أخافُ عليّ من نفسي
ولســـتُ أخــافُ لـُـقياكا،
وأخشى لهفتي شوقًا
ولستُ أريدُ إلّاكا.
لذا لا تبتعدْ عنـّي
ولا تـــدنُ فتُـشــقِيَني،
فأوصِـدُ للهوى قلبي
وأقتلُ مهجتي بيدي
وأقتلني وأنساكا.
فكنْ منْ حولِ أُمنيتي
كما أرضى،
لكيْ أهديكَ منْ قــُبـَلي
طواعيةً، وألثمُ في الهوى فاكا.
لأنّكَ إنْ تكنْ نهري
أكنْ في الحبِّ لو تدري
زلالًا ســــائغًا عذبـًـا
وماءً عمَّ مجراكا.
حبيبي إنْ تسلْ عنـّي
فإنـّي اليومَ عاشقةٌ مذبذبةٌ
أريدُ العومَ والإبحارَ في عينيكَ
لكنـّـي أخافُ الموجَ فاعذرني،
أنا في حيــــرتي أجــــــثو
على أطرافِ أحلامـــي
أمــــدُّ يدي وأسحبها
فلا أحظى بهذا لا
ولا ذاكا.
وأخطو خطوتينِ إليكَ
واحدةً تراودني، كما الشّيطانُ،
عن نفسي، وأخرى عنكَ تُبعدني
تعـاتبُ فــيّ إقــــدامي،
فـقلْ يا مـالكًا قلبي،
إذا ما الشّــــوقُ مزّقني
فكيفَ الوصــلُ يجمعنا؟
أنيسَ الرّوحِ رُحماكا.
أحبـّـكَ لستُ أنكِـرُها،
متيّمةٌ، وهائمةٌ، وأعلنـُها
بأنــــّـي مـــــنذُ آلافٍ
منَ الأعوامِ أهواكا.
وأنـّـك في السّما شمسٌ،
وهذا الكونُ في نظـــري
ســـديمٌ مـُظـلمٌ عـتــمٌ،
فكيفَ العيشُ لولاكا.
ولولا النّورُ ترسلهُ
إلى الدّنيا، وتهديهِ إلى قلبي
فيفرحُ منْ هداياكا.
أريدكَ، كمْ أريدُ النّوم
في عينيكَ تحملني إلى الأحـــــلام
لا أصحو، وكمْ أصبو لنجواكا.
وكمْ أحتاجُ أنْ تأْتي بأمسيةٍ
تراقصني، أطيرُ بدونِ أجنحةٍ،
إذا وُضـِـعَـتْ على خصري
بعتمِ الليلِ كـفـّـاكا.
حبيبي إنْ تغبْ عنـّي،
تجفُّ الأرضُ منْ تحتي،
تمُتْ في الخدِّ أزهاري،
فلا تبخلْ برؤيـاكا.
وإنـّـي إنْ حـُـرِمْتُ القطــْرَ،
يكفِ القلبَ في صدري
قـــليلُ نــــدى ألمـْـلمـُهُ
إذا ألـقتْ بهِ غيمـاتـُكَ الأحلى،
فأزهـــرُ مثلَ زنبقةٍ
على أبوابِ ذ****ا.
فهلْ يا أجملَ الآمالِ في عمري
فهمتَ الآن أسبابي،
وهذا الخوفَ منْ نفسي
إذا لاقتْ محياكا.
فسبحانَ الذي منْ أجملِ
الأوصـــــــاف أعــــطاكا،
ومثلَ البــــدرِ في الأنوارِ
عـــندَ الخلقِ ســــوّاكا