نقلا عن
http://lovely0smile.com/Msg-226.html
فهد عامر الأحمدي
–تشهد الأرض في التاسع والعشرين من هذا الشهر (وتحديداً يوم الأربعاء 29 مارس 2024) كسوفا للشمس يمكن رؤيته بوضوح فوق أفريقيا وأجزاء من آسيا بالاضافة الى المحيط الأطلنطي ..
–ومن المعلوم أن كسوف الشمس يأتي بمعدل 3 مرات كل أربعة أعوام ، في حين يأتي خسوف القمر بمعدل 5 مرات كل ست سنوات . وبعكس خسوف القمر (الذي يمكن لكافة الأمم رؤيته) يأتي كسوف الشمس ضمن (شريط مظلم ضيق) لايتجاوز عرضه عدة أميال – في حين يمتد طوله فوق عدة قارات . وهذه الحقيقة تفسر عجزنا الدائم عن رؤية كسوف الشمس – حيث لم يتجاوز عرضه العام الماضي 17 ميلا فقط (في حين لن يتجاوز هذا العام 118 ميلا) . وحسب علمي سيتحتم علينا الانتظار حتى أغسطس 2027 حين يمر شريط الكسوف فوق شمال أفريقيا والشرق الأوسط ويتاح لنا رؤيته !!.
– يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته ) كانت الحضارات القديمة تعتبر الظاهرة نذير شؤم ومقدمة للمصائب.. ففي اليابان مثلا كانوا يغطون الآبار والأواني اعتقادا منهم أن الجو سيكون مشبعا بالسموم. وكان الهنود يغلقون بيوتهم خوفا من أشعه القمر الضارة . وكانت الشعوب الاسكندنافية تعتقد أن الأمراض تسبح في الهواء عند كسوف الشمس .. أما البابليون فذهبوا ابعد من ذلك حين افترضوا أن المصائب والأمراض تأتي من الجهة التي يسود منها القمر أو الشمس فيحرصون على الاستلقاء ووجوههم ناحية الأرض !!.
– وكانت كل أمة تواجه الظاهرة بطريقتها الخاصة ؛ فالاسكيمو مثلا كانوا يرمون مؤن البيت إرضاء للآلهة. وهنود الازتك يقدمون القرابين البشرية لإقناع القمر بالعودة والشمس بالظهور . وفي كوريا واليابان والصين (حيث الاعتقاد بأن التنين يأكل القمر) كان الناس يتجمهرون لإحداث ضجة كبيرة لإخافة التنين ومنعه من أكمال وجبته !!.
–ويذكر لنا التاريخ كيف استغل جهل البعض بهذه الحقيقة لتحقيق مصالح دنيوية مختلفة ؛ وقصتي المفضلة بهذا الخصوص نفذها كولومبس في جامايكا عام 1504 وكانت سبباً في إنقاذه من كارثة محققة ؛ فحين وصل إلى الجزر الجامايكية كانت المؤن قد نفدت منه تماما وكانت سفنه بحاجة لصيانة عاجلة . غير أنه عجز عن الحصول على مساعدة السكان المحليين الذين امتنعوا عن المتاجرة معه أو حتى بيعه شيئا من الطعام . وفجأة تذكر أن مراقب السفينة اخبره – حين كانوا في عرض البحر – أن القمر سيخسف في 29 فبراير القادم. وهكذا طلب الاجتماع بزعماء القبائل في الليلة الموعودة بحجة انه يحمل رسالة من آلهتهم . وحين حضروا ادعى أن الآلهة أخبرته أنها غاضبة منهم وأن غضبها سيتجلى بحرمانهم من ضوء القمر . وفيما كانوا يسخرون من ادعاءاته بدأ القمر ينخسف فعلا فارتعب الهنود ورجوه أن يقبل مساعدتهم والتوسط لآلهتهم .. حينها فقط وافق (على مضض) ونال طلباته كاملة وأكمل رحلته المعروفة !! .
– .. وأعود للتذكير بموعد الكسوف الجديد : (يوم الأربعاء 29 صفر الحالي) ..صحيفة الرياض
* والحمدلله الذي أرسل لنا رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ليبين ويصحح معتقداتنا وينقلنا من الظلمات إلى النور فعليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
* أنواع الكسوف:
1- كسوف كلي (Total-Central): ويحدث عندما يصل ظل القمر إلى سطح الأرض وفي هذه الحالة ينكسف كامل قرص الشمس. ويحدث الكسوف الكلي في مناطق التقاء رأس مخروط ظل القمر بالأرض ، شكل5-2. ويتخذ الكسوف الكلي مساراً محدداً بسبب حركة الأرض والقمر.
2- كسوف جزئي (Partial): ويحدث في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطح الأرض. وشبه ظل القمر في هذه الحالة هي المنطقة التي لا يرى كامل قرص الشمس منها أي أن قرص الشمس لن يشاهد كاملاً من هذه المناطق. وتزداد نسبة الكسوف الجزئي عند الإقتراب من منطقة (مسار) الكسوف الكلي. وفي هذه الحالة ينكسف جزء من قرص الشمس.
3- كسوف حلقي (Anular): ويحدث عندما يكون القمر في نقطة بعيدة ما عن الأرض (لأن مسار القمر حول الأرض بيضاوي) فيكون قرص القمر أصغر من أن يحجب كامل قرص الشمس، وفي هذه الحالة لايصل رأس مخروط ظل القمر إلى سطح الأرض، فينكسف قرص الشمس من الوسط في المناطق التي تقع أسفل رأس المخروط.
وهذه صورة تبين كسوف الشمس وانتهائه تدريجياً
وهذه رسم يبين كيفية حدوث الكسوف
* صلاة الكسوف :
-يقال: كُسُوف وخُسُوف للشمس والقمر.. وكسوف للشمس وخسوف للقمر.
* حكمهـا :
– اتفق العلماء على أن صلاة الكسوف سنة مؤكدة في حق الرجال والنساء، وأن الأفضل أن تصلى جماعة، وإن كانت الجماعة ليست شرطاً فيها.
* كيفية أدائها :
– يُنادى لها: "الصلاة جامعة".. والجمهور من العلماء على أنها ركعتان: في كل ركعة ركوعان، لما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام، فكبّر، وصفّ الناس وراءه، فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة، ثم كبر، فركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع رأسه فقال: ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد )، ثم قام، فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر، فركع ركوعاً طويلاً هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد )، ثم سجد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، فاستكمل أربع ركعات – أي ركوعات – وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم قام فخطب الناس، فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله، ثم قال: ( إن الشمس والقمر آيتان من أيات الله تعالى، لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فصلوا حتى يفرج عنكم..)أخرجه الشيخان، والنسائي واللفظ له.
– والسنة الصحيحة الصريحة المحكمة في صلاة الكسوف – كما يقول ابن القيم – تكرار الركوع في كل ركعة.. وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد، وذهب أبو حنيفة إلى أنها ركعتان على هيئة صلاة العيد والجمعة كما ثبت في حديث النعمان بن بشير.
– وقراءة الفاتحة واجبة في الركعتين كليهما، ويتخير المصلي ما شاء من القرآن، ويجوز الجهر بالقراءة، والإسرار بها إلا أن البخاري قال: الجهر أصح.
* وقتهـا :
– ووقتها من حين الكسوف إلى التجلي.
– وصلاة خسوف القمر: مثل صلاة كسوف الشمس.
* ما ينبغي فعله وقت الكسوف والخسوف :
– يُستحب التكبير والدعاء، والتصدق والاستغفار، لما أخرجه البخاري ومسلم، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فادعو الله، وكبروا، وتصدقوا، وصلوا).
على الموضوع
تحياتي