وأسأل الله أن يشفى كل مريض.
30% من حديثي الولادة قد يصابون باليرقان
اليرقان (الصفرا) عند حديثي الولادة
قد يولد الطفل ويبدو أن لون جلده يميل إلى اللون الأصفر، كما يلاحظ إصفرار العينين كذلك أو الأغشية المخاطية، وقد يكون هذا مصدر خوف وفزع الأهل على طفلهم في أيامه الأولى ووجد أن حوالي 30% من الأطفال حديثي الولادة يصابون بالصفرا. وقد تظهر هذه الحالة في اليوم الأول أو خلال الأسبوع الأول من العمر أو بعد ذلك. وتحديد ميعاد اكتشاف الصفراء عند حديثي الولادة يساعد بشكل كبير على تحديد الأسباب وطرق العلاج.
* كيف تتكون الصفرا؟
– تترسب أصباغ الصفرا في طبقات الجلد والأنسجة المخاطية نتيجة زيادة نسبتها بالدم وتتكون هذه الأصباغ بعد انحلال أو تكسر خلايا الدم الحمراء، إما ببلوغ عمرها الافتراضي أو نتيجة أمراض تكسر الدم (كالثلاثيميا أو نقل دم غير متوافق الفصيلة).
وتعتمد هذه الأصباغ في استقلابها على أنزيمات الكبد حتى تتحول إلى الصورة الذائبة ويتخلص الجسم منها عن طريق البول أو البراز.
* الصفرا الفسيولوجية
تنشأ نتيجة حالة كسل مؤقت في الكبد وأنزيماته خلال الأيام الأولى من العمر ويلاحظ اللون الأصفر غالبا في اليوم الثالث بعد الولادة وسرعان ما يتنشط الكبد ويقوم بدوره في تخليص الجسم من الصفرا الزائدة وتختفي الحالة تماما خلال 10 أيام، وفي معظم الأحوال لا تحتاج إلى علاج وإنما إلى الاهتمام بتغذية الطفل ورضاعته وإعطائه احتياجاته من السوائل ولكن ينصح بعمل تحليل لمعرفة نسبة الصفرا بالدم وقد يعاد التحليل حسب رأي الطبيب المعالج.
– في حالة الطفل المبتسر (الخديج) المولود قبل أن يكتمل عمره الرحمي ( 37 أسبوع حمل) يكون الكبد أكثر خمولا ويحتاج إلى فترة أطول حتى ينشط وهنا تشتد حالات الصفرا الفسيولوجية وتستمر بعد 10 – 15 يوما وغالبا ما يحتاج الطفل إلى علاج بوضعه تحت الأشعة فوق البنفسجية فترة أربع أو خمسة أيام حتى لا تزداد النسبة وتبدأ في الانخفاض التدريجي.
– هناك اعتقاد خاطئ بخطورة الرضاعة الطبيعية لأنها تسبب الصفرا عند الأطفال ومحاولة لتصحيح هذه الفكرة أرجو من الأمهات بمواصلة الرضاعة حتى عند وجود الصفرا وأن لا تتوقف الرضاعة (36- 48 ساعة ) كما كان ينصح به في الماضي لخفض نسبة الصفرا فالاستمرار في الرضاعة يمنع حدوث الجفاف من حديثي الولادة والذي قد يكون العامل الأخطر في زيادة نسبة الصفرا.
– ظهور الصفرا في اليوم الأول من العمر لابد أن يؤخذ بكل اهتمام ولابد من عمل كافة التحاليل اللازمة للتشخيص.
ومن أهم أسباب الصفرا في باليوم الأول
1- عدم توافق دم الطفل والأم مما يؤدي إلى حالة من حالات تكسر كرات الدم
2- عدم توافق دم الطفل مع الأم في عامل(ريزوس).
3 – حالات التسمم بالدم
* أضرار ارتفاع نسبة الصفرا
زيادة نسبة الصفرا عن حد معين ( 20 مجم ) في الطفل الكامل و 15 مجم في الطفل المبكر(الخديج) قد تضر بالمخ و السمع أضرار بالغة حيث تترسب الصفرا بخلايا المخ ولذا يلزم تحديد النسبة بالتحاليل ومتابعتها حتى يتم التدخل قبل وصول الصفرا بالدم الى مراحل متقدمة.
طرق العلاج
هناك ثلاث طرق:
– استخدام بعض العقاقير التي تنشط خلايا وأنزيمات الكبد (وهي طريقة لا يفضلها معظم الأطباء) لأن هذه العقاقير تقلل من نشاط الطفل وتخدره.
– العلاج الضوئي:
وهو الأكثر شعبية و أقلهم ضررًا حيث يوضع الطفل في جهاز الحضانة ويسلط عليه ضوء ذو طول موجي محدد ومسافة محددة ويوضع في شكل لمبات طولية (6 لمبات) في سقف الحضانة ويلزم تغطية عين الطفل ومنطقة الحفاضة وتغيير وضعية بالحضانة كل ست ساعات ويتم متابعة الطفل عن طريق تحديد نسبة الصفراء كل (4 – 6 ساعات) حسب حالة الطفل ولمدة حوالي 48 ساعة حتى يبدأ لون اصفرار الجسم في التحسن ويستمر العلاج حتى ينخفض معدل الصفرا عن حد العلاج الضوئي.
– تغيير الدم:
وتستخدم هذه الطريقة في حالة ارتفاع نسبة الصفرا على الرغم من العلاج الضوئي أو في حالات الأطفال (الخدج) أو حالات تكسر الدم حيث تتعدى نسبة الصفرا المعدلات المقبولة وهنا يتم سحب منتظم لدم الطفل المحتوى على مادة الصفرا واستبداله بدم متطوع خال من الصفرا ومطابق للفصيلة أو متوافق وتتم هذه الطريقة بالمستشفى أو أجنحة العناية بالأطفال المبتسرين.
تحياتي لشخصك المميز