تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » عناية الله بنبيه فى القرآن

عناية الله بنبيه فى القرآن 2024.

  • بواسطة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عناية الله بنبيه فى القرآن
جزء من محاضرة

للشيخ محمد بن صالح المنجد

أيها المسلمون: لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يعيش مع ربه من خلال هذه الآيات التي تتنزل عليه في القرآن الكريم، وكان هذا القرآن مع نبينا عليه الصلاة والسلام يعلمه، يوجهه، يرشده، يثبته، يبصره، ينبهه ويوقظه، وإذا تأملنا كلام الله مع نبيه في القرآن الكريم فيما هو موجه إليه مباشرة سنجد عجباً، فنجد أن أول آية في القرآن موجهة إلى النبي صلى الله عليه وسلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }(العلق: 1-5)، وهكذا أقرأ جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، وعندما تحتاج الدعوة إلى نشاط وهمّة كان يقول له: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (المدثر: 1)، الذي تغطى بثوبه ولحافه، {قُمْ فَأَنذِرْ} (المدثر: 2)، هذا وقت الإنذار، إن يوم الساعة قريب، {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} (القمر : 1) ،قم فأنذر هؤلاء قبل أن يبغتهم الموت وقبل أن تقوم القيامة، فيحق عليهم الجزاء، {قُمْ فَأَنذِرْ}(المدثر: 2)، ولأن هذا الإنذار فيه إعلان بعظمة الله وكذلك عبادة لله؛ يقول له: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} (المدثر: 3) ، ولأن الصلاة تحتاج إلى طهارة {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (المدثر: 4)، ولأن التوحيد ينافيه الشرك {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (المدثر: 5)، ولأن العبادة لا يجوز المن بها على الله فيقول له: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} (المدثر: 6)؛

ولأن الدعوة تحتاج إلى صبر والعبادة تحتاج إلى صبر أيضاً { وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (المدثر: 7)، عندما تحتاج الدعوة إلى صلة قوية بالله، وعندما يحتاج تلقي الوحي إلى قلب قوي لا يقوى إلا بالعبادة، وعندما يكون تثبيت القرآن بالقلب لابد له من فعلٍ وقلبٍ يواطئ هذا القول ويقوم به فيقول: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاًً} (المزمل (1-2)، قم من الفراش، قم من جانب الزوجة، قم يا أيها الخائف، المسألة تحتاج إلى قيام، القضية جد، القضية خطيرة، {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (المزمل: 2-4)، وعندما تكون هذه الآيات بما فيها ثقيلة لابد من تهيئة نفسية قبل أن تنزل فيقول له: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} (المزمل: 5)، ولما تنتقل الدعوة من مرحلة إلى مرحلة تأتي الأوامر بهذه الانتقالات من الله، الذي يربي نبيه على عينه فيقول له: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (الشعراء :214)، يبدأ بهم، ثم الانتقال بالدعوة من الإسرار إلى الجهر، وأن يأتي هؤلاء الكفار فينذرهم، وأنذرهم، وبأي شيء ينذرهم؟ الآزفة {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} (غافر: 18)، الساعة، القيامة، الأهوال، العذاب، جهنم، ترغيبٌ بالجنة، بالحسنات بالثواب من الله تعالى، الوعد الجميل، وكذلك في الدنيا وما سيأتيهم إذا أطاعوا ربهم، يوجهه ويرشده حتى إلى أي شيء يوجه كلامه، وعلى ماذا يركز في حديثه، إلى الإنس وحتى إلى الجن، { {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ}(الجن :1)، وهكذا ذهب إليهم فعلمهم ما أمره الله به.

لما فتر الوحي وانقطع مدةً قال الكفار: قلاه ربه، تخلى عنه، محمد تركه شيطانه، وإذا بالآيات تنزل {وَالضُّحَى} (الضحى :1)، وفيها قسم {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}(الليل: 1-2)، ما ودَّعك وما تركك، ما تخلى عنك ولا أهملك، {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}(الضحى: 4-5)، ولا زالت عطايا الله عليك متوالية ولا زالت نعمه تترى ولذلك فسيأتيك ما يرضيك حتى تقر عينك {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (الضحى: 5)، وذكره بما كان في صغره، {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}(الضحى: 6) وذكره بما كان في جاهليته {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى*وَوَجَدَكَ عَائِلًا } ذكره بفقره { فَأَغْنَى }(الضحى: 7-8)، وأوصاه باليتيم والسائل، والتحدث بنعمة الله تعالى.

كان هذا القرآن وكانت هذه الآيات، وكان الله عز وجل مع نبيه يشهد له بالفضل، ويبين درجته، ويشيد بأخلاقه، ويمنُّ عليه منةً بعد منة، ويعده وعداً حسناً وعداً بعد وعد، {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ*وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ*الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ*وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}(الشرح: 1-4)، فها أنت تذكر في الأذان، فلا أُذكر إلا وتُذكر معي، وحتى دخول الإسلام لهذه الأمة كلها يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، لا تُذكر في مجلس إلا وقد أَمَرْنا الناس أن يصلوا عليك، {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}(الشرح: 4)، تُكتب الكتب في سيرتك، وتُلقى الدروس، والحلقات في خبرك وشأنك وذكرك وطريقتك، وتُلقى الدروس في تعليم سنتك، وهكذا تُقرأ الأحاديث إلى قيام الساعة، ويقول المحدثون وطلبة العلم: صلى الله عليه وسلم كلما جاء في الحديث وفي السند ذكره، {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}(الشرح: 4)،

ثم يوصيه بشكر الله، وبشكر ربه، وأن يوالي العبادات عبادة بعد عبادة، {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ*وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}(الشرح: 7-8)، يبين له وظيفته في هذه الحياة، {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}(الرعد: 7) ، وهو رسول وخاتم الرسل، ويؤكد له على هذه الحقيقة {يس*وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ*إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ*عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(يس:1-4)، أنت نبيهم، أنت الموكل بهم، أنت المسؤول عنهم، أنت المبلِغ، لكن هذا القرآن الذي أنزلناه عليك وهو ثقيل، -كان عند النبي عليه الصلاة والسلام قلق من أن جبريل إذا قاله أن لا يستطيع أن يحفظه بعده مباشرة، ويتفلت منه شيء ويضيع أو يذهب، فكان يحرك لسانه بعجلة خشية الآية التي بعدها أن تأتيه وهو لم يضبط التي قبلها فطمأنه وقال له: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ*إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (القيامة :16-17)، علينا أن نثبته في صدرك، نحن نتكفل بتحفيظك إياه، وأنك لن تضيِّع منه حرفاً ولا آية، سنجمعه في قلبك، ستقوى على حفظه وتذكره دائماً-، ويرسل له نبيه جبريل يراجعه في كل رمضان، وفي السنة الأخيرة التي توفي فيها عليه الصلاة والسلام يراجعه معه مرتين، {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ*إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (القيامة :16-19) هذا القرآن بسببه عودي النبي عليه الصلاة والسلام، بسببه قام عليه الكفار، بسببه سبوه، شنئوه، أبعدوه، بسببه حاربوه وخنقوه، ضربوه، شتموه، عابوه، قذفوه، قالوا عنه: مجنون وساحر وكذاب، وبه جِنَّة، فهل هذا القرآن هو سبب شقاء لنبينا؟ قال الله: {طه} (طـه: 1)، (طاء، هاء) من الأحرف المقطعة، {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} (طـه:2)، أنزلناه عليك لتسعد، أنزلناه عليك لتستنير، أنزلناه عليك ليكون أَمامَك وإِمامَك، أنزلناه عليك لينير لك الطريق، أنزلناه عليك لنثبتك به، أنزلناه عليك ليكون لك سلواناً وفرجاً وتسلية وتسرية عمَّا في نفسك، وعما صار بك من الأذى من جراء هؤلاء الأشقياء، أما أنت فلست بشقي، ويقولون عنك: مجنون، {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ*مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}(القلم: 1-2)، ويعده ويثبته، {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ}(القلم:3)، غير مقطوع، متوالي، ويشهد له بالفضل بين جميع الناس، وإلى قيام الساعة، جناً وإنساً، {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم:4)،

النبي عليه الصلاة والسلام كان حريصاً على دعوة قومه، يشق عليه جداً أن يُعرضوا، ويحاول فيهم مراراً وتكراراً وفي منتدياتهم وبيوتهم، ويدعوهم إلى بيته، وفي الطريق، ويأتيهم في الحج والمواسم، وعندما لا يجد فائدة في مكة يخرج إلى الطائف ويحاول هناك، ويردوه ويؤذوه، صارت الدعوة دعوة ثقيلة، وهو حزين عليهم ومن أجلهم، فكان يحتاج إلى أن يقال له: {لَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} (فاطر: 8)، {لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} (الغاشية :22)،{عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} (الرعد:40)، كانت القضية واضحة، هناك بعض الأشياء التي يقرؤها عليهم فيها عيب لآلهتهم، فيها في الحقيقة توبيخ لهم على عبادة أصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر، وربما وجد في نفسه شيئاً من الثقل وهو يدعوهم بهذه الآيات التي فيها توبيخ لهم، وهم جاءوا يشكون إلى عمه، سبَّ آلهتنا وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} (هود:12)، هل ستتركه؟ لا يمكن، لا يُخفِي منه شيئاً، {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة:67)، هددوك شتموك أخرجوك، يريدون قتلك، {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، بلغ، لابد أن تبلغ، وبالبيان وبالتوضيح، وكما أنزلناه عليك، ولو وجد في نفسه شيئاً من الحرج في حكم معين مثلاً، كان عندهم في الجاهلية من أكبر العيب أن يتزوج الواحد مطلقة ابنه بالتبني، يعني نزلوا الأب بالتبني زوراً منزلة الأب بالنسب؛ لأن التبني حرام، إذ لا يجوز أن تنسب لك ولداً ليس من نسبك، وجعلوا الذي يتزوج زوجة ابنه بالتبني إذا طلقها الابن من أكبر الحرام، فكيف كان إبطال هذا الحكم الجاهلي، {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}(الأحزاب:37)، زيد كان ابنه بالتبني، وزينب كانت زوجة زيد، فارق زيد زينب، زوج الله نبيه صلى الله عليه وسلم من زينب من فوق سبع سنوات، والعقد تم في السماء، وهو مجرد خبر وحي، انتهى لا ولي ولا شهود، عَقْدٌ في السماء، خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم، {لكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا}، ولما صار في نفسه شيءٌ قال له بالكلام الصريح {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} (الأحزاب: 37)، ولمَّا يحصل من النبي عليه الصلاة والسلام اجتهاد مخالف للأولى، ما يكون فيه مجاملات، لأن الحق حق، ولا بد أن يُبَيَّن حتى لنبيه، ويقول له بصراحه: {عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى* فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى* وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى* وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى* وَهُوَ يَخْشَى* فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى* كَــلاَّ }(عبس:ا-10)، مجاملة لزوجاته، منع نفسه آلى وحرم بعض الطيبات، فينزل حكم بدون مجاملات حتى مع نبيه، ليقول له: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} (التحريم:1)، الحل موجود {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}(التحريم 2)، كفارة يمين وتنتهي القضية، رفع الله منزلته وأخبره أنه ميت وراحل إليه، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}(الزمر:30)، وأخبره بفضله عنده، ودرجته وأمر الناس أن يُصَلُّوا عليه، وبين لهم مكانته، {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ} (الحجرات:7)، أُقدروا له قدره حافظوا على حرمته، التزموا بالأدب معه، {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (الحجرات: 2) ، وإلا أي أحدٍ يقدم رأيه على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى حديثه، فيقول له: {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ}(الحجرات:1)، أمر الأمة أن تتأدب معه، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب:56)،

وهكذا مضى نبينا صلى الله عليه وسلم إلى ربه، وترك لنا هذا القرآن، نتأمل في خطابات الله لنبيه، لنرى ما هو المنهج، وماذا يجب أن نعمل وأن نقول، وما هي المواقف وكيف يكون الصبر والعبادة والملازمة والتلازم بين الدعوة والعبادة، وقضية العلم وقضية الإيمان، وقضية تبليغ الدين، وقضية الوضوح في العَرض، وقضية عدم إخفاء شيء، وقضية الثبات وعدم التنازل، {وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} (الإسراء: 74)،

فهل نحن سنبلغ بصراحة ووضوح، وهل سنقوم بالواجب في الدعوة، وهل سنلتزم بالعبادة، وهل سنصبر؟ كم مرة يقول الله له: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} (ص: 17)،{لَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (الروم:60)، {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} (النمل:70)، مكرهم يُضايق، مكرهم يُدخل الضيق في النفس، لا تكُ في ضيق مما يمكرون، الله معك!! {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (النحل 128)،

اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أتباع نبيك يا رب العالمين، اللهم اجعلنا من أوليائه، اللهم اجعلنا من أتباعه، اللهم اجعلنا من حملة سنته، اللهم ارزقنا شفاعته يوم الدين، وارزقنا لقاءه في جنات النعيم، اللهم اجعلنا معه عندما نأتيك يوم القيامة يا أرحم الراحمين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

جزاك الله كل خير

تقبل منك صالح الاعمال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله من الخير مثله وزيادة
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.