تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ديوان الرسم بالكلمات – نزار قباني

ديوان الرسم بالكلمات – نزار قباني 2024.

  • بواسطة
ديوان الرسم بالكلمات 1966

الرسـْــمُ بالكلِمـَــات
نزار قباني
عشرون عاما فوق درب الهوى
ولا يزال الدرب مجهولا
فمرة كنت قاتلا
واكثر المرات مقتولا
عشرون عاما .. يا كتاب الهوى
ولم ازل في الصفحة الاولى
نزار

مَدْخـَــل
نزار قباني – الرسْمُ بالكلِمَات

إذا تصفحت يوما يا بنفسجتي
هذا الكتاب الذي لا يشبه الكتبا
تباركي بحروفي .. كل فاصلة
كتبتها عنك يوما .. أصبحت أدبا
كتبت بالضوء عن عينيك . هل أحد
سواي بالضوء عن عينيك قد كتبا ؟
.. وكنت مجهولة حتى أتيت أنا
أرمي على صدرك الأفلاك والشهبا
أنا .. أنا . بانفعالاتي وأخيلتي
.. تراب نهديك حولته ذهبا


الرسـْــمُ بالكلِمـَــات
نزار قباني – الرسْمُ بالكلِمَات

لا تطلبي مني حساب حياتي
! ان الحديث يطول يا مولاتي
كل العصور انا بها .. فكأنما
.. عمري ملايين من السنوات
تعبت من السفر الطويل حقائبي
.. وتعبت من خيلي ومن غزواتي
لم يبق نهد .. اسود او ابيض
.. الا زرعت بارضه راياتي
لم تبق زاوية بجسم جميله
.. الا ومرت فوقها عرباتي
فصلت من جلد النساء عباءة
.. وبنيت اهراما من الحلمات
وكتبت شعرا .. لا يشايه سحره
.. إلا كلام الله في التوراة

واليوم اجلس فوق سطح سفيني ..
كاللص .. ابحث عن طريق نجاه
وأدير مفتاح الحريم .. فلا ارى
في الظل غير جماجم الاموات
اين السبايا ؟. اين ما ملكت يدي ؟
اين البخور يضوع من حجراتي ؟
.. اليوم تنتقم النهود لنفسها
.. وترد لي الطعنات بالطعنات

مأساة هارون الرشيد مريرة
لو تدركين مرارة الماساة
إني كمصباح الطريق .. صديقي
.. أبكي .. ولا احد يرى دمعاتي
الجنس كان مسكنا جربته
لم ينه أحزاني ولا أزماتي
والحب .. أصبح كله متشابها
.. كتشابه الأوراق في الغابات
انا عاجز عن عشق أيه نملة
أو غيمة .. عن عشق اي حصاة
مارست ألف عباده وعباده
فوجدت افضلها عبادة ذاتي

فمك المطيب .. لا يحل قضيتي
.. فقضيتي في دفتري وداواتي
كل الدروب أمامنا مسدودة
.. وخلاصنا .. في الرسم بالكلمات

أحْلـَــى خَبـَــر
نزار قباني – الرسْمُ بالكلِمَات

كَتَبْتُ (أُحبُّكِ) فوقَ جدار القَمَرْ
(أُحبُّكِ جدّاً)
كما لا أَحَبَّكِ يوماً بَشَرْ
ألمْ تقرأيها ؟ بخطِّ يدي
فوق سُورِ القَمَرْ
.. و فوق كراسي الحديقةِ
فوقَ جذوع الشَجَرْ
.. وفوق السنابلِ ، فوق الجداولِ ، فوقَ الثَمَرْ
.. و فوق الكواكب تمسحُ عنها… غُبارَ السَفَرْ
حَفَرتُ (أُحبُّكِ) فوق عقيق السَحَرْ
.. حَفَرتُ حدودَ السماء ، حَفَرتُ القَدَرْ
ألم تُبْصِريها ؟
على وَرَقات الزهَرْ
على الجسر ، و النهر ، و المنحدرْ
على صَدَفاتِ البحارِ ، على قَطَراتِ المطرْ
ألمْ تَلْمَحيها ؟
على كُلِّ غصنٍ ، و كُلِّ حصاةٍ ، و كلِّ حجرْ

كَتبتُ على دفتر الشمس
.. أحلى خبرْ
(أُحبُّكِ جداً)
فَلَيْتَكِ كُنْتِ قَرَأتِ الخبرْ

صَبَاحـُــكِ سُكـّــر


صَبَاحـُــكِ سُكـّــر
نزار قباني – الرسْمُ بالكلِمَات

إذا مرَّ يومٌ . ولم أتذكَّر
به أن أقول : صباحكِ سكّر
ورحتُ أخطُّ كطفلٍ صغيرٍ
كلاماً غريباً على وجه دفتر
فلا تَضجري من ذهولي وصمتي
ولا تحسبي أنَّ شيئاً تغيَّر
.. فحين أنا . لا أقول : أحبُّ
.. فمعناه أني أُحبُّكِ أكثر

إذا جئتِني ذات يومٍ بثوبٍ
كعشب البحيرات .. أخضرَ .. أخضرْ
وشَعْرُكِ ملقىً على كتفيكِ
كبحرٍ .. كأبعاد ليلٍ مبعثر
ونهدكِ .. تحت ارتفاف القميصِ
شهيٌ .. شهيٌ .. كطعنة خنجر
ورحتُ أعبُّ دخاني بعمقٍ
وأرشف حبرَ دَواتي وأسكر
فلا تنعتيني بموت الشعور
ولا تحسبي أنّ قلبي تحجَّر
فبالوهم أخلقُ منكِ إلها
وأجعلُ نهدكِ .. قطعةَ جوهر
وبالوهم .. أزرعُ شعرك دفْلى
.. وقمحاً .. ولوزاً .. وغابات زعتر

إذا ما جلستِ طويلاً أمامي
.. كمملكةٍ من عبيرٍ ومرمر
وأغمضتُ عن طيِّباتكِ عيني
وأهملتُ شكوى القميص المعطَّر
فلا تحسبي أنني لا أراكِ
فبعضُ المواضيع بالذهن يُبصر
ففي الظلِّ يغدو لعطركِ صوتٌ
وتصبح أبعادُ عينيكِ أكبر
أُحبُّكِ فوقَ المحبَّة .. لكن
… دعيني أراكِ كما أتصوَّر


مغناة بصوت : كاظم الساهر


حقَائـِــب البُكـــاء
نزار قباني – الرسْمُ بالكلِمَات

.. إذا أتى الشتاء

وحركت رياحه ستائري

أحس يا صديقتي

بحاجة إلى البكاء

.. على ذراعيك

.. على دفاتري

إذا أتى الشتاء

وانقطعت عندلة العنادل

.. وأصبحت

كل العصافير بلا منازل

. يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي

كأنما الأمطار في السماء

.. تهطل يا صديقتي في داخلي

عندئذ .. يغمرني

.. شوق طفولي إلى البكاء

.. على حرير شعرك الطويل كالسنابل

كمركب أرهقه العياء

.. كطائر مهاجر

يبحث عن نافذة تضاء

.. يبحث عن سقف له

.. في عتمة الجدائل

.. إذا أتى الشتاء

.. واغتال ما في الحقل من طيوب

وخبأ النجوم في ردائه الكئيب

يأتي إلى الحزن من مغارة المساء

يأتي كطفل شاحب غريب

.. مبلل الخدين والرداء

وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب

أمنحه السرير .. والغطاء

أمنحه .. جميع ما يشاء

من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟

وكيف جاء؟

.. يحمل لي في يده

زنابقا رائعة الشحوب

.. يحمل لي

.. حقائب الدموع والبكاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.