تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الملل في الحياة الزوجية!

الملل في الحياة الزوجية! 2024.

  • بواسطة
يشكل مرض الملل في الحياة الزوجية – إن جاز لنا تسميته مرضاً – مشكلة عامة كثيرة الحدوث بين الأزواج، وهي ظاهرة معروفة ومألوفة منذ القدم، لا سيما بعد مرور فترة زمنية على الارتباط، فتصبح الحياة الزوجية عندئذ روتينية، وتمضي الأيام والليالي والعلاقة بين الزوجين تضعف والمسافة تتباعد. وهو شعور يعتبره الزوجان نذير خطر ومعول هدم في هيكل الحياة الزوجية.
وقد يعكس الملل في الحياة الزوجية في كثير من أسبابه عوامل نفسية داخلية، فالحياة لم تعد سهلة كما كانت، لأننا نعيش عالماً متغيراً يتجه نحو التعقيد تحت ضغط التأثيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، مما ينتج عنه وضع نفسي غير مستقر، فيؤثر سلباً على سلوك الزوجين يتمثل في عدم التفاهم والحوار وحل المشكلات الحياتية اليومية.

كما أن طول العشرة بين الزوجين يعتبر سبباً مهماً في حدوث الملل بين الزوجين، ولذا ففي أشهر الزواج الأولى نادراً ما يكون هناك ملل بين الزوجين لجمال تلك الأيام، ولأن كل طرف يحاول جاهداً أن يظهر للطرف الآخر الصفات الحسنة والأمور الجميلة التي يتحلى بها ويخفي نقاط الضعف لديه، ولكن بعد مرور تلك الشهور قد تهدأ العواطف وينتابها الفتور ويصبح كل شيء روتيناً مملاً. ومن صور ذلك غياب الاهتمام العاطفي والتباعد والإهمال من كلا الطرفين أو أحدهما.

لا شك أن الرتابة في الحياة اليومية دون تغيير أو إبداع في نمط الحياة تقتل الحب. وعدم التوازن في أوقات الاجتماع بين الزوجين داخل المنزل، وهي مسألة واردة بين إفراط وتفريط، فالإفراط أن يكون الزوج داخل المنزل لا يخرج منه إلا قليلاً، والتفريط أن يكون الزوج خارج المنزل ساعات طويلة. كما أن عدم الوعي في المسألة الخاصة بين الزوجين، والتي إما أن تكون مدعاة للضجر والملل. أو أنها تزيد من الألفة والسعادة الزوجية والراحة النفسية. هي في تقديري أهم أسباب الملل في الحياة الزوجية.

وبالتالي يجب أن نعترف أن هناك مشكلة، لأن الاعتراف بالمشكلة هي أولى خطوات العلاج، ومن ثمَّ نسعى إلى حل هذه المشكلة والسير في طريق إشباع العلاقة الزوجية من النواحي الروحية والعاطفية والجسمية والجنسية، لإنعاش الحياة الزوجية من أزماتها. كما يجب أن نفرق بين طول المدة وقصرها، فالملل في الحياة الزوجية أمر طبيعي بشرط ألا يمتد لفترة طويلة وإلا أصبحنا أمام مشكلة تحتاج إلى بحث. ومن الخطوات العملية في علاج تلك المشكلة كما ذكر ذلك أهل الاختصاص، ما يلي:-

@ تغيير نمط الحياة اليومي بمختلف صوره وأشكاله، كالتجديد في اللباس ونوعية الأكل وطريقة تناوله، وتغيير شكل المنزل بين الحين والآخر وخاصة غرفة النوم كنقل بعض قطع الأثاث والمحتويات من مكان لآخر.

@ التماس الوسيلة اللطيفة في اللفظ والتعبير ليعكسا مشاعرهما، كما يجب معرفة احتياجات ومطالب ومشاعر الطرف الآخر حتى يكون هذا العطاء مشبعاً لاحتياجاته ومطالبه، فيكون بذلك أوقع في النفس من عطاء لا يحتاج إليه ولا يتقبله. وعلى قدر سخاء العطاء من أحد الطرفين يكون سخاء العطاء من الطرف الآخر.

@ استغلال المناسبات الجميلة التي يمران بها وتقديم هدية بسيطة يعبر بها عن صدق مشاعره ومحبته ويدخل السرور إلى الطرف الآخر.

@ الحرص على الاستفادة من العطلات الأسبوعية والخروج في نزهة خلوية وتبادل الأحاديث الودية. كما أن لسفر الزوجين مع بعضهما فوائد عظيمة بعيدة عن الملل يعرفها جيداً من بلغ فائدتها.

@ الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية إذا روعيت وأعطيت حقوقها، لأن الاختلاط بالناس والمعارف وصلة الأرحام يوسع دائرة الإنسان ويزيد رصيده من الأحبة والأصدقاء ويكسبه مهارات وخبرات تحول دونه والملل. وفي رأيي أن تباعد الزوجين فترات قصيرة أمرٌ مطلوب، لأنه يزيد من شوقهما إلى بعضهما، فيعودان بمشاعر أكثر صفاءً وعطاءً متجدداً. وليس أفضل من التزام كل من الزوجين بما أمر الله به من حقوق وواجبات على كل منهما تجاه الاخر، ومراعاة الحقوق المشتركة بينهما من مناصحة وشورى وصدق الألفة والمودة وكذلك الواقعية وعدم المثالية الزائدة في الحياة الزوجية للخروج بها من دائرة الملل والفشل.

مشكور على كل ماتطرحه مواضيعك (ماشاءالله)رائعه وتخدم كثير الحياه الزوجيه من نواحي متعدده ومتنوعه بس ياليت احديستوعبها من الطرفين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.