ما ألذ تلك الأوزة.. هكذا كان يقول لنفسه وهو يسير بحذر وسط الغابة فقد هرب من أهل القرية بأعجوبة بعد أن سرق تلك الأوزة.
وفي الصباح سمع الثعلب صوت بعض الفلاحين يتحدثون ويضحكون.. فكر الثعلب قليلاً ثم قرر أن يقترب ليعرف ما يقولونه ولكن دون أن يشعروا به.
وبهدوء شديد اقترب منهم واختبأ خلف تل قريب.
سمع الثعلب حديث الفلاحين فقد كانوا يتحدثون عن رجل مخادع ويقولون إنه كالثعلب في مكره.
جلس الثعلب بعد رحيل الفلاحين يفكر في حديثهم ويسأل نفسه: لما وصف الفلاحون هذا الرجل بالثعلب. هل يحبون الثعلب فيصفونه به؟ .. وظل طوال الليل منشغل بهذا الحديث.
وفجأة قال لنفسه نعم .. مؤكد أن الفلاحين يعلمون مدى ذكائي ولذلك يحبونني ويصفون بعضهم بي ولو ذهبت إليهم لأكرموني وقدموا لي الطعام.
وفي الصباح ذهب الثعلب للقرية وسار في شوارعها يلوح للناس بيديه ويبتسم لهم ونسي أنه بالأمس سرق الأوزة منهم .. تعجب الناس من ذلك الثعلب !! .
ثم أقبلوا عليه فظنهم سيرحبون به إلا أنهم أوسعوه ضرباُ بالعصي ، وقذفه الأطفال بالحجارة .. فأسرع هارباً والجروح تملأ جسده وهو يقول لنفسه: لقد خدعني تفكيري ونلت ما أستحق جزاءاً لسرقاتي..