هذه بعض الفتاوى الهامة بخصوص الاحتفال بالمولد النبوي :
سئل الفاكهاني عن الاحتفال المولد النبوي فأجاب:
لا أعلم لهذا المولد أصلاًً، في كتاب ولا سنة ، ولم ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة, الذين هم القدوة في الدين ، والمتمسكون بآثار المتقدمين ، بل هو (بدعة)، أحدثها المبطلون ، وشهوة نفس اعتنى بها الآكلون ، بدليل أنّا إذا أدرنا عليها الأحكام الخمسة قلنا:
إما أن يكون واجباً ، أو مندوباً ، أو مباحاً ، أو مكروهاً ، أو محرماً ، وليس هو (بواجب إجماعاً ، ولا مندوباً )، لأن حقيقة المندوب : ما طلبه الشارع, من غير ذم على تركه ، وهذا لم يأذن فيه الشارع ، ولا فعله الصحابة والتابعون ، ولا العلماء والمتدينون فيما علمت ، وهذا جوابي بين يدي الله, إن عنه سئلت، ولا جائزاً، ولا مباحاً، ( لأن الابتداع في الدين، ليس مباحاً، بإجماع المسلمين)، فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو محرماً).(1)
ما يستفاد من كلام الإمام الفاكهاني رحمه الله :
(1) ليس للمولد أصلاً ، لا من كتاب ولا سنة .
(2) لم ينقل عمل المولد أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، والمتمسكون بآثار المتقدمين .
(3) أن المولد بدعة من البدع ، أحدثها المبطلون من أهل البدع والأهواء ، وشهوة نفس ، اعتنى بها الآكلون الشهوانيون .
(4) أن الابتداع في الدين ، ليس مباحاً ، بإجماع المسلمين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( وأما اتخاذ الموسم غير المواسم الشرعية ، كباقي ليال شهر ربيع الأول ، والتي يقال أنها ليلة المولد ، أو بعض ليالي رجب، أو ثامن عشر من ذي الحجة ، أو أول جمعة من رجب ، أو ثامن شوال، الذي يسميه الجهال (عيد الأبرار)، فإنها من البدع، التي لا يستحبها السلف، ولم يفعلوها )(2).
ما يستفاد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
1) أن مواسم العبادات، تنقسم إلى قسمين :
(أ) شرعية : وهي التي دعت إليها الشريعة ، ودل عليها الدليل من الكتاب والسنة، كموسم رمضان ، وموسم الحج، والأعياد الشرعية.
(ب) بدعية : وهي التي لم تدع إليها الشريعة، وليست عليها أثارة من علم ، لا من كتاب ولا سنة ، وإنما أحدثها أهل البدع والأهواء، كالاحتفال بالمولد النبوي، في الثاني عشر من ربيع الأول، بحجة : ( محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – )، وكإحياء ليلة السابع والعشرين من رجب ، بحجة أنها: (ليلة الإسراء والمعراج)، وغيرها من المواسم المحدثة .
(2) أن السلف رضوان الله عليهم أجمعين ، لم يستحبوا تلك المواسم البدعية ، ولم يفعلوها .
******
وسئل الإمام الشوكاني رحمه الله :
عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟
فأجاب رحمه الله :
( لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوت الاحتفال بالمولد ، من كتاب ولا سنة ، ولا إجماع ، ولا قياس ، ولا استدلال ، بل أجمع المسلمون أنه لم يوجد في عصر خير القرون ، ولا الذين يلونهم ، وأجمعوا أن المخترع له السلطانالمظفر أبو سعيد كوكبوري بن زين الدين علي بن سبكتين) صاحب أربل ، وعامر الجامع المظفري بسفح قاسيون .
وإذا تقرر هذا ، لاح للناظر ، أن القائل بجوازه بعد تسليمه ، أنه بدعة ، وإن (كل بدعة ضلالة) بنص المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ، لم يقل إلا بما هو ضد للشريعة المطهرة ، ولم يتمسك بشيء سوى تقليده لمن قسم البدعة إلى أقسام، ليس عليها آثار من علم .
أما العترة المطهرة وأتباعهم ، فلم نجد لهم حرفاً واحداً يدل على جواز ذلك، بل كلمتهم كالمتفقة بعد حدوث هذه البدعة ، أنها من أقبح ذرائع المتمخلعة إلى المفاسد، ولهذا ترى هذه الديار منزهة عن جميع شعابن المتصوفة المتهتكة ، التي هذه واحدة منها ولله الحمد .
وبين الإمام أنه إن كان العامة أكث قابلية لتقبل تلك البدع فإن ما هو أفظع منه أن يشترك في هذا من يتزيى بزي العلماء وينخدع الناس بمزهرمم.
وبحضورهم لتلك الموالد يظن الناس أن تلك البدع من الدين وختم كلامه قائلا:
وهب أنه لا يحصل بحضرة هؤلاء الأعيان شيء من المنكرات كما هو الظن بهم ، ألا يدرون أن العامة تتخذ ذلك وسيلة وذريعة إلى كل منكر ؟ ويصكون بحضورهم وجه كل منكر ؟
ويفعلون في موالدهم التي لا يحضرها إلا سقط المتاع، كل منكر؟ ويقولن: قد حضر المولد (فلان وفلان ).
ثم أنكر الإمام على الذين يقولون إن هذه الموالد جائزة إذا اقتصرت على الطعام والشراب ولم يصاحبها شيء من المحرمات .
فبين الإمام في رده على هؤلاء أن كثيرا ما تصاحب المنكرات تلك الموالد وأن الموالد التي تقتصر على الطعام والشراب فقط بلا منكرات نادرة جدا
هذا مع بقاء الأصل في المسألة أن هذا الاحتفال وهذه الموالد بجعة.
كما أنكر على من ادعى حضور النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الموالد (وهو ما سيفنده مفتٍ آخر بإذن الله)
******
و سئل الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله :
عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟
فأجاب رحمه الله :
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، ولا غيره ، لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ، لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع ، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومتابعة لشرعه ممن بعدهم ، وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ.)(رواه البخاري)، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ») ،
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها.
وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين : ( وَمَآ آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ)[الحشر: 7].
وقال عز وجل: (فَلْيَحْذَرِ الّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63] .
وقال سبحانه : (لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الاَخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً) [الأحزاب: 21].
وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً) [المائدة: 3].
والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة ، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به ، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ، واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله – صلى الله عليه وسلم – ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة .
والرسول – صلى الله عليه وسلم – قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بيّنه للأمة .
ومعلوم أن نبينا – صلى الله عليه وسلم – هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغاً ونصحاً ، فلو كان الاحتفال بالمولد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول – صلى الله عليه وسلم – للأمة ، أو فعله في حياته ، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول – صلى الله عليه وسلم – منها أمته .
وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها ، عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات ، كالغلو في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وكاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال آلات الملاهي ، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر ، وظنوا أنها من البدع الحسنة ، والقاعدة الشرعية : (رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله ، وسنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – )، كما قال الله عز وجل : (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء: 59].
وقال تعالىوَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللّهِ)[الشورى:10].
وقد رددنا هذه المسألة وهي : (الاحتفال بالمولد) إلى كتاب الله سبحانه ، فوجدنا : يأمرنا باتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم – فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه ، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا ، وأمرنا باتباع الرسول فيه ، وقد رددنا ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به ، ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فعلمنا بذلك أنه: (ليس من الدين ، بل هو من البدع المحدثة ، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم ) ، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق ، وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالمولد ليس من دين الإسلام ، بل هو (من البدع المحدثات ، التي أمر الله سبحانه ورسوله – صلى الله عليه وسلم – بتركها والحذر منها) ، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإنالحق لا يعرف بكثرة الفاعلين ، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية)، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنّةَ إِلاّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىَ تِلْكَ أَمَانِيّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [البقرة:111].
وقال تعالى : (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرْضِ يُضِلّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ) [الأنعام: 116] .
ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة ، لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى ، كاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال الأغاني والمعازف ، وشرب المسكرات والمخدرات ، وغير ذلك من الشرور ، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو (الشرك الأكبر) ، وذلك بالغلو في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، أو غيره من الأولياء ، ودعائه والاستغاثة به ، وطلبه المدد ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي – صلى الله عليه وسلم – وغيره ممن يسمونهم بالأولياء ، وقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : (إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين)، وقال – صلى الله عليه وسلم – : (لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه.)(رواه ابخاري) ، من حديث عمر رضي الله عنه.
ومن العجائب والغرائب : أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأساً ، ولا يرى أنه أتى منكراً عظيماً ، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة ، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي ، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين .
ومن ذلك : أن بعضهم يظن أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحضر المولد ، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل بأحد من الناس ، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة ، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة ، كما قال الله تعالى: (ثُمّ إِنّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيّتُونَ * ثُمّ إِنّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ)[المؤمنون:15ـ16].
وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – « أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ».(رواه مسلم)، عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، فهذه الآية الكريمة ، والحديث الشريف ، وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث ، كلها تدل على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم ، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور ، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به .
أما الصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات ، كما قال تعالى : (إِنّ اللّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النّبِيّ يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ صَلّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً) [الأحزاب : 56] ، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – « مَنْ صَلَّى عَلَىَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا ». (رواه مسلم) ،
وهي مشروعة في جميع الأوقات ، ومتأكدة في آخر كل صلاة ، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة ، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة ، منها بعد الأذان ، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام ، وفي يوم الجمعة وليلتها ، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة .
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يَمُنّ على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدعة ، إنه جواد كريم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه)
__ _____
وعندما سئل الشيخ ابن عثيمين ذكر شيئا مما ذكره الشيخ ابن باز ومن النقاط التي ركز عليها ما يلي:
1 لو كان النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الاحتفال بالمولد من الدين أو أمر به لوجب ان يكون هذا محفوظا لقوله تعالى: (إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
فلما لم يكن شيء من هذا دل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا ولم يأمر به . إذن فهو ليس من الدين. وبالتالي فمن الجناية أن نشرع في دين الله ما ليس منه.
2 قال ما نصه:
(ولا ريب : أن الذين يحتفلون بمولد الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، إنما يريدون بذلك تعظيم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، وإظهار محبته ، وتنشيط الهمم على أن يوجد منهم عاطفة في ذلك الاحتفال للنبي – صلى الله عليه وسلم – , وكل هذه من العبادات .
حبة الرسول – صلى الله عليه وسلم – عبادة ، بل لا يتم الإيمان حتى يكون الرسول – صلى الله عليه وسلم – أحب إلى الإنسان من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين، وتعظيم الرسول – صلى الله عليه وسلم – من العبادة، كذلك إلهاب العواطف نحو النبي – صلى الله عليه وسلم – من الدين أيضاً ، لما فيه من الميل إلى شريعته .
إذن : فالاحتفال بمولد النبي – صلى الله عليه وسلم – ، من أجل التقرب إلى الله ، وتعظيم رسوله – صلى الله عليه وسلم – عبادة ، وإذا كان كذلك فإنه : لا يجوز أبداً أن يحدث في دين الله ما ليس منه، فالاحتفال بالمولد (بدعة ومحرم)).
3 ناهيك عن بطلان الادعاء بأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر تلك الموالد . فإن بعضهم يبالغ في دعواه هذه فإذا ذكرت قصة المولد زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر ويقومون تعظيما له مع أن الصحابة وهم أكثر الناس حبا وتعظيما له صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يقفون له لما يرون من كراهيته لذلك .
4 تاريخ ميلاده صلى الله عليه وسلم اختلف العلماء في تحديده.
تعليق:
(كل ما ذكر من تواريخ لميلاده صلى الله عليه وسلم ذكر لنا شيخ في خطبته أنها اجتهادات من العلماء إذ ليس في المسألة دليل قاطع بتاريخ محدد وذلك ربما لأن العرب لم تكن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيكون له شأن في العالمين فلم تثبت تاريخ ميلاده بدقة. والاختلاف بينهم في تحديد اليوم والشهر والسنة)
_____
بل ودعا الشيخ مقبل الوادعي لقراءة كل كتب السنة ثم قال:
(أتجدون الاحتفال بالمولد؟ أم أتى به العبيديون بالمغرب؟ وأصلهم يهود، ثم زعموا أنهم من ذرية أهل بيت النبوة، وأنهم ينتسبون إلى إسماعيل بن جعفر، ثم تبعهم المغفلون!!! ، حتى إن ملكاً في القرن السادس، رأى النصارى يحتفلون بمولد عيسى ، قال أبو شامة : ( فأقام احتفالاً بمولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أعظم من احتفال النصارى بمولد عيسى)، فالملوك والرؤساء لا يحتج بهم ، يحتج بقول الله، ويحتج بقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .)
_____
منقول بتصرف من بحث شمل عدة فتاوى للعلماء والتعقيب بعدها من أحد الباحثين جزاه الله خيرا.
انشر لغيرك.
لك الشكر أيضا لنقلك للموضوع
كل الاحترام والتقدير
علينا ان نطبق سنة النبي واوامره
والا نهتم بهكذا امور فحتى تاريخ المولد مختلف فيه
شكرا على الموضوع اخي ابن بطوطة
<a rel="nofollow" href="https://
وهناك رد اخر لفتوى الشيخ سامى السرساوى
<a rel="nofollow" href="https://
وجعله الله في ميزان حسناتك
نتمنى للجميع الاستفاده
مودتي