد القوة من حبها و عشقها له لتتحمل كل ما تتعرض له و كان هو أيضاً يتحمل كل هذه المشقات لعله يستطيع أن يصل إلى قلب هذا الرجل ويستعطفه عله ينظر إليه بعين الرحمة لوضعهما و يوافق إلا انه لم يعبأ بأي شيء و لم يكرم لأي بشر حتى حنان الأبوة ذهب من صدره .
لقد حاولت الفتاة الهروب من هذا الجحيم الذي تعيش مع من تحب إلا أن الشاب لم يرضى أن يبدأ حياتهما بالحرام و أن يرتكبا إثماً يندما عليه العمر كله رفض أن يدنسا هذا الحب الطاهر العفيف من أي شائبة أو شبهة لإثم ليظل هذا الحب رمزاً للعفة والطهارة و النقاء ,, ولكن الظلم لم يتوقف رغم كل محاولات الرجاء و الاستجداء من الشاب و الفتاة و التي كانت دون فائدة فقد أصبح عمر الفتاة ثلاثون عاماً و هي لم تنقطع يوماً عن التواصل هاتفياً و عن طريق الانترنت مع من تحب
و كانت أشد اللحظات ظلماً عندما هددت بالقتل إن لم توافق على الزواج برجل غريب وبالفعل تحت تهديد السلاح وافقت و هي مرغمة مجبرة ومكرهة ليستمر الظلم تزوجت و هي كارهه لهذا الرجل الغريب لأن قلبها مع غيره ولهذا كانت تشعر أنها خائنة وأنها تحييا معه بالحرام لأن قلبها و عقلها لإنسان غيره ,,, لم يكن هذا الزواج مانعاً لها من أن تتواصل معه لتخبره عن شغفها للقائه و أنها من المستحيل أن تنسى من أحبت و أخلصت له سنين طوال و تحملت من أجله ما لا تتحمله الجبال
وكان هو يعتصر ألماً وحرقة لما يحدث لها وما يشاهده من تدمير لكل معاني الأبوية و زوال الرحمة من قلوبهم و كيف أنه يحرم ممن أحب ,,, كان بعد المسافات يقتله لأنه لا يستطيع أن يصل إليها كان يقتله انه يعجز عن التصرف من أجل أن يزيح عنها هذا الظلم الأسود في حياتها
انه يشعر اليوم أنه مقيد و مكبل من كل جانب لأنه لا يستطيع أن يبتعد عنها لأنها معشوقته ولكنها اليوم لرجل آخر غيره كان يستشعر حرمانية التواصل معها في هذا الحال رغم أن هذا الرجل تعرض للغش و الخديعة من قبل الأهل لم يخبروه بهذه القصة لأنه لو عرفها لأخذها من يدها وأوصلها لمن تحب وتعشق سيكون في قلبه الرأفة والرحمة أكثر منهم جميعاً
لهذا كان يقول لها أطلبي الطلاق و من ثم يمكن له أن يتصرف أما بهذا الوضع فهو لا يمكن له أن يرتكب إثماً يحاسب نفسه عليه ما بقي له من عمر
لم تعرف معنى للحياة منذ أن تزوجت بهذا الرجل حاولت أن تستمر معه بالحياة حاولت أن تكون الزوجة الصالحة .
لكنها لم تستطع ذلك لأنها في كل يوم و في كل لحظة لم تفارقها صورة من تحب و تعشق مازال قلبها ينبض باسمه في كل دقة من دقاته برغم بعدها عنه مدة ثماني سنوات و برغم بعد المسافات ,, شعرت في كل يوم تكون مع زوجها بأنها خائنة لمن تحب وتهوى
فهي تعيش مع هذا الرجل بجسدها فقط إلا أن قلبها و روحها معلقة بمن تعشق مازالت الذكريات تطاردها و تحييا بداخلها في كل لحظة ,, حتى كلمات الحب التي تسمعها من زوجها تعاني منها الأمرين لأن كل كلمة تذكرها بألف كلمة من كلمات العشق التي كانت تسمعها من حبيب القلب
إنها تحييا الجحيم بعينه لأنها لا تستطيع الاستمرار بالخديعة مع هذا الرجل ,, يقتلها شدة التساؤل مع نفسها هل تخبره الحقيقة ليكون الفراق و ترجع إلى حياة الذل والمهانة عند أهلها الذين ماتت في قلوبهم معاني الرحمة ؟؟؟ أم تتواصل في حياتها و تموت ألماً و حرقة كونها لا تشعر بأنها امرأة مخلصة لهذا الرجل و لمن أحبت ؟؟؟ فهي تشعر انه ظلم أيضاً بهذا الزواج و لكنها تعجز عن إخباره بقصتها ؟؟
إن قلبها لا ولم ولن يكف عن الحب , مازالت أمنيتها أن تلتقي بحبيب القلب و أن تجتمع معه في الحياة كزوجين .
كلاهما يعيشان في ناريين نار الحب و ألم الفراق و نار الظروف التي أحاطت بهم من ظلم وجبروت و طغيان
ومازال الظلم قائماً وما زال الألم مستمراً فهل هناك من يستطيع أن يزل هذا الظلم
بالله عليكم استحلف ضمائركم الحية ماذا يمكن لهذين العاشقين أن يصنعا ؟؟؟؟ كيف لهما العيش والاستمرار في هذه الحياة الظالمة القاسية بما فيها ؟؟؟؟ هل الموت أفضل لهما ؟؟؟ إنهما يموتان في اليوم ألف ألف مرة !!!!
مناشده للأب وهو منصور خليل نصرالله الصالحي المقيم في المملكة السعودية الرياض حي الملك فهد بان يستفيق ضميره ويخلص ابنته مما أغرقها فيه ويرفع الظلم عن كل من ظلمهم ويتحمل مسؤوليته أمام رب العالمين ويفكر جيدا بما ترتب علي إصراره وعناده ويرفع الحرام والظلم عن كل من وقعوا فيه كون الاستمرار علي الوضع الحالي مستحيل ولا يطاق وان هناك أشخاصا يقاومون بكل شده عدم الوقوع بالحرام والخيانة يحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ويقع الضياع الأكبر فوق الضياع الموجود
لاتنسوني بالردود
ليش يحبو بعض من البدايه
مشكورة على مرورك