حزب الامة الاسلامي

إلى شباب 11 مارس رسالة شكر وتقدير على كل ما تقومون به من أجل وطنكم وشعبكم وأمتكم، ومن أجل مستقبل أفضل لكم ولأسركم وأبنائكم..

يا شباب الوطن لقد تأخرنا كثيرا في طريق الإصلاح، بينما تقدم الآخرون وقطعوا شوطا طويلا، وعسى الله أن ييسر على أيديكم تحقيق ذلك..

لقد تأخرنا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية الخ

فهل من المعقول أن نكون محرومين من حتى حق انتخاب مجلس الشورى في المملكة، بينما كانت مناطقنا قبل مائة عام تنتخب أعضاء البرلمان في الدولة العثمانية؟

وهل يصدق بأننا كنا ننتخب حتى أعضاء المجالس البلدية قبل مائة وأربعين سنة وكانت لهم صلاحيات واسعة وحقيقية، بينما نحن اليوم لا يوجد عندنا مجالس بلدية حقيقية، فقط انتخبناها مرة واحدة، وتم تجميدها ولم تتكرر التجربة، خوفا من ممارسة الشعب لحقوقه!

أخبروني أيها الشباب هل هناك شعب في العالم تمارس عليه وصاية من قبل حكومته كما هو الحال في وطننا؟

فالحكومة عندنا تفكر نيابة عنا، وتخطط نيابة عنا، وتنفذ نيابة عنا، وتصرف الأموال نيابة عنا، وتحاسب نفسها نيابة عنا، وتنتقد نفسها نيابة عنا!

والله شيء عجيب ما يمكن أن يحدث إلا عندنا!

مع العلم أن شعبنا من أكثر الشعوب وعي سياسي واطلاع وثقافة ومعرفة!

هل يصدق إنسان أن هناك دولة تعتقل الآلاف من السياسيين والكتاب والمحامين والمصلحين والمجاهدين بلا تهمة ولا محاكمة ولا حقوق!

أنا أتحدى إذا توجد في العالم كله دولة يجري فيها مثل ما يحصل عندنا!

نحن الدولة الوحيدة في العالم التي تسحب الحكومة جوازات من تريد وتمنعهم من السفر كما تريد دون قانون ولا حقوق!

وأخطر شيء في هذا الموضوع أنه يحصل باسم الإسلام والشرع حتى صار الناس يتمنون الحقوق التي يحصل عليها أي مواطن في العالم ولو باسم القانون الوضعي!

مع العلم أن الإسلام والشرع بريئان من هذه الممارسات الظالمة ونحن في حزب الأمة الإسلامي ذكرنا في رؤيتنا الإصلاحية كيف تكون الحكومة الإسلامية الراشدة حتى يثق كل مواطن بأن مشاكلنا سببها ليس الإسلام ولا الشرع المطهر بل الحكومة التي انحرفت عن تعاليم الإسلام!

يا شباب لا تصدقوا بأن الإسلام يقبل أن تتحكم أسرة أو فئة بالحكم وتتصرف في الثروة كما تشاء بلا حسيب ولا رقيب ليس هذا هو الإسلام أبدا فالله عز وجل يقول {وأمرهم شورى بينهم} ولهذا اختار الصحابة رضي الله عنهم الخلفاء الأربعة بالشورى وبالاختيار هذا هو الإسلام الصحيح وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي وإياكم ومحدثات الأمور) وهي هذه الأنظمة التي استبدت واستفردت بالسلطة والثروة من دون الشعب …

نحن نريد (حكومة راشدة) الشعب هو الذي يختارها ويحاسبها ويعزلها ويراقب عملها كما قال أبو بكر (إذا أحسنت فأعينوني وإذا أسأت فقوموني) هذا هو الإسلام وهذه هي الشريعة المطهرة!

هل يعقل أن يتصرف الحاكم بأموال الأمة ويأخذ منها المليارات هو وأسرته وحاشيته بينما البطالة تصل بين أصحاب الشهادات إلى عشرين بالمئة؟

هل الإسلام يقبل ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (والله لا أعطي ولا أمنع إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت) تصوروا أشرف الخلق يقول ليس لي حق في التصرف في الأموال وإنما مهمتي أن أقسم بينكم بما أمر الله وكان يقول للناس (والله ما لي من هذا المال ولا هذه الوبرة) صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن خلفائه الراشدين الذين أمرنا بالاقتداء بهم وقد كان أبو بكر هو أول حاكم في التاريخ تقدر له أمته راتبه وعندما مرض مرض الوفاة أمر أن يردوا ما بقي عنده من مال إلى بيت المال فقال عمر (رحمك الله يا أبا بكر لقد أتعبت من بعدك)

بينما يموت الملوك والأمراء والرؤساء في العالم العربي فيتركون أموال الأمة ورثا لأبنائهم والأخطر أن يقال هذا جائز لهم وليس محرما ولا ظلما!

تصوروا أحدهم توفي وترك لورثته مئة مليار دولار يعني مئة ألف مليون لو وزعت على الأسر السعودية لكان لكل أسرة مليون ريال سعودي تقريبا!

هذا رجل واحد استولى على ثروة شعب كامل فكيف بمئات ممن هم على شاكلته!

هل يعقل أن يقوم المتنفذون والأمراء عندنا بفتح شركات مساهمة وهمية ويبدأ بعض المشايخ بإصدار الفتوى بأن المساهمة فيها حلال ويبدأ الناس بالمساهمة وأكثرهم استدان من البنوك وفجأة تذهب أموال الجميع وتتبخر في الهواء أين ذهبت؟ من الذي سطا عليها؟ أين الحكومة عندنا؟ أين القضاء؟

لا يوجد شيء! شعب كامل ينهب وهو يعرف من نهبه ولا أحد يستطيع أن يتكلم؟

وقد جاء الشباب اليوم ليعبروا عن تطلعات الشعب وآماله

فيا شباب 11 مارس أنتم اليوم تصنعون التأريخ والمجد العظيم، لكم ولأبنائكم وأمتكم..

(حزب الأمة الإسلامي)