تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » العرجون القديم

العرجون القديم

  • بواسطة
بذلت وكالة الفضاء الأمريكية كثيرا من الجهد، وأنفقت كثيراً من المال، لمعرفة إن كان هنالك أي نوع من الحياة على سطح القمر، لتقرر بعد سنوات من البحث المضني والرحلات الفضائية، أنه لا يوجد أي نوع من الحياة على سطح القمر ولا ماء ولو درس هؤلاء العلماء الأمريكان كتاب الله، قبل ذلك، لكن قد وفر عليهم ما بذلوه، لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه العزيز:‘والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم’والعرجون القديم هو جذع الشجرة اليابس، الخالي من الماء والحياة.
العرجون القديم؟؟؟؟؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

أولاً : أُقدِّم بِمقدِّمَة حول ما يُعْرَف ب ـ" الإعجاز العلمي " ، وهو في حقيقته إعجاز علمي تجريبي ، بمعنى أن إثباته خاضِع للتجربة .
وهذا مَحَلّ استئناس وليس مِمَّا يُعوَّل عليه ولا مِمَّا يُبنى عليه .
وذلك أنّ بعض ما يُقال فيه مَحْض تَخرُّص في بعض الأحيان ، ومِنه مَا يُبنَى على نَظَرِيّـات قابِلة للتغيُّر والـتَّبَدُّل .
حتى ما يُعتَبَر " حقائق علمية " هي حقائق عِلمية باعْتِبار ، وهي نظريّات باعتِبَار آخر ؛ فهي لَدى من قَرَّرها " حقائق علمية " ، ولَدَى غيره من العلماء " هي نَظريّات " قابلة للتغيّر .
ولا يَجوز أن تُبنَى حقائق القرآن على مثل هذا ..
قال سيد قطب رحمه الله :
لا يجوز أن نُعَلِّق الْحَقَائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه . . لا يجوز أن نُعَلِّق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره . إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني – أيا كانت الأدوات المتاحة له – فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي – بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته – أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري . اهـ .

ولأنَّ من شأن هذا أن يُعَرَّض القُرْآن للـتَّكْذِيب بل والسُّخْرِيَة من الإسلام وأهله ؛ فقد حَاوَل بعض الْمَارِقين والْمُسْتَشْرقِين إيجَاد أشياء ذات علاقة بالإعجاز ، وليست حقيقية ، حتى إذا صدّقها الناس ، أثْبَتُوا فشلها وأنها غير صحيحة ؛ وهذا يَعود على نفوس بعض المسلمين بالتّشكيك بالقرآن .

ثانيًا : لا يَجوز أن يُفْهَم ولا أن يُقال : إن هذا الذي تَوصَّل إليه العِلْم هو تفسير آية مِن كِتاب الله ، وأنَّ هذا هو الفَهْم الصَّحِيح ؛ لأنَّ في هذا القول إلغاء لِفَهْم سَلَف الأمّة في تفسير القرآن ، أو في تفسير وفهم بعض آياته .
ولأن تلك الحقائق لو تَغيَّرت – وهي قابلة للتغيُّر – لأدّى إلى فساد المعنى الذي قالوا به .

ثالثا : الناس طَرفان ووسط في قضية الإعجاز العلمي ..
فَطَرف يُسارِع في كل ما يُشمّ مِنه رائحة إعجاز وما لا يُشمّ مِنه .. بل يَتَكلَّف في القول بالإعجاز ، ولو لم تُساعِده النصوص ..
وطَرَف قال بِنَفْي الإعجاز ؛ لأنهم قالوا : الإعجاز في القرآن بَيَاني ولُغَوي ؛ لأنَّ الله أعْجَز به العَرَب ، وهم أهل الفصاحة .
والوسَط أن يُقال بإثبَات الإعجاز العلمي التجريبي بِضَوابِط :
الأول : أن يَكون مِن الحقائق العلمية دون النَّظَريّات .
الثاني : أن لا يُقْطَع بأنه المراد في الآية .
الثالث : أن لا يُهمل تفسير السَّلَف .
الرابع : أن يَكون الأخذ به على وجه الاستئناس .

رابعًا : مَا سألتَ عنه – حفظك الله – على وجه الخصوص .

الثانية : العرجون القديم

تفسير الآية بأن العرجون القديم " هو جذع الشجرة اليابس، الخالي من الماء والحياة " أخشى أن يَكون مِن باب القَول على الله بغير عِلْم .
ورَحِم الله الإمام أحمد إذ كان يقول : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام .
يعني لا تتَكلَّم في مسألة مِن مسائل العِلْم لم يَتَكلَّم بها أحد مِن قبلك .

ثمّ إن سِيَاق الآيات ليس في وَصْف القَمَر ، بل في الحديث عن مَنازِله .
قال تعالى : (
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ
) .
وتَشْبِيه القمر بِالعُرْجُون القَدِيم في تَقَوُّسِه وحالِه آخر الشهر
قال البغوي في تفسير الآية :
والعُرجون عُود العِذْق الذي عليه الشَّمَاريخ ، فإذا قَدِم عَتِق يَبُس وتَقَوَّس واصْفَرّ ؛ فَشَـبَّه القَمَر في دِقَّـتِه وصُفْرَتِه في آخِر الْمَنَازِل بِه . اهـ .
وهذا هو تفسير أكثر السَّلَف
قال الإمام السمعاني في تفسير الآية :
والأكثرون أنَّ العُرْجُون هو عُود الكِبَاسَة إذا دَقّ ويَبُس وتَقَوَّس . اهـ .
والكِبَاسَة : هو العِذْق .

فالـتَّشْبِيه ليس لأجْل أن العذِق لا حَيَاة فيه ، بل لِكونه مُتَقوِّسًا ضعيفا .

ثم مَن قال إنَّ الأمْريكيين أو غيرهم استطاعوا إثبات أنّ القمر لا حياة فيه ، و " أنه لا يوجد أي نوع من الحياة على سطح القمر ولا ماء " ؟!

لقد رَدّ أحَد الكُتَّاب الأمريكيين على بَني قومه بأدِلَّـة عقلية على كذبهم في دعوى الوصول والهبوط على سطح القمر !
وذلك من خِلال عِدّة نقاط ، منها :
الأولى : لَمَا نَزَل رائد الفضاء – بِزعمهم – على سَطح القمر كان يمشي على رِجْليه ! مع إثباتِهم انعدام الجاذبية فوق سطح القمر ! يعني المفترض أن يَكون كالسابِح في الهواء !
الثانية : أنَّ المركبة هبَطَتْ واستقرَّت فوق سطح القمر ، مِن غير وُجود جاذبية !
الثالثة : أنَّ رائد الفضاء لَمَّا نَزَل – بِزعمهم – على سَطْح القمر كان هناك آلة تصوير صَوَّرَته أثناء نُزولِه مِن الْمَرْكَبَة ! فَمن الذي سبقهم وزرع آلة التصوير تلك لتصوّر رائد الفضاء فور نُزولِه على سطح القمر !
الرابعة : أن رائد الفضاء زَرَع علَمًا أمريكيا فوق ما زَعموه " سَطح القمر " ! فأخَذ العَلَم يُرَفْرِف !
مع إثباتِهم أنه لا حياة ولا هواء ولا ماء على سطح القمر !
فكيف يُرفرِف العَلَم مع عدم وجود جاذبية !

ومثل هذا الزَّعْم ما قِيل في مسألة انشِقاق القمر .. وأنّ وكَالة ناسا أثبَتتْ انشقاق القمر !
فكيف أثْبَتَتْه الوكالة بِزعمِها ؟
ثم هل الذي شقّ القمر أحَد مِن البشر حتى إذا عاد والْتَحَم بَقِيَت آثار تِلك اللَّحَام ؟!
لا شكّ أن هذا تَهوّك وتهوّر وتسرّع في قَبُول كل ما يُقال فيه : إعجاز علمي

الشيخ عبد الرحمن السحيم

اللهم صل على محمد

استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله

جزاك الله خيرآ.. وسدد خطاك …على الأبداع
جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.