يسعى كل إنسان على وجه البسيطة إلى السعادة، ومشاربهم ومبادئهم، وغاياتهم ومقاصدهم، إلا إنهم يتفقون على غاية واحدة؛ إنها: طلب السعادة والطمأنينة.
لو سألت أي إنسان: لم تفعل هذا؟ ولأي شيء تفعل ذاك؟ لقال: أريد السعادة!! سواء أقالها بحروفها أم بمعناها، بمدلولها أم بحقيقتها.
فما هي السعادة، وكيف نصل إليها؟!….
السعادة هي الشعور المستمر بالغبطة والطمأنينة والأريحية والبهجة، وهذا الشعور السعيد يأتي نتيجة للإحساس الدائم بثلاثة أمور: خيرية الذات، وخيرية الحياة، وخيرية المصير.
وحول هذه الأمور الثلاثة تبدأ تساؤلات الإنسان مع نفسه، وتكبر كلما كبر، ولا يجد السعادة حتى يجيب نفسه على تساؤلاتها التي تتوارد على ذهنه، ومنها:
ـ مَن يملك هذا الكون ويتصرف فيه؟ ………
ـ مَن خلقني وخلق هذا الكون من حولي؟ …….
ـ مَن أنا؟ ومن أين جئت؟ ولماذا خُلقت؟ وإلى أين المصير؟!….
ولما زاد وعي الإنسان بنفسه وبحياته ازدادت هذه الأسئلة إلحاحًا على عقله وتفكيره وروحه، ولا يجد الطمأنينة والسعادة حتى يجد جوابًا تسكن به نفسه.
يقول تولستوي الأديب الروسي (السعادة أقرب ما تكون إلينا)
"إننا نبحث عن السعادة غالبًا وهي قريـبة منا، كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا".
فالطريق للسعادة قد يكون أمامنا، لكننا لا نراه مثل السكارى الذين يبحثون عن المنزل وهو أمامهم.