يقول تيرينز ماكينا (الحضارة الإجتماعية هي الملايين من الناس الذين يحاولون أن يكونوا سعداء بركل بعضهم و الصعود على أكتاف بعضهم البعض.) (العادات ليست صديقاً لنا).
تيرينز أطلق أكثر العبارات تعبيرا عن العادات و التقاليد حين وصفها بأنها نظام تشغيل بشري مشابه لنظام تشغيل الكمبيوتر, يقول أن شخص يعمل بنظام ويندوز لا يمكنه أن يتعامل مع شخص يعمل بنظام تشغيل ماك على سبيل المثال.
العادات و التقاليد جيدة كانت أو سيئة تزرع فينا منذ أول يوم لنا في هذه الحياة, مجرم عربيد يؤذن في إذن إبنه اليمنى, و قاتل ابن سفاح يغسل طفلته بماء المسيح. هنا يبدأ تحميل نظام التشغيل إلى عقولنا, تتلبس بنا كل خصائص هذا النظام التشغيلي فيحرك مشاعرنا و عواطفنا و يتمكن من عقولنا فيصبح وسيلة التفكير. يقول صديقي الذي تشرب نظام تشغيل (بدوي 2.3 برو) أنني ديوث لأنني أعتقد أن فكرة النقاب خاطئة, و يستجيب نظام التشغيل ( الإسلاموعلماني 3.3) الخبيث الذي يتملكني, بالرد ماذا لو لبست أختك الحجاب, فيجيب سأقتلها !! فيسألني بحقارة هل ترضاه لأمك فأقول نعم, فيعيدها لأنك ديوث. في حال تم استخدام هذه الكلمة مع نظام تشغيل بدوي آخر سيقتل أحدهما الآخر.
أنا لا أتهكم على بيئة بعينها بل أضرب مثال أكثر من عادي, بل إن الرد جاهز في عقولنا حتى حينما يقرأ أحدنا هذا الحوار, فلديه قناعاته التي تخرج بدون تفكير. أنما متأكد أنه إلى هنا ستكون قد حكمت على أحدنا بالصلاح و الرجولة و على الآخر بالفساد و الإنحراف.
الأمثلة كثيرة جدا, هل فكرنا بالأمر و مررنا بكل خطوات إتخاذ القرار؟ هل نحن موقنين بنوعية هذا القرار (منطقي أم عاطفي)؟
لنفترض أن الحوار بين 3 أطراف لا إثنان. الطرف الثالث يحمل نظام تشغيل أخر من نفس المجتمع, و بدأ يفكر بسلامة كلامي, هل يستطيع التصريح بذلك أمام صاحبه, في الغالب لا. بل سيستعيذ من الشيطان و يعاتب نفسه لجرئته على التفكير بصحه كلام هذا العلماني.
مجرد الوعي بتأثير العادات و التقاليد على العقل يفترض بالإنسان أن يبدأ بتجديد نظام التشغيل الخاص به, نظريا لا آرى أي خلل في أن يصنع الإنسان عاداته و تقاليدة بدلا من أن يرثها. بل إن من مسؤوليتنا أن ننقح العادات الموروثة و نحدد ما يستحق النقل و مالا يستحق.
الإنسان يستطيع خلع كل شئ ماعدا العادات و التقاليد, حتى حينما يخرج من مجتمعه فكل ما يخالف عاداته و تقاليدة عدوا له و مسأله شخصية. أغلبية هذا العالم يعتقد أن هذا الشئ عادي و ربما يكون خطوة للتعود على النظام الجديد لكن هذا لا يحدث إلا بنسبة ضئيلة جدا. ما يحدث في الحقيقة أن صاحب العادات الدخيلة يضع أبناءة في مجتمع جديد و يفشل في زرع عاداته في ذريته, و يموت بعد حين. فتصبح ذريته بنظام تشغيل جديد و نعتقد أنهم تكيفوا على المجتمع الجديد, وهم في حقيقة الأمر انغمسوا فيه منذ بداية حياتهم.
من الناحية الأخلاقية أو الإنسانيه هل يحق لنا أن نفعل ذلك بأبنائنا و نختار لهم نظام التشغيل الخاص, و نجعله يتمكن من عقولهم. التجربة و الخطأ من مُتع هذه الحياة و صنع القيم الخاصه بنا أيضا متعة, فلم نحرمهم منها. و لماذا ننقل رغبات أشخاص ماتوا من مئات السنين, و نحن حتى لا نعرفهم ولا أثر لأعاملهم في هذا الكون. مخترعي العادات أفشل الأشخاص في تاريخ البشرية, إخترعوا المزابل و نقلوها في نفوس البشر. و مؤيدوها للأسف مرضى نفسيين يحاولون الحفاظ على وهم لا أثر له. أنا لا أريد أن يفرض أحدهم علي نوعية اللباس الذي أرتديه و لا أرضى بفرضه على أبنائي. لماذا نقيد بالعادات حرية البشر. وما هدف الأوغاد الذين يروجون للحفاض على اللباس التقليدي على سبيل المثال, و يحاولون ربطه بالدين. أليس من حق الإنسان التعبير عن نفسه بكل ما يريد, هل حرمت ذلك الأديان السماوية أو اللا سماوية, إذا لماذا يحرم ذلك بعض البشر و أقلهم ذكاء و نتبع خطاهم بدون تفكير.
من المؤسف أن ترى شخص يحمل شهادات عليا من أرقى جامعات العالم يتبنى نظام تشغيل قديم و متخلف, هنا ما يسمى بالإنفصام. هذه النوعية من الناس تحمل نظام تشغيل متمكن من عقلها لدرجة أن العلم و الحظارة لم تؤثر به أبدا. ما يثير العجب أن هذه النوعية من الناس عاشت سنوات طويلة بدون أن تستخدم عقلها الحقيقي, و عادت بإعتقاد أنها منتصرة. العقل الحقيقي لم يعمل منذ الولادة, فالمحرك الحقيقي هو نظام التشغيل الملعون الذي تلبسهم بالكامل و جندهم لخدمته.
موضوع قيم اخي مرسي
ويستحق القراءة بتمعن
بارك الله فيك عزيزتي
ويسلمووو ع الطرح
ويحتاج الى وقفة طويلة وفكر صافي
فيه صواب وخطأ حسب تلقي القاريء
سلمت يمناك اخي الكريم
دمت …
تعيش وتتذكر اخي زياد
تشرفت بمرورك العذب