تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تزكية النفس

تزكية النفس 2024.

  • بواسطة

تزكية النفس عند الإمام أبي حامد الغزالي، رحمه الله

التخلية والتحلية وهي من أهم مباديء أهل السلوك ( الصوفية )
التخلية : تطهير النفس من أمراضها وأخلاقها الرذيلة.
التحلية: هي ملؤها بالأخلاق الفاضلة وإحلالها محل الأخلاق الرذيلة بعد أن خليت منها.
فالأخلاق الرذيلة مثل : الشرك والرياء، والعجب، والكبر، والبغض والحسد، والشح والبخل، والغضب، والحرص على الدنيا وحبها لذاتها وإيثارها على الآخرة، والفضولية وعدم الجد في الحياة .
وأما الأخلاق الفاضلة : التوحيد والإخلاص والصبر، والتوكل والإنابة، والتوبة، والشكر، والخوف والرجاء، وحسن الخلق في التعامل مع الناس، والشفقة عليهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ونفعهم بقدر المستطاع، وعدم تغيير قلوبهم بما ليس بلازم شرعاً… كما قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيِّئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأ نّه ولي حميم )
فلا بد للإنسان أن يتعرف على الأخلاق الذميمة وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها فإن من لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه لا يمكنه علاجه،
ولكي يستطيع الإنسان الانتصار على نفسه ينبغي لـه أن يضع أسساً للتعامل معها في ثلاث محاور :
1 – الإنصاف منها، وعدم تبرئتها فقد كان صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه وهو المعصوم المسدد بالوحي.
2 – ترك الانتصاف لها من الغير بأخذ الثأر لها والانتصار لها، فإنها ظلومة جهولة، وإذا كانت هي المظلومة فقد قال الله عز وجل "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور".
وقال سبحانه : "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "
3 – اتهامها دائماً، فإنه إذا لم يتهمها الإنسان أغوته وقادته إلى التهلكة، فأنت مخير في الوجهة التي ترتضيها لنفسك، فإذا سرت وراءها وأطلقت لها الزمام سارت بك إلى أسفل سافلين، وإن قدتها أنت وطمحت بها إلى المراتب العالية انقادت لك وراء ذلك، فهي كالطفل تماماً كما قال الإمام شرف الدين البوصيري:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فإذا عامل الإنسان نفسه على هذا النحو ملكها واستطاع توجيهها نحو الخير، فإذا دعاها إلى عبادة انقادت لـه واستسلمت، وإن دعيت إلى شر وجدت تأبياً ونفوراً عنه،
أما الذي لا يعالج نفسه هذا العلاج ولا يجتهد في مجاهدتها عما تهوى وتحب، فإنه إذا دعاها إلى العبادة نفرت، وإذا رأت أنه سيحملها على طاعة من الطاعات شردت، مثل الدابة تماماً، فالدابة إما أن تكون مطيعة وإما أن تكون شروداً حروناً، وكذلك النفس إذا عودها الإنسان على ترك هذه الأخلاق الذميمة كانت كالدابة المطيعة المنقادة، يحمل عليها ما شاء وتسير به حيث شاء، أما إذا تعودت على هذه الأخلاق الذميمة وأرخى لها الحبل على الغارب فإنها تكون شروداً حرونا إذا احتاج إليها لم يستطع إمساكها، وإذا أحست بأي حمل سيحمله عليها نفرت منه، فلا بد من مراقبة هذه النفس ومتابعتها، وليختبر متى استعدادها للأوامر وانصياعها للخير باستمرار : فإن الذي إذا سمع النداء حي على الصلاة حي على الفلاح أخذه النعاس وبحث عن الوسادة، نفسه ما زالت مريضة لم تنقذ له بعد، والذي ينام على فراشه إذا تعار من الليل لم يستطع أن ينتصر على نفسه فيستيقظ ويذكر الله ويتوضأ ويصلي حتى تحل عنه عقد الشيطان، نفسه ما زالت مريضة تحتاج إلى علاج، والذي لا تطاوعه نفسه إذا أراد صوم النفل أو إنفاق المال أو أراد أي عمل خير لا تطاوعه نفسه ما زالت مصابة بمرض عضال مخوف لا بد من علاجه قبل فوات الأوان، فلا بد أن يضع الإنسان نفسه في قفص الاتهام وأن يحملها على العزائم وإلا قادته هي إلى المهالك .

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
زودك الله من تقاك ومن النار وقاك

وللفضيله هداك وللجنه دعاك
وجعل الفردوس مأواك جزاك الله خيرا
الفراشة المؤمنة

جزاك الله خيراً على مرورك الكريم ودعائك الطيب، نسأل الله القبول.

بارك الله فيك.

جزاك الله خيرا
موضوع طيب وقيّم ..
ولكن لي سؤال عن جزئية في المقال :
يقول :
التخلية والتحلية وهي من أهم مباديء أهل السلوك ( الصوفية )
أعتقد جازما أن هذا هو سلوك أهل السنة والجماعة وليس للصوفية فقط !!

والكل أخذ علمه من كتاب الله تعالى حيث يقول الرب سبحانه وتعالى :
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة : 256]
نلاحظ :
*** فمن يكفر بالطاغوت = التخلية من أصل المحرمات والمكروهات والرذائل .
*** ويؤمن بالله = التحلية بالتوحيد والاستقامة والاستسلام .

أحببت البيان والتنويه.

شكرا لك أخي الكريم .

أعتقد جازما أن هذا هو سلوك أهل السنة والجماعة وليس للصوفية فقط !!

فعلاً هو سلوك جميع المسلمين الذين هم مع الله وفي الله وبالله
وفي الحديث الشريف في دعاء الإستفتاح في الصلاة نقول :
" إن صلاتي و نسكي ومحيايا ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا من المسلمين "

موضوع الصوفية، قد كتبتُ عنه الكثير في بعض مؤلفاتي وفي الكثير من المنتديات فمن مؤيد ومن معارض، ولا أريد أن أثير نقاشاً حوله في هذا المنتدى. . الذي أريد أن أقوله هنا هو أن بعض الفرق تقول أنهم صوفية وأسأوا إلى الصوفية وليست من الصوفية في شىء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.