كيف اتعامل مع الطفل المريض , الطفل المصاب بالصرع
تعتبر الاختلاجات عند الأطفال مشكلة شائعة، وهي عادة تتطلب تدخلا اسعافياً. والاختلاج هو حالة من تبدل الوعي عند الطفل ناجم عن إطلاق الدماغ لشحنات كهربائية مفاجئة لأسباب غير واضحة تماماً حتى الآن، ويؤدي ارتفاع الحرارة المفاجئ عند بعض الأطفال إلى حدوث الاختلاج ولحسن الحظ إن أكثر هؤلاء الأطفال لا تتكرر عندهم هذه النوب وبدون أن تترك أية عقابيل،
وفي الحقيقة إن أكثر الحالات تكون على شكل نوبة واحدة ولا تتكرر، ولكن بما أن بعض الالتهابات الخطرة مثل التهاب السحايا قد تسبب الاختلاج فيجب عليك مراجعة طبيبك فوراً في حال أصيب طفلك بنوبة اختلاج بسبب الحرارة. – الدكتور رضوان غزال استشاري طب الأطفال: الاختلاجات المتكررة بدون ارتفاع درجة الحرارة تسمى الصرع، ولا يكون سبب الصرع واضحاً دائماً.
ويجب في كل الحالات إجراء تقييم لحالة الطفل، وغالباً ما تتم السيطرة على الصرع بالأدوية، وهناك أنواع من الصرع تشفى مع تقدم عمر الطفل مثل الصرع الصغير أو نوب الغياب. عليك الاتصال بالطبيب أو مراجعته حالاً إذا بقي الطفل أثناء نوبة الاختلاج فاقداً للوعي لدقيقتين أو أكثر، أو إذا كان لديه صعوبة تنفس لمدة دقيقة أو أكثر.
تحذير:
إذا كان طفلك مصاباً بالصرع يجب عليك القيام بشرح كيفية إجراء الإسعاف الأولي للطفل لأصدقائه ولمدرسيه ومن يهتم به في المدرسة في حال تعرضه لنوبة اختلاج خلال دوامه المدرسي، وكذلك ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة في حال كان الطفل يرغب بالقيام بنشاطات تعتبر خطرة عليه كأن لا يترك دون مراقبة خلال هذه النشاطات وخاصة ألا يترك لوحده في الحمام أو بجانب حوض السباحة.
– الحالات التي تشخص خطأ على أنها حالة صرع: هناك حالات عدة يظنها البعض على أنها صرع أو اختلاج وهي ليست كذلك لأنها تسبب حركية غريبة وتبدلاً في الوعي، وأهم هذه الحالات هي نوب الذعر الليلي عند الطفل ونوب حبس النفس عند الطفل وكذلك فإن بعض الأطفال المصابين بالربو يصابون بنوب من السعال الشديد التي قد تسبب نوباً من الغشي تقلد حالة الصرع ويستطيع طبيب الأطفال التفريق ما بين هذه الحالات.
أسئلة وأجوبة تفيدك إذا كان لدى طفلك حالة اختلاج:
هل يصاب طفلك بارتجاجات عضلية خلال الحرارة ويصبح مضطرب الوعي أو متهيجاً وتعباً؟
فإذا كان كذلك فالأرجح أنه مصاب بحالة الاختلاج الحروري وعليك الاتصال بطبيب الأطفال فوراً وقم بإعطاء الطفل الباراسيتامول ووضع كمادات الماء العادي (و ليس البارد) عليه ريثما تحصل على المساعدة الطبية.
هل يصاب طفلك بنوب من السكتة أو الجمدة ويتوقف عن الكلام وعن السمع لثوان أو دقائق؟
وهل لا يتذكر ذلك؟ فإذا كان الجواب بنعم فالمرجح أنه مصاب بداء الصرع الصغير أو نوب الغياب وعليك مراجعة طبيب الأطفال الذي سيقوم بجراء بعض الاستقصاءات أو يحيل الطفل لطبيب أعصاب الأطفال، وهذه الحالة تستجيب بشكل جيد للعلاج الدوائي وتزول مع تقدم العمر.
*هل يفقد طفلك وعيه لدقائق أو أكثر؟
*وهل يترافق ذلك مع حدوث حركات ارتجاجية في أطرافه وجسمه؟
*وهل يتبول على نفسه ويعض لسانه أو يتقيأ؟
فإذا كان الجواب بنعم فطفلك على الأغلب لديه حالة الصرع الكبير ذو الاختلاج المعمم أو حالة صرع جزئي، وسيقوم طبيب الأطفال بفحص طفلك وبطلب الفحوص المتممة ومعظم هذه الحالات تستجيب للعلاج الدوائي.
هل يصاب طفلك البالغ من العمر ستة أشهر أو أكثر بنوب متكررة من التشنج إلى الأمام تصيب العنق وجذع الجسم؟
فإذا كان كذلك فهو على الأغلب مصاب بحالة التشنج الطفلي وبحاجة لتقييم عصبي دقيق.
هل يصاب طفلك بالاختلاج رغم تلقيه للأدوية المضادة للاختلاج؟
فإذا كان كذلك فهو بحاجة لتعديل جرعة الدواء أو تغيير الدواء وهذا ما سيقوم به طبيب الأطفال.
* ماذا تفعل إذا أصيب طفلك أو أي طفل أمامك بنوبة اختلاج؟
* ضع الطفل خلال النوبة على ظهره ورأسه مائل إلى أحد الجانبين، أو ضعه على جانبه على أرض صلبة وأبق بجانبه ولا تضع أي شيء في فمه.
* لا تترك الطفل لوحده.
* قم بالإنعاش القلبي التنفسي فم لفم في حال أصيب الطفل بتوقف التنفس وأصبح لونه أزرق.
* قم بالاتصال بالإسعاف في الحالات التالية:
1-إذا استمرت نوبة الاختلاج لأكثر من ثلاث إلى خمس دقائق
2-إذا عاد الاختلاج من جديد بعد توقفه وحدث لديه نوب متعاقبة.
3-إذا تقيأ الطفل بعد توقف الاختلاج اتصل بطبيب الأطفال فوراً وتلق منه التعليمات.
الاختلاجات غير الحرورية أو ما يعرف بالصرع
إن نسبة حدوث الصرع عند الأطفال هي واحد من مئة والمقصود بالصرع عادة هو حدوث نوبتين أو أكثر من الاختلاجات غير الحرورية.
التصنيف:
يعتبر تصنيف الاختلاجات غير الحرورية أمرا هاما وذلك من اجل اختيار الدواء المناسب وتحديد ضرورة القيام باستقصاءات أكثر وكذلك تحديد الإنذار الذي يكون متغيرا بشكل خاص تبعا لنوع الاختلاجات (الجدول رقم 1) يبين تصنيف الاختلاجات.
اختلاجات جزئية معقدة:
– تبدل الوعي لمدة 30 ثانية أو أكثر
– تشيع فيها الأعراض البادية
– سلوك تلقائي في %90 من المرضى
– يحدث النعاس عند %75 من المرضى عقب النوبة
اختلاجات جزئية بسيطة:
– تعتمد الأعراض هنا على وظائف القشر المصاب
– حركية / حسية / ذاتية / نفسية
– قد يعقبه شلل تود todd
اختلاجات معممة بشكل ثانوي:
كما في الاختلاجات الجزئية البسيطة مع انتشار فعالية الاختلاج بحيث يعطي اختلاج معمم
الاختلاجات المعممة:
اختلاجات مقوية رمعية معممة:
– تبدأ بفقدان مفاجئ للوعي يتلوه وضعية مقوية لمدة 10 – 30 ثانية
– رقص رمعي في العضلات
– ارتخاء بعد النوبة وقد يصيب المصرات ويؤدي للسلس.
الغياب النموذجي:
– يصيب %5 فقط من الأطفال المصابين بالصرع
– يحدث فيه غياب مفاجئ وقصير عن الوعي لمدة اقل من 15 ثانية
– من الشائع حدوث التلقائية أو الرمع أو الحركات العضلية الرمعية
– لا يوجد تخليط ذهني بعد النوبة
– يمكن أن تحدث 100 مرة في اليوم
– يسبقها فرط تهوية لمدة ثلاث دقائق
الغياب غير النموذجي:
يختلف عن الغياب النموذجي بأنه:
– اقل فجائية بالبدء وكذلك في الانتهاء
– فقد المقوية أكثر وضوحا وأسوأ إنذارا
العضلية الرمعية:
– يحدث تقلص عضلي مفاجئ.
– يترافق عادة مع أمراض عصبية تنكسية
اللامقوية:
يحدث هنا فقدان مفاجئ للمقوية مع سقوط تال على الأرض.
إن التسميات القديمة مثل: الداء الكبير – الداء الصغير – صرع الفص الصدغي – النوبة النفسية الحركية فهي نادرا ما تستخدم حاليا فيطلق على الداء الكبير حاليا اسم الاختلاج المقوي الرمعي المعمم وعلى الداء الصغير اسم نوبة الغياب وعلى الصرع الصدغي والنوبة النفسية الحركية اسم الاختلاجات الجزئية المعقدة.
تقسم الاختلاجات حاليا إلى مجموعتين رئيستين:
أولاً – الاختلاجات الجزئية (البؤرية):
وهي التي تنشأ من منطقة قشرية موضعية وتتضمن الاختلاجات الجزئية كل من الاختلاجات الجزئية المعقدة والتي يكون فيها الوعي مضطربا والاختلاجات الجزئية البسيطة التي لا يضطرب فيها الوعي.
ثانياً – الاختلاجات المعممة:
ويبدو أن هذه الاختلاجات تصيب كامل القشر في الوقت نفسه. يمكن للاختلاجات الجزئية أن تبقى موضعية في مكان منشئها أو أن تنتشر إلى مناطق أخرى أو أن تصبح معممة بشكل ثانوي ويمكن لانتشار الاختلاجات إلى مناطق قشرية مجاورة أن يؤدي إلى حدوث إصابة متتالية في أجزاء الجسم مثل: المشي الجاكسوني.
يمكن أن يحدث التعمم الثانوي بسرعة بحيث لا يمكن تمييز الاختلاج الجزئي أو البؤري ومنشؤه سريري ويمكن لوجود قصة نسمة سابقة أن تفيد في تمييز الطبيعة الجزئية للاختلاج كما أن الشلل البؤري التالي للاختلاج والذي يدوم مدة قصيرة (شلل تود) يمكن لهذا الشلل أن يقترح اختلاج بؤري لكنه اقل أهمية.
المتلازمات الصرعية :
تحدث عدة متلازمات صرعية عند الأطفال، وهي تترافق مع اختلاجات نوعية وإنذار يمكن تحديده بشكل نسبي، والمتلازمات الأربعة التالية هي أشيع المتلازمات الصرعية عند الأطفال:
الصرع الرولاندي السليم
الصرع العضلي الرمعي الشبابي السليم (صرع جانز janz)
التشنج الطفلي
متلازمة لينوكس – غاستاوت
الصرع الرولاندي السليم:
وهو يعرف أيضا باسم صرع سيلفيان، الصرع الصدغي المركزي، الصرع الجزئي السليم عند الأطفال.. تعتبر هذه المتلازمة اضطراباً وراثياً يورث بنموذج جسمي قاهر بتعبير متغير وهي تمثل حوالي %16 من مجمل حالات الصرع دون عمر الخامسة عشرة و%24 من الاختلاجات فيما بين عمر 5 – 41 سنة.
وتبدأ هذه الاختلاجات فيما بين عمر 4 – 10 سنوات وتصيب جانبا واحدا من الوجه وهي تترافق عادة مع علامات فموية بلعومية كأصوات غرغرة، ومن الشائع حدوث شواش حس في الغشاء المخاطي للفم والخد. تحدث هذه الاختلاجات عادة أثناء الليل مع اختلاج جزئي بسيط يصيب جانبا واحدا من الوجه والفم ويبقى الوعي كما هو لكن يتدهور الكلام بسبب إصابة العضلات الوجهية.
يحدث التعمم الثانوي عادة خلال النوبة الليلية ويمكن أن يكون هذا التعمم سريعا بحيث لا يمكن تقدير المنشأ البؤري لهذه الاختلاجات. أما الاختلاجات النهارية فهي اقل ميلا للتعمم مع إمكانية تطورها نحو اختلاجات جزئية معقدة.
يصاب حوالي من الأطفال بنوبة اختلاجي واحدة ويصاب %50 بأقل من خمس نوب ويصاب %8 فقط بأكثر من 20 نوبة اختلاجية ويكون المرضى طبيعيين من الناحية العصبية والذهنية. يتميز الـ ا بوجود نوب من ذروات وموجات حادة تتبع بموجة بطيئة ظاهرة فوق المنطقة الصدغية المركزية.
تزول هذه المتلازمة عادة بعمر 16 سنة ويستمر %2 فقط من الأطفال بإصابتهم بالاختلاجات بعد هذا العمر ومع التحسن السريري يعود مخطط كهربائية الدماغ إلى الطبيعي أما المعالجة فهي كما في معالجة الاختلاجات الجزئية.
الصرع العضلي الرمعي الشبابي السليم:
يتميز هذا الصرع بحركات رقصية عضلية رمعية قصيرة في الكتفين والذراعين والتي يمكن أن تحدث بشكل مفرد أو عنقودي clusters. ويمكن أن تكون هذه الحركات ملحوظة أو مخاتلة بحيث يدركها المريض ولكن لا يشاهدها المراقب. تحدث هذه الاختلاجات بشكل واضح أثناء الصحو وهي لا تؤثر على الوعي.
يصاب حوالي %90 من المرضى باختلاجات مقوية رمعية معممة أيضا أثناء الصحو ويصاب % 53 – 10 باختلاجات الغياب بالإضافة إلى الحركات العضلية الرمعية. يمكن لهؤلاء المرضى الذين يكونون طبيعيين من الناحية العصبية ألا يذكروا إصابتهم باختلاجات رمعية عضلية في الصباح ومن الضروري السؤال حول ذلك.
غالبا ما سهم في حدوث النوب الحرمان من النوم ويكون سن البدء عادة من 21 – 81 سنة. هذه المتلازمة مسؤولة عن 7 % 9 – من مجمل مرضى الصرع بما فيهم البالغون، تتم السيطرة عادة على هذه الاختلاجات بسهولة والدواء المختار هو فالبرويك اسيد واحتمال النكس بعد سحب المعالجة يبلغ %90 لذلك يتطلب المرضى معالجة طويلة الأمد.
التشنج الطفلي:
يحدث التشنج الطفلي تقريبا على وجه الحصر خلال السنة الأولى من العمر ويترافق عادة مع تخلف عقلي وتتراوح نسبة حدوثه ما بين 4000/1 إلى 6000/1 من الولادات الحية ويتألف التشنج من تقلصات فجائية غير محرضة في الأطراف أو العنق أو الجذع
وتكون الحركات العضلية متناظرة عند %99 من الرضع ومن الشائع حدوث النوب على شكل مجموعات ويمكن أن يصاب الرضع بعدة مئات من التقلصات خلال اليوم الواحد. وتكون الاختلاجات عند % 51 – 10 من المرضى مجهولة السبب وتحدث عند مرضى طبيعيين من الناحية التطورية والعصبية ويكون الـ ct scan لديهم طبيعي قبل البدء بالمعالجة
ويمكن تحديد العوامل السببية عند %60 من المرضى والحالات التي يجب أن تستبعد هي: عته التصنع المخي، انتان داخل الرحم، التصلب الحدبي، أذية نقص الاكسجة الاقفارية، والاضطرابات الاستقلابية. يستجيب حوالي %75 منهم للمعالجة بالـ acth لمدة ستة أسابيع
ويملك المرضى الذين يصنفون مجهولي السبب فرصة اكبر للبقاء طبيعيين أو متأخرين بشكل خفيف وفي النهاية يملك %5 من المرضى نتائج طبيعية بينما يصاب معظمهم بتعوق متوسط إلى شديد ويكون الإنذار أفضل إذا كان التصوير الطبقي البدئي للدماغ طبيعيا وتم البدء بالمعالجة بشكل مبكر.