السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي المسلم : الحياء صفة نبيلة كريمة رائعة و كيف لا و هي التي تجعل صاحبها يستحيي من فضل ربه عليه فيسارع إلى شكر مولاه على نعمه التي لا تحصى , باحثاً عن السبيل لذاك فيأتيه الجواب أن اعمل بما يفرضه عليك ربك تشكره , دعه يراك حيث أمرك و أن يفتقدك حيث نهاك , أََطِعه فيما أمرك و انته عما زجرك , فيسارع الحيي في شكر ربه قولاً و عملاً , غير مُتَوانٍ عن ذلك أو متباطىءٍ , لا متملصٍ و لا ممتعضٍ , قد أدرك فضل المنعم و حق شكره فأبى أن يكون لئيماً جاحداً لا يشكر منعماً و لا يعترف بفضلٍ , شمر عن ساعد الجد و التزم الطاعات و انته عن المعاصي و الذنوب .
و الحياء يدفع المسلم نحو عمل الخير في مجتمعه , فيسارع لنشر الفضيلة و المعروف و البر و الصلة في مجتمعه , جاعلاً من حوله سعداء فرحين به و بوجوده , غير متأففين منه و لا ضجرين , راضين عنه و بطول العمر له داعين .
و الحياء يجعل المسلم يأنف من قبيح الأعمال و سيئها , فيبتعد عنها و لا يأتيها , لا ينشرها أو يعلمها أو يرتضيها , أحبت روحه كرام الناس فألفوه و ألفهم و نفرت من شرارهم فكرهوه و كره صنيعهم .
و فضل الناس على الحيي جبل قد أتعبه و أشقاه , يتقلب في همه و كأنه على جمر قد ألهب جنباه , يقول متى أكافىء صاحبه و من قيده أتحرر و أنساه , فلله دره من امرىء قد حسنت جيرته و عشرته و قرباه .
و أما الجحود فيرى الحياة مكسباً من هذا و ذاك و لا يبالي بشعور الناس و لا معاناتهم و كأنهم خُلِقوا عبيداً له و لشهواته و أطماعه يدوس عليهم متى شاء و يعفو عنهم متى شاء .
و الحياء الرائع الجميل هو الحياء الذي يدفع صاحبه للإلتزام بشرع الله عزوجل و أما الحياء الذي يحجز صاحبه عن الحق و عن الامتثال لأوامر و نواهي الإله فهو حياء مَرَضي و على صاحبه أن يتخلص منه .
أخي المسلم : لابد لك من خلق الحياء إن أردت الفوز برضا الرحمن و العيش بجواره في الجنان و التنعم بالأمن و الأمان في الدارين و مع المصطفى العدنان ذلك لأنك إن ضيعت هذا الخلق فقد ضيعت الدين و من ضيع الدين فقد ضيع نفسه و أرداها في الهلاك المبين مع العصاة المجرمين و الشياطين الضالين .
– استحيوا من الله حق الحياء , قلنا : يا رسول الله إنا لنستحي و الحمد لله , قال : ليس ذلك و لكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس و ما وعى و تحفظ البطن و ما حوى و لتذكر الموت و البلى و من أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا . يعني من الله حق الحياء .
الراوي : عبد الله بن مسعود
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الترمذي , الصفحة أو الرقم 2458
خلاصة حكم المحدث : حسن
– كان النبي صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه .
الراوي : أبو سعيد الخدري
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري , الصفحة أو الرقم 6102
خلاصة حكم المحدث : صحيح
– لكل دين خلق و خلق الإسلام الحياء , من لا حياء له لا دين له .
الراوي : معاذ بن جبل
المحدث : ابن عبد البر
المصدر : التمهيد , الصفحة أو الرقم 21/142
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (53) الأحزاب
اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ
– مراجع :
الدرر السنية , الموسوعة الحديثة
الدرر السنية – موسوعة الأخلاق الإسلامية
موقع عبد الدائم الكحيل
– الآيات القرآنية مكتوبة بقراءة حفص عن عاصم .
شكراً لك , أسعدك الله و أسعد بك و رزقك الخلق العالي الرفيع و زينك بالحلم و الأدب و جعلك من أهل الجنان و أنار دربك و رفع قدرك و رزقك حجتك و رزقك الدنيا و جعلها في يدك تضعيها فيما يرضيه سبحانه .
شكراً لك , أسعدك الله و أسعد بك و رزقك الخلق العالي الرفيع و زينك بالحلم و الأدب و جعلك من أهل الجنان و أنار دربك و رفع قدرك و رزقك حجتك و رزقك الدنيا و جعلها في يدك تضعها فيما يرضيه سبحانه .