رائحة المطر

ها قد جاءت تلك اللحظة التي انتظرتها طويلا
و اكتويت بنار شوقها ولهفتها
إنها لحظة اللقاء التي طالما تاقت نفسي إليها

لم أصدق عيناي عندما رأيت وجهها الطفولي الوضاء المنير
وهي مقبلة نحوي وعندما شاهدتني سارعت في خطاها متجهة إلي
وارتمت في أحضاني متشبثة بي وهي بين ذراعي
حطت رأسها على صدري المشتاق إليها
حينها أحسست بشهقاتها وسمعت ضربات قلبها المتسارعة
تصدر عزفا متناغما يضاهي أرقى المقطوعات الموسيقية
سعادة غامرة تجتاح مشاعرنا إحساس عنيف بالاندماج والتوحد
لا يعادله إحساس… لحظة مرت لا أشعر بمداها

وعندما رفعت رأسها المندس في أحضاني
رأيت دمعات تتلألأ على وجنتيها يزيدها رونقا وجمالا وبهاء
وكأنها محتاجة إلى بلل تلك الدمعات التي تخللت مسامات بشرتهاالناعمة
لتفوح منها رائحة أريجية نفاذة وناعمة ومحببه
تشبه رائحة قطرات المطر عندما تتساقط على خدود الزهر
وعلى صفحة الثرى تتخلل رماله لترويها
فتنبعث منها رائحة زكية مميزة إنها رائحة الخير والفرح

تلك هي رائحة المطر
التي فاحت من امتزاج دمعاتها بوجناتها
فرحة بلحظة اللقاء
التي طالما اشتقنا اليها وبداخلنا حنين لعودتها
وعندما تنتهي تلك اللحظة البديعة
يبقى منها…

ذكرياتنا الحالمة … ورائحة المطر الزكية.