وبهذه المناسبة الكريمة نهنئ العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء بذكرى مولد سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .. هذا النور الذي أخرج الإنسانية من العـدم إلى الوجود ومن الغيّ والضلال إلى العرفان والشهود .
سائلين المولى عز وجل أن يجمـع شمل المسلمين ويوحد كلمتهم ويسدد خطاهم لما فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الذكرى على العالم أجمع باليمن والبركة والتوفيق .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .
وكل عام والجميع بخير
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
الاحتفال بالمولد النبوي منها وهو من البدع المحدثه
وانظر الفتوى بهذا الخصوص……
ان الذي يحتفِل بالموالد أو المناسبات المتعلِّقة بالدِّين ، ويَرى أنه على خير فقد أساء الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع أصحابه رضي الله عنهم .
كيف ؟
النبي صلى الله عليه وسلم قد بلّغ البلاغ المبين ، وأصحابه اقتَفَوا أثَرَه ، فالذي يفعل فعلا يَرى أنه قُربَة طاعة – يَرى أنه سَبَق إلى ما لم يسبق إليه نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
قال الإمام مالك رحمه الله : مَن ابْتَدع في الدِّين بِدْعة ، فرآها حَسَنة ، فقد اتََّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) ، فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا . اهـ .
أي : أنه يُسيء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكأنه يستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفاعِل ذلك يَرى أنه أحرص على الخير من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل القرون الفاضلة .
قال أبو هريرة رضي الله عنه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : وكانوا أحرص شيء على الخير . رواه البخاري .
بل وكانوا أبعد الناس عن البِدَع والْمُحدَثَات ؛ لأنهم يَرون أن الوقوف مع الأثر حَتْم لازِم ، بل وسلامة من الزيغ .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : اتَّـبِعوا ولا تَبْتَدِعوا ؛ فقد كُفِيتم . رواه الدارمي .
وقال رضي الله عنه : إنا نَقْتَدِي ولا نَبْتَدِي ، ونَتَّبِع ولا نبتدع ، ولن نَضِلّ ما تَمَسَّكْنا بِالأثر . رواه اللالكائي .
وقال رضي الله عنه : عليكم بِالعِلْم قبل أن يُقبض ، وقَبْضه أن يَذْهب أهله – أو قال أصحابه- وقال : عليكم بِالعِلْم ، فإن أحدكم لا يَدْرِي متى يُفْتَقر إليه ، أو يُفْتَقَر إلى ما عنده ، وإنكم ستجدون أقواما يَزْعمون أنهم يَدْعونكم إلى كتاب الله وقد نَبَذوه وراء ظهورهم ، فَعَليكم بِالعِلْم وإياكم والـتَّبَدع ، وإياكم والـتَّنَطّع ، وإياكم والتعمق ، وعليكم بِالعَتِيق . رواه اللالكائي .
والمقصود بـ " العَتِيق" أي : الأمْر الأول الذي مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه .
وهو سَبيل النجاة ، ولذا لَمِّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلاَّ ملة واحدة . قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي . رواه الترمذي وغيره .
ولدينا قاعدة عامة وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا وهي قوله صلى الله عليه وسلم مُحذِّرا أمّته : إياكم والأمور المحدثات ، فإن كل بدعة ضلالة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خَطَب قال : أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هَدي محمد ، وشَـرّ الأمور مُحْدَثاتها ، وكل بدعة ضلالة . رواه مسلم
ومعلوم أن ( كلّ ) مِن ألفاظ العموم ، فمن أخرج شيئا من هذا العموم ، فعليه الدليل .
ثم إن في ذلك القول سوء أدب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم .
كيف ؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " كل بدعة ضلالة " ثم يأتي من يستدرك عليه ! ويقول : لا ، ليست كل بدعة ضلالة !
ويقول : " شَرّ الأمور مُحْدَثاتها " ثم يأتي من يقول : ليس كل مُحدَثَة في الدِّين شرّ !
وأما كلام العالِم فَـيُحتَّج له ولا يُحتَجّ به ، بِخلاف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه يُحتَجّ به .
فالذي يَحتجّ بِكلام عالِم يُقابِله شخص آخر يحتجّ بِكلام عالِم مُخالِف ..
وإذا اخْتَلَف أهل العِلم في مسألة فالفيصل فيها هو الأثَر .
وقد وقع الخلاف حول تقسيم البِدع إلى الأقسام الخمسة ، وقابَل ذلك القَول ، القول بأنه لا بِدعة إلاَّ وهي مذمومة إذا تعلّقت بالدِّين .
والقول بأن البِدع كلها مذمومة هو القول الذي دلَّت عليه الأدلة ، كقوله صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " .
وقوله عليه الصلاة والسلام : مَن أحْدَث في أمْرنا هذا ما ليس منه ، فهو رَدّ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رَدّ .
ثم إن مِن شُروط قبول العمل أن يكون على السُّـنّـة ، والبِدع ليست على السّنة بل هي مُخَالِفة للسنة .
والله تعالى اعلم
الشيخ/عبد الرحمن السحيم
اللهم صل على محمد
استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله