المقصود بالتفكر : النظر والاعتبار ، بعين البصيرة ، لا بعين البصر
آيات الله في الكون لا تعد ولا تحصى ، ففي كل شئ له آية تدل على أنه الواحد ، وكما قال سبحانه في كتابه العزيز (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) [ فصلت : 53
والتفكر في آلاء الله ومخلوقاته يقود الإنسان إلى التعرف على قدرة الله وعظمته ، لهذا كان التفكر من أعظم العبادات ، وقد امتدح الله في كتابه المتفكرين (إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ الْلّيْلِ وَالنّهَارِ لاَيَاتٍ لاُوْلِي الألْبَابِ، الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النّارِ) [آل عمران:190، 191].
قال ابن القيم ) عن بعض السلف قوله: ( تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة ) .
امرنا الله ان نتفكر في خلق السموات والارض قال النبي صلي الله عليه وسلم
ويل لمن قراها ولم يتدبر فيها
فيحتاج الانسان ان يتفكر في نفسه وفي خلق السماوات والارض
قال الله تعالي وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)
فانواع التفكر كثيرة منها ان نتفكر في بداية الخلق وفي نهايته
وفي اثار اسماء الله وصفاته فمن ينظر في السماوات والارض يعلم حكمة
الله فيقول ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
فالكون دال علي التوحيد وايات العظمه والقدره والوحدانيه وتفرده
عز وجل بالالهيه والربوبيه ظاهرةفي الكون
وكذلك يتفكر الانسان في مصارع الاولين وعواقب كل طائفه مما سبقنا
ينظر في عاقبة الكفار وينظر في عاقبة المتقين وينظر في عاقبة
اعداء الرسل ويعلم ان كل انسان ماله الي ماقدم قيتذكر بذلك قصر
الحياة الدنيا وعظم الاخرة ويتفكر ايضا في صغر الدنيا وحقارتها
ويتفكر كثيرا في امر الجنه والنار واهوال القيامه ويتفكر في ايات القرءان واحاديث النبي صلي الله عليه وسلم
وجعله في ميزان حسناتك
تسلمى اختي على الموضوع الأكتر من مميز
تقبلى مروري وتحياتي
قد تَطَرَّقْتِ أختي إلى موضوع مهم،
وعبادة منسية عند كثير منا،
ألا وهي عبادة التأمل،
وأقولها أختي الكريمة عن تجربة شخصية،
فمجرد النظر إلى السماء في ليلة صافية، والتأمل فيها قليلا، وبما تحمله من ملايين مملينة من النجوم والكواكب،
تبث فينا خشية الله، وتجعلنا نستشعر عظيم قدرته، وبدائع صنعه،
والتأمل باب لا يوصد للتوحيد،
وبئر لا ينضب للخوف من الله،
ولا يقوى إيمان العبد يقيناً إلا به،
وكما قال ربنا تبارك في علاه : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ *لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ)
أشكركِ أختي زينة كل الشكر على تذكيرنا بهذه العبادة المنسية،
وجعلها الله في ميزان حسناتك إلى يوم القيامة
احتراماتي