وكان الحريق قد خلف أضرارا كبيرة في المسجد الأقصى، لا سيما المنبر الذي وضعه صلاح الدين الايوبي عام 1187 بالمسجد واقترن باسمه، وصنع من خشب الابنوس والجوز المطعم بالماس، ولم تسلم من الحريق سوى قطع قليلة من المنبر الثمين.
واعتبر مدير مشروع المنبر محمود البلبيسي أن عملية تركيب المنبر بجامعة البلقاء بالأردن عملية بالغة الصعوبة قائلاً: "عملية شاقة ومضنية. اذ استغرق البحث للوصول إلى أسرار المنبر منذ عام 1993 وحتى2002". واصفاً إياه بانه "كان عملا فنيا جميلا ومعقدا وحافلا بالأسرار".
وأوضح البلبيسي أن من أهم مصادر ابحاث المنبر مكتبة الأقصى ومكتبة الكونغرس الأمريكي ومتحف شمولين في لندن، نسبة لاحتوائها على مجموعات من الصور للمنبر التي ساعدت في اعادة تقييمه.
وأضاف البلبيسي أن المنبر المكون من 16500 قطعة صغيرة وكبيرة ثبت بالماضي بدون تلصيق او دق مسمار، وسنركب المنبر الحديث بنفس الطريقة. مضيفاً أن المقدسيين استقبلو المنبر كانه حدث كبير جدا وانتظروه بفارغ الصبر.
وأردف: "لقد وجدنا فيه مجموعة من اللوحات, كل لوحة صممت على طريقة هندسية جيومترية وهي عبارة عن مجموعة من الدوائر تنطلق من مراكزها الى محيطها ومجموعة من الخطوط تشكل مجموعات هائلة من الاشكال الهندسية, تقوم بدورها بتشكيل الآلاف من اللوحات الهندسية".
وأضاف: "وبالامكان اخذ لوحة واحدة وفصلها عن المجموع ووضعها في إطار وهذا السر الذي اعتمدوا عليه في رسوماتهم للمنبر".
وقال البلبيسي "لم نتدخل في اللوحة إذ أن الإطار كان يحدد اين ينتهي الشكل معنا, كما توصلنا إلى أسرار أخرى مثل الاشكال في أعلى الجزئين الايمن والايسر اذ وجدنا هناك لفظ الجلالة, وتحتها اللوحة الخماسية التي ترمز الى الوحدة الإلهية, أي أركان الإسلام الخمسة, وتحتها لوحة سداسية ترمز إلى الرسالات السماوية ونعتبره اكمل الاشكال اذ يرمز إلى الإنسان الكامل, أي الرسول".
وأشار إلى أن رسومات المنبر تجمع بين اشكال هندسية واشكال لها علاقة بالفلك والرياضيات والعلوم والخط العربي والزخارف الهندسية وفنون الحفر والتطعيم والتعشيق وفنون المقرنصات.
وقال "بعد انشاء المخططات التفصيلية بدأنا التنفيذ عام 2024 واستغرق العمل نحو اربع سنوات وشارك فيه نحو 30 شخصا و11 باحثا ومهندسا. وفيما يختص بالفنيين ومنفذي العمل, قال: "انهم من كافة أنحاء العالم الإسلامي واخترنا بدورنا الافضل".
ومن جهته قال خبير الآثار الإسلامية يوسف النتشة إن منبر الاقصى "كان من اجمل المنابر التي انتجها الفنان العربي في بلاد الشام", واوضح انه "علاوة على مكانته الجمالية وصناعته الفنية فقد ارتبطت فكرة بنائه مع طموحات القائد الايوبي نور الدين زنكي لتخليص القدس من ايدي الفرنجة".
وتابع "كان نور الدين زنكي يأمل بأن يتم ذلك في عهده لذا فقد امر بالتحضير لهذه المناسبة بان كلف اشهر فناني حلب بعمل منبر فخم يليق بتحرير الاقصى وقد استغرق عمل المنبر ست سنوات ولم يشهد نور الدين تحقيق امله بتحرير القدس لكن صلاح الدين انجز ذلك ونقل المنبر من حلب الى القدس".
وأردف: "بقي هذا المنبر جوهرة في المسجد الاقصى الى ان احرق ولم يبق منه سوى بضع قطع". ومن جهته رأى مدير أوقاف القدس عدنان الحسيني "ان المنبر عمل فني مبهر ومن اجمل القطع الفنية في العالم".
وأضاف ان "يوم (الثلاثاء) كان يوما مشهودا اذ وصل الى باحة المسجد الاقصى25 صندوقا و6 سيارات نقلت قطع المنبر من الأردن إلى القدس".
وشرح الحسيني انه "بعد الحريق مباشرة استدعت المملكة الاردنية الهاشمية احد خبراء الاثار والزخارف, للعمل على اعادة رسم المنبر كما كان قبل الحريق, وعمل الخبير عدة سنوات لاعادة عمل الرسومات استنادا الى بعض الصور وبعض القطع التي بقيت من الحريق".
وقال الحسيني "عندما نتكلم عن المنبر نتكلم عن شىء كبير, فلقد جاء ليعبر عن عروبة القدس في وقت تتعرض القدس الى هجمة, وانشا الله يقودنا الى تحرير هذا المكان وواجبنا ان نشكر كل من ساهم في انجاز هذا العمل".
واما رئيس مجلس الاوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب فقال "ان اليد الهدامة المخربة التي احرقت اجزاء كبيرة من المسجد الاقصى ارادت انهاء وجود المسجد الاقصى".
وقال "نحن ازلنا كل اثار الحريق من المسجد وما نتج عنه من دمار, وبوصول هذا المنبر الجديد واعادته الى مكانه الطبيعي سينطلق الحق من عليائه الى كل ارجاء العالم".
واوضح ان اعادة بناء المنبر تمت "بروح جماعية وبروح الاهتمام والانتماء الى الاقصى, حيث عمل فيه اشخاص من تركيا واندونسيا وتونس ومصر وسوريا والاردن وباكستان وغيرها, ولا بد من شكر العاهل الاردني على جهوده التي اسهمت في انجازه".
يارب
مشكور برق على هذا النقل الرائع الذي بحمل الامل والتفاؤل
لك كل التقدير والاحترام
لا خلا ولا عدم
والله يرجع كل شئ زي ماكان
وكل الشكر للعاملين على تصميم المنبر وكل من عمل على ذلك
ولك كل الشكر على مرورك وتعليقك