تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصيدة النهروانية – لاابو مسلم البهلاني

قصيدة النهروانية – لاابو مسلم البهلاني 2024.

  • بواسطة
قصيدة النهروانية

سميـري وهـل للمستهـان سميـرُ
تنـامُ وبـرق الأبرقـيـن سهـيـرُ
تمـزقُ أحشـاءَ الربـاب نصـالـه
وقلبـي بهاتيـك النـصـال فطـيـرُ
تطايرَ مرفض الصحائـف فـي المـلا
لهـن انطـواءٌ دائــبٌ ونـشـورُ
يهلهـل فـي الآفـاق ريطـا مـوردا
طـوال الحواشـي مكثهـن قصـيـرُ
بمنتحـبـات مـرزمـات يحـثـهـا
حـداءُ النعامـى دمعـهـنُ غـزيـرُ
تنبه سميري نسـأل البـرق سقََيَـهُ
لربـع عفـتـه شـمـأل ودبــورُ
ذكـرت بـه عهـداً حميـداً قضيتـهُ
وذو الحـزن بالتذكـار ويـكَ أسيـرُ
عهوداً على عين الرقيـب اختلستهـا
ذوت روضـة منهـا وجـف غديـر
متاعي رجع الطرف منهـا وكـل مـا
يسرك مـن عيـش الزمـان قصيـر
وبي من تباريح الجوى ما شجا الهوى
وذلـك مــا لا يدعـيـه ضمـيـر
وفت لرسيس الحب بالصبرمهجتـي
وما كل مـن شـف الغـرام صبـور
إلا فمـا بـالـي وغــور مـدامـعي
ودمـع التصابـي لا يكـاد يـغـور
أدهرى عميد الحـب والعـود ذابـل
فهـلا واملـود الشـبـاب نضـيـر
عذير غوايـات الغـرام مـن الصبـا
ومـا لغوايـات المشـيـب عـذيـر
وكل غـرام قـارن الشيـب سـوءة
وكل غريـر فـي المشيـب غـرور
أبعـد تباشيـر المشـيـب غـوايـة
وللعقـل منـهـا زاجــر ونـذيـر
تناقلني عمـران عمـر قـد انحنـى
بشيـب وعمـر للشـبـاب كسـيـر
تناهت حياتي غير نـزر علـى شفـا
وذلـك قـدر لـو نظـرت يسـيـر
صبابة عمر حشوها الغـي والهـوى
وهــذا مـقـام بالتـقـاة جـديـر
تقضى ثمين العمر في نشوة الهـوى
وحشـو مـزادي باطـل وغــرور
أألهو وقد نـادى المنـادي لمنتهـى
إليـه وإن طـال المـطـال أصـبـر
وصبحان من عقـل وشيـب تنفسـا
فـذا مسفـر هــاد وذاك سفـيـر
أأترك نفسـي بعـد ذا بيـد الهـوى
تسـام كمـا جـر الحمـار جـريـر
وأوقرهـا شـراً وفيهـا استطـاعـة
إلى الخير والناهـي الرقيـب غيـور
وإني وإن سومـت نفسـي بمسـرح
مراعيـه ســم نـاقـع وشــرور

يتبع >>>>>>>>>>>>

يطور لـي الشيطـان أطـوار كيـده
ونفسـي لـه فيمـا يشـاء نصيـر
فلست بمتـروك سـدى دون موقفـي
على الغي عقبـى أشرفـت ومصيـر
سيوقفنـي مـن رقـدة اللهو ناعـبي
حـط بمحتـوم الــردى ويطـيـر
مقضي بي المحيـا وجهلـي مطيتـي
وقائدهـا دنيـاي وهــي غــدور
أمـان وأوهـام وزخــرف بـاطـل
سـراب بقيعـان الـفـلاة يـمـور
محصلهـا بالكـد والكـدح راقــب
لفـوت وتفـريـق إلـيـه تـحـور
فليـس سديـداً جمـعهـم لجمعهـا
ودائـرة التفريـق سـوف تــدور
سنتركهـا بالرغـم وهـي حبيـبـة
ورب حبـيـب للنـفـوس مبـيـر
ومن عجيب ميـل النفـوس لعاجـلي
حـول عـلـى اكــداره ويـبـور
وإسراعها في الغـي إسـراع آمـن
وناقـد أعـمـال العـبـاد بصـيـر
متى أقلعت عنـا المنـون وهـل لنـا
بغيـر طريـق الغابـريـن عـبـور
أم الأمـل الملهـى بـراءة غـافـل
من المـوت أم يـوم المعـاد يسيـر
أتمـرح إن شاهـدت نعشـا لهالـك
إليـك أكــف الحاملـيـن تشـيـر
ستركب ذاك المركب الوعـر ساعـة
إلـى حيـث سـار الأولـون تسيـر
نقى من غبار الأرض بيـض ثيابنـا
وتلـك رفـات الهالكـيـن تطـيـر
لي الويل هلا أرعوي عـن مهالكـي
أمـا فـي المنايـا واعـظ ونـذيـر
أمـا فـي عويـل النائحـات مذكـر
أم النـوح حولـي والبكـاء صفيـر
أم الغـارة الشعـواء مـن أم قشعـم
يشـن أصـيـل هولـهـا وبـكـور
على كل نفس غيـر نفسـي رزؤهـا
ويمنعنـي منهـا حـمـى وسـتـور
بلى سوف تغشاني متى حـان حينهـا
فيعجـز عنهـا نـاصـر وعشـيـر
وتفجأنـي يـومـا وزادي خطيـئـة
واثـم وحـوب فـي الكتـاب كبيـر
أرى الخطب صعبا والنفوس شحيحـة
علـى زخـرف فـإن مـداه قصيـر
وتلك ثمـار الجهـل والجهـل مرتـع
وخـيـم وداء للنـفـوس عـقـور
ولو حاولت نفس عن الشـر نزعـة
تنازعهـا طـبـع هـنـاك خــؤور
فزجت بهـا الآمـال فـي غمراتهـا
إلـى إن دهـاهـا منـكـر ونكـيـر

يتبع >>>>>>>>>>>>>>

فثبطهـا تسويفهـا وهـو قــارض
لرمـة اجـال النـفـوس هـصـور
ودأب النفوس السوء من حيث طبعها
إذا لـم يصنهـا للبصـائـر نــور
بها ترتمي في الخسر آفـات طبعهـا
خلائـق توحيهـا الجبـلـة بــور
تدارك وصايا الحـق والصبـر إنمـا
يفـوز محـق بالـفـلاح صـبـور
وخـذ بكتـاب الله حسـبـك إنــه
دليـل مبـيـن للطـريـق خفـيـر
فما ضل مـن كـان القـرآن دليلـه
وما خاب من سيـرَ القـرآن يسيـر
تمسك به في حالة السخـط والرضـا
وطهـر بـه الآفـات فهـو طهـور
وحارب به الشيطان والنفس تنتصـر
فكافيـك منـه عـاصـم ونصـيـر
دعيت لأمر ليـس بالسهـل فاجتهـد
وسـدد وقـارب والطريـق منـيـر
وأسس على تقـوى مـن الله توبـة
نصوحا علـى قطـب الكمـال تـدور
وزن صالح الأعمال بالخوف والرجـا
همـا جنـة للصالـحـات وســور
وبالعدل والإحسان قـم واستقـم كمـا
أمـرت وبـادر فالمعـاش قصـيـر
وراقـب وصايـا الله سـرا وجهـرة
ففـي كـل نفـس غفلـة وفـتـور
وجرد على الاخلاص جدك في التقـى
ففوقـك بالشـرك الخـفـي خبـيـر
وثابر على المعروف كيف استطعتـه
ودع منكـرات الأمـر فهـي ثبـور
ومل حيث مال الحق والصدق واستبق
مليـا إلـى الخيـرات حيـث تصيـر
واخلـص مـع الجـد اليقيـن فإنـه
بـه تنضـر الأعمـال وهـي بـزور
وبالرتبة القصوى من الورع التبـس
فللـورع الديـن الحنيـف يـحـور
وكن في طريـق الاستقامـة حـاذرا
كميـن الاعـادي فالشجـاع حـذور
يجـوز طريـق الاستقامـة حــازم
على حـرب قطـاع الطريـق قديـر
مراصدها شتـى وفـي كـل مرصـد
لخصمـك حـربٌ بالبـوار تـغـور
فلا تخـش ارهاقـا وسـاور ليوثهـا
بعزم يفـض الخطـب وهـو حسيـر
ورافـق دليـل العلـم يهـدك انــه
طريـق يحـار العقـل فيـه وعيـر
وفعلك حـد المستطـاع مـن التقـى
علـى غيـر علـم ضيعـة وغـرور
فمـا زكـت الطاعـات إلا لمبـصـر
على نور علم فـي الطريـق يسيـر

يتبع >>>>>>>>>>

أتدخـر الأعمـال جهـلا بوجهـهـا
وأنـت إلـى علـم هـنـاك فقـيـر
فيـا طالـب الله ائتـه مـن طريقـه
وإلا فبالحـرمـان أنــت جـديــر
فلست إذا لم تهتـد الـدرب واصـلا
قبيلـك فـي جهـل السلـوك دبيـر
وما العلـم إلا مـا أردت بـه التقـى
وإلا فخطـأ مــا حمـلـت كبـيـر
فكم حامل علما في الجهـل لـو درى
سلامـتـه مـمـا إلـيـه يصـيـر
ومـا أنـت بالعلـم الغزيـر بمفلـح
ومالـك جـد فـي التقـاة غـزيـر
وحسبـك علمـا نافعـا فـرد حكمـة
بهـا السـر حـي والجـوارح نـور
تعلـم لوجـه الله وأعمـل لوجـهـه
وثق منـه بالموعـود فهـو جديـر
تعـرض لتوفـيـق الإلــه بحـبـه
ودع مـا سـواه فالجميـع قـشـور
هو الشـأن بالتوفيـق تزكـو ثمـاره
ومتـجـره والله لـيـس يـبــور
كـأي رأينـا عالمـا ضـل سعـيـه
وضـل بـه جـم هـنـاك غفـيـر
معارفـه بحـر ويصـرف وجـهـه
إلى الباطـل الخـذلان وهـو بصيـر
وأفلـح بالتوفيـق قـوم نصيبـهـم
من العلـم فـي رأي العيـون حقيـر
وتلـك حظـوظ لــلإرادة فسمـهـا
وحكمـة مـن يختـارنـا ويخـيـر
تحزبـت الأحـزاب بـعـد محـمـد
فكـل إلــى نـهـج رآه يصـيـر
وقرت على الحـق المبيـن عصابـة
قليـل وقــل الأكرمـيـن كثـيـر
هم الوارثون المصطفـى خيـر أمـة
لمدحـهـم آي الكـتـاب تـشـيـر
أولئـك قـوم لا يــزال ظهـورهـم
على الحـق مـا دام السمـاء تـدور
علـى هضبـات الاستقامـة خيمـوا
إذا اعـوج أقـوام وضــل نفـيـر
تنافـر عنهـم رفــض وخــوارج
وحشويـة حشـو الـبـلاد تـمـور
رأوا طرقـا غيـر الهـدى فتنافـرو
اإليهـا وبئـسـت ضـلـة ونـفـور
لهم نصـب مـن بدعـة وزخـارف
بهـا عكفـوا مـا للعقـول شـعـور
تدعمهـم أهواؤهـم فـي هلاكـهـم
كمـا دع فـي ذل الأسـار أسـيـر
لأقوالهـم صـد وفيهـم شقـاشـق
لهـن ولا جـدوى هـنـاك هـديـر
دليلهـم يهـوي بهـم فـي مضلـة
وهم خلفـه عمـش العيـون وعـور

يتبع >>>>>>>>

فيـا أسفـا للعلـم يطمسـه الهـوى
ويـا أسفـا للقـوم كيـف أبـيـروا
أرى القوم ضلـوا والدليـل بحيـرة
وللحـق نـور والـصـراط منـيـر
سروا يخبطون الليـل عميـا تلفهـم
شمائـل مـن أهوائـهـم ودبــور
يتيهون سكعا في المجاهـل مـا بهـم
بمواطـئ أخفـاف المطـي بصـيـر
يقولـون مـا لا يعلمـون وربـمـا
على علمـه بالشـيء ضـل خبيـر
ولو كان عين الحق منشـود جهدهـم
لمـا حـال سـد أو طوتـه ستـور
نعم أبصروه حيـث غرهـم الهـوى
فصدهـم عنـه هــوى وغــرور
أقاموا لهم من زخرف القـول ظهـرة
ذو للبطل فيمـا استظهـروه ظهـور
وفي زخرف القول إزدهاء لمن غوى
والهنة عـن لـب الصـواب قشـور
وفي البدع الخضـر ابتهـاج لأنفـس
تـدور بهـا الأهـواء حيـث تـدور
نشاوى من الدعوى التي يعصرونهـا
وليـس لبرهـان هـنـاك عصـيـر
ومـا روقـوه مـن رحيـق مـفـوه
فذلـك سـم فـي الإنــاء خثـيـر
يـدرون أنـواء الكـلام ومـا بهـا
وراء ولا يطـفـي بـهـن هجـيـر
وما كـل طـول فـي الكـلام بطائـل
ولا كـل مقصـور الكـلام قصـيـر
ومـا كـل منطـوق بليـغ هـدايـة
ولا كـل زحــار المـيـاه نمـيـر
وما كـل موهـوم الظنـون حقائـق
ولا كـل مفـهـوم التعـقـل نــور
ومـا كـل مرئـي البصائـر حجـة
ولا كـل عقـل بالصـواب بصـيـر
ومـا كـل معلـوم بحـق ولا الـذي
تقـيـل علـمـا بـالأحـق جـديـر
ولكـن نـور الله وهــب لحكـمـة
يصير مـع التوفيـق حيـث يصيـر
وهدى الله حـظ والحظـوظ مقاسـم
إلى مقتضـى العلـم القديـم تحـور
وليس اختيار الله فـي فيـض نـوره
بمكتـسـب أو تقتضـيـه أمــور
وفي ظاهـر الأقـدار أسـرار حكمـة
طواهن مـن علـم الغيـوب ضميـر
ارتنى هدى زيـد وفـي العلـم قلـة
وضلـة عمـرو والعـلـوم بـحـور
وذاك دلــيــل ان لله أنـفـســا
عليها مـن اللطـف الخفـي ستـور
ظواهراهـا بلـه وتحـوي بواطـنـا
لدى علمهـا جنـس الوجـود حقيـر

يتبع >>>>>>>>>>

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.