والظلمات الثلاث التي تحدث عنها القرآن هي: ظلمة الأغشية التي تحيط بالجنين وهي
(غشاء الأمنيون، والغشاء المشيمي، والغشاء الساقط).
ظلمة الرحم الذي تستقر به تلك الأغشية.
ظلمة البطن الذي تستقر فيه الرحم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
أولاً : أُقدِّم بِمقدِّمَة حول ما يُعْرَف ب ـ" الإعجاز العلمي " ، وهو في حقيقته إعجاز علمي تجريبي ، بمعنى أن إثباته خاضِع للتجربة .
وهذا مَحَلّ استئناس وليس مِمَّا يُعوَّل عليه ولا مِمَّا يُبنى عليه .
وذلك أنّ بعض ما يُقال فيه مَحْض تَخرُّص في بعض الأحيان ، ومِنه مَا يُبنَى على نَظَرِيّـات قابِلة للتغيُّر والـتَّبَدُّل .
حتى ما يُعتَبَر " حقائق علمية " هي حقائق عِلمية باعْتِبار ، وهي نظريّات باعتِبَار آخر ؛ فهي لَدى من قَرَّرها " حقائق علمية " ، ولَدَى غيره من العلماء " هي نَظريّات " قابلة للتغيّر .
ولا يَجوز أن تُبنَى حقائق القرآن على مثل هذا ..
قال سيد قطب رحمه الله :
لا يجوز أن نُعَلِّق الْحَقَائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه . . لا يجوز أن نُعَلِّق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره . إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني – أيا كانت الأدوات المتاحة له – فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي – بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته – أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري . اهـ .
ولأنَّ من شأن هذا أن يُعَرَّض القُرْآن للـتَّكْذِيب بل والسُّخْرِيَة من الإسلام وأهله ؛ فقد حَاوَل بعض الْمَارِقين والْمُسْتَشْرقِين إيجَاد أشياء ذات علاقة بالإعجاز ، وليست حقيقية ، حتى إذا صدّقها الناس ، أثْبَتُوا فشلها وأنها غير صحيحة ؛ وهذا يَعود على نفوس بعض المسلمين بالتّشكيك بالقرآن .
ثانيًا : لا يَجوز أن يُفْهَم ولا أن يُقال : إن هذا الذي تَوصَّل إليه العِلْم هو تفسير آية مِن كِتاب الله ، وأنَّ هذا هو الفَهْم الصَّحِيح ؛ لأنَّ في هذا القول إلغاء لِفَهْم سَلَف الأمّة في تفسير القرآن ، أو في تفسير وفهم بعض آياته .
ولأن تلك الحقائق لو تَغيَّرت – وهي قابلة للتغيُّر – لأدّى إلى فساد المعنى الذي قالوا به .
ثالثا : الناس طَرفان ووسط في قضية الإعجاز العلمي ..
فَطَرف يُسارِع في كل ما يُشمّ مِنه رائحة إعجاز وما لا يُشمّ مِنه .. بل يَتَكلَّف في القول بالإعجاز ، ولو لم تُساعِده النصوص ..
وطَرَف قال بِنَفْي الإعجاز ؛ لأنهم قالوا : الإعجاز في القرآن بَيَاني ولُغَوي ؛ لأنَّ الله أعْجَز به العَرَب ، وهم أهل الفصاحة .
والوسَط أن يُقال بإثبَات الإعجاز العلمي التجريبي بِضَوابِط :
الأول : أن يَكون مِن الحقائق العلمية دون النَّظَريّات .
الثاني : أن لا يُقْطَع بأنه المراد في الآية .
الثالث : أن لا يُهمل تفسير السَّلَف .
الرابع : أن يَكون الأخذ به على وجه الاستئناس .
رابعًا : مَا سألتَ عنه – حفظك الله – على وجه الخصوص .
الثالثة : في ظلمات ثلاث
هذه مِمَا يُسْتأنس بها ، فهي لَم تَخْرُج عن تفاسير السَّلف ، ولم يُزْعَم أنها تفسير الآية .
وسواء ثَبَت ما قَالُوه عن أطفال الأنابيب أو لم يَثبت ، فالآية باقية على مصداقيتها وتفسيرها
فقد جاء عن السَّلف تفسير الظلمات الثلاث بمثل ذلك .
قال ابن كثير في تفسير الآية : وقوله جل وعلا : ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) يعني : في ظُلمة الرَّحِم وظلمة المشيمة – التي هي كالغشاوة والوقاية على الولد – وظُلمة البطن . كذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وعكرمة وأبو مالك والضحاك وقتادة والسدي وبن زيد . اهـ .
فمثل هذا التفسير والقول فيه بالإعجاز العلمي التجريبي هو من التفسير الْمَقْبُول .
لِموافقته لتفسير السَّلَف ، ولكونه مما يُستأنس به .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
اللهم صل على محمد
استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله
أختي جلنار
جزاكما الله الخير علي الطرح والتوضيح
فهذا دور المنتدي الوقوف علي كل نقطة وأيضاحها
الشكر للجنتل علي الموضوع الراقي
والشكر لجلنار علي توضيح اللبس في الموضوع
لكما مني كل أحترام وتقدير
الـــســلام عــلــيــكم و رحـــمــة الله و بــركــاتــه
*** جزاك الله خيرا خي في الله الجنتل في ميزان حسناتك وبارك الله فيك اختي الغالية جلنارعلى مجهودك الطيب مع احترامي و تقديري ***
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلي على حبيبنا و رسولنا محمد و على آله و صحبه اجمعين
استغفر الله استغفر الله استغفر الله
اللهم اغفر لي و لوالدي و لجميع المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات امين يارب
اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنى عذاب النار امين يارب
اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فأغفر لي مغفرة من عندك وأرحمني إنك أنت الغفور الرحيم