تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الوسائل المفيده للحياة السعيدة .

الوسائل المفيده للحياة السعيدة . 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

الوسائل المفيده للحياة السعيدة
ان لراحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه هو المطلب لكل أحد ومن مسببات هذا المطلب العظيم ما يلي.
1- أعظم الأسباب لذلك وأسها هو الايمان والعمل الصالح ، فقد وعد الله من جمع بينهما بالحياة الطيبه والجزاء الحسن في الدنيا والآخره. وسبب ذلك واضح لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( عجبا لأمر المؤمن ان أمره كل خير ، ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس لذلك أحد الا المؤمن)). فالمؤمن يتضاعف غنمه و خيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره. فنجد التفاوت بين من تطرقه نائبة من نوائب الخير أو الشر بحسب تفاوتهما في الايمان والعمل الصالح.
وما وصفه الرسول الكريم بالحديث السابق يكون المؤمن موصوفا بالصبر والشكر ، فيحدث له السرور والابتهاج و زوال الهم والقلق ، وتتم له الحياة الطيبه في هذه الدار .
والأخر يتلقى المحاب بأشر وبطر وطغيان ، فتفسد أخلاقه فيكون غير مستريح القلب ومشتت من كل النواحي ، فيسيطر عليه الخوف والقلق والضجر.
فان تدبرت في هذه الحياه لوجدت الفرق الكبير بين من يعمل بمقتضى ايمانه ومن لا يعمل ، فمن سلم امره الى ربه وان بما يصيبه من مصائب فانها خير فعليه بالصبر فتجد انه مرتاح مهما بلغ البلاء أشده وثابت القلب ومطمئن النفس.
ومن فقد هذا الايمان تجد عكس ذلك فتجد الحزن وتوتر الاعصاب . فعلا الرغم من انهم جميعهم بشر الى ان يتفاوت الخوف والقلق والحزن والهم بين البر والفاجر.
2- ومن الأسباب أيضا الاحسان الى الخلق بالقول والفعل وانواع المعروف، فان المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجرا عظيما ومن جمله الأجر زوال الهم والغم والأكدار فالخير يجلب الخير ويبعد الشر.
3- ومن اسباب دفع القلق الناشئ الاشتغال بعمل من الاعمال او علم من العلوم النافعه، فانها تلهي القلب عن اشتغاله بما يهمه او يغمه، فتفرح نفسه ويزيد نشاطه، وعلى عكس ذلك من لا يشغل عقله بعمل او علم نافع تجده يتذكر ما يقلقه و يحزن و يقل نشاطه فيجب ان يكون الانشغال على طاعة الله.
4- ومما يدفع به الهم والقلق ( اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعن الحزن على الوقت الماضي) . لهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن ، فيجب ان يكون العبد ابن يومه يجمع جده واجتهاده في اصلاح يومه ووقته الحاضر ، في ما ينفعه كما قال رسول الله ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز واذا اصابك شي فلا تقل : لو اني فعلت كذا كان كذا و كذا ولكن قل : قدر الله ماشاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان)).
فجمع الرسول الكريم بين الحرص على الامور النافعه وعن الاستعانه وعدم الانقياد للعجز.
وجعل الامور قسمين :
القسم الاول : يمكن للعبد السعي في تحصيله او تحصيل ما يمكن منه.
القسم الثاني: لا يمكن تحصيله .
فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم ولا ريب بان مراعاة هذا الاصل سبب للسرور وزوال الهم والغم.
5- ومن اكثر الاسباب لانشراح الصدر ( الاكثار من ذكر الله) كما قال تعالى في كتابه : } الا بذكر الله تطمئن القلوب{.
6- التحدث بنعم الله الظاهره والباطنه فان التحدث بها يدفع الهم والغم ، فان اصابة الانسان مصيبه و عد ما انعم الله عليه بالمقابل صبر و ارتاح قلبه .
7- النظر الى من هو اسفل منا ولا تنظروا الى من هو اعلى منكم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
8- السعي في ازالة الاسباب الجالبه للهموم ، وفي تحصيل الاسباب الجالبه للسرور ، وذلك بنسيان ما مضى من المكاره التي لا يمكن ردها ، و معرفة ان انشغال الفكر فيها من باب العبث والمحال ،وان ذلك حمق وجنون.
9- استعمال دعاء النبي وهو : اللهم أصلح ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي اليها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر.
10- ان يسعى في تخفيفها بان يقدر اسوا الاحتمالات التي ينتهي اليها الامر ويوطن على ذلك نفسه ، فيكون السعي عنده في جلب المنافع وفي دفع المضار الميسوره للعبد .
11- قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأواهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئه ،لان الانسان متى استسلم للخيال والانفعالات غضب ومرض وانهم وانغم.
12- اعتماد القلب على الله والتوكل عليه ، فبذلك تعلم ان الله معك حيثما كنت فان ابتليت بامر تعلم ان خير لك وحين تتوكل بكل امورك الى الله تكون مطمئن ومرتاح القلب والبال .
13- لا يفرك مؤمن مؤمنه ان كره منها خلقا رضي منها خلقا اخر كما قال رسول الله ، لها فائدتان عظيمتان :
الأولى : الارشاد الى معاملة الزوجه والقريب والصاحب والمعامل وكل من بينك وبينه علقه واتصال .
الثانيه: زوال الهم والقلق وبقاء الصفاء والمداومه على القيام بالحقوق الواجبه والمستحبه.
14- العقل ، فالعاقل يعلم ان حياته الصحيحه حياة السعاده والطمأنينه .
15- ينبغي المقارنه بين بقية النعم الحاصله له دينيا ودنيويا وبين ما اصابه من مكروه ، فبذلك يريح القلب ويدفع الهم والغم.
16- ان تعرف ان اذية الناس لك وخصوصا الاقوال السيئة لا تضرك بل تضرهم.
17- اعلم ان حياتك تبعا لافكارك فان كانت افكارا فيما يعود عليك نفعك في دين اودنيا فحياتك طيبه وسعيده والا فالامر بالعكس.
18- ان توطن نفسك على ان لا تطلب الشكر الا من الله ، فاذا احسنت الى من له حق عليك او من ليس له حق فاعلم ان هذا معاملة منك مع الله فلا تبال بشكر من انعمت عليه .

وهذا وصلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.