حقيقة العلاج بالتنويم المغناطيسي….؟؟؟
التنويم المغناطيسي تعبير يثير لدى الكثيرين قدرا كبيرا من التساؤل والإستغراب,كما وأنه يخضع لتأويلات غير صحيحة مصدرها الإثارة التي تحيطه بها أجهزة الإعلام والأحاديث المتناقلة.
والحقيقة,أنه ليس تنويما بالمعنى المعروف للنوم,وليست له علاقة بالمغناطيس.فالنظرية التي ارتبطت به عند إدخاله قامت على اعتقاد واهم بأن هذا الأثر ينتج عن انجذاب بواسطة قوة مغناطيسية تنطلق من المعالج إلى المعالج فتشل حركته وتقوم بتسييره.
والمسألة في حقيقتها ليست سوى عملية إيحاء قوي ونافذ ومركز من شخص له هيبة ومقدرة إلى شخص قابل للإيحاء في ظروف مساعدة على ذلك.وهو بذلك ظاهرة قديمة قدم التاريخ,تمضي في نفس المسار مع ظواهر أخرى غير مألوفة مثل السحر والإنجذاب والتقمص.
والمعالجون الذين يمارسون التنويم يستخدمون وسائل ومعارف وتجارب علمية في تحقيقه,ويرمون من ورائه إلى أهداف علاجية شريطة أن يكون ذلك بموافقة المريض.
في البداية يطلب من المريض أن يستلقي على أريكة مريحة في مكان هادئ وإضاءة خافتة,ويطلب منه أن يرقد بطريقة تجعله في راحة تامة,وعليه أن يركز نظره على جسم صغير مضئ أو لامع يحمله المعالج في يده ويثبته على بضعة سنتميترات إلى الأمام والأعلى من أنف المريض,ويظل المريض مركزا نظره على هذه النقطة,بينما يواصل المعالج ترديد كلمات إيحائية بصوت خافت وبطئ ولكنه واثق وامر.
ولصعوبة إبقاء العينين مركزتين في موضع واحد لفترة طويلة,فإن المريض سرعان مايشعر بالتعب والإجهاد في عضلات العينين وخاصة العضلات الرافعة للحاجب.وفي غضون ذلك يظل المعالج يكرر بثقة وطمأنينة عبارات تأكيدية للمريض بانه الأن في حالة استرخاء تام وأن موجة من الراحة تعم جسده,وأن عينيه ثقيلتان يدب فيهما النعاس,وأنه لم يعد قادرا على الإبقاء عليهما مفتوحتين,وانهما على وشك الإغماض,وأن موجة النعاس تسري في سائر الجسد,وأنه قد بدأ يستسلم للنوم في هدوء وطمانينة,وأن الكلمات العلاجية تصله واضحة ومؤكدة,وأن لها تأثيرا مريحا ومنوما,فيزيد نومه عمقا مع كل كلمة من الكلمات العلاجية ومع كل لحظة تمر,وأنه الان يستقبل الكلمات العلاجية ولاشئ غيرها,فالعالم بكل مؤثراته الصوتية والضوئية اخذ في التنائي عنه,وانه لم يبق الان سوى النوم الهادئ المريح المطلوب للعلاج والمفيد للصحة….إلخ.
ويواصل المعالج مخاطبة المريض اثناء الجلسة بهذا الأسلوب مدعما عملية النوم العلاجي من جهة ومدخلا مايريده من الإيحاءات العلاجية من جهة اخرى,حتى تنتهي جلسة التنويم فيقوم بإيقاظ المريض تدريجيا مستخدما نفس الإيحاءات في الاتجاه الاخر.
هذه حقائق وملامح موجزة لطريقة العلاج بالتنويم المغناطيسي,وقد أصبح هذا العلاج نادر الاستخدام حاليا بسبب تكلفتته وتحفظات المرضى الذين ينظر اغلبهم له بكثير من الريبة والإنزعاج.