دعا لبناء جسور من الثقة بين الجيش النظامي والمنشقين، طلاس في أول حوار له:
العلويون يريدون ضمانا لسلامتهم لكي ينشقوا عن النظام
مناف طلاس
حذر مناف طلاس الجنرال الذي انشق عن النظام السوري الشهر الماضي في مقابلة له، من الوضع السوري الراهن وما قد تؤول إليه الأوضاع مستقبلا، وقال إن عمله الرئيسي الآن هو "إقناع العلويين أن لا ينتحروا مع النظام"، وأكد على أهمية بناء جسور من الثقة بين الجيش الحر والضباط في الجيش الحكومي الذين لديهم استعداد للانشقاق عن النظام.
وقال ديفيد اغناطيوس المعلق في صحيفة "واشنطن بوست" الذي أجرى المقابلة مع طلاس في مكان سري في فرنسا أن الجنرال اخبره عن إمكانية حصول تحول سياسي، وأكد على أهمية بناء جسور من الثقة بين الجيش الحر والضباط في الجيش الحكومي الذين لديهم استعداد للانشقاق عن النظام، وبدون هذا فإن عملية الإطاحة بنظام الأسد ستؤدي إلى إدخال البلاد إلى حالة من الفوضى، مما يعرض الأسلحة الكيماوية السورية للخطر ويجعلها سلعة لمن يريد الحصول عليها.
وقال طلاس "اليوم هناك الكثير من العلويين الذين لا يرضيهم ما يحدث على الأرض ولكن أين الملجأ الآمن لهم"، مضيفا أن العلويين "يريدون ان يعرفوا ان هناك من يضمن سلامتهم في حالة قرروا الانشقاق عن النظام"، وتحدث الجنرال – الذي قاد وحدة من الحرس الجمهوري الخاصة – بتأثر عن انشقاقه عن الأسد الذي "لوث اسمه بالدم ولن يكون قادرا بالحالة هذه على حكم سورية بشكل فاعل".
وأكد اغناطيوس أن علاقته مع النظام بدأت بالتأثر عندما عرض في بداية الانتفاضة العام الماضي على الأسد أن يقوم بمقابلة المتظاهرين، خاصة أن الانتفاضة انتشرت في مناطق عدة من سورية، وقال للأسد أن ما يحدث في الحقيقة هو "هذه ثورة آباء من خلال أبنائهم" وحذر الأسد من عدم اللجوء للقوة لأنها ليست الحل، ولكن الأسد الذي كان يواجه المتشددين في النظام مثل شقيقه ماهر الأسد وحافظ مخلوف ابنه خاله مدير فرع الأمن الداخلي رأوا أن القوة هي الوسيلة الوحيدة لإخافة الناس وقمع الانتفاضة.
ويضيف طلاس أن لا أحد التفت إلى أقواله، وأكثر من ذلك فقد قام الأمن باعتقال الناشطين الذين اتصل بهم للتفاوض والتوصل لحل سلمي للازمة، بل وعندما حاول فعل الأمر نفسه والتدخل في إحداث بلدة الرستن التي ولد فيها والده وزير الدفاع السابق لقي توبيخا من مخلوف، وكان رد طلاس هو الامتناع عن قيادة وحدته، كان هذا في ماي الماضي، وظل بعيدا عن قيادة الوحدة حتى جوان من العام الماضي عندما استدعاه الأسد لمقابلته وسأله عن سبب توقفه قيادة وحدته وعليه وكاحتجاج قرر طلاس التوقف عن قيادة وحدته، فكانت إجابته انه ـ أي الأسد وحكومته ـ غير جادين بإجراء إصلاحات وتقديم تنازلات، وان النظام أظهره بصورة "الكاذب" فكلما قام طلاس بوعد المتظاهرين تصرف النظام عكس ذلك.
وحذر طلاس الأسد بقوله انه وسوريا يقومان بعملية انتحار"، لكن الأسد اعتبر النصيحة "بسيطة"، أي سطحية وقال لطلاس انه مقتنع بالحل الأمني وانه يتحرك لتطبيقه، وأضاف طلاس انه ذكر الأسد قائلا "انك تحمل حملا ثقيلا وان اردت الطيران فعليك ان ترمي الحمل". ولكن يبدو ان العائلة والدائرة المغلقة نجحوا في ابقاء الحمل على ظهر الاسد، كما أكد طلاس انه لا يسعى لأن يحتل منصبا في اي حكومة قادمة وان ما يركز عليه الآن هي خطة الطريق من اجل تجنب الحرب الطائفية.
فريدة. ل/ وكالات
تحيتي
الشكر الك عزيزتي
منورة