الله جل وعﻼ رحمة بعباده بعث الرسل , وكانوا كما أخبر عليه الصﻼة والسﻼم جماً غفيراً وخلقاً كثيراً , منهم أربعة من العرب فقط ذكرهن عليه الصﻼة والسﻼم حينما قال لصاحبه أبي ذر رضي الله عنه : ( هود وشعيب وصالح ونبيك يا أبا ذر ( .
وشعيب عليه الصﻼة والسﻼم دل ظاهر القرآن وذهب كثير من العلماء أنه موصوف بأنه خطيب اﻷنبياء . إذ كان يقرع الحجة بالحجة و يبين لقومه بلسان عربي مبين ما هم فيه من الضﻼلة وما يدعوهم إليه من الحق .
ومن تأمل مسلكه في كتاب الله جل وعﻼ وطريق دعوته لقومه تبين له إصابة ما ذهب إليه جماهير العلماء من نعته عليه الصﻼة والسﻼم بأنه خطيب اﻷنبياء .
قال الله جل وعﻼ : (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ (( هود : 84 .
دعاهم أول اﻷمر إلى ما دعت إليه الرسل أجمعون من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم فﻼ معروف أعظم من التوحيد وﻻ منكر أعظم من الشرك .*
ثم لما كان حصيفاً عاقﻼً خاطبهم بالمنكر الظاهر فيهم غير الشرك وهو : " التطفيف في الكيل والميزان " . فكانوا قوماً يأخذون الزائد ويعطون الناقص .
والداعية الموفق المسدد إنما يخاطب كل قوم بالمنكر الذي هم فيه , فربما خطبة جمعة تصلح في مكان وﻻ تصلح في مكان آخر , وتنفع لحي وقد ﻻ تنفع آخرين في حي آخر , وقد يكون في مدرسة أو دائرة حكومية ما منكر بعينه يجب توجيه الخطاب إليه غير موجود في دائرة أو مدرسة أخرى . وأنبياء الله عليهم السﻼم كل منهم إنما بعد أن يدعوا إلى التوحيد يحذر قومه من المنكرات الشائعة إبّان بعثته بينهم بأمر الله تعالى .
فلما عرض عليهم ما عنده نالوا منه بتهكم وسخرية (( قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَﻼَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ{87} )) . كﻼم يراد به اﻻستفزاز وإخراج الداعية عن طوره , ولكنه صلوات الله وسﻼمه عليه بقي صلباً ذا سكينة وهدوء يدرك ما يقول " وما كل من أذن لك يجب أن تقيم له " .
فقال لهم صلوات الله وسﻼمه عليه دون أن يتغير خطابه قال لهم : (( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِﻻَّ اﻹِصْﻼَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِﻻَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ{88} )) .
كلمات جميلة في معانيها ومبانيها كما أخبر الله جل وعﻼ عنه ذكرهم بنعمة الله عليه من النبوة والرسالة وبأنه واضح المنهج ﻷنه مؤيد بالوحي وأنه ﻻ يريد التمييز عنهم (( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ )) فأنا منكم وبكم حتى ﻻ يشعر قومه أنه يريد أن يتفرد بمنصب أو أن يعلو عليهم ﻷمر أو ﻵخر .
فلمّــا أكمل أمره لجأ عليه الصﻼة والسﻼم إلى أسلوبين ﻻ بد لكل معلم ومربي وداعية منهما وهي :
أسلوب الترغيب , وأسلوب الترهيب .
فبعد ما عرض ما عنده قال : (( وَيَا قَوْمِ ﻻَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ{89} (( .
ذكرهم بأيام الله الخوالي , بأهل القرون الخالية والسنين الغابرة كيف لما خرجوا عن أمر الله كيف نكّــل الله جل وعﻼ بهم .
وقوله : (( وَيَا قَوْمِ ﻻَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي (( إدراك لما في النفس اﻹنسانية . " إن النفوس إذا أحبت أحداً أقبلت عليه ولو سقاها العلقم , وإذا أبغضت أحداً أدبرت عنه ولو أعطاها العسل صافياً " . فلما علم أنهم أبغضوه ﻷنهم حسدوه على أنه نبي رسول عرف قطعاً أنهم لن يقبلوا منه (( وَيَا قَوْمِ ﻻَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ )) .
وقبل أيام وهذا من جيد القول أجرت أحدى الصحف لقاء مع السفير اﻹيطالي في بﻼدنا الذي أعلن إسﻼمه مؤخرا فقال كلمة تنطبق قريبا من تفسير هذه اﻵية , قال : " ليس اﻷصم من ﻻ يسمع ولكن اﻷصم حقيقة من ﻻ يريد أن يسمع " .*
ﻷن اﻷصم تستطيع أن تصل له بطريقة أخرى لكن الذي ﻻ يريد أن يسمع يصعب عليك إيصال الخير إليه , وكثير من الناس والعياذ بالله يكتب على نفسه الصمم وهذا يواجهه الدعاة والمربون والمعلمون كثيرا , يكتب على نفسه الصمم ﻻ يريد أن يسمع ﻻ يريد أن يقبل بل إن من الناس من ﻻ يريد أن يفكر أصﻼ .*
والناس في التفكير ثﻼثة :
ــ شخص ﻻ يستطيع أن يفكر فهذا مجنون .
ــ وشخص ﻻ يريد أن يفكر فهذا متعصب لما هو عليه .
ــ وشخص ﻻ يجرؤ أن يفكر فهذا والعياذ بالله كما قيل عبد من العبيد ﻻ محالة ﻻ يستطيع أن ينفك عن السير الذي هو ماضٍ عليه .
(( وَيَا قَوْمِ ﻻَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ((. ثم أفرد قوم لوط بالذكر قائﻼ : (( وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ )) .*
وهنا تظهر احتماﻻت ثﻼث :
إما أن يكونون غير بعيدين عنهم مكاناً ـ أو زماناً ـ أو صفات , وأراد شعيب الثﻼثة كلها , فقوم شعيب كانوا قريبين أرضاً من قوم لوط فكلهم في أطراف الشام , وكانوا قريبين زمناً إذ قال المؤرخون ليس بين لوط وبين شعيب كبير زمن , ثم إنهم قريبون في الصفات فكﻼ الفريقين مشركين بالله جل وعﻼ شائع فيهم المنكرات في أنديتهم ومجالسهم (( ﻻَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِﻻًّ وَﻻَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ )) التوبة : 10.*
ثم لجأ إلى الترغيب بعد أن أخذهم بالترهيب , فقال : ((وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{90} )) , ذيّـل ذلك اﻻستغفار بأن ربه جل وعﻼ رحيم ودود , والله جل وعﻼ أرأف من ملك وأجل من ابتغي وأوسع من أعطى وأرحم من سئل .
فﻼ ينبغي لمن يتصدر للدعوة أن يقنّـط الناس من رحمة الله جل وعﻼ مهما بلغت ذنوبهم ومهما بلغت معاصيهم , قال الله جل وعﻼ على لسان الخليل إبراهيم : (( قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِﻻَّ الضَّآلُّونَ(( . وقال الله جل وعﻼ على لسان يعقوب : ((إِنَّهُ ﻻَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِﻻَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (( .
فلما استنفذ ما عنده ما زال القوم على إصرارهم ﻷنهم اختاروا طريق الضﻼلة (( قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ )) رغم أنهم كانوا عرباً فصحاء يدركون معاني ألفاظه ولكن كما قلت ضُرب على قلوبهم الران لم يريدوا أن يفقهوا أصﻼ شيئا من دعوته )) قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْﻻَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ{91} )) . وهذا من أعظم اﻷدلة لمن قال من العلماء أن الدعوة ﻻ بد لها من سلطان يحميها . فالداعية في مكان مخصوص يحسن به أن يشكل عصبة , والرأي العام أن يكون معه حتى إذا أحتاج إليهم أعانوه في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى .
ومناسبة هذه اﻵية :
أن الله ذكرها عن غيره من الرسل أن شعيب بعث بعد لوط , ولوط عليه الصﻼة والسﻼم كان في أرض العراق وآمن مع إبراهيم عليه الصﻼة والسﻼم وكان لوط ابن أخ ﻹبراهيم , ثم هاجر لوط إلى قرية سدوم فبعثه الله إليهم , فلما دعاهم وجاءت المﻼئكة إليهم في صورة شباب حسان إلى لوط عليه الصﻼة والسﻼم وتآمر قومه عليهم لم يكن للوط عصبة يحمونه وﻻ يدفعون الشر عنه , ولذلك قال كما قال الله جل وعﻼ : (( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ )) هود : 80 . هذا اﻷمر قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( فما بعث الله نبياً بعده إﻻ وهو في منعة من قومه ) أي بعد لوط .
فإن قوم الرجل وإن لم يؤمنوا به سينصرونه تأخذهم العصبة والحمية بأنهم ﻻ يقبلوا للداعية منهم أن يناله أذى , وهذا قد حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل بعثه من بني هاشم وقد كانوا من أعز بيوت العرب في الجاهلية كما هو معلوم فلما قررت قريش حصار بني هاشم في الشعب اجتمع بنو هاشم مؤمنهم وكافرهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الشعب , بل نقل بعض المؤرخين أن أبا طالب وهو هو على كفره ولم يكتب له الهداية إﻻ أنه منعة وعصبية وحمية لرسولنا صلى الله عليه وسلم كان إذا نام صلى الله عليه وسلم في الشعب وأدركته عيون قريش يأتي أبو طالب إذا هجد الناس فيحمل النبي صلى الله عليه وسلم ويضعه في مكان آخر ويأتي بأحد بنيه فيضعه في مكان النبي صلى الله عليه وسلم حتى إن كان ثمة أذى ينال ابنه وﻻ ينال النبي صلى الله عليه وسلم , وصدق الله : (( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ )) اﻷنعام : 26 . ينهى الناس أن يؤذوا النبي صلى الله عليه وسلم وينأى بنفسه أن يدخل في دين الله جل وعﻼ . والمقصود إن من التوفيق والسداد إن يكون للدعوة سلطان يحميها .
)) وَلَوْﻻَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ )) فلجأ عليه الصﻼة والسﻼم إلى بﻼغة الخطاب , حيناً يؤثر وحيناً يغير , (( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{92} وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ{93} (( .*
وصل معهم إلى النهايات قدّم الحجج ذكر البراهين , ذكرهم بالله , رغّب حيناً ورهب أحياناً ومع ذلك قد كتبت عليهم الضﻼلة من قبل فنزل العذاب فنجى الله شعيباً والذين ءامنوا معه وأهلك الله أهل الكفر والطغيان (( وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ{94} كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَﻻَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ{95} )) .
يأتي إشكال علمي في قصة شعيب:
ذكر الله شعيب عليه السﻼم في سورة اﻷعراف وفي هود وفي الشعراء وفي العنكبوت , وقال في ثﻼثة منها : (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً(( أي بعثنا إلى مدين أخاهم شعيبا , ولكن في الشعراء قال جل ذكره : (( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ{176} إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ{177} )) الشعراء . ولم يقل أخوهم شعيب ؟
فذهب قليل من المفسرين منهم قتادة رحمه الله إلى أن شعيباً المذكور في الشعراء غير شعيبٍ المذكور في هود واﻷعراف .*
وهذا خﻼف الصواب وإنما كان ينبغي أن يبحث عن السر الذي من أجله قال الله جل وعﻼ : (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً (( ولم في الشعراء أخوهم شعيب ؟
والجواب عن هذا وقد قال ابن كثير رحمه الله إن هذا من فرائد العلم :
أن الله لما نسبهم إلى القبيلة واﻷرض وهي (( مَدْيَنَ )) أرضهم وقبيلتهم قال )) : أَخَاهُمْ )) ﻷنه فعﻼً أخٌ لهم فهو ابن اﻷرض التي نشؤوا بها وابن للقبيلة التي ينتمون إليها .
ولما نسبهم إلى معبودهم نسبهم إلى ما يعبدون من دون الله نسبهم إلى الطاغوت (( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ )) برأ الله جل وعﻼ نبيه من أن يكون أخاً لهم قال سبحانه : (( إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ{177} )) . فبرأه الله جل وعﻼ من أن يصبغ عليه صبغة اﻷخوة بعد إذ نسب أولئك الكفرة إلى ما يعبد من دون الله جل وعﻼ .
أعظم الدروس من هذه العظة :
أن سﻼح العلم أعظم ما ينبغي على الداعية الموفق أن يتزود به .
والنظر في أحوال القرآن وأنبياء الله جل وعﻼ ورسله , ومواقفهم مع أقوامهم من خﻼل تأمله وتدبره والتفكر فيه يتهيأ للداعية أن يكون داعية موفقاً مسددا . والكمال عزيز , وكلنا ذو خطأ , وقد قال مالك رحمه الله عذراً رحم به اﻷئمة من بعده : " ما منا إﻻ وراد ومردود عليه إﻻ صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم " .
هذا على وجه اﻹجمال أولى العظات والوقفات مع خطيب اﻷنبياء صلوات الله وسﻼمه عليه