توهم المرض ( المُراق )
يتمثل المراق بالتوهم بوجود مرض ما على الرغم من عدم وجود هذا المرض حقيقة , و مهما قام الطبيب بالفحوصات و التحليلات و صور الأشعة و مهما أكّد للشخص بأنه ليس مصاباً بمرض ما فإن هذا الشخص يبقى يشعر و يتوهم بأنه مريض في عضو من أعضاء جسمه , و يشعر هذا المريض أن لديه أعراض مرض ما رغم تأكيد الطبيب المتكرر بعكس هذا , و قد يشعر هذا الإنسان ببعض الإطمئنان لسلامته و صحته لمدة قصيرة و لكن سرعان ما يعاوده الشك و تعود إليه مخاوفه بأنه مريض , و قد تصل قناعة المريض بمرضه لحد يفضل المصاب فيها الإنتحار على أن يكون ضحية هذا المرض المتوهم الخطير الذي لا وجود له , و في بعض الحالات الشديدة من المراق قد يصل الأمر إلى صورة من حالات الذهان الشديد كما هو الحال في مرض الفصام , و في هذه الحالة تكون شكوى المريض و قناعته بوجود المرض لها طابع غريب فمثلاً يشعر المريض أن أمعاءه مقلوبة أو أن قلبه قد انتقل من مكانه إلى مكان آخر داخل جسده أو غير ذلك مما يتوهمه , و قد يكون المراق للإنسان الذي لديه انشغال بال و إهتمام زائد بصحته الجسدية فهو يقضي كل تفكيره و وقته و ربما أمواله للعناية بجسده و صحته العامة ، و الخطر أن يصل الأمر إلى حد يفقد معه إهتماماته الأخرى بالحياة ، ولا يعود يشغل باله إلا بصحته , إن حالات المراق تتمثل في أشخاص يعتقدون بوجود المرض بينما لا وجود في الحقيقة لهذا المرض , و من البديهي أن يقال أن هؤلاء لا بد و أنهم يحتاجون إلى إجراء الفحوصات و التحليلات المطلوبة للتأكد من عدم وجود هذا المرض و لكن في نفس الوقت يجب أن لا تجري هذه الفحوصات و التحليلات على مدى الحياة ولا بد أن يوضع حد لهذه التحريات , و هنا تظهر خبرة الطبيب في معرفة متى يفحص المريض و متى لا يفعل ذلك كي لا يتم إزدياد الوهم مع الإختبارات المتكررة.
اسال الله تعالى لنا ولكم العافية
ويصفون هذه الحالة بأنها نوع من القلق الحاد الذي يأتي بصورة آلام جسدية وهمية وغير حقيقية,
وهي تعبير لا إرادي من المريض بأنه يعاني من قلق أو اكتئاب أو مشاكل أسرية أو أي مشاكل أخرى.
وتؤدي هذه الحالة إلى بعض الاضطرابات كفقدان الشهية, والمعاناة من الأرق وقلة النوم,
وحدوث اضطرابات في العمل وفي العلاقات الاجتماعية والأسرية أيضاً,
هذا بالإضافة إلى سيطرة الأفكار السوداوية على التفكير وعلى الأحداث المتوقع حدوثها في المستقبل.
وأحياناً يشعر المريض المتوهم بنفس الأعراض التي يشعر بها المرضى الحقيقيين, فمثلاً عندما يشتكي من وجود آلام في قلبه فإن المخ يرسل إشارات إلى وظائف الجسم الأخرى, والتي بدورها تؤدي إلى زيادة إفرازات الادرينالين والنيو ادرينالين وبذلك يزداد ضخ الدم من القلب ويعمل بسرعة, ويشعر المريض بأن هذه الأعراض هي نفس أعراض مريض القلب الفعلي.
وبالتالي يقوم المريض المتوهم مرضياً بجهد كبير يبذله في البحث عن الأطباء وذلك كوسيلة ليطمئن نفسه, وهو يشعر براحة كبيرة عندما يطلب منه إجراء التحاليل المخبرية والصور الإشعاعية المتنوعة من أجل الكشف عن حالته, ولكن غالباً ما تكون النتيجة غير مرضية بالنسبة للمريض المتوهم فهي لا تظهر أي مرض أو حالة صحية مرضية.
يعطيكي العافية حبيبتي
لا تحرمينا ابداعك وتميزك
دمتي …
عطرالكاردينيا