عـلـى المسلم أن يـتـخـذ الـعـبـادة مـسـتـراح لـه ونـزهـة بـعـيـدا عـن عـنـاء الـحـيـاة وشـقـائـهـا
بـالـجـلـوس بـيـن يـدي رب الـعـرش الـعـظـيـم ، مـلـك الـمـلـوك
والـسـياحـة فـي مـلـكـوتـه الـذي لا يـبـلـغـه خـيـال ولا وصـف ، وكـمـال الـثـنـاء لله يـكـون بـقـول …..
{ لا اله الا الله وحـده لا شـريـك لـه ، لـه الـمُـلـك ولـه الـحـمـد يُـحـيي ويُـمـيـت وهـو عـلـى كـل شـيء قـديـر }
وعـنـد السـجـود يـجـب اكـثـار الـدعـاء فـيـه ، لأنـه مـوضـع مـن مـواضـع الـصـلاة ، والـصـلاة قـمـة الـعـبـادة لله
ولـلـسـجـود أسـرار
فـالـسـجـدة خـاتـمـة الـركـعـة الـتـي بـدايـتـهـا تـلاوة كـلام الله مـن الـقـرآن ونـهـايـتـهـا سـجـود
مـن لـم يـشـعـر بـلـذة الـسـجـود فـقـد فـاتـه مُـعـظـم مـتـعـة عـمـره ، والـمـسـلـم يـريـد أن يـقـدم لله ممـا هـو يُـحـب
فـالمـسـلـم يُـكـبـّـر ويـقـرأ مـا تـيـسّـر لـه مـن الـقـرآن ثـم يـركـع ويـسـجـد ، وهـذا عـمـل يـحـبـه الله الـذي يـعـلـّـمـنـا
أنه لن نـنال الـبـِـر والـخـيـر حتى نـُـنـْـفـق ونـقـدّم شـيـئـا لله مـمـا نـحـب ، فـأعـز شيء يـقـدمـه الـمـسـلـم لله … الـسـجـود
كـلـمـا تـذلـلـت لله أكـثـر ارتـفـعـت لله أكـثـر والـذي لا يـسـجـد لله هـو أكـثـر ذلا ، وهـوان ، والـكـفـار هـم الـذيـن لا يـسـجـدون
فـمَـن تـواضـع لله رفـعـه ، وعـلى الـمـسـلـم أن يـتـذلـل لله فـي الـسـجـود حـتـى يـرفـعـه
كـلـمـا نـزلـت لله أكـثـر ارتـفـعـتَ بالسعـادة أكـثـر في الـسـمـاء لأن الجـنـة في السـمـاء الـسـابـعـة
وكـلما اقـتـربـت لـلـذات الإلـهـيـة أكـثـر اقـتـربت للـفـردوس الأعـلى مـن الـجـنـة
الـسـعـــادة الـعـلـيـــا
دائـمـا السـعـادة هـي أعـلى وأغـلـى الأمـانـي ولـذلـك هـي دائـمـا فـي الأعـلـى
ومـن يـريـد أن يـصـل لـلـسـعـادة فى الأعـلى عـلـيـه أن يـنـزل إلى الأسفـل !
سـبـحـان الله ! … مـبـدأ ،،، عـجـيـب ،،، راقـي
فـكـلـما نـزلـت أكـثـر فـي الـسـجـود كـلـمـا ارتـفـع قـلـبـك للأعـلـى ، للسـمـاء وتـقـتـرب إلى الله
والـذل لله عـبـوديـة وكـمـال
ويـبـقـى ألـذ الأمـاكـن في الـصـلاة …. الـسـجـود وكـأنـه إنـاء تـسـتـقـي مـنـه ألـذ شـراب قـراح
فـمـا أحـلـى الـسـجـود ،،،،،، ومـا أطـيـب لـــذة الــذل لله
عـنـدمـا يـكـون جـبـيـنـك ووجـهـك عـلـى الأرض فـمـاذا يـعـنـي هـذا ؟
إن كـل سـجـدة يـسـجـد بـهـا الـمـسـلـم يـرتـفـع بـهـا درجـة فـي الـجـنـة
كـل سـجـدة ألـذ مـن الـتـي قـبـلـهـا
والمُـحِـب يـقـتـرب مِـنْ حـبـيـبـه بـجـسده وروحـه وقـلـبـه ومـشـاعـره
فـعـلـى الـمـسـلـم أن يـقـتـرب مـن ربـه حـتـى يـصـل إلـى الـفـردوس الأعـلى
الـجـســــد والـقـلـــب
إن الـذي يـسـجـد إلى جـانـب الـجـسـد هـو الـقـلـب ، الـمـسـلـم سوف يضع وجـهـه عـلى طـريـق الـعـبـوديـة إجـلالا لله سبحانه وتعـالى
إن الـمـسـلـم يـعـرف أنـه إذا سـجـد قـلـبـه سـوف يـخـتـلـف وجـهـه بـعـد الـسـجـود عـمّـا قـبـل سـجـوده ، فـالـخـشـوع ضروري في الصلاة
والـرسـول صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم يـعـرف أمّـتـه يـوم الـقـيـامـة مـن آثـار الـوضـوء والسجـود ، تـوجـد بها عـلامـات واضـحـة
فـعـنـدمـا نـسـجـد هـنـاك مـن يـبـكـي ، وهـو الـشـيـطـان لأنـه يـرى أن ابـن آدم أمِـرَ بـالـسـجـود فـسـجـد ولـه الـجـنـة
والـشـيـطـان أمِـرَ بـالـسـجـود فـرفـض ولـه الـنـار
إذا مات الـمـسـلـم يـضـمـه الـقـبـر كـضـم الأم الـحـنـون الـتـي تـضـم طـفـلـهـا إلى صـدرهـا ، ويخـتـلـف عـن ضـم الـقـبـر لـلـكـافـر إذا مـات
والـجـلـوس في الـصـلاة بـعـد الـسـجـود هـي جـلـسـة ذل لـلـمـسـلـم بـيـن الـسـجـدتـيـن عـنـدمـا يُـكـرر (( ربي اغـفـر لي ))
فـهـذه الـجـلـسـة سـوف يـجـلـسـهـا الـمـسـلـم يـوم الـقـيـامـة
مـن الله سـبـحـانـه وتـعـالى حـتـى يـسـتـجـيـب الله لـه فـي هـذا الموقـف الـذلـيـل الى الله
وجـلـسـة الـتـشـهـد هـي جـلـسـة الـثـنـاء والـتـمجـيـد ، فـعـنـدهـا يـجـلـس الـمـسـلـم يـثـنـي ويـمـجـد الله سـبـحـانـه وتـعـالى
بـقـولـه الـتـحـيـات لله والـصـلـوات والـطـيـبـات ، فـفـيها تـعـظـيـم وتـمـجـيـد ، والـتـحـيـات كـلـهـا لا تـُـجْـمَـع الا لله سـبـحـانـه وتـعـالـى
فـهـو مـالـك الـمـلـك ،،،،، ومـلـك الـمـلـوك
والصلوات كـلـهـا لله وكـل أفـعـال الله طـيـبـة وتـبـقـى الـطـيـبـات لله دائـمـا وأبـدا ….. وهـذا ثـنـاء لله في كـل شـيء
عـنـدمـا تـقـول الـسـلام عـلـيـك أيهـا الـنـبـي
سـوف تـذهـب كـلـمـاتـك لـتـطـرق بـاب حُـجـرة نـبـي ورسـول الله محمد صلى الله عليه وسلم
وما أحـد سـلـّـم عـلى الـنـبـي إلا ردَّ عـلـيـه صلى الله عليه وسلم
إن الـمـسـلـم عـنـدمـا يـقـول فـي صـلاتـه
…. السلام عـلـيـنـا وعـلى عـبـاد الله الـصـالـحـيـن …..
سوف يصِـل سلام المصلي الى كـل عـبـد صـالـح عـلى هـذه الأرض
والصلاة مـن الله عـلـى عـبـاده …. مـغـفـرة ورحـمـة لـهـم
ويـبـقـى الـدعــاء فـي آخـر الـصـلاة قـبـل الـتـسـلـيـم ، فـهـو حَـري بـأن يـكـون مُـسـتـجـاب
وهـذا تـعـامـل راق بـيـن الـعـبـد وربه
وعـلى الـمـسـلـم أن يـسـتـغـفـر الله بعـد الصلاة لـيـخـفـف عـنـه الـنـقـص فـي الـصـلاة
وعـلى الـمـسـلـم ألا يـصـلـه الـغـرور بـسـبـب صـلاتـه
إذا قِـسْـنـا صـلاة الـمـسـلـم مـقـابـل أعـمـالـه لأصـبـح مـديـونـا لله … فـالإعـجـاب يُـبْـطِـل الـعـمـل
اللهم اجعلنامن الساجدين الخاشعيين
اللهم اميين