السفينة المصرية “m v Suez” كانت متجهة فى 22 يوليو 2024 إلى أحد موانئ إريتريا قادمة من دولة باكستان، وتحمل على متنها شحنة أسمنت، بالإضافة إلى طاقهما المكون من 22 بحارا من بينهم 11 مصريا من محافظات مختلفة وكذلك جنسيات أخرى 4 من باكستان، و5 هنود، و1 سيرلنكى، وخلال مرورهم بخليج عدن، ترصدهم قراصنة صوماليون واختطفوهم مطالبين بفدية لإطلاق سراحهم، وظلت الأمور معلقة طيلة 11 شهرا، بسبب ضعف تفاوض وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط، حسبما أكد البحارة مطالبين الحكومة المصرية بتعويضهم عن الفترة الماضية التى عانوا خلالها.
وبعد مفاوضات مع القراصنة تدخلت فيها العديد من الجهات المعنية والشركة المالكة للسفينة “m v Suez”، بالإضافة إلى الحكومة الباكستانية تم التنسيق مع قيادة القوات الأوروبية بمدينة (نورث وود)، وأطلق سراح البحارة يوم الاثنين قبل الماضى، بعد دفع فدية 2 مليون دولار وفى طريق عودتهم صادفهم سوء الحظ للمرة الثانية، حيث حاول قراصنة آخرون اختطافهم مرة أخرى إلا أنهم نجحوا فى الإفلات.
وتستكمل سلسلة سوء الحظ مسيرتها معهم وبالقرب من سواحل عمان، حيث حدث للسفينة عطل مفاجئ أدى إلى غرقها، وتم إنقاذهم من قبل السلطات الباكستانية وتم عودتهم على متن سفينة حربية باكستانية لتأمين وصولهم إلى عمان.
إبراهيم محمد الوكيل ضابط بالسفينة يروى لـ”اليوم السابع” رحلة الاختطاف: فى يوليو 2024 كنا متجهين من باكستان إلى أحد موانئ إريتريا وعلى متن السفينة شحنة أسمنت، وفى طريقنا وعلى مقربة من السواحل الصومالية فوجئنا بهجوم من القراصنة فجر 1 أغسطس 2024، إلا أننا قاومناهم وفى صباح اليوم التالى عاودوا الهجوم مرة أخرى استغثنا بسفن مقاربة لسفينتنا، إلا أن القراصنة هددوهم ونجحوا فى اختطافنا وأخذونا على بعد 40 ميلا من الساحل الصومالى وقطعوا الاتصال عن السفينة.
أضاف الوكيل: “اتصل القراصنة بالمالك للمطالبة بفدية إلا أنه قال لهم لا يمكننى دفع أكثر من 200 ألف دولار، فحاولوا مرة أخرى فرفع المبلغ إلى 500 ألف دولار إلا أن هذا الكلام لم يلاقى قبول عندهم فقرروا التخلص منا، فحدث انقسام بينهم وظل مالك السفينة لمدة شهرين متصلين لا يرد عليهم وبعد هذه المدة تمت زيادة المبلغ إلى مليون دولار، إلا أنهم رفضوا ومرت الأيام وتحدد أكثر من موعد لتسليم الفدية بعدما بلغت 2 مليون دولار إلى أن تم تسليمها فى 13 يونيو وتم الإفراج عنا، مضيفا: “المالك كان يرغب فى الحصول على قيمة التأمين فقد كان دوماً يؤكد للقراصنة بأنه لا يريد المركب ولا الشحنة المحملة بها”. ويستكمل: “كنا بنرن على تليفونات أهلنا وهم يتصلوا بينا”.
وعن الطعام الذى كان يتم تقديمه قال الوكيل: “كنا نقوم بإعداد الطعام لأنفسنا كنا نشرب مياه مالحة وبعد أن جاء الشتاء قمنا بتخزين مياه الأمطار التى هطلت أعلى سطح المنزل الذى تم احتجازنا فيه، على الرغم من أنها لم تكن تصلح فقد كان القراصنة “يتبولون” عليه لكن هذه المياه كانت أفضل من “مياه البحر”.
يضيف الوكيل: “بعد أن تم إطلاق سراحنا رفض مالك السفينة استئجار سفينة حربية لتأميننا فى البحر، لأن المكان الذى كنا نتواجد فيه معروف بتواجد القراصنة فيه، وعدم تأمينا كان سيؤدى لاختطافنا مرة أخرى فقد هاجمنا قراصنة صوماليون مرة أخرى إلا أننا قاومناهم وقامت الحكومة الباكستانية بتأميننا بسفينة حربية – وفى البحر اكتشفنا أن الوقود سينفذ فأرسلنا استغاثة للمالك، وأكد بأن سيرسل لنا إمداد عبر لانش من “ميناء صلالة العمانى”، لكنه تركنا 24 ساعة وهو ما جعل السفينة الحربية الباكستانية تنقلنا على متنها. مضيفا: “سنقاضى مالك العبارة لتقصيره فى حقنا”.
يذكر أن العائدين هم عادل أحمد فؤاد ومحمد غريب محمد وهانى عبد العال محمد وكمال أحمد كمال الشافعى وعبد الرحيم محمد فريد، وإبراهيم السيد إبراهيم ووائل محمد صالح، والسيد أحمد أمين وسعدان رشدى عبد الرحمن، وإبراهيم محمد على الوكيل، والسيد أحمد جابر.