استيقظ عبد الله كعادته في الصباح الباكر، في يوم من أيام فصل الشتاء، حيث السحب السوداء تكتسح فضاء السماء، فتحجب دفء الشمس، لتترك المجال للرياح الباردة كي تخترق الأجواء. توضأ وصلى ، واحتسى قهوته بنكهة القرفة والزنجبيل ثم خرج .
التقى جاره وزميله في العمل – خالد- واتجها صوب موقف الحافلات ، وإذ هما ماشيان في الطريق أبصرا رجلا مستلقيا تحت شرفة بناية مهجورة ،فاقتربا منه فوجداه ملتحفا بطانية رثة ، يرتعش من شدة البرد ، وعلامة التعب والإعياء بادية على محياه الذي ضيُّّّّّّّّع لون بشرته بسبب تراكم الأوساخ . كان منظر الرجل يحز في النفس ويدعو إلى الرحمة والشفقة.
اقترب موعد حافلة العمل ، أومأ خالد لصاحبه بأن الوقت يضايقهما وقد حان وقت الانصراف ، لكن الضمير الإنساني وتعاليم الدين الإسلامي التي تربى عليها عبد الله جعلته يومئ بدوره بأنه لا يمكن المغادرة دون تقديم أية مساعدة . استأذن خالد ورحل ،أما عبد الله فقد عاد بسرعة إلى بيته ليأتي ببعض الأغطية والألبسة والأكل .
بعد أن قدم يد العون والمساعدة، وبعد أن دعا له الرجل المسكين بكل خير ، توجه عبد الله إلى موقف الحافلات ، لكن عند وصوله وجد أن الحافلة قد انطلقت منذ زمن ليس بالبعيد . من اجل أن يستدرك ما ضاع من الوقت استقل سيارة أجرة ، فما إن تجاوزت السيارة الشارع الأول حتى لاحظا أن الطريق مزدحمة بالسيارات وحركة غير عادية للناس ، خرج عبد الله يستكشف الأمر ،فأخبروه أن هناك حادثة سير مروعة سببها انفجار عجلة حافلة نقل الموظفين . هرع بسرعة إلى عين المكان فرأى أغلب زملائه غارقين في دمائهم ومن بينهم جاره خالد الذي كان فاقدا للوعي.
فعبد الله مندهش ولا يكاد يصدق ما حدث ، فبعد أن حُمِل كل المصابين إلى المستشفى عاد إلى السيارة وهو يردد سبحان الله ، سبحان الله ، واخبر السائق بأنه لولا العناية الربانية لكان الآن موجودا بين أولائك المصابين .
زار عبد الله زملاءه في المستشفى ، وإذا به يفاجأ بجاره مستلقيا على السرير ورجليه مبتورتين ، فما أن رآه خالد حتى أجهش بالبكاء وهو يقول لقد نجوت يا عبد الله بطيبة قلبك وإنسانيتك .
بقلمي
قصة حلوة الطيبة دائما تجلب الخير للانسان
قصة جميلة أخي العزيز فارس وتستحق التقييم … تحياتي لقلمك المبدع .. وجزاك الله خيرا .
حياك الله اخي محمد
مرورك هنا فخر لي والله
بارك الله فيك وجزاك كل خير
حفظك المولى ورعاك
حياك الله يا طيبة
اسعدني مرورك
اسعدك المولى وحماك