التفكير العلمي ليس هو تفكير العلماء بالضرورة، فنحن لا نقصد هنا التفكير النصب على حل مشكلة مخصصة في ميدان معين أو المشاكل التي يعالجها العلماء. بل نود أن نتحدث عن ذلك النوع من التفكير المنظم الذي يمكن أن نستخدمه في شؤون حياتنا اليومية، أو في النشاط الذي نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة، أو في علاقاتنا مع الناس و مع العالم المحيط بنا.
و المعرفة العلمية لها مجموعة من الخصائص، أيا كان الميدان الذي تنكبق عليه، و التي تتميز بها تلك المعرفة عن سائر مظاهر النشاط الفكري للإنسان، و نستطيع أن نتخذ من هذه الخصائص مقياسا نقيس به مدى علمية نوع من التفكير يقوم به الإنسان.
أول هذه السمات : التراكيمة.
العلم معرفة تراكمية, فالمعرفة العلمية أشبه بالبناء الذي يشيد طابقا فوق طابق، مع فارق أساسي هو أن سكان هذا البناء ينتقلون دائما إلى الطابق الأعلى. أي أنهم كلما شيدوا طابقا جديدا انتقلوا إليه و تركوا الطوابق السفلى لتكون مجرد أساس يرتكز عليه البناء.
تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــاتي