السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طرحت جامعة الملك سعود مسابقة الـسـكري
و كان سؤال هذا الأسبوع :
يقسم العلماء مرض السكري الى نوعين رئيسيين ، أي منهما يعرف بمرض "سكر الأطفال" ؟
وكانت الإجابة الصحيحة : السكر المعتمد على الأنسولين (IDDM).
وهذه مقالة تحتوي على هذه المعلومة و معلومات أخرى قيمة…
* …. * … * …. * …. * … *
هل هناك علاج نهائي لمرض السكر لدى الأطفال ؟ وما الجديد في هذا الشأن ؟
الإجابة المباشرة على هذا السؤال هي: لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لمرض السكر لا عند الأطفال ولا عند الكبار ولكن هناك خطوات كبيرة خطاها العلم في سبيل مقاومة هذا المرض والمستقبل يبشر بالخير، وإليكم التفصيل :
يعد مرض السكر من أكثر الأمراض انتشارا على مستوى العالم وعلى مستوى المملكة بشكل خاص، ولعلنا لا نجد شخصا لا تربطه صلة بمريض سكر لذا وجب التعريف بهذا المرض وطرق علاجه. مرض السكر ليس مرضا بحد ذاته بل مجموعة من العوارض (أو ما يعرف بالمتلازمة Syndrome) تتميز بارتفاع في مستوى سكر الدم (الجلوكوز) ومن المعروف أن الغذاء الرئيسي لخلايا الجسم هو الجلوكوز ولكنه لا يستطيع الدخول إلى أغلب خلايا الجسم من تلقاء نفسه فيعكل هرمون (الإنسولين) على إدخاله إلى داخل الخلايا بمساعدة البوتاسيوم غالبا.
غدة البنكرياس هي الغدة التي تفرز الإنسولين تلقائيا في الدم. ولكن قد يحصل أن يفقد البنكرياس القدرة على إفراز الإنسولين أو لا يفرزه بشكل كاف. وفي كلتا الحالتين لن يتوافر إنسولين كاف لإدخال الجلوكوز إلى الخلايا. ولا يعرف السبب الحقيقي وراء فشل البنكرياس في إفراز الإنسولين بشكل سليم، وقد عزي الأمر إلى إصابات فيروسية أو اضطراب في أداء الجهاز المناعي.
لمرض السكر نوعان، كان يسمى النوع الأول قديما بسكري الأطفال لأنه نوع يظهر في الأطفال غالبا، ويسمى النوع الثاني بسكر الكبار لأنه ينتشر غالبا بينهم. ولكن لم تعد هذه التسمية دارجة الآن، بل يكتفى بقول النوع الأول (type I) والنوع الثاني (type II). ولأن النوع الأول يتصف بفقدان كامل للأنسولين، فإن المريض به يحتاج إلى أخذ إنسولين خارجي (على شكل حقن) لهذا يسمى أحيانا (السكري المعتمد على الإنسولين)، أما في النوع الثاني فيستطيع المريض تناول أقراص تساعد البنكرياس على إفراز كمية أكبر من الإنسولين وأقراص أخرى تساعد الإنسولين الذي يفرز على العمل بكفاءة أكثر ولهذا يسمى أحيانا (السكري غير المعتمد على الإنسولين).
لاحظ العلماء تداخلا كبيرا بين هذين النوعين وتحول من النوع الثاني إلى النوع الأول (أي إلى فقدان كامل لمستوى الإنسولين في الدم)، إذَن سيكون العلاج في النهاية هو الإنسولين. والآن بعد أن تعرفنا على المرض بنوعيه بشكل مبسط سنتعرف على الإنسولين الذي هو مفصل العلاج لهذا الداء.
كما أسلفت فالإنسولين هو هرمون يفرز من غدة البنكرياس (وبالتحديد من خلايا بيتا أو ما يعرف بجزر لانجرهانز) مباشرة في الدم. وباعتبار أن مريض السكر لا يمكنه إنتاج الإنسولين، يتوجب عليه أخذه من خارج الجسم. وكلنا نعرف أن الإنسولين يعطى على شكل حقن تحت الجلد وسأوضح سبب هذا.
حين عرف مجموعة من علماء الكيمياء الحيوية كيفية استخلاص الإنسولين (ونالوا جائزة نوبل على ذلك) أصبح الإنسولين يستخرج من بنكرياس البقر ويعطى للمرضى، ونظرا لاختلاف طفيف في تركيب الإنسولين في البقر عنه في الإنسان حدثت بعض حالات الحساسية للمرضى المستخدمين لهذا الإنسولين (أي المستخلص من البقر)، عندها وجد العلماء أن الاختلاف أقل بين إنسولين الإنسان وإنسولين الخنزير، لذا أصبح الإنسولين يستخرج من الخنزير بعد ذلك، ولكن حدثت المشاكل نفسها وإن كانت بشكل أقل. وفي سنة 1982 أنتج إنسولين الإنسان بطريقة التقنية الحيوية وهو علم حديث فتح الباب لمجال كبير جدا في علاج الأمراض وأصبح هذا هو الإنسولين الذي تراه في الصيدليات الآن.
أما لماذا يجب إعطاؤه على شكل حقن فذلك يرجع لتركيب الإنسولين. الإنسولين عبارة عن بروتين (يتكون من 51 حمضا أمينيا). أي أنه لو دخل إلى المعدة سيهضم كأي بروتين أي كأنه جزء من قطعة لحم لذا لا يمكن وضعه على شكل أقراص، وقد حاول علماء الصيدلانيات تحضير تركيبة للإنسولين تقاوم حمض المعدة وتمكنو من تجاوز هذه المشكلة ولكن المشكلة الأكبر التي واجهتهم هي أن الإنسولين يتكون من 51 حمض أميني أي أنه دواء ذو حجم كبير جدا، والقناة الهضمية لا تستطيع امتصاص هذا الحجم الكبير من الأحماض الأمينية المتصلة ببعضها البعض. لذا فلا سبيل لإعطائه عن طريق الفم ففكر العلماء ووجدوا أنه لو حقن تحت الجلد يمكن امتصاصه وإدخاله إلى الدم وهذا هو السبيل المتبع حاليا.
أما عن الجديد في علاج الإنسولين فهو محاولات العلماء المختلفة لوضعه في تركيبة تسمح بإعطائه بشكر أقل ألما للمريض وتوصلوا إلى نتائج ممتازة من أهمها :
1) إنسولين على شكل بخاخ في الفم (شبيه بخاخ الربو لكنه في الفم وليس في الصدر): ويستخدمه المريض بهذا الشكل ولا يضطر للحقن.
2) أنسولين على شكل أقراص : حيث توصل العلماء إلى تقنية جديدة استطاعت التغلب على كل تلك المشاكل التي ذكرناها وأتاحت للإنسولين بأن يعطى على شكل أقراص. لكن الدراسات مازالت قائمة لتبين مدى كفاءته.
3) بروتوكول إدمونتون : وهو زراعة جزر لانجلاهانز (المفرزة للإنسولين) في أكباد مرضى النوع الأول.
وحري بنا قبل التحدث عن داء السكري وأنواعه وطرق علاجه التحدث عن الغذاء السليم وممارسة الرياضة المتزنة بشكل مستمر (مثل المشي المنتظم) والمحافظة على الوزن المثالي لأن هذه هي الواقاية وهي أهم أسباب الشفاء.
* * * *
يمكنك تحميل هذه المقالة على شكل ملف doc من الرابط التالي
اضغط باليمين واختار حفظ الهدف باسم
http://faculty.ksu.edu.sa/17521/DocL…8%A7%D9%84.doc
تحياتي العطرة
تقبل مروري بود
سكري الأطفال – مقدمة https://sites.google.com/site/kidssukari/