***********************
الفصل الاول
مقابلات غريبة :-
السبت 312005
كنت أجلس في المنزل ,وكان يوم السبت هو إجازة رسمية لي من العمل,
وقبل أن يرن جرس الهاتف , جلست أمام التلفاز أتابع إحدى البرامج التي تتحدث عن الحياة بعد الموت وقد اندمجت معه كثيرا,
ثم رن جرس الهاتف, أمسكت بالسماعة ,ورددت على الهاتف:
مرحبا من معي ؟
مرحبا( تامر) أنا( شادي) كيف حالك.
من( شادي) ,أنا بخير وكيف حالك أنت؟
بخير, ولكن لدي طلب منك ,لذا لا ترفضه؟
إن كنت أستطيع تنفيذه , فأنا مستعد.
بلى باستطاعتك تنفيذه .
إذا ما هو ؟
سوف نخرج يوم غد في رحلة صيد نحو الغابة , وسنبيت هناك لليلتين ,
فما رأيك؟
أجل ولكن ألا ترى بأنه لا يمكنني تجهيز نفسي ليوم غد فالوقت قصير جدا.
أجل أعرف ذلك جيدا , وأعرف أنني تأخرت في إخبارك.
ولكن بقية الأصدقاء مصرون على الذهاب غدا .
سأفعل المستحيل لأجهز بسرعة .
إذا سنمر عليك غدا ,اتفقنا.
جيد , وسأكون في انتظاركم .
وداعا.
وبعدها بقيت أفكر كيف سأجهز بهذه السرعة , ثم احتسيت فنجان قهوة ,وفجأة تذكرت أن يوم غد هو يوم عمل لي , فكرت قليلا ,حتى عزمت أمري وأمسكت سماعة الهاتف واتصلت بالسيد (أندرس) رئيس الشركة,وطلبت منه راحة من العمل لمدة أسبوع وادعيت بأنني مريض ليوافق على ذلك, وأنهيت مكالمتي معه, ولكن لم تنتهي المشكلة بعد, فقررت أن أبدل ملابسي ,وأذهب إلى المتجر لأشتري بعض الحاجيات, وفي طريقي إلى المتجر رأيت شيئا غريبا ,كان ذاك الشيء يشبه طفلا , والشيء الغريب فيه أنه كان مطعونا بسكين ,كان يبتعد عني حوالي مئة متر , وينظر إلي , وقتها امتلكني شيء من الخوف , ثم مرت إحدى السيارات المارة على الطريق وغطته عن أنظاري, وبعد مرورها لم أجد شيئا, لقد اختفى الطفل !!اختفى الطفل!!…., ثم وقفت قليلا في حيرى لذلك الأمر, لم أصدق ما رأيت كأنني أشاهد كابوسا في يقظتي ,ثم أقنعت نفسي بأن ما رأيته هو مجرد وهم من كثرة التفكير في ذلك البرنامج في التلفاز, وأكملت طريقي إلى المتجر, ولكن صورة ذلك الطفل المطعون بالسكين لم تغادر تفكيري أبدا, وقبل دخولي إلى المتجر حاولت أن أسلي نفسي قليلا لأنسى ذاك الطفل ,وفي المتجر كانت تجلس البائعة ,ثم انطلقت أكلمها بدون استئذان , لأكسر حاجز التفكير , والغريب في الأمر أن البائعة كانت فتاة جميلة جدا ,كأنها ملاك , ومع ذلك التطفل الذي بدأت بهِ أنا ,استقبلتني بكل أدب واحترام ,تفا جئت لذلك , ثم ناولتني ابتسامة رائعة جدا ,وتناولنا مع بعضنا في الحديث حتى نسيت لماذا جئت إلى المتجر,كان اسمها (سيرينا)
,وبعدها تكلمت معها عن رحلت الصيد التي سنقوم بها ,أخبرتها بأننا سنذهب إلى الغابة التي تقع شرق المدينة للصيد وسنبيت هناك ,فجأة تغير لون وجهها واحمر خوفا ثم قالت دعك من ذاك المكان انه لا يصلح ,وتوقفت عن الحديث.
حاولت معرفة السبب في ذلك ولكنها كانت تتهرب من الإجابة ,ثم تركتها وانطلقت كي أشتري حاجياتي , ولكن تفكيري أصبح يضغط رأسي كالقنبلة وأصبحت أتمتم " ابتسامة في البداية!!!!! وغضب في النهاية يالها من ليلة" .
اشتريت بعض المصابيح وبعض المأكولات ,وقبل مغادرتي المتجر ودعت( سيرينا )وبعد وداعها رأيت في عينيها الزرقاوات شيء من القلق والخوف . شغلتني نظراتها كثيرا وكأنها تخفي شيئا ما , وفي الطريق للمنزل رأيت عي (إيفان) سلمت عليه .
وسألني عن سبب وجودي هنا في هذي الساعة المتأخرة , أخبرته عن ذهابي للرحلة مع أصدقائي
وبعدها نظر إلى ما أحمله من حاجيات , وقال لي :
بما أنك ذاهب في رحلة صيد فأنت تنقصك الكثير من المشتريات للرحلة لذلك سأساعدك في ذلك وبما أنني خبير في مثل هذه الأمور ,لذلك لا تقلق في شيء .
اقتنعت بكلامه , ووافقته ,ثم قلت له أين سنذهب إذا .
رد علي في سكون وابتسامة خفيفة وقال: – ستعرف لاحقن ولكنك لن تندم على ذلك.
انطلقنا معا ,حتى وصلنا متجر أسلحة ودخلنا معا , وسألني عمي عن عدد أصدقائي الذي سوف يذهبون معي إلى الرحلة ,قلت له بأنني وافقت على الذهاب في الرحلة دون أن أعرف بقية المجموعة ,ثم انفرط عمي في الضحك , قائلا لي :أنت تشبهني كثيرا , لو أنك لست ابن أخي لتجاهلتك .
!!تعجبت لذلك وشاركته في الضحك , وقال لي سأشتري لك أربعة بنادق فما رأيك ؟
وأخبرته بأن ذلك جيد .
وفي الطريق للمنزل تبادلنا الحديث .
أصبح يروي لي قصص بطولاته ,وكيف اصطاد نمرين وأخبرني أشياء كثيرة.
وقبل أن أصل للمنزل ببضع أمتار رأيت النور في غرفتي مضاء .
ودخلت مسرعا عبر الباب إلى البيت , لم أجد أي نور مضاء, ووجدت بأن الأمر غريب جدا .
اعتقدت بأن ما رأيته أشبه بإرهاق عصبي وقررت أن أأخذ حمام قبل أن أنام ,
وبعد أن انتهيت من الحمام , وقبل أن أغفى في النوم , راودني التفكير في (سيرينا) بائعة المتجر, وفي تلك الابتسامة التي قابلتني بها , ثم غرقت في النوم .
وفي صباح اليوم التالي استيقظت على صوت جرس الباب , وذهبت لأرى من الطارق , كان الطارق هو صديقي (شادي) . وطلبت منه الدخول حتى أبدل ملابسي , ولكن دهشت جدا حينما رأيته ,كان شكله متغيرا كثيرا عن أخر مرة رأيته فيها , فقد أصبح نحيفا جدا , وصوته أقرب منه للخشونة .
وبدلت ملابسي وأحضرت له فنجان شاي , وجلسنا قليلا قبل ذهابنا ,وحين أمسك بفنجان الشاي, رأيت يديه ترتجف بسرعة كأنه مريض ,ثم سألته إن كان يعاني من شيء ,وأجاب في تقطع للكلام :لا..لا…لا شيء…أنا بخير .
وعاد لصمته ثانية ,وكنت أحاول اختراق صمته بكل الطرق ,
ولكن دون جدوى .
ثم طلب مني أن ننطلق لكي لا نتأخر على أصدقائنا.
وحملت حاجياتي معي وانطلقنا إلى سيارته , وحاول مساعدتي في حمل حاجياتي , لكنني طلبت منه أن يتركني أحمل حاجيات وحدي كي لا أتعبه وهو في وضعه المذري هذا .
وانطلقنا في السيارة , والغريب في الموضوع أن أصدقائي الذين ذهبوا معي للرحلة هم زملائي في العمل ومعهم السيد( أندرس) مدير الشركة وحين رأيتهم آخذو في الضحك , وقالوا لي بأنهم أعدوها مفاجئة لي
وكان منهم السيد( كيم) والسيد (جاك) والسيد (برام) وجميعهم زملائي في الشركة.
وتكلمت قليلا مع السيد (أندرس) عن الإجازة التي طلبتها وأصبح يضحك كلما تذكر المكالمة الهاتفية ز
والأغرب أيضا أن الجميع انتقدوا حالة شادي الصحية وتغير شكله واعتقدوا بأنه مريض , ولكنه كان يجيب بأنه بخير ويمتلك صحة تضاهي الجميع, ثم انطلقنا معا إلى الغابة .
***************************
من رحلة في طريق الموتى
2ساعات ما قبل الفراق.
ساعات ما قبل الفراق:-
في أول الطريق إلى الغابة كنا نتبادل الضحك إلى أن وصلنا محطة وقود
على جانب الطريق استأذننا (شادي )لتعبئة السيارة بالوقود
وخرجنا من السيارة ووقفنا إلى ناصية الشارع نتسامر الحديث
معا.
كان شادي يبتعد عنا حولي 10 أمتار عنا, ثم أخذتني لفتة انتباه إلى شادي
,لأرى ذلك الطفل المطعون بالسكين يقف بجانبه كأنهما يعرفان بعضهما
وانطلقت مسرعا في الكلام لأقاطعهم في الحديث :
انظرووووو
انظروا
لم أكن أستطيع التنفس و الكلام كـأن شيئا يمسك بحنجرتي.
لدقائق استدعت أنفاسي
وأخبرتهم بما رأيت
ثم ردوا عليا في سخرية
وأخبرتهم أن ينظروا إلى هناك
ولكن الغريب انه لم يكن هناك شيئا
رد علي( كيم )في سخرية قائلا:
أظنك بدأت الخوف من الغابة صحيح ههههههه.
وبينما نحن نتحدث, عاد شادي
يتساءل لماذا هذا الجدال بينكم.
وخرج عليه( برام) ليقص عليه ما حدث.
ولم البث قليلا حتى نظر إلي شادي وهو يضحك بضحكة غريبة تدعوا للخوف.
وطلب منا العودة إلى السيارة
لقد امتلكني الخوف كثيرا وشدني التفكير بكل الأحداث السابقة التي
رأيتها
حتى وصلنا منطقة تسمى (خان الدير)
كانت منطقة مهجورة كانت غريبة ومخيفة
كأنك ترى الموت يحوم حولها
ثم قمنا باستصلاح مكان جيد
وأقمنا فيه ونصبنا الخيام لنأوي فيها ليلا
وطلبنا من( جاك) أن يشعل النار حتى نصطاد شيئا للعشاء
وتسللنا تله صغيرة في الغابة وكان معنا شادي
كنا جميعا نحمل البنادق إلا شادي كان يحمل رمحا كأنه من العصر الحجري .
وفجأة وجدنا غزالا يبتعد عنا أمتار
حاولنا التسلل لصيده لكن استطاع الفرار
وتجمعنا ثانية لكن م يكن( شادي) موجودا
اعتقدنا أنه عاد إلى المعسكر وعدنا جميعا إلى هناك
وسألنا (جاك) فيما إذا كان قد رآه.
لكنه أجاب بأنه لم يعود ولم يراه بعد ذهابنا
وعزمنا في البحث عنه وقبل أن نذهب
عاد شادي يحمل الغزال بطريقة وحشية
وعاد كالذئب الذي يحمل فريسته
وابتهلنا كثيرا للصيد الثمين
بدأنا نعد سهرتنا بالشراب والشواء
كان السيد( أندرس) يحمل جهاز حاسوب محمول للإطلاع على أمور الشركة,وطلب منا أن يقوم هو بالحراسة الليلية اليوم
وفي أثناء الليل وصلت حاسوبه رسالة غريبة
وطلب منا أن نستيقظ من النوم لقراءة الرسالة
كانت الرسالة تتحدث عن كلمات مخيفة وكانت هذه الكلمات تقول:
نحن نعشق خوفكم.
نعشق دمائكم
سترون ما لم ترونه من قبل
ستمزقون
انتم سرنا الجديد
بدأنا بالضحك على هذه الرسالة وقلنا له بأن أحدهم يحاول أن يسخر منه
ثم قام بإغلاق الرسالة ولكن لم تغلق الرسالة .
الشيء الغريب أننا حاولنا إطفاء الجهاز ولكن الرسالة لم تختفي
بعد ذلك تركنا الجهاز بعيدا عنا وعدنا إلى خيمنا
بدأ الخوف يتسلل إلى قلوبنا
كنا نسمع صوت أطباق الطعام تتصادم
وصوت كئوس الشراب تدلف
وكلما حاولن أن نستطلع الأمر لم نجد شيئا
وفي ساعات الليل سمعنا صراخ (برام)
زهينا إليه و لم نجده في الخيمة
وجدنا أثار دماء.
الفصل الثالث من قصة
رحلة في طريق الموت
3-أشلاء بين الأشجار
AMoOoORE