تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » () قبل حلول شهر رمضان

() قبل حلول شهر رمضان 2024.

  • بواسطة
((خمس وقفات)) قبل حلول شهر رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن مقبلون على شهر عظيم ألا وهو شهر رمضان وما أدراك ما شهر رمضان
شهر البر والإحسان .. شهر أوله رحمة .. وأوسطه مغفرة .. وآخره عتق من النيران .
شهر تمنى النبي صلى الله عليه وسلم لقائه إذ قال في دعائه :
(اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)
فقبل لقائه هو في شوق وحنين إلى لقائه كيف .. وهو شهر الصبر ..
شهر الطاعة ..
شهر الإبانة والذكر .
لذالك والله ما ودعه مؤمن إلاّ وقلبه يحترق لفراقه
وما انصرف شهر رمضان عن عبدٍ صالحٍ قام بحقه وقدره
إلاّ كان انصرافه في قلبه حزاناً شوقاً وحنيناً لا يعلمه إلا الله عز وجل .
كم دخله بعيد من الله فقربه الله .؟
كم دخله محروم فأعطاه الله .؟
كم دخله مسيئ فتاب عليه الله .؟
لذالك كان الأخيار من سلف هذه الأمة يتمنون لقائه يدعون الله وصوله وبلوغه .
ولي وإياكم أيها الأحبة (خمس وقفات) قبل حلول هذا الشهر العظيم :
الوقفة الأولى :
إذا قدم عليك شهر رمضان فوضعت أول قدم على أعتابه فحري بك أن تتذكر
نعمة من الله أسداها إليك ومنة من الله أولاها إليك هذه النعمة
أن بلغك الله شهر رمضان .. هذه النعمة أن كتب الله لك الحياة

إلى بلوغ هذا الشهر ..
كم من قلوبٍ حنت واشتاقت إلى لقاء هذا الشهر .. ولكن انقطع به القدر ..
وانقطع بها الأثر فهم تحت الثرى في القبور .. فإذا بلغت شهر رمضان
فتذكر منة الله عليك واحمد الله على الوصول والبلوغ
وقل بلسان الحال والمقال :

اللهم لك الحمد على أن بلغتني رمضان لا أحصي ثناء عليك ..
إن قلت هذا وتمكنت هذه النعمة من قلبك تأذن الله لك بالمزيد
(ولأن شكرتم لأزيدنكم )

وحري بأن تصاب برحمة الله عز وجل ..
والله ما شكر عبد نعمة من نعم الله عز وجل إلاّ بارك الله له فيها .
وإذا بلغت شهر رمضان تذكر أناس حيل بينها وبين الصيام والقيام ..
الآلام والأمراض والأسقام

فهم على الأسرة البيضاء .. إذا تذكرت ذلك .. ورأيت الصحة والعافية في بدنك
فاحمد الله على الوصول والبلوغ ..
واسأله أن يعينك على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته .

الوقفة الثانية :
عقد النية على صلاح القول والعمل ..
فلتكن من بداية هذا الشهر عزم بينك وبين الله على

المسير إلى الله والتقرب إليه بطاعة وذكره وحسن عبادته .
وهذا أمر ينبغي أن يتذكر من بداية هذا الشهر أن تعقد النية على صلاح القول والعمل
كم من أناس أدركوا شهر رمضان وأدركوا يوماً أو يومين ..
ولكن اخترتهم المنية قبل بلوغ آخره
فأعطاهم الله الأجر كامل ..
لأنهم كانوا يطمحون ويطمعون في فعل المزيد من الطاعات ..

الوقفة الثالثة :
وهي وصية نبوية فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه احدٌ أو شاتمه
فليقل إني صائم ).

لأن الصيام لا يقتصر عند الإمساك عن الطعام والشراب فحسب !
ولكن هناك صيام عن الإحجام عن الكلام الذي لا يرضي الله عز وجل .
هناك صيام عن الأفعال التي تنزل غضب و سخط الله عز وجل .
لان الصائم ليس لائق به أن يرتكب لقط الكلام ورفثه ..
فاحفظ لسانك ولا تتفوه إلا بما يرضي الله عز وجل .
الوقفة الرابعة :
هذا الشهر هو شهر التوبة والإنابة والمغفرة .
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:
( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل

حتى تطلع الشمس من مغربها )
ذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في هذا الشهر .
نعم أيها الأحبة والله ذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في هذا الشهر
( يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم )
( يابن ادم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي )
( يابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك
على ما كان منك ولا أبالي ).
أيها الأحبة :
من لم يتب إلى الله عز وجل في رمضان فمتى يتوب .؟
ومن لم يعد إلى الله عز وجل في رمضان فمتى يعود .؟
فالبدار البدار بالتوبة قبل حلول الآجال .

الوقفة الخامسة :
من الأمور المهمة التي ينبغي الشخص أن يفعلها قبل حلول رمضان :
أن يتفقه في أحكام الصيام وما يتعلق:
[ بشروطه وآدابه وسننه وما يجب وما لا يجب إلى غير ذلك ]
حتى يهيئ نفسه لاستقبال شهر رمضان .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:
( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) .
فمن لا يسأل عن أمور دينه ولا يتفقه في أحكام الصيام ما أراد الله به خير
بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من يرد الله فيه خير يفقه في الدين )

وأخيرا :
هذه بعض الأمور التي نستقبل بها هذا الشهر .. فاغتنم أيام هذا الشهر ..
ولياليه .. وساعاته .. في الاستزادة من الخير والإقبال على الله عز وجل ..
فإن العاقل والله لا يفرط في هذه الأيام ..
وما يدريك لعلك مكتوب في سجل الأموات هذا العام ..
وما يدريك لعلك لا تدرك رمضان المقبل.

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب*حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقـد أظلك شـهر الصوم بعدَهُما * فلا تصيره شهر تضييع وعصيان
واتلـوا القـران ورتل فيه مجتهـداً ****** فإنه شـهر تسبيـح وقـران
كم كنت تعرف ممن صام من سلف * من بين أهلنٍ وجيرانٍ وإخوانِ
أفناهـم الموت واستبقاك بعدهم حي * فما اقرب القاصي إلى الداني

اللهم بلغنا شهر رمضان .. اللهم بلغنا شهر رمضان ..
اللهم بلغنا شهر رمضان .

وأعنا فيه على الصيام والقيام ..
واجعلنا فيه ووالدينا والمسلمين من عتقائك من النار

اللهم آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين .

فتحــــى عطـــــــــــا
fathy – atta

سلمت يداك و زادك الله علماً و جعله في ميزان حسناتك.
جزاك الله خيراا
الحمد لله رب العالمين، والصلاةوالسلام على سيد الأنبياء والمرسلين،أما بعد:

ها كنا ننتظر هذا الشهر العظيم، بأن يحل علينا بخيراته وإنعاماته، شهر الصيام والقيام، والعتق من النار، شهر القوة الإيمانية، والسلامة البدنية، شهر الجود والبذل، شهر التزاور والتسامح، شهر التصالح، والرجوع إلى الله، والتجاوز عن عباد الله، شهر ترفع فيه الأيدي بالدعوات، وتجأر فيه الألسن بطلب غفران السيئات، شهر تفضل فيه الباري جل شأنه بفتح أبواب الجنان، وتغليق أبواب النيران، وتصفيد مردة الشياطين، وهيأ فيه الاسباب للسمو بأرواح المؤمنين، وتطهير نفوس المخبتين، شهر يفطن فيه المقصرون، فيتداركون ما فات من تهاون طوته السنون، ويستفيق فيه المعتدون، فيقلعون عما كانوا يجترحون.
ما ألذه من شعور يكتنف قلوبنا ونحن في أول أيام شهر الخير والبركات. فها قد أظلنا شهر الكنوز العظيمة، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، سيد الشهور، وميدان السباق والتنافس. يشمر فيه المشمرون، ويغتنمه العاقلون، ويفرح بقدومه المؤمنون، رمضان حديقة وارفة الظلال، دانية الثمار، يدخلها المؤمنون منذ أول ليلة منه، فيقبلون بشوق وحماس ونشاط على كل ألوان العبادة والطاعات، لأنهم يعلمون ما فيه من المزايا والرحمات.
ما أشبه الليلة بالبارحة؛ هذه الأيام تمرُّ سريعاً كأنها لحظات، لقد استقبلنا رمضان الماضي، ثم ودعناه، وما هي إلا أشهر مرَّت كساعات، فإذا بنا نستقبل رمضان آخر، وكم عرفنا من أقوام؛ أدركوا معنا رمضان أعواماً، وهم اليوم من سكان القبور، ينتظرون البعث والنشور، وربما يكون رمضان هذا لبعضنا آخر رمضان يصومه.

إن إدراكنا لرمضان نعمة ربانية، ومنحة إلهية، فهو بشرى تساقطت لها الدمعات، وانسكبت منها العبرات: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}

وجاء في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) رواه النسائي (2079)، وفي الحديث عنه أيضاً – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين، وفتحت أبواب الجنة)) رواه البخاري (3035(

في هذا الشهر تضاعف الحسنات، وتكفَّر السيئات، وتُقال العثرات، وترفع الدرجات، وتفتح الجنات، وتغلق النيران، وتصفد الشياطين.

وهذا الشهر جعل الله فيه من الأعمال جليلُها، ومن الأجور عظيمُها فجاء في الحديث عنه – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ)) رواه ابن ماجه برقم (1632)
لذا كان الصالحون يعدُّون إدراك رمضان من أكبر النعم يقول المعلى بن الفضل: "كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلِّغهم رمضان"، وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً"، وكان رمضان يدخل عليهم وهم ينتظرونه ويترقبونه، ويتهيئون له بالصلاة والصيام، والصدقة والقيام، قد أسهروا له ليلهم، وأظمئوا نهارهم، فهو أيام مَّعْدُوداتٍ.
ولو تأملت حالهم لوجدتهم بين باك غُلب بعبرته، وقائم غُصَّ بزفرته، وساجدٍ يتباكى بدعوته، ولقد كان رمضان يدخل على أقوام صدق فيهم قول الله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}5، فكانوا ربانيين لا رمضانيين؛ هم في صيام وقيام في رمضان وفي غير رمضان.
فيالها من بشارات عظيمة. بشارات للطائعين أن يستزيدوا فأبواب الجنة مفتوحة، وبشرى للعاصين أن يرجعوا ويتوبوا فأبواب النار موصدة، والرحمات متنزلة. وبشرى للعقلاء أن يغتنموا هذا الموسم فمردة الشياطين مغلولة مصفدة .
نقل الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى في كتابه نفحات رمضان عن الشيخُ المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى حيث قال: إنّ لهذا الشهر المبارك، أرْبَعةَ أسْمَاء:
[ظ،]: شَهْرُ رمضانَ.
[ظ¢]: شهرُ الصَّبْرِ.
[ظ£]: شهر الْمُوَاساةِ.
[ظ¤]: شهر يُزادُ فيه الرِّزْقُ.
وقال أيضاً: إنّ الصَّوْمَ صبرٌ، والصَّبْرُ جَزاؤُه اللهُ، لذلك سُمِّيَ شَهْرَ الصبر، وإنّ الْمُواساةَ والتَّراحُمَ والتَّكافُلَ بين الْمُسلمين، في هذا الشهر، من أَعْظَمِ الأُجُور، لذلك سُمِّيَ شَهْر الْمُوَاساة، وإنّ الرِّزْقَ يُزادُ فيه، حتّى يَأكُلَ الفقراءُ منه، لذلك سُمِّي شَهر زيادةِ الرِّزْق( ).

رمضان أيها الأحباب، مدرسة للتعلم والتعليم، والتوبة والإنابة، ومحطة للتزود بالطاعات والنوافل، رمضان خلوة العابدين مع خالقهم في لياليه وأيامه، وإخلاص لله وحده في الطاعات والصيام، ودِربة للنفس على المجاهدة والصبر على الطاعات وترك العصيان.
رمضان فرصة للمغفرة، فرصة للتوبة، وغسل الأوزار والخطايا.
فيا فوز الطائعين، ويا فوز الصائمين، ويا فوز القائمين، ويا فوز التالين الذاكرين.
دموع الفرحة تغمرني بقدومك يا رمضان، لأن الله قد مدّ في عمري حتى بلغني إياك، فأعلن توبتي، وأعود إلى ربي، فأستزيد من الطاعات، في حين شهدت بعيني رحيل كثير ممن فاجأهم الموت وقد كانوا يؤملون قدومك يا رمضان .
دموع الفرحة تغمرني يا رمضان، وأنا أتأمل في تلك العافية التي من الله بها عليّ لأتقوى بها على الطاعة، وأستغلها في الصيام والقيام وتلاوة القرآن والاستزادة من النوافل والقربات، في حين أن البعض قد أقعدهم المرض فأذهب عنهم لذة هذه الفرحة .

دموع الفرحة تغمرني يا رمضان، لأنني لازلت أشعر بألم تجاه رمضان الفائت، الذي مرت أيامه متسارعة ولم أحصل فيها ما أردت من الخيرات، وقد تثاقلت عن كثير من الحسنات، وفرطت في القيام والطاعات، فجئت يا رمضان لتعطيني فرصة وشحنة إيمانية لاستدراك ما فات.

فلماذا لا تدمع عيني وأنا في مثل هذا النعيم، لماذا لا تدمع عيني فرحاً وأنا أستقبل شهر الصيام والقيام والقرآن .

باع رجل من الصالحين جارية لأحد الناس، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان الطعام، فقالت الجارية: لماذا تصنعون ذلك؟ قالوا: لاستقبال الصيام في شهر رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟! والله لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كلها رمضان، لا حاجة لي فيكم، ردوني إليهم، ورجعت إلى سيدها الأول.

ولقد كانوا يدركون الحكمة من شرعية الصيام؛ فالصوم لم يشرعْ عبثاً، فالقضية ليستْ قضية ترك طعام أو شراب، بل القضيةُ أكبرُ من ذلك بكثير، فقد شُرع ليعلمَ الإنسان أن له رباً يشرعُ الصومَ متى شاء، ويبيحُ الفطرَ متى شاء، ويحكم ما يشاء ويختار، فيخشاه ويتقيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}6، نعم {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، والتقوى خشيةٌ مستمرة، هي: الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيلُ، والقناعةُ بالقليل، والاستعدادُ ليوم الرحيل
ومن حقق التقوى شعر بأن حياته كلَّها ملك لله – تعالى – يفعل بها ما يشاء، فهو يصلي وقت الصلاة، ويصوم وقت الصوم، ويجاهد في الجهاد، ويتصدق مع المتصدقين، فليس لنفسه منه حظ ولا نصيب، بل حياته كلها وقف لله تعالى، وبالتالي تكون جميع أيامه رمضان يعمرها بطاعة الله، ويبتعد فيها عن معصية الله.

ولربما فهم بعض الناس من أحاديث الفضائل في رمضان أن العبادة والطاعة لا تكون إلا في رمضان فقط، وأن صيام رمضان يكفر كل المعاصي صغيرها وكبيرها وموبقها، وهذا الفهم خاطئ؛ إذ الأصل في المسلم الاستمرار في العبادة في كل أيامه، وزيادتها في مواسم الخير لاغتنام فضائلها.

فلنكن مستمرين في طاعة ربنا خلال رمضان وغير رمضان، ولا نكن رمضانيين فقط، فإن رب رمضان هو رب جميع الأشهر، وإذا ما عملنا عملاً ولو كان قليلاً فلنستمر عليه، ولنثبت في فعله، فإن ذلك مما يحبه الله.

وقفة:

فِي هَذَا الشَّهْرِ الكَرِيْمِ: تَتنَــزَّلُ رَحَمَاتُ الرَّبِّ وهذا الشَّهْرُ يُكفِّرُ الصَّغَائِرَ، لكِنَّ الكَبَائِرَ، لا تُغْفَرُ إِلاَّ بِالتَّوبَةِ، كَمَنْ كَذِبَ، وأَرَادَ التَّوبَةَ، فعَلَيْهِ: أَنْ يَذْكُرَ هذا الذَّنْبَ، ويَعْزِمَ على أَنْ لاَ يَعُوْدَ إليه مَرَّةً ثَانِيَةً، بأَنْ يَقُولَ: يَا اَللهُ، تُبْتُ مِنَ الْكَذِبِ، وعَزَمْتُ على عَدَمِ العَوْدَةِ إِلَيْهِ فِي الْمُسْتَقْبِلِ، ومَعَ هذا يجب أَنْ يُقْلِعَ عَنِ الذَّنْبِ بِالْقَلْبِ، ويَعْزِمَ على أَنْ يَفْعَلَ ما يقُوْلُ، فإذا اجْتَمَعَتْ هذه الشَّرَائِطُ فِي التَّوبَةِ، كَانَتْ نَصُوْحًا، وأَمَّا إذا أَتْلَفَ حُقُوقَ الْعَبْدِ، فعَلَيْهِ أن يَطْلُبَ الْعَفْوَ عنه، مَعَ التَّوبَةِ.
فعلينا أن نصلح النيات، فالنية عند العوام تقتصر على الإقبال على الصوم ليصح من الوجهة "الفقهية"، أما عند أولي الألباب فالنية خير من العمل، وقد صح "إنما الأعمال بالنيات"، وجاء في الحديث "نية المؤمن خير من عمله" وهي أمر عميق في الإنسان، وبه يتفاوت العباد عند الله تعالى. لذلك قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "يا حبذا صومُ الأكياس وفطرُهم كيف يغبنون صوم الحمقى!"، فالكيس يعظم شأن النية في العمل لأنها سر العمل وأساسه وروحه. وعلى ذلك نبه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال فيما رواه النسائي: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، و من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، فعلى العاقل أن يتوجه بهذا العمل الشريف لله تعالى حبا ورغبة وشوقا وطلباً للاستقامة. فمن آمن بالله وجبت عليه الاستقامة لقوله تعالى: فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا، فالمؤمن اللبيب الذي يفهم عن الله ورسوله يعلم أن الله عزوجل قد يسر الإستقامة إليه في شهر رمضان بنص الحديث الشريف الصحيح: "إذا كان أول ليلة من رمضان، أو قال إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين مردة الجن"

جعلنا الله وإياكم ممن يستمرون على طاعة الله…
اظ“مين بجاه النبي الكريم صلغŒ الله تعالغŒ عليه وسلم

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.