بسم الله الرحمان الرحيم:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
عن أبي هريرة ــ رضي الله عنــــــه ــ قـــال : قــال رسول الله صلى اللــــه عـــليه وسلم :
1ــ(قال الله ــ عـز وجـل ــ :يؤذيني بن ادم ،يقــول ياخيبة الدهر(وفي رواية:يسب الدهر).
فلا يقولن أحدكم : ياخيبة الدهر ،فإني أنا الدهر، أقلب اليل والنهار، فإذا شئت قبضتهما).
صحيح. الصحيحة برقم (531).
وللحديث طرق أخرى بلفظ آخر وهــو:
2ــ(لاتسبو الدهر ،فإن الله ــ عــز وجــل ــ قال: أنا الدهر ،الأيام والليالي أجددها وأبليها،
وآتي بملوك بعـــد ملـــوك).
صحيح. الصحيحة برقم532).
¤ معنى الحديث:
قــال المنذري:
"ومعنى الحديث : أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة أو أصابته مصيبة أو مكروه ،
يسب الدهر إعتقادا منهم إن الذي أصابه فعل الدهر ، كما كانت العرب تستمطر بالأنواء
وتقول :مطرنا بنوء كــــــــذا.اعتقادا أن ذلك فعل الأنواء ،فكان هذا كالاعــن للفاعــــل،
ولا فاعـــل لكــــــل شيء إلا اللـــــــه ــ تعــــــــالى ــ خلق كــــــــل شيء وفاعلـــــــــــه،
فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
وكان[محمد]بن داوود ينكر رواية أهل الحديث وأنا الدهر)بضم الراء ويقول :لــو
كان كذلك كـان الدهر من أسماء الله ــ عز وجل ــ وكان يرويهوأنا الدهرأقلب الليل
والنهار) بفتح راء الدهر ،على النظر في معناه :أنا طول الــدهر والزمان أقلب الليل
والنهار .ورجح هذا بعضهم ،ورواية من قال أنا الدهر) يرد هذا،والجمهورعلى
ضم الـــراء.والله أعلم
المصدر:المجلد الأول نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد.ص(48).
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نقلته من كلام وكتابات اهل العلم والفضل رجاء الثواب والخير للمسلمين
ابو اسامه المصرى
السؤال: يقول بعض الناس: لَحَى الله الدهر, هل يجوز هذا القول؟ الشيخ: لَحَى الله الدهرَ؟ السائل: نعم. الشيخ: لا يجوز سب الدهر. السائل: هناك حديث ينهى عن هذا! الشيخ: لأن الدهر إنما يكون بقضاء الله وقدره, فسب الدهر وشتمه سبٌّ لله -والعياذ بالله-. السائل: لا حول ولا قوة إلا بالله! لا يجوز هذا؟ الشيخ: نعم، لا يجوز. السائل: وهل هناك حديث ينهى عن هذا يا شيخ؟! الشيخ: إي نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).
من كلام الشيخ بن العثيمين عليه رحمة الله
القسم الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم، فهذا جائز مثل أن يقول تعبنا من شدة حر هذا اليوم، أو برده، وما أشبه ذلك؛ لأن الأعمال بالنيات، واللفظ صالح لمجرد الخبر.
القسم الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل، كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلب الأمور إلى الخير أو الشر، فهذا شرك أكبر؛ لأنه اعتقد أن مع الله خالقًا حيث نسب الحوادث إلى غير الله.
القسم الثالث: أن يسب الدهر وهو يعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأنه محل هذه الأمور المكروهة فهذا محرم؛ لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر؛ لأنه ما سب الله مباشرة، ولو سب الله مباشرة لكان كافرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين – (1/197) [ رقم الفتوى في مصدرها: 93]
ما حكم سب الدهر أو اليوم ومن سبه هل تجب عليه كفارة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ساب الدهر أو اليوم إن اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله فهو يسب الله تعالى، وإن سب الدهر لكونه ظرفاً للمكروه فقد سب مخلوقا لا يستحق السب وهو أولى بالسب منه.
وقد جاء في الحديث الصحيح قول الله تعالى: يؤذنيي ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
قال الشافعي في تأويل هذا الحديث: والله أعلم إن العرب كان من شأنهم أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك…
ويقولون أصابتهم قوارع الدهر وابادهم الدهر فيجعلون الليل والنهار يفعلان الأشياء فيذمون الدهر بأنه الذي يفنيهم ويفعل بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر على أنه الذي يفنيكم والذي يفعل بكم هذه الأشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء إنما تسبون الله تبارك وتعالى، فإنه فاعل هذه الأشياء.
والحديث صريح في النهي عن سب الدهر مطلقاً، سواء اعتقد أنه فاعل أو لم يعتقد ذلك.
وذكر ابن القيم عليه رحمة الله أن سب الدهر فيه ثلاث مفاسد:
أحدها: سبه ممن ليس أهلاً للسب، فإن الدهر خلق مسخر من خلق الله منقاد لأمره متذلل لتسخيره فسابه أولى بالذم والسب منه.
الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه سبه لظنه أنه يضر وينفع.
الثالثة: أن السب منهم وقع على من فعل هذه الأفعال.
وقوله في الحديث: أنا الدهر قال الخطابي معناه: أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، وإنما الدهر زمان جعل ظرفاً لمواقع الأمور، ولهذا قال في الحديث: وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. والدهر ليس من أسماء الله ولو كان كذلك لكان الذين قالوا: وما يهلكنا إلا الدهر مصيبين.
وأما بالنسبة لسؤالك عن الكفارة، فمن وقع في ذلك فعليه التوبة والاستغفار ولا شيء عليه غير ذلك، وراجع سب الدهر وما يتعلق به في الفتوى رقم:15822، والفتوى رقم: 38043.
والله أعلم.
اسلام ويب مركز الفتوى
هل يجوز لإنسان أن يشتم الحياة إذا غضب أو ضاق منها نرجو منكم التوجيه في ذلك ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا يحل للإنسان إذا ضاق من الحياة أن يشتم الحياة لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال تعالى : ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي أقلب الليل والنهار ) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ) أي هو المصرف للدهر وعلى الإنسان إذا ابتلي ببلية أن يصبر ويحتسب فإن الله أمر بالصبر .
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( تلك من أنباء الغيب نُوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ) هود /49 ، وليعلم الإنسان أنه ما من مصيبة إلا في الدنيا أعظم منها فإذا علم ذلك هانت عليه مصيبته .
من فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين لمجلة الدعوة العدد 1757 ص 45.