إن حياة الفاروق عمر إنما هي قدوة للدعاة، والعلماء، والساسة، ورجال الفكر، وقادة الجيوش، وحكام الأمة، وطلاب العلم، وعامة الناس، لعلهم يستفيدون بها في حياتهم، ويقتدون بها في أعمالهم، فيكرمهم الله بالفوز في الدارَيْن..
صاحبنا اليوم -كما قيل عنه- (كان طويلاً جسيمًا أصلع صلعة عرف بها، فكان يقال له: أصلع قريش أو الأصيلع. شديد الحمرة.. كان يَفْرَع الناسَ طولاً كأنَّه على دابة. ويصفه ابنه عبد الله فيقول: كان أبي أبيض لا يتزوج النساء لشهوة إلا لطلب الولد، أعسر يعمل بكلتا يديه، كأنَّه من رجال بني سَدُوس..
وإذا ذهب إنسان مع خياله مُجسدًا هذه الأوصاف، تراءت له صورة من أجمل صور الرجال ملاحةً ومَهابةً وجلالاً).
إنّ حياة عمر بن الخطاب تُمثل نموذجًا في غاية الروعة لمن يريد أن يصنع مَجدا، أو يحقق هدفا، أو يغيّر من حياته إلى الأحسن، ونحن إذ نعيش دقائق من حياتنا مع هذا العملاق العظيم عمر بن الخطاب ، يجدر بنا أن نضع نصب أعيينا هدفا واضحا نحاول تحقيقه، بل وننتقل من حياة الترف والبذخ والتنافس في الدون؛ إلى حياة الجد والاجتهاد والتسابق إلى النعيم الدائم، والعيش الرغد {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ
هذا هو الفاروق الذي ملك إمارة المسلمين وورث كسرى وقيصر، يخاف من الدنيا ومن غرورها، ومن المال وفتنته يقول المِسْور بن مَخْرمة : أُتِي بمال فوُضع في المسجد، فخرج عمر إليه ليتصفحه وينظر إليه، ثم هملت عيناه.
فما أحرانا أن نقتدي بالفاروق في البكاء من خشية الله تعالى.
فماذا عساه أن يكون عمر لو لم يدخل في هذا الدين العظيم، كان سيمحى من ذاكرة التاريخ والإنسانية، ويتساوى مع أساطين الكفر، وأئمة الضلالة كأبي جهل بن هشام، وأُبي بن خلف، وأبي لهب بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة، ولكنه بإسلامه سطر اسمه في سجل العظماء الذين نصروا الله في كل المواطن التي شهدوها, هكذا ينصر الحق تبارك وتعالى من يقوم بنصره، ومن يتحمل المتاعب من أجل الدعوة ومن أجل الدفاع عن الحق.
لقد تبوأ عمر بالإسلام مكانة لم ينلها إلا عدد قليل ممن اصطفاه الله في هذه الحياة الدنيا، مكانة سامقة، تجعل الرجل علامة بارزة في جبين الإنسانية، وكفى قول الرسول : "لَوْ كَانَ نَبِيٌّ بَعْدِي لَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ"[16].
لقد كان الفاروق رجلاً ربانيًّا بحق، لا يخشى إلا الله فكان دائمًا الحق على لسانه وقلبه، ودائمًا الصواب معه، والرأي الراجح له، إنهم رجال رباهم الرسول عليه الصلاة والسلام على مبادئ الإسلام العالية، فكانوا رجالاً كما وصفهم الله في كتابه العزيز: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}[الأحزاب: 23].
حكم الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب
رضى الله تعالى عنه و أرضاه
هذه بعض أخبار عمر بن الخطاب فاروق الإسلام ، من المراجع الموثوقة ،
في العدل بين رعيته :
وقف عمر يخطب الناس و عليه ثوب طويل فقال : أيها الناس اسمعوا و عوا .
فقال سلمان الفارسي رضى الله عنه : و الله لا نسمع و لا نعي .
فقال عمر : و لِمَ يا سلمان ؟
قال تلبس ثوبين و تُلبسنا ثوبا .
فقال عمر لابنه عبد الله : يا عبد الله قم أجب سلمان .
فقال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : إنّ أبي رجل طويل فأخذ ثوبي
الذي هو قسمي مع المسلمين و وصله بثوبه .
فقال سلمان : الآن قل يا أمير المؤمنين نسمع و أأمر نُطع .
*********
و قال عمر مرة على المنبر للناس : ما أنتم فاعلون لو حدت على الطريق هكذا ؟
و حرف يده .
فقام رجل من آخر الناس و سل سيفه و قال :
و الله لو حدت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا .
فقال عمر : الحمد لله الذي جعل في رعيتي من لو حدت على الطريق قومني .
*********
و قال له رجل : اتق الله يا عمر .
فدمعت عيناه ، و قال : لا خير فيكم إذا لم تقولوها و لا خير في إذا لم أقبلها .
و طالب عمر على المنبر بتقليل مهور النساء ،
فقامت امرأة من آخر المسجد فقالت يا أمير المؤمنين إنّ الله يقول
( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئا )
فقال عمر : أصابت امرأة و أخطأ عمر .
*********
يقول ابن عباس : و الله لقد رأيت في قميص عمر و هو خليفة أربع عشرة رقعة .
و لهذا حيَّاه الشاعر محمود غنيم ، فقال :
* يا من يرى عمرا تكسوه بردته – و الزيتُ أدمٌ له و الكوخُ مأواهُ
* يهتز كسرى على كرسيه فرقًا – من خوفه و ملوكُ الروم تخشاهُ
*********
* و جاء الهرمزان الوزير الفارسي يبحث عن عمر ، فوجده نائما تحت شجرة
عليه قميص مرقع بلا حراسة ، فهزّ الهرمزان رأسه و قال :
حكمت فعدلت فأمنت فنمت ،
فنظمها حافظ إبراهيم في قوله :
* فقال قولة حق أصبحت مثلا – و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
* أمنت لما أقمت العدل بينهمُ – فنمتَ نوم قرير العين هانيها
*********
* و قال عمر : و الله لو عثرت بغلة في ضفاف دجلة لخشيت أن يسألني الله عنها
لِمَ لم تصلح الطريق لها يا عمر ؟
*********
و وجد حلوى عند أطفاله فقال لزوجته : من أين لكم ثمن هذه الحلوى ؟
قالت كنت أوفّر من حصتنا من الدقيق الذي يأتينا من بيت المال ،
فقال عمر : توفرين الدقيق و في المسلمين من لا يجد دقيقا ؟
و أخذ الحلوى من أيدي أطفاله و قال ردوها لبيت مال المسلمين ؛
قال حافظ إبراهيم :
* لمّا اشتهت زوجه الحلوى فقال لها – من أين لي ثمن الحلوى فأشريها ؟
*********
* و تقول زوجته عاتكة : كان يأتي إلى فراشه لينام فيطير منه النوم و يجلس يبكي ،
فأقول له : ما لك يا أمير المؤمنين ؟
فيقول : توليت أمر أُمة محمد صلى الله عليه و سلم ،
و فيهم المسكين و الضعيف و اليتيم و المظلوم ،
و أخشى أن يسألني الله عنهم يوم القيامة .
إنه الفاروق عمر
رضي الله عنه
جزاك الله خيرا
طيب ومن اصل طيب
الله يسعدك على جمال حرفك وبساطة الطرح الشيق
اسلوب قصصي جزل في حياة الفاروق رضي الله عنه
لك مني ودي وتقديري لشخصك الكريم
أن يرزقك الفردوس ألأعلى من ألجِنآآن
وأن يثيبك ألبآرئ على مآطرحتـت خير ألثوآآب
في إنتظار جديدك ألمميز ،، أتمنى لِك ولِنآ كل ألتوفيق
دمتـ بسعآدة مدى ألحيآآة ،، ولِ روحك أزكى ألسلآم
تحيتي لِسموك