تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كيف نعلم أولادنا الأدب ؟

كيف نعلم أولادنا الأدب ؟ 2024.

لدى الطفل الاستعداد للتعلّم في سنّ مبكّرة جداً ، وإن كان ثمة اختلاف في درجة هذا الاستعداد ، لكنّ جهد المؤدّبين لم يعمل على استغلال الممكن منه .

قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -: " وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء " وهذا تفسير صحيح لظاهرة اجتماعية واقعة

والحق أن مرحلة الطفولة والصّبا أرض خصبة للغراس الطيب إن حرص عليها الآباء والمربون، نشأ أبناؤهم على معالي الأمور . وإنّ من خير ما ينشأ عليه الأولاد تعلم الأدب بعامة شعره ونثره، فإذا استخلص منه أعفه ، واصطفى منه أمتنه واجزله عمل في عقل الولد ومنطقه أطيب العمل ، فزان من هيئته ، وأعلى مقامه .

أوصى هشام بن عبد الملك سليمان الكلبي لمّا اتخذه مؤدباً لولده فقال : " إنّ أول ما آمرك به أن تأخذه بكتاب الله وتقرئه في كل يوم عٌشراً ، يحفظه حفظ رجل يريد التكسب به ، ثمّ روّه من الشعر أحسنه ، تم تخلل به في أحياء العرب فخذ من صالح شعرهم هجاءً ومديحاً، وبصره طرفاً من الحلال والحرام ، والخطب والمغازي ، ثم أجلسه كل يوم للناس ليتذكر " .

هذه وصيه أبٍ ابتغى لولده أعزّ مقام ، والمتأمل فيها يدرك شرفها ، ونستطيع من خلال النظر فيها أن نستضيء بإشاراتها في ميدان التربية ومن أهمها :

– تعلم الولد من صغره لكتاب الله عز وجل أو ما يوصى به ، ففيه تهذيب للنفس ،وسلامة للقلب وحفظ للجوارح ، فهو الأمان من كل سوء .

– الأدب وخاصة الشعر من أهم ما يصوغ شخصية الولد ، فيجب أن نحبب إليه سماع القصائد الفصيحة ذات المعاني الشريفة ، والأوزان الخفيفة ، وأؤكد على الفصاحة : لأنّا بلينا في هذا الزمن بأناشيد وترانيم للطفل وللشباب نظمت باللهجة العامية ، وهي وإن سلم مضمونها خطر على مستقبل الأمة ، وفت في عضدها ، ويجب أن نحذر منها ، بل نعمل على إيقافها . وإنّ عدم معرفة الطفل لمعاني الفصيح من الألفاظ لا يبيح لنا أن نستبدل بها العامي ، لأن هدفنا في هذه المرحلة تقويم لسانه، وتحصينه من أمراض اللحن الخطيرة ، ثم يبين له المعنى شيئاً فشيئاً، وإن الطفل ليملك الاستعداد الفطري لتقبل فصيح القول ، خاصة إذا كان شعراً مناسباً لعمره .

ولنحرص على النصوص العفيفة الشريفة التي تبني فيه المعاني الكريمة والآداب الفاضلة .

– عندما يشق الولد طريقه في التعلم والقراءة فلنقدم له الدواوين الشعرية الصغيرة ليتعلم منها قراءة الفصيح وفهم معناه . ثم القصص القصيرة ذات اللغة السليمة والأسلوب الميسّر.والمعنى الشريف وهي ما غفلنا عنه واستبدلنا به قصصاً صغيرة لأبنائنا من لغات أخرى ، وبيئات غريبة عجّت بها مكتباتنا ، وهي تسيء إلى منطق الطفل وفكره .

ولا نغفل عن إشارة مهمة في تلك الوصية وهي قول هشام " ثم أجلسه كل يوم للناس ليتذكر " فتدريب الولد على مخاطبة الناس، والحديث معهم ولو كان صغيراً عامل مهم في صياغة النفس الجريئة التي تستطيع التأثير وتحمل المسؤولية .

وليكن التدريب مراعي فيه عدم الاغترار بتلك الجرأة ، وذلك المنطق، وليكن الهم ( أن يتذكر ما حفظه وتعلمه ، ويستطيع المواجهة وتحمل المسؤولية ).

ولنتذكر أخيراً أن التعليم في الصغر أساسّ لما بعده وهو يحتاج إلى مجاهدة وصبر .

محمد الزنان

جزاك الله خيرا علي النصائح الجميله
جزاك الله كل خير على الطرح المفيد
يعطيك العافيه اخي
في حفظ الله ورعايته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.