أعلنت إسرائيل رسمياً، مساء أمس، عثورها على جثث المستوطنين الثلاثة المختفية آثارهم منذ 19 يوماً في منطقة حلحول شمالي الخليل، محملة حركة حماس المسؤولية عن مقتلهم، وسط تصعيد سياسي وعسكري ضد الفلسطينيين في الضفة وغزة، في حين توعدت حركة حماس بأنها ستفتح «أبواب جهنم» على إسرائيل إذا أقدمت على أي تصعيد، وسط إدانات دولية لعملية القتل، ودعوات لضبط النفس.
وأعلن جيش الاحتلال العثور على جثث المستوطنين في أرض فارغة، وقد دفنوا في حفرة صغيرة، وتم إبلاغ عائلاتهم بذلك، ويبدو من التحقيق الأولي أن الثلاثة قتلوا بُعيد اختطافهم بوقت قصير. وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن المتطوعين المدنيين الإسرائيليين هم الذين عثروا على الجثث داخل مغارة، وليس الجيش ولا المخابرات.
حشود ومواجهات
وذكرت تقارير إعلامية أن المدخل الشمالي لبلدة حلحول قرب الخليل شهد مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وجيش الاحتلال. وأضافت أن الاحتلال أغلق بلدة حلحول، وأعلنها منطقة عسكرية، وألقى قنابل صوتية وقنابل غاز على الشبان المتجمهرين قرب حاجز عسكري، فردوا عليه بالرشق بالحجارة. وأوضحت التقارير أن الجيش الإسرائيلي أرسل الآلاف من الجنود إلى المنطقة، وأن طائرات عمودية نفذت إنزالات هناك.
ووصل رئيس أركان الاحتلال بيني غينتيس إلى حلحول من أجل لقاء عائلات المستوطنين الثلاثة، في حين ذكرت مصادر أنه تم هدم منزلي المتهمين بعملية الخطف في الخليل.
جلسة طارئة
في الأثناء عقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل «الكابينيت» جلسة طارئة الليلة الماضية، لمناقشة الإجراءات التي سيتم اتخاذها في أعقاب هذا التطور.
دعوات للحرب
وقالت مصادر إعلامية عبرية انه على جدول أعمال «الكابينت» خيارات عدة منها إبعاد قادة «حماس» لغزة، وهدم بيوت نشطاء فيها، وضربة عسكرية لها في غزة. وذكرت الإذاعة العبرية أن أذرع الأمن الإسرائيلي عرضت على المجلس المصغر خططاً عدة للعمل ضد «حماس» كرد على العملية، في حين دعا الكثير من قادة الأحزاب الإسرائيلية لإعلان الحرب على حركة حماس.
وعقب وزير الاقتصاد الإسرائيلية نفتالي بينت على الحادث قائلًا، إنه «لا وقت للتسامح وإنه حان وقت الأفعال»، فيما طالب وزير المواصلات يسرائيل كاتس بإعلان الحرب على حماس في الضفة، وغزة وتلقينها درساً لن تنساه في تاريخها، كما طالب نائب وزير الجيش الإسرائيلي داني دنون بتدفيع القيادة الفلسطينية الثمن غالياً على هذه العملية. وأضاف: «النهاية المأساوية للمختطفين يجب أن تؤدي إلى نهاية حماس». وشدد: «يجب هدم بيوت ناشطي حماس، وتدمير مخازن الذخيرة في كل مكان».
أبواب جهنم
في المقابل وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري لوكالة فرانس برس «إذا اقدم الاحتلال الإسرائيلي على أي تصعيد أو حرب فإن أبواب جهنم ستفتح على المحتلين».
في الأثناء حضت وزارة الخارجية الأميركية إسرائيل والفلسطينيين على ممارسة ضبط النفس واستئناف التعاون الأمني، في حين اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قتل الإسرائيليين الثلاثة «عملاً إرهابياً لا يمكن تبريره»، بينما دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «بشدة جريمة الاغتيال الجبانة». وطالب بذل كل الجهود تفادياً لسقوط ضحايا جدد، وخطر تصعيد أعمال العنف.
إلى ذلك، سقط 14 صاروخاً وقذيفة هاون على الأقل أطلقت من قطاع غزة على جنوب إسرائيل أمس، من دون أن توقع إصابات أو أضراراً كبيرة، كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن منزلين اثنين تضررا بشكل طفيف.
الجدار الفاصل
على صعيد آخر، أفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية أمس، أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو سيطلب من الجهات المعنية التسريع في بدء علمية بناء الجدار الفاصل على طول الحدود مع الأردن، مضيفة أن اجتماعات ستعقد خلال الأسابيع المقبلة