تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني/ للكاتبة Golden Apple

رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني/ للكاتبة Golden Apple 2024.

" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

عنوان (1)…

In the depth of the night, I call your name

You don’t answer and a mystery you shall remain

©
.

.

.

.

.

وقف سيارته قدام إحدى الفلل و إلتفت لها، منزلة عيونها ليدينها اللي شابكتهم ببعض،

قطب حواجبه و هو توه ينتبه لرجفتها، لين ألحين باقية، أخذ نفس، فك حزامه و سحب

يدها من حضنها، حاوط يدها بيدينه بهدوء غير اللي يحس فيه، ما يريد يبين لها أنه

متوتر بدوره، لازم يقوي نفسه عشانها، لازم يوقف بجنبها لو إيش ما يصير اليوم،

أخذ نفس ثاني و بعدها ضغط على يدها بخفة.

رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة، خافت تبكي، صار لها ساعة تحاول تتماسك،

تتماسك لا تنهار، اللي عرفته اليوم صدمها، كل كلمة اللي سمعتها منه بعدها تدور

في مسامعها، تحس نفسها ضايعة، ما تعرف إيش تسوي بالضبط، تثق في من؟

تروح لمن؟ ما تعرف اللي بتسويه ألحين هو الصح و لا لأ، بس ما عندها إللا

هالطريقة، لازم تواجههم، لازم تطلع كل اللي بقلبها، لهنا و بس..! حست بدمعة

حارة تتدحرج على خدها و تحرقها، رفعت يدها بسرعة و جت بتمسحها بس

يده كانت الأسرع.

مسح دمعتها بهدوء، حط يدينه على أكتافها و دارها له: إيش فيك؟

نزلت رأسها و بصوت مرتجف: خـ.. ـايفة!!

إقترب منها و طبع بوسة هادية على جبينها: لا تخافي، أنا راح أضل معاك!

ما ردت عليه

حاوط وجهها بيدينه و رفع رأسها له: تثقي فيني؟

حركت رأسها بالنفي

إبتسم، ما كان متوقع غير هالرد، إقترب منها مرة ثانية و بهمس: ثقي

فيني بس هالمرة!

رفعت عيونها له و ضلت تشوف في عيونه، ما تعرف إذا بيكون قد كلمته

و لا لأ بس ما عندها غيره، ما عندها إللا تثق فيه: توعدني أنك بتحميني؟

إبتسم لها أكثر ليهديها: أوعدك!

أخذت نفس طويل لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها بعدت يدينه

عن وجهها و لفت تشوف على الفلة: خلينا ننزل!

حرك رأسه بالإيجاب و فتح الباب، نزل، مشى لها و مسك يدها: لا تضعفي له!

غمضت عيونها و هي تتخيل ردة فعله، ما راح يصدقها، ما راح يهتم لأي شيء

بتقوله له، هو متى إهتم فيها ليهتم ألحين؟ طول الوقت كانت غريبة في هالبيت،

تركها عندهم و راح، ما فكر فيها، إستغلها، فتحت عيونها و نزلتهم لليد اللي

ماسك يدها، إستغلها، إستغل كل اللي حوالينها و هي سمحت له، كانت غبية،

فكرت يمكن بهالطريقة بيلين قلبه عليها، يمكن يحبها مثل ما يحب أخوانها،

ما قدرت تفهم أنها غير عنهم، كرهها و لين ألحين يكرهها!! إنتبهت لحالها

و حركت رأسها بسرعة تبعد هالأفكار، ما يهمها، ما عاد يهمها: بحاول!

شبك أصابعه بأصابعها: خلينا ندخل!

حركت رأسها بالإيجاب و زادت من مسكتها على يده: لا تتركني!

لم يدينها لصدره: ما بتركك!

بعد شوي …

دفنت رأسها في كتفه و صارت تبكي

رفع رأسها له و هو يشوف علامة الأصابع اللي إنطبعت على خدها، نزلت

رأسها بسرعة، رجعت دفنته في كتفه و هي تكتم شهقاتها. قطب حواجبه ب

قوة و رفع عيونه له، أخذ نفس و هو يحاول بقدر الإمكان يكتم غضبه، ما يريد

يسوي شيء يندم عليه بعدين: إرفع يدك عليها مرة ثانية يا عم و ..

قاطعه بصراخ: و إيـــــش؟؟ هــذي، و هو يأشر عليها: هذي جاية لنا اليوم

تتهم أمهــ..

قاطعته بسرعة: مانها أمي.. مانها أمي.. أبدا ما كانت.. هذي..، و هي

تلتفت لها: هذي كانت بتموتني..، و بصراخ: بـتـمـوتــنــــي!!!

حرك رأسه بعدم تصديق، إلتفت لزوجته اللي كانت جالسة على الكنبة، منزلة

رأسها و تبكي، أخذ نفس ليهدي حاله و من ثم رجع إلتفت لها: هذي جزاتها؟

ربتك طول عمرها، ضيعت أيامها عليك و بالأخير أنتي جاية تردي لها جميلها

بهالطريقة؟

رفعت رأسها له و هي تمسح دموعها بطرف شيلتها: معذورة.. معذورة..، قامت

و صارت تمشي لهم: أنا..، و هي تأشر على نفسها: أنا اللي ما عرفت أربي..

هذي غلطتي.. ما تنلام.. و هي تحرك رأسها بالنفي: ما تنلام!! إلتفتت لها،

شبكت يدينها ببعض و رفعتهم لها: سامحيني يا بنتي.. سامحيني غلطت في

حقك.. غلطت.. في حقـك.. غلطت أني ربيتك مثل أولادي.. غلطت أني

ما فرقت بينكم.. غلطت أني حبيتك مثلهـ..

قاطعتها: كـــذاااااابــة!! أنــتـــي كــذاااابــ..، طاحت على الأرض من قوة الكف

اللي جا لها منه، حطت يد مرتجفة على خدها اللي صار يحرقها، رفعت عيونها

المليانة دموع له: ما.. ما توقعـ..ـت.. غـ..ـير كذي..

: يــا حـيـوااانـــة!! لهنا وصلت عندك؟ تكذبيها؟ تكذبي أمك؟ مشى لها بعصبية،

مد يده و جا بيمسكها من شعرها بس يده منعته، رفع عيونه له و بعصبية: فــكــنـــي!!

هذي يبالها من يأدبها من أول و جديد!!!

تكلم و هو يرص على أسنانه: لا تلمسها!!

فك يده منه بسرعة و بنفس حالته: أنـت مـن لـتـمـنـعـنـي؟؟؟ هـذي بـنــتي قـبـل

مـا تـكـون زوجـتـك! أضـربـهـا، أمـوتـهـا، أسـوي فـيـهـا الـلـي أريـد، أنــت

مـــا دخـــلـك!!!!! إقترب منها مرة ثانية و سحبها من شعرها.

صرخت و هي تتعور من مسكته: آآآآآآآآآآآآآآآآه

فكها من يدينه بسرعة، سحبها و رجعها لوراء، إلتفت له و …………… .

***************************

مسكت شنطتها، رفعتها و صارت تجرها لين باب الغرفة، حطت يدها على المقبض

و لفت تشوف عليه، جالس على السرير، منزل رأسه و حاط يدينه عليه، لفت للباب

مرة ثانية، فتحته و ضلت واقفة شوي تحارب دموعها، يعني خلاص، كل شيء

إنتهى، بتتركه و بتمشي، بتمشي و ما راح ترجع له، هو كان يريد هالشيء، هو

السبب، حرمها من أكثر شيء تتمناه و هي بتحرمه من نفسها، قاسية و هي تعرف

هالشيء بس لازم تقسى لتعاقبه، لازم تقسى لتحسسه بغلطته، تخليه يندم، يندم

و يموت بندمه بس ما راح تسامحه، ما راح تسامحه لو إيش ما يصير! بتقدر؟

تقدر تكون قاسية لهالدرجة؟ ما تعرف بس إذا ما جربت ما راح تعرف، هي أخذت

قرارها و هالمرة ما راح تتراجع، أخذت نفس و أخذت خطوة لبرع الغرفة بس

حست نفسها تنسحب للداخل مرة ثانية، تنسحب لحضنه..!

حاوطها له بأقوى ما عنده، حاوطها حتى يمنعها من الحركة، حاوطها له بخوف،

خايف لأنه يعرف إذا تركها بتروح، خايف لأنه يعرف أنه ضيعها من بين يدينه،

خايف يخسرها، خسر من قبل و ما يريد يخسر مرة ثانية، ما يخسرها هي..!

غمضت عيونها بقوة و هي تتعور من مسكته، حاولت تبعده عنها بس فشلت،

حاولت تفك نفسها منه بس فشلت، فتحت عيونها و بصوت مرتجف: فـ..فكـ..ـني!!

غمض عيونه و زاد من مسكته عليها: لا تروحي!

طاحت دمعة حارة تشق طريقها على خدها و تحرقها، تحرق قلبها: لا.. لا تص..

تصعبها علي أكـ.. أكثر من كذي!

ما رد عليها، دفن رأسه في كتفها و صارت دموعه تنزل، هو مانه قوي، ما يقدر

يتظاهر بالقوة، ما يقدر يمسك دموعه، هو ضعيف و راح يضعف أكثر بدونها،

هي علمته يعيش مرة ثانية، هي علمته يضحك مرة ثانية، هي علمته يحب

مرة ثانية! غلط و هو ما ينكر هالشيء بس ليش مانها راضية تفهم أنه كان

خايف يخسرها، يخسرها مثل ما خسرها ألحين..!

حست بمسكته ترتخي من عليها فحطت يدينها على أكتافه لتبعده عنها بس

حست بدموعه على كتفها فنزلت يدينها، غمضت عيونها و صارت تبكي بدورها،

مانها سهلة عليها تتركه كذي و بهالحالة بس ما عندها خيار ثاني، هو جرحها

جرح مستحيل تقدر تسامحه عليه، مستحيل تقدر تنسى، راح تضل تتذكر، راح

تضل تبكي، راح تضل تتألم، مسحت دموعها بسرعة، راح يشوفها ضعيفة

و بيستغل هالشيء، هي وعدت نفسها و راح تكون قدها، بعدته عنها و لفت

للباب بس مسك يدها.

: لا تـ..روحـ..ـي!!

رجفة صوته قطعت قلبها، تحس أنها بتنهار ألحين، بتنهار و بتضعف له بس

ما يصير، نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم لعيونه: ما عندي.. ما عندي

سبب يخليني أضل!

: مـ.ـاني كافـ.ـي؟

نزلت عيونها ليدينهم مرة ثانية و حركت رأسها بالنفي: مانك كافي!

إنصدم من ردها، جا بيفتح فمه ليرد عليها بس ما قدر، إيش يقول ما يعرف،

خلاص ضيعها، نزل عيونه ليدها بإنكسار، فكها و ما نطق بحرف!

أخذت نفس، لفت عنه و جت بتمشي بس جمدت بأرضها و هي تحس بيدينها

الصغيرة تتعلق بعبايتها، نزلت عيونها لها بتردد و شافتها مرفعة رأسها لها

و تبتسم إبتسامة هي تعشقها.

تعلقت بعبايتها أكثر و هي تنطق بأول كلماتها: مــامــا!!!

فتحت عيونها بصدمة

إبتسمت أكثر و هي تخبي رأسها في رجلها: مـ.ـامـا!!

صدمتها أكثر، رفعت عيونها له و هي تشوفه منزل عيونه لها و هو بنفس صدمتها،

رمشت عيونها بعدم تصديق و رجعت نزلتهم لها، جت و بكلمة وحدة زعزعت ثقتها

بنفسها، خربطت كل كيانها، بكلمة وحدة خلتها تراجع كل حساباتها، معقولة بتقدر

تسوي اللي هو مانه قادر عليه، بتقدر تـوقـفـهـا..؟

***************************

سحب الشنطة من تحت السرير و فتحها، قام و مشى للكبتات بسرعة، فتحها

و صار يلم ملابسهم و يرميهم للشنطة.

ضل يشوف عليه و هو متكتف و مانه قادر يصدق أنه بيسويها، أخذ نفس،

زفر و صار يمشي له.

سكر الشنطة، رفعها و حطها على السرير، إلتفت له و من ثم لف و صار يمشي

للكمدينة، جا بيفتحها بس يده منعته.

مسك يده و داره له بقوة:

What are you doing

(ماذا تفعل؟)

فك يده منه، لف و فتح درج الكمدينة:

I’ll go to her

(سأذهب إليها)

مسك يده مرة ثانية و داره له:

Why

(لماذا؟)

ما رد عليه، أخذ جوازاتهم بسرعة و سكر الدرج، لف و جا بيمشي بس هو رجع مسك يده

سحبه له و بنبرة حادة:

WHY

(لـمـاذا؟)

فك يده، دفعه عنه و بصوت عالي:

Because I love her

(لأنني أحبها!!)

أخذ نفس:

But she loves him

(و لكنها تحبه هو!)

قطب حواجبه و حرك رأسه بالنفي:

He doesn’t deserve her

(أنه لا يستحقها)

حرك عيونه بملل:

And you do

(و أنت تستحقها؟)

ما رد عليه و نزل عيونه لها، واقفة في إحدى زوايا الغرفة، حاضنة لعبتها

و دموعها في عيونها، أخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها مشى لها،

نزل لمستواها و صار يمسح على شعرها بهدوء: لا تخافي، بنرجعها، بترجع عشانك!

إقتربت منه، دفنت رأسها في صدره و صارت تبكي

حاوطها له أكثر و صار يمسح على ظهرها ليهديها: أششش، لا تبكي، بترجع!

تعلقت فيه أكثر و بصوت باكي:

I don’t understand you

(أنا لا أفهمك)

إبتسم و بعدها عنه، طبع بوسة هادية على رأسها و صار يمسح دموعها:

Don’t worry, we’ll bring her back

(لا تقلقي، سنرجعها!)

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمسح دموعها بدورها:

I love her

(أنا أحبها)

إبتسم أكثر و سحبها لحضنه:

Me, too

(و أنا أيضا)

أخذ نفس، بعدها عنه، قام و حملها، مشى للشنطة، مسكها و صار يجرها،

إلتفت له و بعدها لف للباب:

We’ll go now

(سنذهب الآن)

حرك رأسه بقلة حيلة:

You’re crazy

(أنت مجنون!!)

إبتسم و لف يشوف عليه:

What’s new in that

(ما الجديد في ذلك؟)

إبتسم غصبا عنه، مشى له و ضمه:

Take care of yourself

(إهتم بنفسك!)

إبتسم أكثر و بعده عنه:

I will

(سأفعل!)

لف مرة ثانية و صار يمشي للباب، جا بيطلع بس وقفه

: Do you think she’ll choose you

(أتعتقد بأنها ستختارك؟)

وقف و سؤاله صار يتردد في مسامعه، ما فكر كذي، معقولة بترفضه، معقولة

بتختاره عليه؟ حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة! خسر من قبل و خسر

كثير، ما يريد يخسرها هي بعد، ما يتحمل هالفكرة، لازم تختاره، لازم تختاره

هو، هي حياتها هنا معاه، ما يصير تكمل مع شخص ما يستاهلها، تكمل مع إنسان

ما جاب لها إللا الحزن و الكآبة، يعذبها و راح يضل يعذبها لو إختارته عليه،

ما يعرف ليش تحبه، تحب إنسان مثله، ما يصير تضيع هالحب عليه، ما يصير

تعور قلبها عشانه، يتذكر دموعها و يحترق، يتذكر شهقاتها و ينقبض قلبه عليها،

هو لازم ينهي هالعذاب، هو الوحيد اللي يقدر لأنه يقدر يفهمها، راح يعيشها الحياة

اللي تتمناها، حياة بوجوده هو و بس..! غمض عيونه و هو يتذكر إبتسامتها،

لمعة عيونها، لمسة يدها الناعم، ريحتها، إشتاق لها، إشتاق لكل شيء فيها،

خلاص ما فيه يتحمل أكثر، هو يريدها له، يريدها في حضنه، هي أكيد بتختاره،

بتختاره لأنه راح يقدر يسعدها، بتختاره لأنه.. يعشقها بكل ما فيها..!

***************************

نزلت رأسها و هي تحس بدموعها اللي صارت تحرق عيونها، حطت يدها على

صدرها و هي مانها قادرة تتحمل هالوجع، كل كلمة و كأنها خنجر تنغرس في

قلبها، بيموتها بكلامه، بيموتها اليوم..!

نزل رأسه و صار يمرر يدينه في شعره بقهر: ماني قادر أبعد صورتكم من بالي..

ماني قادر! إلتفت يشوف عليها: أنا شفتك في حضنه، تعرفي إيش يعني؟

شفت زوجتي.. بنت اللي أحبها في حضن شخص ثاني! أحترق.. و الله أحس

أني أحترق.. كلما أغمض عيوني صورتكم تدور في رأسي.. ماني قادر أتنفس..

ماني قادر.. مسكها من مرفقها و سحبها له: تكلمي!! قولي لي.. ليش؟ لــيــش؟؟

غمضت عيونها بقوة تمسك دموعها، ما راح تبكي قدامه، ما راح تضعف له،

فتحتهم بس ما رفعتهم له: إتـ.. إتركني.. أنت تعورني!

زاد من مسكته عليها: تتعوري؟ و بصوت عالي: تــتــعــوري؟!؟ و أنا اللي أحس

فيه؟ ليش مانك قادرة تحسي فيني ها؟ لـــيــش؟؟

رفعت عيونها له و هي تحاول بقدر الإمكان تكون حادة بنبرتها: قـلـت لـك

إتـركـنـي!!

ضل يشوف في عيونها شوي و بعدها فكها و دفعها بقهر

طاحت على الأرض، نزلت رأسها و نزلت دمعة كسيرة على خدها، ظلمها،

دوم يظلمها، ما يسمعها و يجزم أنها غلطت، معقولة تغلط مثل هالغلطة؟ هـي؟

ليش، ما يعرف هي إيش كثر تحبه؟ إيش كثر تعشقه؟ بعد كل اللي مرت فيه

عشانه، يجي اليوم يتهمها مثل هالإتهام؟ خــيــانــة!!!! ما عنده أي فكرة

إيش كثر يجرحها، يحرقها بكلامه! هو ما يحبها، أبدا ما حبها، هو بس يريد

يمتلكها، خائف أنه إذا تركها بتروح لغيره و هو مستحيل يسمح لهالشيء يصير،

مستحيل..! رفعت عيونها تشوف عليه، شافته يشوف عليها، نزلتهم و مسحت

دمعتها بسرعة، هو ما يستاهلها، هو ما يستاهل هالدموع، نزلت دمعة ثانية

تحل محلها و تلتها دمعة ثالثة و رابعة و خامسة، ما قدرت تمسك حالها أكثر

من كذي، غطت وجهها بيدينها و صارت تشهق.

ضل يشوف عليها شوي بدون أي حركة، تبكي؟ ليش تبكي؟ مانه قادر يفهمها!

يا ترى ظلمها؟ إذا ظلمها ليش ما تتكلم؟ ليش ساكتة؟ ليش تعذبه كذي؟ إيش

فيها هالبنت؟ لوين تريد توصله؟ تجننه؟ أخذ نفس بضيق و نزل لمستواها، حاوطها

من أكتافها و قربها له: كلميني.. لا تضلك ساكتة! قولي لي إيش اللي صار؟

ليش كنتـ… ما قدر يكمل لأنها دفعته عنها.

زحفت على وراء و إستندت بالكرسي: لا تلمسني.. خلاص.. خلاص.. يكفي..

تحملتك.. كثير.. ما فيني.. ما فيني أتحملك.. خلاص.. خلاص.. و بصراخ

: طـــلـــقـــنـــي!!!

فتح عيونه بصدمة: فــ..

قاطعته و بنفس الصراخ: طـــلــقــنــــي!!!

حرك رأسه بعدم تصديق: أنتي.. أنتي إيش تقولي؟

صارت تشهق أكثر: اللي.. سمعته.. طلقني.. طلقني.. تعبت.. و الله ما فيني..

ما فيني.. أنت.. ما راح تحس فيني.. أنت ما.. تحس إللا.. بنفسك.. أناني

و راح تضل.. أناني!!

حرك رأسه بالنفي: أنا أحبـ..

قاطعته مرة ثانية: كـــــذاااااااب!!! أنت ما تحبني.. أنت ما.. تحب إللا نفسك..

إقترب منها و هو يحس بالعبرة تخنقه، سحبها له: أنا .. أحبك! و هو يقربها له

أكثر: أنا أحبـ..

دفعته عنها بأقوى ما عندها، قامت و صارت تحرك رأسها بالنفي: أنت ما تحبني..

أنت.. أبدا ما حبيتني.. أنا الغبية.. أنا اللي حبيتك.. سويت كل اللي يرضيك..

و بالمقابل.. أنت.. أنت بس إستغليتني.. أنت إستغليتني!!

قام و وقف قدامها: أنا..

رفعت يدها بسرعة تمنعه من الكلام: بـس! يكفي.. يكفي!! قالتها و بعدها لفت

و صارت تركض!

نزل رأسه و مرر يده على وجهه بتوتر، رفع عيونه لها و هو يشوفها معطيته

ظهرها و تركض، تركض؟ لوين تروح؟ فتح عيونه و هو توه يستوعب أنها

تركض للشارع، إرتجف قلبه من الخوف، ما حس بحاله إللا و هو يركض عشان

يلحقها.

ما كانت حاسة بحالها، ما كانت تعرف هي إيش تسوي في هذيك اللحظة، وين

تروح، بس كان لازم تبعد، تبعد عنه، ما فيها تتحمل أكثر من كذي، تعبت، تعبت

كثير، لما فكرت كل شيء بيتصلح، إنهدم، هو هدم كل شيء، كل شيء..! صارت

تركض بأسرع ما عندها، دموعها لين ألحين تنزل و قلبها مانه راضي يهدأ،

هو جننها، هو السبب في حالتها، ما كانت مفكرة أن حياتها معاه راح تتعقد لهالدرجة،

ما كانت مفكرة الشخص اللي تحبه يطلع بهالأنانية، ما كانت تعرف أن ثقته فيها

لهالدرجة معدومة، صدمها في كل شيء و هذا هو اليوم جاي يموتها بإتهاماته

الوحشية..! ضلت تركض بنفس حالتها و ما صحاها إللا صوت البوري لإحدى

السيارات، إلتفتت و هي تشوف السيارة المسرعة متجهة لها، جمدت بأرضها

و هي تشوف السيارة بهالقرب منها، ما قدرت تتحرك و لا حتى تصرخ و كأنها

إنشلت، مر شريط حياتها قدام عيونها في ثواني و إختفى، إختفى و إختفى كل

شيء من حوالينها، ما عادت تسمع و تشوف غير هالسيارة، غمضت عيونها

و هي تنتظر الصدمة، تنتظر نـهـايـتـهـا..!

***************************

طاحت المبخرة من يدها، إنكسرت و صار الجمر يحرق السجاد، نزلت عيونها

للأرض و من ثم رفعتهم له و بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟

نزل عيونه للسجاد، رفعهم لها و بعدها لف و صار يمشي للتسريحة: لمي الجمر

بسرعة، ما أريد الغرفة تخترب زينتها، ما اليوم!

رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟

صار يعدل في كمته و ما رد عليها

مشت له بسرعة، حطت يدها على كتفه، دارته لها و بصوت عالي: أنــت إيـــش

قـــلــت؟؟؟

بعد يدها عنه و ببرود: اللي سمعتيه!

تجمعت الدموع في عيونها: لـ.. لـ..ـيـش؟؟ أنا قصرت معاك بشيء.. غلطت

بشيء؟ أنا سويت لك كل اللي تريده.. صرت لك كل اللي تتمناه.. أنا أحبك..

و أنت.. و هي ترفع عيونها لعيونه: و أنت تحبني!

حرك رأسه بالإيجاب: أحبك بس..

قاطعته بسرعة: بس إيش؟

أخذ نفس: بس ماني قادر أثق فيك!

إنصدمت من رده، إنصدمت من بروده: مانك.. مانك قادر تثق فيني.. فيني..

و هي تأشر على نفسها: أنــا؟!؟

حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية و بنفس أسلوبه: ماني قادر أثق فيك!

نزلت عيونها و هي تحس بدموعها اللي صارت تنزل و تحرق خدها: بس أنا..

أنا بإيش غلطت.. ليش مانك قادر تثق فيني؟ رفعت عيونها له: أنا تركت كل

شيء عشانك.. تركت أهلي عشانك..

قاطعها: إذا أنتي قدرتي تتركي أهلك عشاني عيل بكرة بتتركيني عشان واحد ثاني!

حطت يدها على قلبها بسرعة و هي تحسه يعتصر، كيف قدر يقولها؟ كيف قدر

يقولها بهالسهولة؟ رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت..

قاطعها مرة ثانية: ما في داعي لهالكلام ألحين..، و هو يمشي للباب: ما أريد أتأخر

عليها! فتح الباب و جا بيطلع بس لف يشوف عليها: لما أرجع ما أريد أشوفك

في الغرفة، هالغرفة ما عادت لك!! لف و طلع.

ضلت تشوف عليه و هو معطيها ظهره و يمشي، يمشي و لا هامه شيء، يمشي

تاركها في صدمتها، نزلت عيونها و هي تحس نفسها تختنق، تختنق و كأن الأكسجين

إنسحب من حوالينها، حاولت تأخذ نفس بس فشلت، طاحت على الأرض و رفعت

عيونها للباب، راح، ما بقى غير طيفه! نزلت عيونها للأرض، مستحيل يكون اللي

سمعته صح، مستحيل! ما راح يسويها، ما راح يسويها فيها، هي بكابوس،

ألحين بتصحى، بتصحى! حركت رأسها بحزم تقنع نفسها، رفعت عيونها للباب

مرة ثانية، رفعت يد مرتجفة و حطته على فمها تمنع شهقتها، راح؟ رخصها بهالسهولة؟

راح لغيرها؟ كيف يقدر يسويها؟ هو وعدها، وعدها أنها بتضل الوحيدة بحياته،

نسى وعده؟ نسى كل وعوده؟ نساها؟ نـسـاهــا؟ غمضت عيونها بقوة و إستسلمت

لشهقاتها..!

***************************

جلس على السرير بإنكسار و صار يمرر يدينه في شعره بقلة حيلة: ماني عارف

إيش أسوي.. تعبت.. و هو يزفر بقوة: تعبت من كل شيء..

جلست على السرير بجنبه، حطت رأسها على كتفه و صارت تبكي بصمت

حس بدموعها الحارة على كتفه فغمض عيونه، ما هو وعد نفسه و وعدها أنه

ما راح يبكيها؟ ما هو وعدها أنه ما يخلي عيونها تذوق الدموع؟ قدر يوفي

بكل وعوده، لكل الأشخاص بس ما قدر يوفي بوعده لأغلى شخصين في حياته،

أقرب و أحب شخصين على قلبه..! أخذ نفس و فتح عيونه، سعادة هالشخصين

مع بعض مستحيلة، سعادة وحدة منهم دوم تجي على حساب سعادة الثانية، تعب

من كثر التفكير، النوم مجافيه، ما عاد يعرف إيش يسوي، القرار اللي أخذه راح

يعذبه أكثر من هالإثنين بس خلاص، ما فيه يتحمل، ما فيه يتحمل أكثر من كذي..!

حط يده على رأسها و صار يمسح على شعرها بهدوء: أنا آسف..، أخذ نفس

بضيق و زفر: أنا آسف لأننا وصلنا لهنا.. بس حياتنا مع بعض صارت مستحيلة،

أنا ما أعرف من الغلطان أنتي و لا هي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف..

بس أنا.. أنا خبرتك من قبل.. أنا ما أتحمل أي شيء يأذيها.. أي شيء يبكيها..

بس ألحين هي صارت تبكي بسببك.. تتأذى بسببك!!

رفعت رأسها له و ضلت تشوف في عيونه بدون أي كلمة، عتبانة عليه، زعلانة منه

و عليه، صدق كذبتها و جاي يرخصها بهالسهولة؟ ليش ما دافع عنها؟ ليش مانه

واثق فيها؟ هي تغيرت عشانه، هي حاولت تكون له كل شيء يتمناه، ما عادت مثل

أول بس عشان ترضيه و ترضيها بس هو مانه قادر يشوف هالشيء، مانه قادر

يصدقها..! نزلت رأسها و حطت يدينها على بطنها، كان اليوم بيكون أسعد يوم

بحياتها، جت لتبشره بفرحتها، جت لتفاجئه بهالخبر بس هو صدمها بإتهاماته،

ما قدرت تنطق بحرف، حاولت بس فشلت، ما كانت تعرف اللي صار بيوصلهم

لهنا، كان ما خبت عليه، كان فضحتها في وقتها بس تأخرت، تأخرت كثير..!

رفعت عيونها لعيونه مرة ثانية و ما تكلمت.

نزل عيونه بسرعة، يتهرب من نظراتها، يعرف أنه ظلمها بس هو مجبور،

يحترق قلبه عليها بس ما بيده شيء يسويه، أخذ نفس و هو يغصب نفسه ليقولها

: أنتي طالـ.. ما قدر يكمل لأنها حطت يدها على فمه بسرعة تمنعه يقولها.

ما تقدر تسمعها، ما تريد تسمعها، هي راضية تعيش بالعذاب معاه بس مانها

راضية تعيش بدونه: لا.. لا تقولها.. ما أسمح لك..

نزل يدها بهدوء غير اللي يحس فيه: مضطر أقولها..

دفنت رأسها في صدره: لا تصدقها.. بس هالمرة.. عشاني.. و هي تبكي أكثر

: عشاني!

حرك رأسه بالنفي و هو يحاوطها له أكثر: ما أقدر أكذبها.. ما أقدر!

تعلقت فيه أكثر: كل.. شيء.. إنتهى؟!؟

غمض عيونه: إنتـ..ـهينا!!

رفعت رأسها له و حاوطت وجهه بيدينها: عطيني.. عطيني فرصة ثانية..

لا توصلنا.. لهنا.. و هي تحرك رأسها بالنفي: ما لهنا..

حط يدينه على يدينها و نزل رأسه: هي ما راح ترضى.. ما راح ترضى علي..

إقترب منها و طبع بوسة حارة على جبينها، بعد عنها شوي و أخذ نفس

: أنا آسف..

رفعت عيونها لعيونه

: أنتي طـالـق!

شهقت و دفنت رأسها في صدره..!

.

.

.

.

.

يتبع …


.

.

.

قبل عشرة أشهر …

مسقط …

وقفت عند باب الحديقة و إلتفتت لها: بمشي ألحين!

إبتسمت لها، حركت رأسها بالإيجاب و رفعت يدينها المنقشة لها: مشكورة

على الحناء تعبتك كثير اليوم!

إبتسمت بهدوء: لا، إيش هالكلام؟! أنتي عروستنا و أنا بخدمتك!

إبتسمت بحياء: مشكورة يا حياتي، ما قصرتي..، سكتت شوي و بعدها كملت

: راح تحضري صح؟

نزلت رأسها و حركته بالنفي: آسفة بس ما أقدر أترك أمي لحالها بالبيت!

حركت رأسها بتفهم: يللا عيل ما أريدك تتأخري عليها!

إبتسمت، لفت و طلعت تمشي لسيارتها، وقفت عند باب السيارة و فتحت شنطتها تدور

على المفتاح، ضلت تحوس في الشنطة لكم من دقيقة، حركت عيونها بملل، كلما تحط

المفتاح في الشنطة تحسه يضيع، تنهدت و صارت تطلع كل اللي فيها،

تلفون، محفظة، مفاتيح المكتب، مفاتيح البيت، ورقة إستدعاء ولي الأمر، كيس حب

شمس(بزر)، لصقات طبية، كم من قلم، نوتات تذكيرية و كحل، حطت كل هالأغراض

على بونيت السيارة و دخلت يدها في الشنطة مرة ثانية، قطبت حواجبها و هي تحس

بشرخ صغير في البطانة الداخلية للشنطة، أكيد دخل المفتاح فيها، قلبت الشنطة و صارت

تهزها لين ما طاح المفتاح، زفرت: و أخيرا! نزلت و أخذته، لمت أغراضها و رجعتهم

للشنطة ما عدا التلفون، تعرفها، بتتصل فيها ألحين و بتسألها ليش تأخرت، إبتسمت

و فتحت الباب، ركبت و سكرته بهدوء، شغلت السيارة و جت بتحركها بس رن تلفونها،

إبتسمت و هي تشوف رقم البيت على الشاشة: ألو ماما!

ردت بخوف: وينك يا بنتي، تأخرتي؟ صار لك أكثر من ساعتين!

إبتسمت أكثر: يا ماما، يا حبيبتي، لا تخافي علي، توني مخلصة، عشرين دقيقة

و بكون عندك بالبيت إن شاء الله!

: إن شاء الله، ديري بالك على حالك، خلي عيونك على الشارع!

ضحكت: إن شاء الله!

سكرت منها و جت بتحرك السيارة بس لمحت، من مراية الجانبية، سيارة تمر من

وراء سيارتها و توقف بجنبها، لفت تشوف عليها، سيارة مزينة بأحلى الزينة،

سيارة بتنزف فيها العروس، إبتسمت بخفة بس إختفت هالإبتسامة بسرعة، رجعت

رأسها على وراء، غمضت عيونها و رجعت بذاكرتها لهذاك اليوم…

وقفت قدام المراية و هي ترفع عيونها لهم، شافتهم حاملين طرحتها بكل حذر

و يمشوا لها، أخذت نفس و بعدها أخذت نفس ثاني، متوترة، مستحية، مبسوطة،

أحاسيس مختلطة، ترتجف و مانها قادرة تهدي حالها، حاولت بس فشلت، حطت يدها

على قلبها تحس بدقاته الجنونية، اليوم بيتحقق حلمها، حلم طفولتها، اليوم صارت

عروس و بتنزف لزين الشباب، كل العيون راح تكون عليها، البعض بيدعي بقلوب

صافية لسعادتها و بعض الآخر بيحسدها على فرحتها بس ما يهمها، كل اللي يهمها

أنها بتنزف في دقائق للشخص اللي سكنته في قلبها، في كل كيانها، ملكها و ملك

كل شيء فيها..!

رفعت عيونها لهم و هي تحس بطرحتها تنحط على رأسها، أخذت نفس طويل

و زفرت: شكراً!

إبتسموا لها: أفا!! إيش هالكلام؟ ما في بيننا يالدبة!

إبتسمت بتوتر: شكراً!

ضحكوا على حالتها، ساعدوها توقف و عدلوا فستانها و طرحتها: يا بخته فيك!

نزلت رأسها بحياء و هي تحس بالدم يتدفق لخدودها و بدقات قلبها تزيد و تسرع

أكثر من قبل، يا ترى تقدر؟ تقدر تكون له كل شيء يتمناه..؟ غمضت عيونها

و هي تدعي لنفسها بصمت: يا رب أقدر أسعده و يسعدني! فتحت عيونها و هي

تسمع الباب ينفتح، إلتفتت لها و هي تشوف دموعها على خدودها، حاولت تخبي

توترها منها لتهديها فإبتسمت بس إختفت إبتسامتها و هي تنتبه لملامحها، إرتجف

قلبها من الخوف: مـامـ.ـا، إيش في؟

نزلت رأسها و هي مانها قادرة ترد عليها

فجأة..!

صرخة زعزعت القاعة بكبرها: مــــــــــاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآ آآت!!!!!!!!!!!!

رجعت من سرحانها و هي تسمع دق على الشباك، حست بدمعة على خدها اللي نزلت

بدون علمها، إرتبكت، مسحتها بسرعة و من ثم لفت للشباك و نزلته.

: نهودة!! إيش فيك لين ألحين واقفة؟ ناسية شيء؟

إبتسمت بإرتباك: هـ.. ها؟ لا.. أمم.. لا أبدا.. ألحين بمشي.. و هي ترفع

الشباك: يللا يا حبيبتي، مع السلامة!

رفعت يدها لها: مع السلامة!

حركت السيارة بسرعة و هي مرتبكة من حالها، ذكرى عنيدة، مانها راضية تتركها،

مررت يدها على وجهها و أخذت نفس تهدي حالها: يا رب إحفظهم و خليهم لبعض،

يا رب تمم فرحتهم على خير!

نـاهـد: 27 سنة!

***************************

إحدى الكافيهات…

حط يدينه على الطاولة و رجع لوراء يسند ظهره بظهر الكرسي، إلتفت لهم و من

ثم إلتفت لمكان ما كانوا مثبتين عيونهم، إبتسم بسخرية و لف يشوف عليهم

: ما تملوا؟

إلتفت له واحد منهم و هو فاتح عيونه للآخر على سؤاله: ليش، في أحد يمل

من البنات؟

حرك عيونه بملل و فضل ما يرد عليه

ضربه على كتفه بخفة و بمزح: أيوا ألحين صاروا ما يملوا عينك لأنك خطبت!

رفع حاجب و تكلم بغرور: أصلا هذولا، و هو يأشر عليهم: أبدا ما كانوا ماليين

عيني، ما أنزل لمستواهم! قام و أخذ مفاتيحه من على الطاولة: أنا بمشي!

الكل إلتفت له: لا/ وين تو الناس/ ورانا سهرة/ خليك!

نزل عيونه لساعته و بعدها رفعها لهم: عندي كم شغلة أخلصها و بعدين الأهل

ينتظروني، ما أقدر أتأخر عليهم!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب: عيل باي/ بالتوفيق لبكرة/ خبرنا كيف شكلها!

إبتسم و لف يمشي عنهم: تحلموا!

سمع ضحكاتهم، ضحك لنفسه و بعدها مشى لسيارته، وقف بجنب السيارة يشوف

إنعكاسه في الشباك، عدل سكسوكته شوي و بعدها صار يمرر أصابعه في شعره

الكثيف، سمعهم يهمسوا لبعض.

: ما شاء الله، سبحان من صوره!

: أيوا، جد، ما شاء الله، ما شفت شاب وسيم مثله!

إبتسم لنفسه بغرور و هو راضي كل الرضا عن شكله، ركب السيارة و إلتفت يشوف

عليهم، إبتسم لهم و هم إرتبكوا و مشوا بسرعة، إبتسم أكثر و حرك السيارة.

بعد شوي…

وقف السيارة في كراج الفلة، نزل و صار يمشي للداخل، فتح باب الصالة و شافهم

جالسين قدام التلفزيون يتكلموا عن الخطبة، إبتسم و مشى لهم: السلام عليكم!

إلتفتوا له: و عليكم السلام!

تقدم منها، إنحنى و باسها على رأسها: كيفك يمة؟

إبتسمت و هي تمسح على خده بحب: بخير دامكم بخير!

إبتسم و جلس بجنبها: ها؟ إيش الأخبار؟

: الأخبار مرة خطيرة!!

إلتفت لها و هي نطت بجنبه و كملت: إتصلنا فيهم اليوم و طبعا بكرة رايحين

عشان تشوفها و يطمئن قلبك، هو أصلا ما راح تحصل على وحدة أحلى منها لأنها،

و هي تعدل ياقة قميصها: أحم، أحم، إختياري!

ضربها على رأسها بخفة و إلتفت لأمه و كأنه يريدها تأكد له كلامها

إبتسمت له و كأنها فهمت عليه: ما شاء الله، قطعة من القمر!

رفع حاجب: يمة أنا قلت لكم، ما راح أرضى بقطعة من القمر، أريدها تكون القمر

نفسه!!

حركت رأسها بقلة حيلة: ما راح تتغير!

إبتسم و قام: بطلع لغرفتي، تريدوا شيء؟

إبتسموا له: سلامتك!

حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي للدرج.

ضلت تلاحقه بعيونها لين ركب الدرج و إختفى في الدور الثاني، أخذت نفس

و إلتفتت لأمها: ماما!

: همم؟

إبتسمت: تعتقدي هالمغرور بيوافق عليها؟

ضربتها على كتفها بخفة: عيب تقولي كذي عن أخوك!

ضحكت و هي تصد ضرباتها: ههههه.. إيش أسوي؟ جاتني عقدة منه!

إبتسمت و بهدوء: البنت ما شاء الله ما ناقصها شيء، جمال، أخلاق، دين،

إن شاء الله يوافق!

إبتسمت: إن شاء الله!

الأم: زينة- 46 سنة!

رنا: 20 سنة!

دور الثاني…

ركب الدرج و صار يمشي لغرفته، مر من جنب غرفتها و سمع ضحكتها ، إبتسم لنفسه

و كمل طريقه لغرفته، فتح الباب و دخل، مشى لسريره و هو يرمي مفاتيح سيارته على

الكمدينة، جلس و أخذ نفس طويل: حياتك من بكرة راح يرتبط بشخص غريب، يا ترى

أنت قدها؟ حك رأسه و زفر، رمى نفسه على السرير و غمض عيونه، طرت في باله فقطب

حواجبه بقوة، حط يدينه على وجهه و هو متضايق من هالذكرى، تعذبه و تعذبه كثير،

ما ينام الليل إللا و هو يفكر فيها، تطرأ في باله في أي مكان، في أي وقت، بدون سابق إنذار

و تخربط له كل كيانه، حاول كثير و لين ألحين يحاول بس إيش ما يسوي ما يقدر يبعدها

عن فكره، يختنق لما يتذكر اللي صار، مانه قادر يرتاح، ما يقدر لين ما يعرف إيش صار

فيها بالضبط؟ عاشت؟ نجت من الصدمة؟ موجودة حوالينه؟ ما يعرف، لــو، لو بس رجع

لها و تأكد بنفسه كان ما صار اللي صار، لو نزل من السيارة و تجرأ يشوفها كان ما عاش

بعذاب الضمير، بس هو كان خايف، كان وحيد، ما عرف إيش يسوي فتركها، تركها

تـمـوت..!

قطب حواجبه أقوى من قبل و من ثم فتح عيونه و جلس: سامحني يا رب، سامحني!

قام و صار يمشي للحمام، يتوضى و يصلي له ركعتين يمكن يهدأ، يمكن ربه يسامحه

على هالغلطة، يمكن هالعذاب يخف شوي، يـمـكـن..!

فهد: 26 سنة

بالغرفة المجاورة…

وقفت قدام التسريحة و هي تلعب بخصلات شعرها الشقراء، نزلت عيونها للتلفون

و من ثم رفعتهم للمراية: أمم.. إيش رأيك لو أصبغهم هالمرة أحمر!

جا لها صوتها من التلفون اللي حاطته على السبيكر(مكبر الصوت): حلو بس

بندقي أحلى عليك!

قطبت حواجبها: جد؟

:آههم، ألوان الشوكولاتة تناسب مع عيونك العسلية!

إبتسمت: أحم، أحم، أصلا كل لون يناسبني!

: هههههه.. أيوا هذي الثقة و لا بلاش!

ضحكت بخفة و كملت: لا، كلميني جد، يعني لا للأحمر!

: آههم، لا للأحمر، جربي عسلي أو ألوان كذي!

حركت رأسها بالإيجاب: أوكي، عيل هالمرة أجرب هالألوان و نشوف!

: حلو.. أمم.. ميمي، بسكر ألحين..

قاطعتها بسرعة: لاآآ، إيش تسكري، بعدنا ما تكلمنا عن بكرة!

تكلمت بإستغراب يوضح من صوتها: ليش؟ إيش في بكرة؟

أخذت التلفون و مشت لسريرها و هي ترمي نفسها عليه: ما قلنا نروح لشوبنغ

(تسوق)!

ضحكت: بس ما عندك دوام؟

إبتسمت: أيوا عندي بس عادي، شوبنغ يا قلبي دوم الأول على اللستة!

: هههههههههههه.. أوكي عيل بشوفك بكرة!

حركت رأسها بالإيجاب: يب، إن شاء الله، باي!

سكرت منها، جلست و حطت التلفون على الكمدينة، فتحت الدرج و طلعت دفتر نوت

صغير، فتحته على صفحة فاضية و صارت تفكر باللي ناقصها، قطبت حواجبها لأنه

ا ما قدرت تفكر بولا شيء، عندها كل شيء و ما تشتكي من النقص بس الشوبنغ صارت

عادة مستحيل تتخلى عنها، قطبت حواجبها أكثر، يا ترى هي تعتبر مسرفة؟ حركت رأسها

بالنفي تبعد هالفكرة، هي ما تلعب بفلوس أحد ثاني، هي تدفع من جيبها، ليش تهتم؟

إبتسمت و صارت تعدد: شوز، شنط، نظارات، عطور، إكسسوارات،……………!

نمارق: 23 سنة!

***************************

سكر الكمبيوتر و هو يتنهد بتعب، إلتفت له و شافه يقوم، قام و صار يمشي له

: تأخرنا كثير اليوم!

حرك رأسه بالإيجاب: يشغلونا مثل الحمير!

إبتسم: عادي تحمل، تعرف بعد هالإسبوع يوزعوا الترقيات!

إبتسم و صار يمشي معاه للمصعد: و عشان كذي ساكت، كان شفتني مسوي علوم!

ضحك و حرك رأسه بقلة حيلة، نزل عيونه لساعته و هو يشوفها 8:30، قطب حواجبه

و هو يتمتم لنفسه: تأخرت على الصلاة و تأخرت عليها!

: قلت شيء؟

رفع عيونه له، إبتسم و حرك رأسه بالنفي: لا، و لا شيء!

حرك رأسه بالإيجاب و بعدها إنفتح باب المصعد، ركب و إلتفت له: كيف الوالدة؟

ركب المصعد و ضغط على طابق الأرضي: بخير الحمد لله، ما تشكي من شيء!

إبتسم و بعدها سكت لين ما توقف المصعد و نزلوا: يللا مع السلامة!

إبتسم: مع السلامة! لف و صار يمشي للباركنغ، مشى لسيارته، ركب و بعدها شغلها،

حركها لأقرب مسجد و نزل، أدى صلاته و بعدها طلع و حرك السيارة.

بعد شوي…

وقف السيارة قدام الفلة، نزل و صار يمشي للباب، سمع أصواتهم و صوت التصفيق

من الحديقة فقطب حواجبه، نساهم للحظة، يحبهم و يحب وجودهم حوالينه بس ما دوم،

جاي تعبان و هلكان من الشغل، ما راح يقدر يتحمل صريخهم، ما فيه، يريد يحط رأسه

على مخدته و ينام بس مستحيل يقدر و هم هنا، قطب حواجبه أكثر و هو يتذكر، جاي

بيدين فاضية، ما جاب لهم شيء اليوم، بيزعلوا؟ تنهد، يزعلوا يومين و بعدها بيرضوا

لحالهم، أخذ نفس و تقدم من الباب، دفعه للداخل و دخل.

كانوا يركضوا حوالين الحديقة و هم يصرخوا و يلعبوا بس أول ما شافوه، تركوا كل

اللي بيدهم و ركضوا له: عــــمــــي وصــــل!!!

إبتسم غصباً عنه و هو يشوف فرحتهم بوصوله: أيوا، جيت!

تجمعوا حوالينه و الكل صار يتكلم: وينك اليوم تأخرت؟/ ليش تأخرت؟/

وين الحلاوة؟/ ما جبت لنا شيء؟

حك حاجبه بإحراج، ما يعرف إيش يرد عليهم، يقول لهم من كثر التعب نسيتكم،

ما يقدر، مانه عذر كافي، إبتسم لهم بإحراج و هو يفكر: أمم.. أنا.. أنا..، و بسرعة

: جيت آخذكم معاي عشان تختاروا على ذوقكم!

فتحوا عيونهم: و الـلـه؟!؟!

إبتسم و فضل ما يرد عليهم.

صرخوا من الفرحة و صاروا يركضوا لسيارته.

ضحك على حالتهم و لحقهم بسرعة.

بعد نص ساعة…

رجع للفلة بعد ما وصل الكل لبيته، أولاد الجيران بس تعود عليهم و تعلق فيهم كثير،

صار لهم أكثر من سنتين يجتمعوا بالفلة، يلعبوا و يصرخوا، يرجعوا الحياة فيها،

إبتسم و صار يمشي للصالة، هادية، ما في أي أثر لها، يمكن بغرفتها، صار يمشي

لممر غرفتها، وقف قدام الباب و جا بيفتحه بس وقفته.

: أنت متى جيت؟

لف يشوف عليها و بعدها صار يمشي لها: ألحين..، باسها على رأسها

و إبتسم: كيفك خالتي؟

إبتسمت له: الحمد لله، أنت كيفك اليوم؟

حرك رأسه بالإيجاب: الحمد لله، يمة كيفها؟ أخذت أدويتها؟

حركت رأسها بالنفي لشطر الثاني من سؤاله: لا، تعرفها ما تأخذ الأدوية إللا

من يدك!

إبتسم: أعرفها بس تأخرت عليها فكذي فكرت يمكن..

حركت رأسها بالنفي: ما تسمع الكلام!

ضحك بخفة و بمزح: عنيدة مثل أختها!

ضحكت و ضربته على كتفه بخفة: روح لها و لما تنام، تشوفني بالصالة، أريدك شوي!

رفع حاجب بإستغراب و حرك رأسه بمعنى إيش في

إبتسمت على حركته و صارت تمشي للصالة: بعدين!

إبتسم، لف و صار يمشي لغرفة أمه، دق على الباب بهدوء و بعدها فتحه و دخل

: السلام عليكم!

كانت جالسة بجنب الشباك، أول ما سمعت صوته إبتسمت و لفت تشوف عليه: و عليكم

السلام، جيت حبيبي!

مشى لها بسرعة، إنحنى و طبع بوسة هادية على جبينها: آسف يمة تأخرت عليك!

إبتسمت له بهدوء: أعرف إنشغلت!

حرك رأسه بالإيجاب و بعدها مشى للكمدينة، أخذ حبوبها و غلاس الماي اللي كان

محطوط عليها، لف يشوف عليها، شافها تتقدم بكرسيها له، إبتسم لها و مد لها حبوبها

و من ثم الماي: يمة، كم مرة خبرتك لا تنتظريني، لا تتأخري على أدويتك، لازم تأخذيها

في أوقاتها!

إبتسمت و هي تأخذهم منه: تعرفني يا ولدي، ما أقدر إللا و أنا أشوفك قدام عيوني!

إبتسم: و أنا ماني رايح لمكان..

قاطعته و هي تنزل رأسها: هم قالوا نفس الكلام!

سكت شوي و بعدها إقترب منها و طبع بوسة ثانية على جبينها: يمة اللي صار كان

قضاء و قدر، قولي الحمد لله على كل حال!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تتمتم: الحمد لله على كل حال! أخذت نفس و شربت

حبوبها.

إبتسم لها و بعدها صار يدفع كرسيها بهدوء للسرير، بعد البطانية و عدل المخدات،

حملها بهدوء و حطها على السرير.

حطت رأسها على مخدتها و هي ترفع عيونها له: تعبتك يا ولـ..

قاطعها بسرعة و هو يجلس على الطرف: يمة إيش هالكلام؟ أي تعب؟ ليش تريدي

تزعليني منك؟!

إبتسمت و صارت تمسح على خده بهدوء

مسك يدها و باس كفها: يللا، غمضي عيونك و نامي!

أخذت نفس و غمضت عيونها

ضل جالس عندها لفترة لين حسها نامت، قام، عدل لها البطانية و صار يمشي للباب،

خف الإضاءة و طلع من الغرفة، سكر الباب بهدوء و بعدها صار يمشي للصالة،

شافها جالسة قدام التلفزيون، تقلب في القنوات بس أول ما شافته، سكرت التلفزيون،

إستغرب من حركتها: لهالدرجة السالفة جدية؟!

إبتسمت: أنت تعال، إجلس..، و هي تأشر بجنبها: هنا!

إبتسم و جلس مكان ما كانت تأشر: ها، جلست ألحين قولي إيش في؟

ما ردت عليه و صارت تمسح على شعره

نزل رأسه و حركه بقلة حيلة: خالتي، لا تفتحي لي نفس الموضوع مرة ثانية!

قطبت حواجبها وضربته على رأسه بخفة

ضحك و رفع رأسه لها: يا خالتي يا حبيبتي، ردي هو نفسه، ما راح يتغير، لا،

لا و ألف لا!

قطبت حواجبها أكثر: بس يا ولدي أنت لمتى راح تضل رافض الزواج كذي!

تنهد بس ما رد عليها

شافته سكت فتكلمت: يا ولدي، ما يصير تحرم نفسك عشانها، هي بتتقبل، أكيد تريد

تفرح فيك، تجي زوجتك و تملي عليكم هالبيت، تملي عليك حياتك، تساعدك و تلبي

إحتياجاتك،..

قاطعها: خالتي أنا..، و هو يأخذ نفس: أنا خايف عليها، أخاف أن اللي بتدخل حياتي

ما تقدر تتأقلم مع حياتي، ما تقدر تتأقلم مع يمة، أنا ما أريد أي شيء يأذي يمة،

ما أريد أي شيء يبكيها، يكفي اللي عاشته، يكفي! سكت شوي و بعدها كمل بإبتسامة

: و بعدين بنات هالأيام دلوعات و رقيقات، أنا ما أحب هالنوعية!

حركت رأسها بقلة حيلة: كل بنات العالم صاروا دلوعات؟!

ضحك و ما رد عليها

تنهدت و قامت: ما أقول غير الله يهديك!

قام: و يهدي الجميع!

إبتسمت و صارت تمشي لباب الصالة: أنا رايحة لبيتي، إذا إحتجت لأي شيء،

إتصل فيني!

إبتسم: إن شاء الله! ضل يشوف عليها لين طلعت و تسكر الباب وراها، أخذ نفس

و صار يمشي للدرج، ركب لغرفته و صار يمشي للشباك، بعد الستارة و صار

يلحقها بعيونه لين شافها تدخل بيتها، إبتسم، لف و صار يمشي للكبتات، أخذ فوطته

و بجامته و من ثم دخل الحمام، طلع بعد فترة و مشى للسرير، رمى حاله عليه

و غمض عيونه بس فتحها و هو يتخيلها، حرك رأسها بالنفي بسرعة يبعدها عن

فكره: ما تناسبك، ما تناسب حياتك! تنهد و رجع غمض عيونه..!

الأم: زبيدة-48 سنة، مقعدة!

عبدالرحمن: 27 سنة!

***************************

بريطانيا …

و بالتحديد مدينة بريستول …

دخل المفتاح في القفل، فتح الباب و دخل، سكره و أخذ نفس بإرتياح، فسخ جاكيته

و صار يمشي للداخل و هو ينادي عليهم:

Mom! Maisy!

(أمي! مايسي!)

دخل الصالة و هو يلتفت حوالينه، رمى جاكيته على أقرب كنبة و قطب حواجبه

بإستغراب، كل يوم يسمع ضحكاتهم من وراء الباب، صراخهم يوصل لبيت الجيران

بس اليوم ما لهم أي حس، إبتسم لنفسه، إيش هالتغيير! حرك أكتافه بخفة و بعدها

لف و صار يمشي للمطبخ، مشى للثلاجة، فتحها و صار يحوس فيها، نزل و فتح

درج الثلاجة و بصوت عالي:

What do you want me to make you on the dinner?

Macaroni cheese?!

(ماذا تريدان أن أطبخ لكما على العشاء؟ معكرونة بالجبنة؟!)

ما جا له أي رد

حك رقبته و لف يشوف وراه، ما في أي أحد:

I’ll make Macaroni cheese

(سأطبخ معكرونة بالجبنة!)

ما جا له أي رد

تنهد، قام و عدل وقفته، سكر الثلاجة و لف يطلع من المطبخ:

Mom! Maisy! Where are you girls

(أمي! مايسي! أين أنتم أيها الفتيات؟)

ما جا له أي رد

عصب هالمرة، صار له ساعة ينادي عليهم بدون أي رد، ما يحب مقالب مثل هذي:

Are we playing hide and seek? Because it’s

not the right time

(أنلعب الغميضة؟ أنه ليس بوقت المناسب لهذا)

ما جا له أي رد

قطب حواجبه بقوة و بصوت عالي:

MOM!! MAISY

(أمــي!! مــايــســـي!!)

WHERE ARE YOU

(أين أنتما؟)

ما جا له أي رد

حس بشعور غريب، فجأة صار الخوف يتسلل لقلبه، وينهم؟ ليش ما يردوا عليه؟

ما راح يسووا له مقلب لأنهم يعرفوا أنه بيعصب عليهم و بعدها ما بيسكت، مشى

للدرج بسرعة و جا بيحط رجله على أول الدرج بس رن تلفون البيت، إلتفت يشوف

على التلفون و بعدها لف و صار يمشي للصالة، رفع السماعة و حطه على أذنه:

Hello!.., Yes, this is Max Stevens speaking..

, my mother is fine.., no.., she’s better than before..,

she is cured from her depression.., why?..,

(ألو..، نعم، ماكس ستيفنز يتحدث..، أمي، أنها بخير..، لا..، أنها أحسن من قبل..،

لقد شفت من الإكتئاب..، لماذا؟..،)

تغيرت ملامح وجهه و هو يسمع كلام الدكتور، مستحيل تكون سوتها، لا! سكر منه

و هو يأخذ نفس يهدي حاله بس مانه قادر، لف يشوف على الدرج، أخذ نفس الثاني

و صار يمشي بخطوات مترددة، مرتجفة، مانه قادر يصدق و لا كلمة قالها له، كيف

و هي كانت بأحسن حال..! صار يركب الدرج وحدة وراء الثانية، أول مرة يحس

أنها كثيرة، مانها راضية تنتهي، حط رجله على آخر درج و صار يمشي لممر الغرف،

لف للممر و طاحت عيونه عليها، واقفة بجنب باب غرفتها، حاضنة لعبتها و شعرها

متناثر على أكتافها، مثبتة عيونها بداخل الغرفة، أخذ خطوتين ثقيلة للقدام وهو يحس

بدقات قلبه تسابق خطواته، رجفة غير طبيعية، غصب نفسه ليتقدم أكثر، وصل لعندها

بس ما تجرأ يرفع عيونه لمكان ما كانت مثبتة عيونها، نزل لمستواها و حط يد على

رأسها:

Ma.., Maisy

(ما..، مايسي!)

إلتفتت له و من ثم لفت و هي تأشر عليها:

Why is Mom hanging there

(لماذا أمي معلقة هناك؟)

غمض عيونه و هو يأخذ نفس بصعوبة يشجع نفسه ليلف يشوفها، فتحهم

و حركهم لوين ما كانت تأشر، نزل رأسه بسرعة و لف لها، سحبها لحضنه

و حاوطها له بقوة، ما قدر يمسك حاله فبكى، بكى و هو يحاوطها له أكثر و أكثر..!

الأم: رينيه ستيفنز- ماتت منتحرة!

ماكس: 24 سنة!

مايسي: 7 سنوات!

***************************

مسقط …

فتح باب الحديقة و صار يمشي للداخل، دخل الفلة و إستغرب، الفلة هادية و لأول

مرة، إبتسم لنفسه و بصوت عالي: ويـنـكـم؟ نـايـمـيـن؟!

جا له صوتها من المطبخ: أنـا مـوجـودة و صـاحـيـة، البقية نايمين، ألحين بجي!

إبتسم أكثر و صار يمشي للصالة، رمى نفسه على الكنبة و زفر بتعب: جيبي لي ماي

و أنتي جاية!

: من عيوني!!

ضحك على أسلوبها المتغير، أكيد في شيء، طلب جديد، حرك رأسه بقلة حيلة،

ما يتصلحوا إللا عشان طلباتهم، أخذ نفس و مرر يده على وجهه: كان يوم متعب!

جا له صوتها مرة ثانية: كل أيامك متعبة!

ضحك مرة ثانية و طاحت عيونه على ظرف أسود، مخملي، مزخرف بالذهبي،

محطوط على الطاولة قدامه، عدل جلسته و أخذ الظرف و هو يقلبه: بطاقة عرس

من هذي؟

: تقصد ظرف المخملي؟

حرك رأسه بالإيجاب و هو يفتح الظرف: أيوا!

: عرس بنت خالتي!

جمدت يدينه و نزل عيونه للظرف بتردد، خايف يطلع البطاقة و يشوف إسمها

مكتوب بأحلى الخطوط، مزخرف بأجمل الزخارف بس ليكون بجنب إسم ثاني

غير إسمه، بيحترق، ما يقدر يتحمل، مستحيل تكون هي، مستحيل تسويها فيه،

هو قلبه يدق في أمل أنه يجي يوم و قلبها بيدق له، هو يتنفس بس عشان هاليوم،

ما رح يقدر يتحمل يشوفها تنزف لغيره، هذا اليوم بيكون نهايته، نهايته بسبب

هالحب الوحشي..! حاول يأخذ نفس ليهدي حاله بس فشل، كأن الأكسجين إنسحب

من حوالينه، رمى البطاقة على الطاولة و حاول مرة ثانية، بس فشل، فك التاي

(كرفتة-ربطة عنق) بسرعة و فتح أول زرين من قميصه، فجأة صار يحس كأن

الصالة صارت تضيق عليه، تضيق بدرجة أنها بتطبق عليه و بتعصره..!

طلعت من المطبخ و صارت تمشي له: تعرف ماما زعلت من خالتي لأنهم حددوا

كل شيء و بالأخير جابوا لنا بطاقة و كأننا غريبين، و هي تقترب منه: بصراحة

حتى أنا أخذت في خاطري على.. سكتت و هي تشوف وجهه المحمر، مشت له

بسرعة، حطت غلاس الماي على الطاولة و جلست بجنبه، حطت يدها على كتفه

و بخوف: بسم الله.. إيش.. إيش صار فيك؟

حرك رأسه بالنفي و هو يحاول يتنفس: مـ.ـاني قا.. قادر أتنفـ..ـس..

صارت تمسح على ظهره بخوف: بسم الله عليك، بسم الله.. نزلت عيونها للبطاقة

و بعدها رفعتهم له وكأنها فهمت عليه: مانها هي.. هدي حالك! مانها هي..

عرس بنت خالتي منيرة.. هدي حالك!

رفع عيونه لها: مـ.ـانها هي؟!؟

حركت رأسها بالنفي

حط يد على قلبه و زفر بقوووة: الحمد لله..، و هو يأخذ نفس: الحمد لله!

أخذت نفس و صارت تمسح على رأسه بهدوء، أخذت الغلاس و مدته له: خذ،

إشرب، هدي حالك!

مرر يد مرتجفة على وجهه، يمسح عرقه و بعدها أخذ الغلاس منها و شرب الماي.

ما نطقت بحرف و ضلت ساكتة لكم من دقيقة لين شافته هدأ، عدلت جلستها

و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: ليش تسوي كذي بحالك..

قاطعها و هو يلتفت لها: تفكريني أتعمد؟ تفكريني أريد يصير فيني كذي؟!

حرك رأسه بالنفي: أنتي مانك فاهمتيني، ما راح تفهميني، قام و جا بيمشي

بس مسكت يده.

قامت و دارته لها: أنت ليش مانك راضي تفهم، هي ما راح توافق عليك، رفضتك

ثلاث مرات من قبل..، و هي تأخذ نفس: أنت ليش تهين نفسك عشانها، ليش تذل

نفسك لها لهالدرجة، هي..، و هي تحرك رأسها بالنفي: هي ما تستاهلك!

فك يده من يدها و بهدوء غير اللي يحس فيه: أنتي ما راح تفهمي! لف و صار يمشي

عنها.

ضلت تشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، جلست على الكنبة بقهر و صارت تتأفف: الله

يهديك يا أخوي، الله يهديك!

ليلى: 28 سنة-مطلقة!

دخل غرفته، سكر الباب و صار يمشي للشباك، بعد الستارة و رفع عيونه للفلة البعيدة

على آخر الشارع، مانها قادرة تفهمه و لا راح تقدر تفهم حبه لها، هو يعشقها لحد الجنون،

ما يقدر يتخيلها لغيره، حياته تبتدي و تنتهي عليها، أحلامه تدور حوالينها و بوجودها،

حط يده على قلبه و تنهد، دقاته تتسابق مع بعضها بمجرد أنه يفكر فيها، إيش لو يشوفها؟

هالبنت غير، هو ما قصدها، ما إختارها، ما يعرف متى و كيف و ليش صار كل هذا بس

صار و ما بيده، ما قدر يتحكم في هالقلب، ما قدر يمنعه، أسرته بإبتسامتها و عيونها البريئة،

أسرته! أخذ نفس و غمض عيونه، يعرف أنها رفضته ثلاث مرات، طعنته ثلاث مرات،

ما يعرف إذا يقدر يتحمل طعناتها أكثر من كذي بس كل يوم يتجدد الأمل في قلبه و يقول

إيش لو وافقت؟ لين متى راح تعذبه؟ لين متى راح تحرقه كذي؟ بيجي يوم و بتحس في

حالها، بيجي يوم و بتعرف إيش كثر هو يعشقها! فتح عيونه و رجعهم للفلة، بتوافق،

مصيرها توافق عليه..! عدل الستارة بس رجع بعدها، يمكن تطلع و يشوفها، يكحل عيونه

بشوفتها و يرتاح من هالعذاب و لو شوي، إلتفت لمكتبه و صار يمشي له، سحب كرسيه

و جره لين الشباك، جلس و هو كله أمل أنه يلمحها أو حتى يلمح طـيـفـهـا..!

عبدالله: 24 سنة!

***************************

.

.

.

.

.

يتبع …

سأكون متابعة وبصمت
.

.

.

عدلت جلستها و رفعت عيونها لشاشة اللابتوب، ضلت تشوف عليها لكم من ثانية

و بعدها سوت لها تحديث، ما صار فيها أي تغيير، سوت تحديث مرة ثانية و ثالثة

و رابعة بس ما تغير، آخر مرة سجل حضوره في مدونته قبل ثلاثة أيام و من وقتها

ما في أي أثر له، معقولة يكون صاير فيه شيء؟ بعدت هالفكرة عن رأسها بسرعة

: لا، إن شاء الله خير، إن شاء الله خير! سمعت الباب ينفتح فلفت تشوف عليها.

دخلت الغرفة و قطبت حواجبها: أنتي لين ألحين جالسة قدام مدونته؟

لفت عنها و ما ردت

مشت للسرير و جلست: ممكن أعرف أنتي إيش بالضبط تستفيدي من متابعتك

لهالإنسان؟

سكرت الصفحة و بعدها سكرت اللابتوب، لفت لها، قامت وصارت تمشي للسرير،

جلست و تكلمت: ما أعرف، تعودت أقرأ يومياته، صار لي خمس سنوات أتابعه،

أتابع أخباره، أحس أني أعرفه، أعرف كل شيء عنه، أبدا ما إنقطع لكل هالفترة

فليش ألحين؟

ضحكت و بمزح: يمكن مات ههههه!!

قطبت حواجبها بقوة و ضربتها على كتفها: بسم الله عليه، ليش تتكلمي عنه كذي؟

ما زين، يكون أخو أحد، زوج أحد، ولد أحد!

حركت عيونها بملل: بس مانه ولدك، و لا أخوك، و لا حتى زوجك!

حركت رأسها بالإيجاب: أعرف، بس يكون إنسان مهم في حياة كثير من

الأشخاص!

عدلت جلستها: أتمنى ما يكون مهم في حياتك، لا جنسيته مثل جنسيتك،

و لا لغته مثل لغتك، و لا حتى ديانته، إيش تريدي فيه؟

فكت شعرها، حطت رأسها على مخدتها و تنهدت: أحسه يفهمني!

فتحت عيونها بصدمة: تـكـلـمـيـه؟!؟!

حركت رأسها بالنفي بسرعة: لاآآ!! مستحيل أسويها، أنا بس أتابع أخباره،

مثلي مثل أي أحد يفتح صفحته، سكتت شوي و بعدها كملت: تعودت عليه،

تعودت على الخواطر اللي يكتبها، أحسه حزين و وحيد و مجروح و معصب

و مقهور و مخنوق و ..

مسكت أذونها بسرعة: و و و و بـــــس!!

: ههههههههههههههههههه!

: ما أريد أسمع عنه، خليه يولي، ما لي دخل فيه، إبتسمت بخبث و إقتربت

: اللي يهمني حبيب القلب!

غمضت عيونها و هي تحس بقلبها ينقبض على ذكره، كتفت يدها على عيونها

و تكلمت: إيش فيه؟

إقتربت منها أكثر و صارت تلعب بخصلات شعرها المموجة: فوفو، يا حياتي،

بعد أسبوع و شيء بتتركينا و بتمشي معاه، راح تروحي لبلد الغرب، راح تقدري

بدوننا؟!

خنقتها عبرتها فما ردت

ما حست فيها فكملت: أوووه، أكيد بتقدري، رايحة معاه، أصلا يومين و بتنسينا

و لما أتصل فيك أقول معاك أختك تردي من.. هههههههههه!

حست بدموعها تحرق عيونها، حاولت بقدر الإمكان تمسكها بس ما قدرت،

تدحرجت دمعة من طرف عينها و تلتها دمعة ثانية و ثالثة و رابعة، ما قدرت

تمسك حالها أكثر من كذي فبكت..!

إستغربت من حالتها بس خافت بنفس الوقت، بعدت يدها من على عيونها،

مسكتها من مرافقها و جلستها: فرح حياتي إيش فيك؟ إيش صار لك؟ ليش

تبكي؟

ما ردت عليها، رمت نفسها في حضنها و صارت تشهق

حاوطتها من أكتافها و صارت تمسح على ظهرها لتهديها: أششش، يا روحي

بس، إيش صار لك أنتي؟ إيـ.. سكتت و ما كملت، توها تفهم عليها، حركت

رأسها بقلة حيلة و زادت من مسكتها عليها، تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه

: ليش وافقتي إذا هالشيء يعذبك كذي؟ كان رفضتيه!

حركت رأسها بالنفي و بعدت عنها و من بين شهقاتها: مـ.ـا قدرت.. ما قدرت..

أرفـ.ـضه.. أحبه.. خفت.. خفت يضيع مني.. خفت..

حركت رأسها بتفهم و رجعت حضنتها، و هي تمسح على شعرها: خلاص هدي

حالك، هو قال أنه رافضك بس مصيره يحبك، بتكوني معاه 24 ساعة، قدام

عيونه، زوجته و حلاله، أكيد بيتعلق فيك، أكيد بيحبك!

ما علقت و ضلت تبكي

أخذت نفس و كملت: خليك متفائلة، أنتي إيش تتوقعي راح يقدر يتركك بعدين،

مستحيل يا حبيبتي، شوفي هالإتفاق اللي هو سواه معاك كيف بينقلب عليه، بيحبك

و بيموت في هواك، بعدين تتذكريني و تقولي بسوم قالت!

بعدت عنها و صارت تمسح دموعها: بـ.ـس هو.. هو.. يحب غيري..

إبتسمت لها و صارت تبعد خصلات شعرها المبللة عن وجهها: إيش يسوي بهذيك،

ما تجي لولا ظفر منك، شقراء و عيونها ما أعرف كيف، لبسها الله يستر بس،

تتوقعي عمي بيرضى بوحدة مثلها؟ حركت رأسها بالنفي: مستحيل!!

نزلت رأسها و صارت تمسح أنفها بكم بجامتها: و إذا ما حبني؟

ضربتها على كتفها بخفة: ما أنتي وافقتي عليه، عيل تحملي!

رفعت رأسها بصدمة

ضحكت: أمزح.. هههههههه.. أمزح!!

قطبت حواجبها: لا تمزحي كذي!

مسكت أذونها: آخر مرة، سكتت شوي و كملت: خليك متفائلة!

حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

إبتسمت لها: و لا عاد تبكي كذي، ما سمعتي الدكتور إيش قال!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلته بحزن: يعني إيش خلاص بخسر نظري!

حركت رأسها بالنفي: لا، إن شاء الله ما يصير كذي! حطت يد تحت ذقنها و رفعت

رأسها لها: عمى ليلي و بس، ما راح يأثر عليك كثير، بس خليك بعيدة عن أماكن

المظلمة!

بعدت يدها و نزلت رأسها مرة ثانية: عمى ليلي إذا ما عالجناه بسرعة راح..

قاطعتها بسرعة: فرح، إيش فيك؟ من متى و أنتي بهالتشائم؟! هذا و أنتي

تتزوجي و بتسافري بعد كم من يوم، خليه يعالجك هناك!

إبتسمت بسخرية: و كأنه يهتم!

حركت رأسها بقلة حيلة: يا بنت تفائلي، تفائلوا بالخير تجدوه!

حركت رأسها بالإيجاب و ما ردت عليها

قامت و باستها على رأسها: يللا، أنا رايحة أنام و أنتي بعد نامي و بدل

ما تفكري في حبيب القلب اللي ما يدري عنك فكري عن صاحب المدونة اللي

هم ما يدري عنك!

ضحكت: إسمه أنجل ويذ بروكن وبنغس!

(Angel with broken wings)

(ملاك بأجنحة مكسورة)

حركت رأسها بمعنى أنا ما أهتم و صارت تمشي للباب: تصبحي على خير!

إبتسمت: و أنتي من أهله! تسكر الباب و هي حطت رأسها على مخدتها، ما تريد

تفكر فيه بس خلاص مانها قادرة تبعده عن فكرها، تعلقت فيه من صغرها و ما تعرف

متى حبته، حبته و صارت تحلم في حياتها معاه، ما قدرت ترفضه، خافت يضيع منها،

يضيع حبها الأول و الوحيد، ما كانت سهلة تسمعه يعترف لها بحبه لوحدة ثانية،

يوجع، يوجع كثير هالشعور، حب من طرف واحد، صعبة الواحد يحب و ما يعرف

إيش نهاية هالحب و الأصعب لما تعرف النهاية بس تنكرها..! تقلبت و صارت

على جنبها اليمين، رجعت شعرها على وراء و من ثم شبكت يدينها ببعض و حطتهم

تحت خدها، خايفة من الحياة اللي تنتظرها مع هالإنسان، خايفة موافقتها عليه تكون

أكبر غلطة إرتكبتها في حياتها، تعرف أنها بتتعذب معاه و بتتعذب كثير بس راضية

في أمل أنه بيجي يوم و يحبها، خايفة هالأمل ما يطلع إللا وهم، وهم بتصحى منه

متأخر و بتنصدم بواقعها، بواقع حب فـاشـل..!

بسمة: 24 سنة!

فرح: 21 سنة!

***************************

نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل، شددت من قبضتها على التلفون و هي

تحاول تكتم شهقاتها: أنـ.ا .. أنا ما.. أريد أكون لغيرك.. بموت.. بموت..

جا لها صوته من طرف الثاني: يا حياتي، كم مرة قلت لك، لا تجيبي سيرة الموت

على لسانك، سكت شوي و كمل: أنتي لي و صدقيني أنا ماني متخلي عنك،

لو إيش ما يصير، أنا ما راح أسمح لأي أحد يأخذك مني!

حركت رأسها بالنفي: أنت.. أنت ما تفهم.. هو بكرة يجي.. يجي عشان يشوفني..

خايفة.. خايفة يوافق علي.. أنا.. ما أريد.. غيرك.. ما أريد.. و صارت تشهق.

: أششش، يا حياتي هدي حالك، أنا إيش قلت لك ألحين، أنتي لي و مستحيل تكوني

لغيري، فاهمة، مستحيل!

ما ردت عليه و ضلت بنفس حالتها

: هدي حالك و إسمعيني، حتى و لو وافق عليك، أنتي ما راح تتزوجيه على طول،

ما راح يأخذك بكرة و يمشي، لازم تهدي حالك، هدي حالك و إسمعيني!

رفعت خصلات شعرها الطايحة على وجهها و صارت تمسح دموعها: أسمـ..ـعك..

أخذ نفس و تكلم: بكرة خليك عادية و لا تحسسيهم بأنك رافضة..

رجعوا دموعها و قاطعته: ما أقدر.. أنا..

قاطعها و بنبرة حازمة: إسمعيني و لا تقاطعيني!

سكتت و حركت رأسها بالإيجاب و كأنه يشوفها

تكلم بهدوء: يا حياتي أنا تقدمت لك من قبل و أنتي تعرفي أنهم رفضوني،

حتى و لو تقدمت مرة ثانية راح يرفضوني، بس مثل ما قلت لك أنا ماني

متخلي عنك، بكرة روحي له و سوي نفسك عادية، جاري الكل بسالفة الخطبة،

أنا عندي فكرة، ما أقدر أخبرك عليها ألحين بس ثقي فيني، ثقي أنك ما تكوني

إللا لي!

مسحت دموعها: توعدني؟

: أوعدك!

سكتت شوي و هي تسمعه يأخذ نفس و يزفر: أنا.. أحبك!

: و أنا أحبك، أحبك و أوعدك أني ما راح أسمح لأحد يأخذك مني، ما راح

أسمح لأي أحد يلمسك غيري، أنتي لي أنا و بس، فاهمة؟

حركت رأسها بالإيجاب: آههم!

: يللا ألحين، إمسحي دموعك و نامي، بكرة راح يكون يوم طويل!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و حطت رأسها على مخدتها

: إحلمي فيني!

إبتسمت: إن شاء الله! سمعت ضحكته و بعدها تسكر الخط، إختفت إبتسامتها

و أخذت نفس طويل تهدي حالها، يا ترى يقدر؟ يقدر يوفي بوعده؟ رمشت عيونها

و من ثم رفعتهم للساعة المعلقة على الجدار، 12:37، نزلت عيونها و غمضتهم،

باقي 13 ساعة، 13 ساعة و بتشوف هالشخص الجديد اللي جاي ليبعدها منه،

اللي جاي ليسرقها منه، حاقدة عليه و كارهته، كارهته بدرجة أنها خايفة تشوفه،

إيش لو ما قدرت تتحكم بحالها و ذبحته، إيش في وقتها؟ فتحت عيونها و رمشتهم

بهدوء، ليش وافقوا عليه و ما وافقوا على الشخص اللي هي إختارته لنفسها؟

ليش ما وافقوا على الشخص اللي قلبها إختاره لها؟ هو إيش ناقصه؟ قطبت حواجبها،

هم ما يهتموا أصلا، كل اللي يهمهم مصلحتهم، مصلحتهم من وراء هالإرتباط، يريدوا

يستغلوها، يستغلوها و بس، أخذت نفس، تقلبت و غمضت عيونها، بس هالمرة

ما راح تسمح لهم، ما راح تسمح لأي أحد يستغلها، مستحيل..!

أساور: 20 سنة!

شهاب: 22 سنة!

تحت بالكراج…

وقفت سيارتها و هي ترتجف و تحاول تلتقط أنفاسها، نزلت يدينها لحضنها

و شبكتهم ببعض، غمضت عيونها و هي تشكر ربها لأنها وصلت البيت بكل سلام،

حست بحرقة على حاجبها الأيسر فرفعت يدها و حطت أصابعها عليه تتحسسه،

نزلتها و هي تشوفها مدمية، لفت للمراتب الخلفية و سحبت علبة الكلينكس الطايحة

ما بينها، أخذت كم من حبة و نظفت أصابعها، أخذت كم من حبة ثانية و حطتهم

على حاجبها، رفعت يدها اليمين و هي تشوف الجرح الممتد من مرفقها لين تحت،

قطبت حواجبها و بعدها قطبتها أكثر و هي تحس بحرقتها تزيد، أخذت نفس

و رجعت رأسها لوراء تريحه، غمضت عيونها و زفرت: الحمد لك يا رب، الحمد لله!

ضلت كذي لشوي و بعدها فتحت عيونها و رفعتهم تشوف على الفلة، يا ترى

تكون صاحية؟ يا ترى تكون تنتظرها؟ يا ترى تكون خايفة عليها؟ تنهدت و نزل

ت عيونها ليدها، نزلت كم عبايتها لتغطي الجرح، عدلت شيلتها و بعدها لفت للباب،

فتحته و نزلت، سكرته و ضلت تشوف على الشباك المكسور، غمضت عيونها

و هي تتخيله ينكسر عليها، فتحتهم و هي تتمتم لحالها: آخخ، كان يعوور!

لفت و صارت تمشي لباب الصالة، فتحته بهدوء، دخلت و سكرته بنفس الهدوء،

مشت للدرج و جت بتحط رجلها على أولها بس سمعت صوتها فوقفت.

: وينك، صار لي ساعة أنتظرك، خفت عليك!

فتحت عيونها بعدم تصديق، صاحية؟! تنتظرها؟! خايفة عليها؟! إبتسمت

لنفسها و لفت بسرعة تشوف عليها، شافتها تبوسه على رأسه و تمرر يدينها

على أكتافه و كأنها تفحصه، لهالدرجة خايفة عليه؟! و هي؟! و هي ليش

ما تهتم فيها مثل ما تهتم فيه؟! ليش؟ مانها بنتها، ما تخاف عليها؟! كانت برع

البيت من الصبح و توها بس راجعة، ليش ما تسألها وين كانت؟ ليش تعامله

ا و كأنها غريبة؟ لـيـش؟ نزلت رأسها بحزن، لفت و صارت تركب الدرج بسرعة،

مشت لغرفتها، فتحت الباب و دخلت، مشت للتسريحة و هي تفسخ شيلتها

و عبايتها، وقفت قدام المراية و هي تحارب دموعها، مررت أصابعها على الجروح
اللي بوجهها و صارت دموعها تنزل: ماما.. لا تخافي علي.. أنا بخير..

و هي تحرك رأسها بالنفي: لا.. أبدا.. ما تعورت كثير.. ما يعور.. و هي

تنزل عيونها ليدها: ما يعور أبدا.. يومين و بشفى.. عادي.. أنتي لا تخافي

علي.. عادي.. لا تهتمي.. لا تهتمي أبدا.. نزلت رأسها، جلست على الأرض

و صارت تبكي: لا تهتمي.. مثل دايما.. و صارت تشهق، ما تعرف كم مر

عليها و هي بنفس حالتها، مانها راضية تهدي حالها، تعبت من هالحال،

ما تشتكي لأحد و ما راح تشتكي بس محتاجة لها، محتاجة لحضنها، لحضن

يحتويها، يهديها و يقول لها كل شيء راح يتصلح، ما تعرف متى راح

يجي هاليوم، ما تعرف إذا يجي و لا لأ..!

سمعت صوت الباب يندق، إرتبكت و صارت تمسح دموعها بسرعة، قامت

و ركضت للحمام، غسلت وجهها و بعدها نشفته بالفوطة، طلعت من الحمام

و هي بعدها تسمع الدق، مشت للباب، حطت يدها على المقبض، أخذت نفس

و بعدها أخذت نفس ثاني، غصبت إبتسامة على شفايفها و فتحت الباب.

رفع عيونه لها و بعدها إقترب منها بخطوة: شفت السيارة متعورة فجيت

أتطمن عليك، أنتي بخير؟

رجعوا دموعها فنزلت رأسها بسرعة: أمم.. ما فيني شيء، حادث..

حادث بسيط!

إقترب منها أكثر، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له، ضل يشوف على

جروحها شوي و بعدها إقترب منها أكثر و طبع بوسة هادية على رأسها.

طاحت دمعتها على خدها بس مسحتها بسرعة، رفعت عيونها له و هو صار

يمسح على خدها بهدوء

إبتسم لها: تعبانة؟

حركت رأسها بالإيجاب

حرك رأسه بتفهم و طبع بوسة ثانية على رأسها: نامي و بكرة أفهم منك!

نزلت رأسها و ما ردت عليه

لف و صار يمشي

رفعت رأسها و شافته يفتح باب غرفته، يدخل و يسكره وراه، نزلت رأسها

و لفت تدخل غرفتها، سكرت الباب و مشت للسرير، جلست و هي تفكر فيه،

لولاه ما تعرف إيش كان بيصير فيها، وجوده حوالينها يقويها، قطبت حواجبها

و هي تتذكر أنه بيرجع يسافر بعد كم من يوم، تنهدت بقلة حيلة و نزلت عيونها

لمخدتها، مدت يدها و سحبت دفترها من تحت المخدة، فتحته من وسط وين

ما كانت حاطة قلمها، أخذت القلم و صارت تكتب، تكتب أحداث يومها، خوفاً

من أنه بيصير فيها مثل اللي صار قبل، خوفاً من أنها بتنسى كل شيء صار

بحياتها، خوفاً من أنها بتنسى نـفـسـهـا..!

أزهار: 23 سنة!

طلع من غرفتها و هو يفكر فيها، يعرفها، بتخبي و ما راح تخبره باللي صار،

تفضل تكتم كل شيء لنفسها و لا تشارك مع أحد، هي كذي، كتومة، مزاجية،

غريبة في أوقات، هبلة، دفشة و مجنونة في أوقات ثانية، فتح باب غرفته و دخل،

سكره و صار يمشي للتسريحة، مرات يفكر عندها إنفصام بالشخصية، إبتسم

على تفكيره، بس يمكن ليش لأ؟! رمى مفاتيحه و محفظته على التسريحة و بعدها

طلع تلفونه من جيب بنطلونه و حطه عليها، مشى للكبتات و أخذ بجامته، غير

ملابسه و بعدها صار يمشي للسرير، جا بيجلس بس رن تلفونه، رفع عيونه

للساعة المعلقة على الجدار، 1:30، إبتسم لنفسه، تكون هي، مشى للتسريحة

بسرعة، أخذ التلفون و رد:

I was waiting for your call

(كنت بإنتظار إتصالك)

وصل له صوتها الناعم:

I miss you

(إشتقت لك)

تنهد و صار يمشي للسرير:

Me, too

(و أنا أيضا)

رمى حاله على السرير و كمل:

Don’t worry, I’ll be there in a week

(لا تقلقي، سأكون هناك في أسبوع)

ردت عليه بصوت مخنوق:

You’ll be here and you’ll be married

(ستكون هنا و ستكون متزوجاً!)

قطب حواجبه و هو يتذكرها، ما عنده حل ثاني، حاول يقنعهم بس هم مانهم

راضيين يقتنعوا، مستحيل يقتنعوا، مجبور، مجبور يتحملها، يتحملها لفترة

و بعدها بيطلع أي عذر، أي عذر ليفتك منها، هو ما يريدها و هي تعرف هالشيء،

هو ما يريد يظلمها و عشان كذي إعترف لها، وافقت عليه و وافقت على كل

شروطه، ما راح تنظلم و ما راح تتأذى! إنتبه لحاله على صوتها

: Are you with me

(أأنت معي؟)

أخذ نفس و حرك رأسه بالإيجاب:

Don’t worry, Hannah, she doesn’t mean anything

to me.

I love you and I want, only, you

(لا تقلقي، هانا، أنها لا تعني لي شيئاً، أنا أحبك، و أريدك أنتِ فقط!)

سمعها تتنهد بس ما تكلمت فكمل:

Trust me

(ثقي بي!)

: I trust you

(أثق بك!)

إبتسم:

Then, see you soon

(إذاً، أراكِ قريبا!)

: I hope so

(آمل ذلك!)

ضحك و هي ضحكت و بعدها سكرت التلفون، رفع التلفون يشوف على الشاشة،

جننته هالبنت، بالأول كانت مجرد زميلة بالدراسة و بعدها صارت صديقة و ألحين

حبيبة، حبها ما بيده، يعرف هي غير، جنسيتها مختلفة، لغتها مختلفة، ديانتها

مختلفة، بس هالأشياء صارت ما تهمه، اللي يهمه أنه يعرف أنها تحبه، تحبه

هو و بس، يعرف أنها ما تناسب عيشتهم، ما راح تقدر تتأقلم مع حياته إذا

جت هنا بس هو راضي يضل عندها، هو يقدر يتأقلم معاها فليش يجبرها على

شيء هي ما تقدر عليه، هو يحبها و راضي يتغير عشانها..!

عماد: 25 سنة!

***************************

غمض عيونه و من ثم فتحهم و هو يحس برؤيته اللي صارت ضبابية، قطب

حواجبه و هو متضايق من أصوات البوري للسيارات اللي صارت تجاوزه، نزل

الشباك و طلع رأسه: يـ.ـا حيواان.. ولد الكـ.ـلب.. زادهم كم من سبة و هو

يتلعثم بكلماته، دخل رأسه و هو توه ينتبه لسيارته اللي إنحرفت عن الطريق،

جا بيدعس على البريك بس دعس على البنزين، ما حس بحاله اللي و هو يصدم

أحد أعمدة الكهربائية بطرف الشارع، رمش عيونه مرة، مرتين، ثلاث مرات

و هو يريد يستوعب اللي صار، عصب، فتح الباب و نزل من السيارة، صار

يمشي للعمود و هو يترنح بمشيته، وقف بجنبه و صار يضربه و يصرخ عليه

: يــا حـقـيـر.. مـا شفت .. السيارة.. هــا؟؟ ما شفتها جـايـة لك؟؟ ليش

ما تحركت.. كــلـــب!!! و هو يحاول يدفعه: تحرررك.. تحرك مـ.ـن هنا..

تحرررك..، عصب أكثر و هو يشوف العمود جامد بمكانه، رجع على وراء

و رفع رأسه يشوف إرتفاع العمود، إبتسم: سـامحتك.. هالـمـ.ـرة.. مرة الجاية..

ما بسامحك.. و هو يحرك سبابته بالنفي: نو.. نو.. نو.. ما بسامحـ.ـك..

لف و صار يمشي للشارع، وقف على الرصيف و هو يأشر للسيارات عشان

توقف له، كلما تمر سيارة من قدامه و ما توقف، يطيح في صاحبها سب و يدعي

عليه، ضل على نفس حالته لأكثر من ربع ساعة لين توقفت له سيارة تاكسي،

ركب و تمدد على المراتب الخلفية، فك زر دشداشته و غمض عيونه: خذنـ.ـي..

لبـ..ـيتي..

لف عليه صاحب التاكسي و تكلم: وين بيتك؟

فتح عيونه و رجع غمضهم و هو يحك خده: هـ.ـنـاك.. شارع الفـ..لل.. خوير..،

و صار يتمم بكلام غير مفهوم: خذني.. حبيـ..ـبتي.. مـ.ـا أر..يد.. أتأخـ.. ر..

أنت.. ما تعرف.. إشتقـ..ـت.. لها.. أحـ..ـبها.. راحت.. و صار صوته يختفي

شوي، شوي لين سكت و غفى.

تنهد بقلة حيلة و حرك سيارته، قدر يلتقط خوير و شارع الفلل فحرك سيارته

لهالمنطقة

بعد عشرين دقيقة …

إنتقز و هو يحس بشيء بارد ينكب على وجهه، فتح عيونه و هو يقطب

حواجبه بقوة: بعد.. عني..

صاحب التاكسي و هو يمسك يده: تعال يا أخوي، إنزل، وصلنا لشارع الفلل!

فك يده منه و رجع غمض عيونه: أي شـ.ـارع؟!

أخذ نفس طويل و زفر: صبرني يا رب! مسك يده مرة ثانية و صار يسحبه

لبرع السيارة

قطب حواجبه أكثر من قبل و هو يحس نفسه ينسحب، و هو يحاول يفك يده

: هيي.. فكني.. خليني.. خليني..

ما رد عليه و ضل يسحبه لين طاح من السيارة

جلس على الأرض و صار يحك رقبته

حرك رأسه بقلة حيلة: شاب في هالعمر و تدمر حالك كذي؟

رفع عيونه: أي عمر؟!

تنهد و صار يمشي لسيارته: ما أقول غير الله يهديك و يصبر أهلك عليك!

ركب بسرعة و حرك السيارة

ضل جالس بمكانه شوي و هو يلتفت حوالينه، إبتسم لنفسه، قام وصار يمشي،

عدى أول فلة بس رجع لها مرة ثانية، وقف قدام باب الشارع و هو يحاول يفتحه،

ما إنفتح فكمل طريقه، وصل للفلة الثانية و حاول يفتح الباب بس ما إنفتح،

قطب حواجبه و كمل طريقه، وصل للفلة الثالثة و حاول يفتح الباب بس هم

ما إنفتح: زعلانـ.ـين مني؟! رفس الباب بقهر و بعدها صار يكمل طريقه للفلة

الرابعة، فتح الباب و إنفتح، إبتسم و دخل للحديقة، مشى للدرج و صار يركب

بس تعثر و طاح: آآآآآآخخخخ.. صرخ بقهر: إيـش فـيـكـم عـلـي؟!؟

: رجعت!!

رفع عيونه لها و إبتسم: يمة حبيـ.ـبتي..

أخذت نفس تهدي حالها و من ثم مشت له، نزلت لمستواه و قطبت حواجبها

و هي متضايقة من ريحته، تنهدت بقلة حيلة، مسكته من أكتافه و صارت توقفه

: يللا يا ولدي، قوم، خلينا ندخل!

إبتسم لها أكثر و حرك رأسه بالإيجاب، حط يده على الدرج و صار يحاول

يرفع نفسه: يمة.. لا تزعلي مني.. لا تتركيني.. لا تكوني مثلها.. تركتني..

تركتني.. راحت..

ما ردت عليه، حاوطته من أكتافه و صارت تساعده على المشي، أخذته لجناحه،

فتحت الباب و صارت تمشي معاه للغرفة، فتحت الباب و مشت للسرير، ساعدته

ينسدح و حطت رأسه على مخدته

غمض عيونه و هو يتمتم بكلام غير مفهوم: حبـ.ـيتها.. أكث..ـر.. مـ..ن

الكل.. بس.. زعلت.. راحـ.ـت.. را.. حـ.ت.. را..حـ.ـت..

ما تكلمت، مشت لرجوله و فسخت نعلانه، سحبت البطانية و غطته، جلست

على طرف السرير و صارت تمسح على رأسه بهدوء

: تركتني.. يمـ.ـة.. لحا.. لي.. ليـ..ش.. سو..تها.. فيـ.. ني .. ليش..

ما أريد.. أعيش.. بدونها.. ما بدونـ..ها.. بـموو..ت.. بموت.. بموت..

إقتربت منه و باسته على رأسه، ما قدرت تمسك دموعها أكثر من كذي فصارت

تبكي بصمت، وحيدها، ما عندها غيره، يدمر حاله و قدامها، يألمها، تتقطع

و هي تشوفه بهالحال بس ما تعرف كيف تمنعه، حاولت كثير بس فشلت، فقد

رغبته في الحياة، هي ماتت و هو بيموت وراها، بيموت إذا إستمر على هالحال،

خايفة عليه، خايفة أنه بيطلع في يوم و ما يرجع لها، إيش بتسوي في وقتها؟

ما تقدر تخسره، هو كل اللي بقى لها، هو كل اللي عندها، مسحت دموعها و هي

تدعي ربها أنه يرجع مثل أول، يرجع يعيش..! أخذت نفس و قامت، مشت لباب

الغرفة بس لفت تشوف عليه، أخذت نفس الثاني و طلعت، سكرت الباب و صارت

تمشي لباب الجناح، طلعت و مشت لغرفتها، دخلت و سكرت الباب، فسخت جلبابها

و مشت لسريرها، جلست و صارت تستغفر، حطت رأسها على مخدتها و هي بنفس

حالتها، بعد فترة ثقلت عيونها فغمضتهم بس فتحتهم بسرعة و هي تسمع صوت

صياحها، جلست بسرعة و هي مفزوعة: بسم الله، بسم الله! قامت وصارت تمشي

لباب الغرفة بسرعة، فتحته و طلعت، شهقت و هي تشوفه حاملها من يد وحدة

و يمشي لها بعصبية و يصرخ.

: يـممممـة!! كــم مــرة قـلـت لـك ما أريــدهـا، مــا أريــدهـا حـوالـيـني!!!

بــذبــحــهــا!!!!

شهقت مرة ثانية و مشت له بسرعة، سحبتها من يده بسرعة و حاوطتها لصدرها

و بخوف: بسم الله عليها، بسم الله!!

لف و بنفس حالته: شـفـتـهـا مـرة ثـانـيـة فـي جـنـاحـي والـلـه بــذبــحــهــا!!!!

ما ردت عليه و صارت تمشي لغرفتها و هي تحاول تهديها، كان بيخلع يدها

الصغير، بيكسرها، صغيرة، ما تتحمل قسوته، ما تتحمل، يلومها و هي تعرف،

يلومها على اللي صار، مسكينة، إيش غلطتها، ولدت يتيمة الأم، إنحرمت من

حنان الأم و هذا هو ألحين بيحرمها منه، بيرحمها من أبوها..!

الأم: مريم-50 سنة!

عادل: 30 سنة!

وسن: 7 أشهر!

.

.

.

.

.

و بـــس.. هذي كانت البداية.. تعرفتوا على الشخصيات و راح تتعرفوا عليهم

أكثر مع البارتات الجاية..

في كم من شخصية باقية.. بتظهر في البارتات الجاية إن شاء الله..

البارتات الجاية راح تكون في الماضي.. قبل 10 أشهر.. راح نعيش معاهم

موقف، موقف لين ما نوصل للمواقف اللي بالبداية..

يا ترى من إرتبط في من و كيف إرتبطوا في بعض؟!

إن شاء الله عجبتكم البداية..^^..

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صَمت المشاعر
سأكون متابعة وبصمت


أتشرف بمتابعتك حبيبة قلبي

نورتي القسم كله بطلتك البهية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.